حوار المناضل عبدالله حسن مع نائب قائد المنطقة الثالثة القائد حامد صالح (2)
8-Aug-2016
عدوليس ـ ملبورن
ويواصل القائد حامد صالح إفاداته للمناضل عبدالله حسن ويقول :” بعد إكمال مهمتي في مصوع عدت أدراجي الي بركة ، ومنها دخلت كسلا والتقيت بالشهيد عثمان صالح سبي وكان هذا سنة 1964م قدمت تقريري للشهيد عثمان وقفلت عائدا للميدان ملتحقا بوحدتي العسكرية “. وردا علي سؤال عن السيرة الذاتية للمناضل عثمان آدم الذي ألتقى به برفقة الشهيد طاهر سالم يورد المناضل حامد المعلومات الآتية : ” الشهيد عثمان ادم هو من قوات البوليس التحق هو وزميله الشهيد علي احمد من مركز (انجحاي) ببركا في بدايات الكفاح
المسلح واستشهد في معركة دمبلاس بتاريخ 8/2/1964م قبل تكوين المناطق واستشهدوا معه حسين شاقي وهو أيضا من البوليس ، والشهيد عبدالوهاب فتوي أول شهيد من دورتنا العسكرية .اما علي احمد استشهد في قطيتاي ( خور بين مسيام وعد كوكوي ) بتاريخ 20/4/1964م ومعه الشهيد عمر ناصر شوم وهو ايضا من البوليس الذين خرجوا بسلاحهم من مصوع الي الميدان” .ويضيف المناضل حامد متذكرا تلك المرحلة قائلا “بأن الكثيرون يعلمون عن دور المناضلين القدامى اللذين التحقوا بالميدان في سنة 1962م وبالذات ممن كانوا في صفوف الجيش السوداني وما كان لهم من الخبرة العسكرية في القيادة والتدريب والقتال الخ. وكانوا يشكلون اللبنة الاولى لعامل الصمود والاستمرارية لشرارة الثورة وجيش التحرير عموما ونذكر منهم الشهداء الاتية اسمائهم :-1. طاهر سالم2.محمد ادريس حاج 3.محمد عمر عبدالله ( ابوطيارة )4.عمر حامد ازاز 5.عثمان ابوشنب 6.ادم حامد قندفل 7.محمد علي ابورجيلة 8.عمر دامر9.حامد جمع همد — واخرين … ومع هذه الثلة لعبت العناصر التي إلتحقت من الشرطة الإريترية دورا تاريخيا امثال الشهيد عثمان ادم وعلي احمد وعمردين محمد يوسف بدعم للنواة الاولي للثورة بالسلاح والخبرة، فقد إلتحق الشهيدين عثمان ادم وعلي احمد الي الثورة وبحوزتهم اربعة قطعة سلاح ابو عشرة ورشاش انجليزي ( برين ) واحد وكان سلاحا نادرا ومهما في تلك الفترة ، وكانوا ايضا يمتلكون التجربة العسكرية التي كانت الثورة في امس الحاجة اليها . وهذه الكوكبة من الشهداء واخرين من البوليس الاريتري أذكر منهم الشهيدين محمد سعيد شمسي وعمر ناصر شوم وهم من التحقوا الي الميدان من مركز للبوليس من مصوع سنة 1963م ومعهم مجموعة من البوليس واخرين خارج البوليس . و أذكر هنا ان الشهيد شمسي هو من قاد الهجوم علي مركز شعب في 1965م واستشهد فيه . وايضا أذكر بفخر المجموعة التي انضمت للثورة بقيادة عمر دين محمد يوسف من مركز بوليس (بوشوكا) بتاريخ 7/7/1963م الي الثورة بكمية كبيرة من الاسلحة والذخائر وقد لعب سلاحهم هذا دورا كبيرا في وقت لاحق من نفس الفترة ففي شهر 9/1963 شارك هذا السلاح في انجاح عملية مركز (هيكوتا)المشهورة التي غنم فيها الثوار اكثر من 40 قطعة سلاح ورشاش . وايضا أتذكر الشهيد محمد ياسين الحاج صالح اسماعيل من حرس المالية الذي انضم الي الثوار من تكومبيا بتاريخ 24/4/1964م وبحوزته 4 بندقية ابو عشرة وكمية من الذخائر . وهذه الفترات كانت حتي الطلقة الواحدة تعني الكثير للثوار، ولا يفوتني هنا ان أذكر ايضا عدد من افراد البوليس اللذين انضموا الي الثوار بسلاحهم او بدون سلاح سوي كانت في نفس الفترة او بعدها . امثال الشهيد حسين شاقي ، احمدين اسماعيل ، الحاج موسى ، رمضان موس احمدين ، ومالك ادنى … الخ. في تلك الفترة التاريخية فقد العدو الثقة في البوليس الاريتري بسبب التحاقهم الفردي والجماعي بسلاحهم الي الجبهة من مناطق مختلفة من اريتريا وقاموا بتصريح أعداد كبيرة من افراد البوليس من الخدمة وتم نقل اعداد كبيرة اخري الي اثيوبيا بحجة التغيير ولا زالت بعض اسرهم موجودة هناك حتي الان” . وحول كانت تشكيل الوحدات عند انضمامك اليها وماذا عن المواجهات الاولي مع العدو وماهي الصعوبات التي كانت تواجه الثوار في تلك الفترة يقول : “اعلى وحدة عسكرية في تلك الفترة كانت (الفصيلة ) ثم وحدات أصغر المجموعة . اما عن الصعوبات كما هو معلوم في بداية الثورة المسلحة كانت صعوبات عديدة في مقدمتها عدم توفر السلاح الكافي والرجال المدربين ومعظم الاسلحة كانت اسلحة عتيقة مثل ابو خمسة وابو عشرة وأبو ستة وقليل من القنابل الايطالية القديمة وعدد كبير كان ( كولي ) أي رجال دون سلاح . و كما كانت الملاحقات المستمرة من قبل قوات العدو المنتشرة فيكل أنحاء اريتريا. ولكن بفضل صمود وتضحيات الرعيل الاول وفي مقدمتهم القيادة الحكيمة للقائد الشهيد حامد ادريس عواتي كانت الثورة تتخطي كل الصعاب ،وكانت هناك مواجهات عنيفة مع العدو منذ انطلاق الطلقة الاولي حتي قيام المناطق العسكرية سجلوا فيها الثوار اروع امثلة للصمود والتضحية رغم كل المحن وخاضوا عشرات المعارك والكمائن والعمليات الفدائية داخل المدن والحقوا بالعدو خسائر كبيرة في الارواح والعتاد وادخلوا الرعب والفزع في نفوسه ، ومعظم الهجمات كانت تستهدفت مراكز البوليس التي كانت منشرة في كل إريتريا ومواجهات أخرى مع القوات التي كانت تسمي القوات الميدانية (Field Force) . واشهر هذه المعارك معركة حلحل ، ومركز قونيو ، قرست ، قلوج ، تمرات ، بارنتو وعدد من منطاق اقليم عنسبا . ومعركة باب جنقرين (بلقت) ، اروتا , همبول , هبرو طعدا وفي مناطق مختلفة من بركة لعال والقاش . وكذلك عملية هيكوتا النوعية والمشهورة في شهر 9/ 1963م التي استولى فيها الثوار علي اكثر من 40 قطعة سلاح وعملية منصورة ، وعمليات فدائية اشهرها عملية اغردات وعملية مطار اسمرا المشهورة . ايضا معركة تقوروبا 1964 م التي وجه فيها العدو لأول مرة الجيش النظامي المعروف بالأمهرية بـ ( الطور سراويت ) بهدف القضاء علي الثورة في مهدها والنتيجة كانت عكس ذلك حيث هزم العدو المدجج بالأسلحة والجنود وتكبد خسائر بشرية قدرت بـ 84 قتيل و 22 جريح واستشهد من الثوار 17 وجرح 3 . وهكذا استطاعت الثورة كبح جماح العدو بصمودها وضرباتها الموجعة رغم النواقص الكثيرة في العتاد والقوة البشرية ثم استطاعت ان تتسلح من العدو وتنتصر في معظم مواجهاتها ، والفضل الاكبر ايضا يعود الي تلاحم الشعب مع ثورته وحمايته لها ، وفشلت سياسة العدو التي كانت تهدف الي ادخال الرعب في الجماهير واثنائها من تأييد الثورة وذلك بالتمثيل بجثامين الشهداء في الساحات العامة في المدن الرئيسية ، كما شملت العمليات التي حاول العدو الإثيوبي من خلالها أدخال الرعب في نفوس الشعب الإريتري قتل وسجن وتعذيب المتعاونين مع الثورة الخ. . وعكس ما كان يستهدف العدو بدأت عمليات دعم الشعب وترابطه بالثورة تتصاعد وتتطور مما دفع الجيش الإثيوبي من يتخذ التدابير اللازمة أثناء تحركاته ، كما شرع في خلق قوة جديدة بالإضافة الي جيشه النظامي الذي كان يتواجد في اريتريا . تبع ذلك توسع في الخلايا السرية في المدن والارياف الاريترية وكانت الجماهير تتناقل اخبار هذه المعارك في كافة انحاء اريتريا . وجل اهتمام العدو في تلك المرحلة كان منصبا حول كيفية تصفية هذه القوة التي كانت تتواجد في مناطق محددة من اريتريا وعموما وغرب اريتريا على وجه الخصوص ، وفي منتصف سنة 1965م قررت قيادة الجبهة تكوين المناطق العسكرية”. ويشرح المناضل حامد صالح نائب قائد المنطقة الثالثة الأهداف العامة لتطبيق نظام المناطق والأسس التي قامت على أساسها ويقول “الاهداف التي شرحت لنا اثناء التكوين كانت محددة وهي : تحقيق هدف انتشار الثورة في كل انحاء اريتريا وتعبئة الجماهير للالتفاف حول ثورتها وتشتيت قوات العدو وخلق واقع اعلامي يؤكد وجود الثورة الاريترية للرأي العام العالمي من خلال القيام بالعمليات العسكرية في مواقع مختلفة من اريتريا . ولم يكن هناك تفكير قبلي او ديني . وكان هناك شيء واضح اتذكره وهو ان القيادة رأت الأخذ بعين الإعتبار أهمية تعيين احد ابناء المنطقة علي راس كل منطقة لأهمية ذلك في معرفة طبيعة المنطقة وشعبها ولتسهيل انجاح الاهداف المراد تحقيقها ، اما التطورات السلبية التي واكبت العمل في المناطق لاحقا فهذا موضوع آخر . وهكذا تم ايضا تعيين (القيادة الثورية) و تتولي مسؤولية ا والاشراف علي جميع المناطق وكان مقرها كسلا . ثم شكلت هيئة التدريب لتتولي مهمة تدريب المستجدين ليتم توزيعهم الي كل المناطق بقيادة الشهيد عمر دامر ولكن بعد فترة بسيطة توقف عملها بأسباب مختلفة . وتقسيم المناطق تم بتاريخ 24/8/1965م في منطقة (ماريا ظلام ) وتحديدا بمنطقة (يكارع) . وشكلت لكل منطقة ثلاثة فصائل ،والمناطق الثالثة تكونت كالآتي : اما قيادة المنطقة كانت تتكون من الاتية اسمائهم :-1.عبدالكريم احمد – قائد المنطقة – نائبه حامد جمع همد2. سيوم عقبانكئيل – المفوض السياسي – ونائبه محمد برهان بلاتا.3.احمد ابراهيم محمد – أمين الاستخبارات العسكرية 4.محمد برهان نجاش ( ودي نجاش ) – الامين المالي للمنطقة 5.حسين دافر – الامين الصحي للمنطقة كما تشكلت وحداتها العسكرية كالآتي :1.الفصيلة الاولي – قائدها حامد صالح – وينوب عنه عبده ياديتا2. ” الثانية – ” محمد نقوس بهتا – وينوب عنه هبتي تخلو3. ” الثالثة – ” سلومون ……. – وينوب عنه عمر يحيلم اتذكر اسم سلومون بالكامل وبعد فترة من تعيينه مرض ودخل السودان للعلاج واستشهد في الخرطوم .بعد التشكيل مباشرة دخل سيوم مدينة اسمرة برفقة زميله الشهيد ولدداويت تمسقن بمهمة عمل بتوجيه من القيادة الثورية وقبل وصولهم الي المنطقة في سنة 1965م تم القبض عليهم من قبل العدو في اسمرة وكانوا في السجن الي ان تم اخراجهم من السجن في عملية سجن سمبل المشهورة للجبهة في سنة 1975م. من ناحية التسليح كل فصيلة كان لها رشاش واحد انجليزي او ايطالي اما الاسلحة الفردية كانت ابو عشرات وابو خمسة وابو سته وبعد القطع الفردية الأخرى وبعض الاعداد المحدودة من (الاستينات) الانجليزية وقطعة سلاح ابو ثمانية واحدة التي سلبت من العدو والقنابل اليدوية ومعظمها ايطالية وقرينيت . حددت الميزانية لكل منطقة وتقرر ان تعتمد كل منطقة علي مواردها الذاتية على ان ترفع جميع التقارير الي القيادة الثورية واتجهت كل منطقة الي المنطقة المحددة لها . وبخصوص التوجه الي المنطقة كانت خطتنا تعتمد علي ان نجعل خلفيتنا أعالي إقليم بركا وندخل عبر مناطق الجنوبية دمبلاس ، قوحين الخ. ثم الانتشار في مناطق سراي واكلي قوزاي الخ. ودخلنا مباشرة في المعارك مع العدو التي لم يتوقف تحركه لضرب الثورة حتي قبل قيام المنطقة الثالثة. في هذه المناطق التي تحادد إقليم لبركة والتي خاضت فيها قوات الجبهة الاولي معارك مشهورة واستشهدوا فيها ابطال ذكرنا اسمائهم سلفا. وهكذا توالت المعارك والمواجهات بيننا وبين قوات العدو …… ونواصل .