في حوار مع الأستاذ محمد نور أحمد السفير الإرتري السابق في الصين ( 2 – 2 ) :
1-Mar-2006
المركز
الغرب لم يجد البديل المناسب للنظام القائم في إرتريا حتى الآن حاوره في الخرطوم : جمال همد
الحوار مع الأستاذ محمد نور احمد عضو سكرتارية الحزب الديمقراطي دائما ما يكون ممتعا لكون الرجل يعتبر مخزناً للمعلومات وقد رافق مسيرة النضال الارتري منذ السنوات الاولى وعاصر عدة اجيال وشارك في الكثير من الوقائع التي مرت بها الثورة الارترية . في الجز الأول من الحوار حدثنا الأستاذ محمدنور عن أسباب حرب السنتين وتداعياتها من وجهة نظر الحزب الديمقراطي الارتري وما يمكن ان تؤول اليه الامور اذا استمرت حالة اللا حرب واللاسلم . في هذا الجزء من الحوار يحدثنا عن حالة الصمت والتجاهل من قبل الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة تجاه الاوضاع في ارتريا وخاصة بعد الفضائح المتكررة لحالة حقوق الانسان في ارتريا من خلال تقارير المنظمات الحقوقية الدولية او تقارير وزارة الخارجية الامريكية فإلى الحوار :س/ الكثير من المراقبين في حيرة من أمرهم تجاه الصمت الامريكي والاوروبي من الأوضاع في ارتريا فأمريكا التي تقيم الارض ولاتقعدها في مكان ما في العالم منددة بملف حقوق الانسان والحكم الرشيد تلتزم الصمت تجاه ملفات حقوق الانسان والحريات العامة في ارتريا وكذلك الامر في الاتحاد الاوربي ، مع ان اصوات كثيرة وجهيرة نددت بحالة حقوق الانسان والاوضاع السياسية في ارتريا . السؤال بماذا تفسرون ذلك ؟ج/ لوعدنا للوراء لفترة العام 1993م وهو عام استقلال ارتريا الولايات المتحدة الامريكية كانت تواجه مشكلة ماسمي حينها بالتطرف الديني والحرب على الارهاب الدولي ، فمن المعروف وبانتهاء الحرب في افغانستان عاد الكثير ممن سمي بالافغان العرب الى اوطانهم وأثاروا الكثير من المشكلات وجزء منهم كان في الخرطوم وعلى رأسهم بن لادن وكان هنالك نوع من التعاطف مع التيار الاسلامي الارتري . في تلك الفترة حدثت احداث كثيرة منها محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا وتفجيرات دار السلام ونيروبي … الخ وكان الامريكان يبحثون عن حلفاء لهم في النطقة لأن ذلك هدد مصالحهم ، وكان اسياس ضمن هؤلاء الحلفاء وتردد جينها ان هنالك قيادات افريقية شابة تعبر عن أمل افريقيا في الازدهار وتمثلت تلك القيادات في ملس زيناوي ويوري موسفيني وبول كيغامي وبالطبع اسياس افورقي وكلنا يذكر زيارة الرئيس الامريكي بيل كلينتون لكمبالا حيث التقى بهؤلاء الزعماء بأستثناء اسياس افورقي. هذا الحزام اقيم لمواجهة ما سمي بالتطرف الديني في تلك الفترة وكانت الإشارة للخرطوم باعتبارها البؤرة التي ينطلق منها التطرف الديني . مازالت هذه المسألة توجد في الذهن الغربي الاوربي وذهن الولايات المتحدة الامريكي ايضا . واسياس بالرغم من سوء المعاملة التي عاملهم بها كإعتقال الموظفين الارتريين في السفارة الامريكية واتهمهم بأنهم عملاء ( للسي آي ا ) ، وكثيراً ما يتناول الإدارة الامريكية بنقد لاذع لازالت الولايات المتحدة الامريكية تعتقد ان اسياس على اقل تقدير سوف يمنع من قيام بؤرة للتطرف الديني في ارتريا بحكم ديانته المسيحية خاصة وأنه دائم الشكوى من انه ضحية للتطرف الديني وبغض النظر لمقدرته الآن فإنه يشكل صمام أمان اما قيام تطرف ديني في بلاده في ذهن الغرب الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية مع انهم يرون فيه الدكتاتور الذي لايحترم حقوق الانسان وناقض لاتفاقية كوتونو الموقع عليها في العام 2000م والتي يتعهد فيها باحترام حقوق الانسان واقامة الحكم الرشيد .. الخ من نصوص الاتفاقية .هذا بالمقابل حتى الآن لم يجد الغرب والولايات المتحدة البديل المناسب لهذا النظام أي البديل الديمقراطي ، لان المعارضة الارترية لازالت في طور التكوين وحتى الآن خطابها السياسي والديمقراطي ليس بالوضوح الكافي لاقناع المجتمع الدولي لكي يتقبلها كبديل ، ربما من وجهة نظري هذه هي الاسباب وقد تكون هناك اسباب أخرى اجهلها .س/ هنالك مقولة مفادها اذا انت لم تقدم نفسك بشكل جيد للآخرين هنالك من يتبرع بذلك وبالشكل الذي يراه مناسبا أو على طريقته . هل استطاعت المعارضة الارترية طوال هذه الفترة ان تعرِّف بنفسها بشكل جيد للآخرين ، ام انها حصرت نفسها في دول حلف صنعاء فقط ؟ج/ اعتقد ان المعارضة الارترية لم تقدم نفسها للمجتمع الدولي ، فحتى الآن لاتمتلك اية علاقات مع منظمات المجتمع المدني العالمية أو مع مجموعات الضغط أو مع الصحافة العالمية أو مع شخصيات مؤثرة على القرار في الدول الاوربية ومع ذلك بالتأكيد هنالك بعض الاجتهادات من هذا التنظيم أو ذلك ولكن تظل محاولات محصورة ،وفي اعتقادي ان المعارضة الارترية لم تقم بما يجب ان تقوم به حتى الآن وانها وصلت لمستوى هذا الدور ربما لحداثة تجربتها في هذا المجال ، ومع ذلك هنالك اجتهادات لا نقول أنها كبيرة ولكنها هامة في هذا الاتجاه وربما في المستقبل القريب تؤتي أكلها وتصل للمواقع التي يجب الوصول اليها ككتلة ، اما كتنظيمات واحزاب هنالك خطوات فنحن كحزب ديمقراطي لنا اتصالات وعلاقات في الولايات المتحدة واوربا وكذلك الحركة الشعبية الارترية لها انشطتها المماثلة . كل ذلك عمل ايجابي ولكن ليس كافيا بالقطع لاجراء تحول كبير في الرأي العام العالمي باتجاه المعارضة الارترية .