حوارات

نقاش عثمان …هذا ما حدث في لقاء أديس ابابا

إثارة زيارة رئيس المجلس الوطني للتغيير الديمقراطي للعاصمة الاثيوبية أديس أبابا الكثير من ردود الأفعال في الاوساط السياسية الاريترية ومنصات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي .
لايضاح الصورة وتقريب المشهد جلست عدوليس مع نقاش عثمان رئيس المجلس وكانت الحصيلة هذه الافادات.
حاوره : جمال همد

ما هي حيثيات التحول الاثيوبي من علاقة فوق عادية مع اسمرا إلى لقاء أكبر تحالف اريتري معارض؟

  • كما تعلم، أن العلاقة التي بدأت بين النظامين الإرتري والإثيوبي في عام 2018، تجاوزت شكل العلاقات الطبيعية التي تقوم بين الدول إلى علاقة أشبه بين أقاليم مختلفة في دولة واحدة.. فالزيارات المكوكية المتبادلة بين قيادتي البلدين والتي رافقتها حشد جماهيري من الطرفين، لم تنطلي علينا، حيث كنا نعلم أن لكل طرف دوافعه وأجندته الخاصة في الدخول في تلك العلاقة. وبعد تحقيق كل طرف ما كان يصبو إليه من تلك العلاقة، شاهد العالم فتور العلاقات بين البلدين. وأعتقد أن السبب المباشر لتدهور العلاقة، هو وقف الحرب في تقراي، دون أن يحقق إسياس ما كان يطمح له من اقتلاع وياني تقراي من جذورها، ومن ثم بناء علاقات متميزة مع الحكومة الفيدرالية الإثيوبية. وقد زادت الطينة بلة بعد توقيع اتفاقية “بريتوريا” بين الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا والجبهة الشعبية لتحرير تقراي (وياني)، في تغييب متعمد لنظام إسياس من قبل الحكومة الإثيوبية. وقد تابعنا جميعًا الحملات التي قامت بها أجهزة نظام إسياس ضد الاتفاقية، إلا أن الطرف الإثيوبي تجاهل تلك الحملات بدعم من اللاعبين الأساسيين على المسرح السياسي الدولي. وكرد فعل لهذا التجاهل رفع النظام الإرتري من مستوى دعمه اللوجستي لقوات “فانو” الأمهرية المعادية لحكومة أبي أحمد. ثم تطور الأمر إلى التحالف الجديد المعروف بـ “ظمدو” بين نظام إسياس وجناح من وياني تقراي بقيادة “دبري ظيون”. ويبدو أن كل هذه الأسباب وغيرها من التحالفات الإقليمية الأخرى التي أقامها إسياس، دفعت إثيوبيا للالتفات إلى قوى المقاومة الإرترية وعلى رأسها المجلس الوطني الإرتري.

  • ما هو مستوى اللقاء الذي تم بينكم وبين مسؤولي الحكومة الفيدرالية الاثيوبية؟
  • التقى وفد المجلس الوطني الإرتري بكبار المسؤولين في الحكومة الفيدرالية الإثيوبية، وكذلك مع بعض أعضاء البرلمان وشخصيات بارزة في منظمات مدنية.

  • هل هي زيارة استكشاف مواقف كما تداول ام ان هناك خطوات عملية تمت على الارض؟
  • هي بالفعل زيارة استكشافية، إلا أنني لمست في المحادثات التي أجراها وفدنا بأن هذه الخطوة ستعقبها نتائج ملموسة على الأرض. ومن السابق لأوانه الحديث عن النتائج التفصيلية للزيارة، إلا أنني أستطيع أن أقول بأنها كانت ناجحة.
    يتردد ان هناك جهود بذلت من شخصية اريترية لإتمام هذا اللقاء هل هذا صحيح؟
  • هذا تخمينات من بعض من رددوا مثل هذا الكلام، إلا أنني أؤكد على أن هذا الكلام غير صحيح بالمرة، وأن التواصل بين الجهات الإثيوبية وقيادة المجلس الوطني تمت مباشرة، وهي استمرار للتواصل مع المجلس الوطني في فترات سابقة. ومع ذلك فليت كل الشخصيات الإرترية تلعب دورها أينما كانت في فتح القنوات الدبلوماسية والسياسية للمجلس الوطني الإرتري. هذا الكلام قيل من البعض في سياق محاولة للتقليل من شأن المجلس الوطني الإرتري لتصفية حسابات بخصوص موقفنا إبان الحرب التي دارت في تقراي، ولا أود الخوص في التفاصيل لأن الوقت الآن ليس مناسبًا للخوض فيها.

  • في ظل نذر الحرب والتصريحات الاثيوبية الرسمية والاعلامية القريبة من الحكم التي تشكك في السيادة الارترية والوصول عنوة إلى البحر الأحمر، ألا تخشون من عواقب مثل هذا الاتصال؟
  • كما يعرف القاصي والداني، فإن المجلس الوطني الإرتري ظل ينتقد بشدة التصريحات الإثيوبية الرسمية منها والإعلامية بشأن التشكيك في السيادة الإرترية وامتلاك منفذ بحري سلمًا أو عبر استخدام القوة. ويمكن للجميع أن يراجعوا تصريحاتنا وبياناتنا بهذا الخصوص. وقد أثرنا هذا الموضوع في المحادثات التي أجريناها مع المسؤولين الإثيوبيين، وأكدنا لهم على أن شعبنا الإرتري، وفي مقدمته المجلس الوطني الإرتري، يرفض بشدة أية محاولة تستهدف سيادته ووحدة ترابه الوطني بما فيه مياهه وأجوائه. وانتقدنا تصريحاته بهذا الخصوص. وقد أكدوا لنا رسميًّا بأنهم يحترمون سيادة إرتريا ووحدة ترابها، وأن حاجتهم لمنفذ بحري يريدونه على شكل استئجار إن كان من إرتريا أو الدول المجاورة الأخرى. وفي نفس اليوم الذي التقينا به مع المسؤولين الإثيوبيين تحدث رئيس الوزراء الإثيوبية أمام البرلمان الإثيوبي ما يؤكد هذا الكلام.

  • وليس لدينا ما نخشاه في هذا الأمر … فاللقاء مع أي طرف لا يعني البتة الاتفاق حول كل الأمور … فقضايا السيادة ووحدة التراب الإرتري لم نفرط في الماضي ولا يمكن أن نفرط بهما الآن. نحن نتطلع إلى تجاوز مآسي الحقبة الاستعمارية الإثيوبية على بلادنا، وإقامة علاقات تعاون وتكامل وحسن جوار بين كافة دول الجوار مبنية على أساس احترام كل طرف لسيادة البلد الآخر ووحدة ترابه الوطني. أعتقد أن إثيوبيا القديمة التي كانت تسيطر عليها مجموعات بعينها قد تغيرت، والأيام كفيلة بتوضيح هذا الوضع الذي لمسناه.
نقاش عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى