أخبار

ماذا يفعل أسياس أفورقي في الخرطوم؟

9-May-2014

عدوليس ـ نقلا عن الزميلة مبادرة

تحليل إخباري وصل الرئيس أسياس أفورقي بالأمس ( 8 مايو) إلى الخرطوم في زيارة عمل تستغر 3 أيام ودخل فور وصوله في اجتماع مع الرئيس السوداني عمر البشير. هذه هي الزيارة الثانية لأفورقي لهذا البلد خلال أقل من 3 أشهر حيث وصله في السابقة عن طريق البر والتقى الرئيس السوداني واكتفي بزيارة الإقليم الشرقي. وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد قام بزيارة إلى إريتريا في يناير الماضي وهو رئيس الدولة الوحيد الذي يزور إريتريا منذ عدة سنوات.مع أن التصريحات الرسمية للمسؤولين تحدثت عن مشروعات وزيارات سيقوم بها أفورقي لمنشآت صناعية سودانية مثل مصفاة الجيلي في شمال الخرطوم الإ أن طبيعة العلاقة بين الحكومتين وزيارة مدير المخابرات السوداينة محمد عطا لأسمرا قبل زيارة أفورقي بيومين تؤشران إلى أن الطابع الأمني سيكون هو الغالب في مناقشة الرئيسين ومسؤولي البلدين.

دون إغفال الأهداف الأخرى للزيارة مثل مواصلة مشروعات الطريق البري، توصيل الخط الناقل للكهرباء وأية مشروعات اقتصادية أو تنموية أخرى الإ أن الهواجس الأمنية للسودان ستكون هي القضية الرئيسة في هذه الزيارة. أفورقي يدرك إن الورقة الأمنية هي سلاحه في مواجهة حكومة الإنقاذ وهو يمارس الابتزاز ضد هذه الحكومة منذ سنوات للحصول على حاجته من النفط والمواد الأخرى بأسعار زهيدة وليضمن تقييدها أي نشاط للمعارضة الإريترية. ويدرك أسياس، الذي أجاد في الماضي اللعب على التناقضات الإقليمية، حساسية موقع شرق السودان في خارطة البلاد والاستهداف الإقليمي والدولي لهذه المنطقة ولحد ما التوترات الداخلية وسط السكان بسبب المعاناة والحرمان. ويبدو الآن أن لدى الرجل أوراق جديدة سيلوح بها في وجه مضيفه وهي غالباً ما تتعلق بالتوتر الصامت بين السودان ومصر بسبب موقف الأول المؤيد لبناء إثيوبيا سد النهضة ودعم السعودية وأغلب دول الخليج للنظام المصري الجديد. هذا التطور بجانب الحرب الأهلية في جنوب السودان زاد من مساحة المناورة الإقليمية لدى أفورقي خصوصاً وهو ليس ببعيد من لعبة الصراع الإيراني – الإسرائيلي في البحر الأحمر ويدرك عمق التوجس السعودي من الدور الإيراني في الإقليم خصوصاً دعم الحوثيين في اليمن. كل هذه الأوراق ستشجع أسياس ليطالب مضيفيه بثمن أكبر مقابل دوره كحارس للبوابة الشرقية للسودان أو على الأقل مقابل أن لا ينخرط في أي نشاط ضد السودان وهو ما قد لا يكون بمقدور السودان دفعه بسبب الضائقة الاقتصادية التي يمر بها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى