مقالات

2006 ..عام مؤتمرات المعارضة الإرترية : عبدالله محمود

3-Aug-2006

المركز

تعتبر المؤتمرات العامة أعلى درجات الهرم التنظيمي والمرجع الأعلى الوحيد الذي يدير العجلة التنظيمية والفكرية والسياسية للأحزاب والتنظيمات السياسية كما تعتبر الراسم الدوري – وفقاً للوائح وشروط زمنية يتفق عليها – لمستقبل العمل السياسي والبناء التنظيمي..كما تعد المؤتمرات الأسلوب الأمثل للتقييم والتقويم وتعتبر من أرقى الطرائق للتداول السلمي للسلطة وإرساء دعائم الشورى والمؤسسية والشفافية وتجذير مفهوم المحاسبة في المؤسسات والكيانات ،

كما تعد محطة هامة لالتقاط الأنفاس والتزود بالوقود اللازم لمواصلة المسيرة إلى الأمام لتشكل انطلاقة جديدة من أجل ترسيخ التطوير المؤسسي وتدعيمه بإدخال المزيد من الإصلاحات المؤسسية لتعزير الرؤى والسياسات الكلية.ولقد كانت الحاجة ماسة لقيام المؤتمرات العامة للتنظيمات الإرترية في هذه المرحلة المهمة من تاريخ شعبنا وفي ظل تحولات كبرى تمور بها المنطقة فكان لا بد من انعقاد المؤتمرات الدورية في زمنها المحدد من أجل الوقوف على الأخطاء ومعالجة حالات القصور التي قد تكون أسهمت في تحجيم دور المعارضة في النهوض بالمجتمع وحشد طاقاته لمواجهة النظام , وذلك بإجراء مراجعة جادة ومسؤولة لمجمل الظواهر السلبية التي رافقت اداءها, وبالتالي إجراء تقويم موضوعي وواقعي لإعادة تصويب السياسات والتوجهات لتحديد الرؤى والاتجاهات المستقبلية, وإيجاد الصيغ والآليات الكفيلة بتطوير العمل السياسي والتنظيمي في التعامل والتعاطي مع الأحداث والتطورات المحلية والإقليمية والدولية على المستويات كافة‏ .وعام 2006 يمكن اعتباره عام المؤتمرات بالنسبة للمعارضة الإرترية حيث يشهد إنعقاد المؤتمرات التنظيمية لأربع كيانات رئيسية في الساحة الإرترية انعقد منها اثنان خلال الشهر الماضي وسينعقد المتبقي على التوالي ، كما ستشهد انعقاد المؤتمر العام للتحالف الديمقراطي الإرتري الذي تم إدخاله في الهيكل التي التنظيم في اجتماع القيادة المركزية الذي انعقد مؤخراً بالإضافة إلى ملتقى الحوار الوطني المزمع عقده في نهاية العام الجاري ، كل هذه المؤتمرات تعد ظاهرة صحية باعتبار أن المعارضة الإرترية جنحت أخيراً لتطوير بناءها المؤسسي من أجل إنطلاقة كبرى على صعيد المواجهة الشاملة لتخليص الشعب الإرتري من الكابوس الجاثم على صدره لقرابة العقدين من الزمان .مؤتمر المجلس الثوريفقد انعقد في الفترة من 23-27 يوليو 2006م المؤتمر الوطني السادس لجبهة التحرير الإرترية – المجلس الثوري في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ، وتأتي أهمية هذا المؤتمر لأنه ينعقد بعد ظروف عصيبة مر بها المجلس الثوري بعد رحيل رئيسه المناضل سيوم عقبامكئيل ومرض رئيس جهازه التشريعي المناضل ابراهيم محمدعلي ، وقد كان للظروف الأخيرة التي مرت بها المنطقة تأثيرها الواضح حيث أدت إلى تغيير مكان المؤتمر من الخرطوم إلى أديس أبابا ، وأختتم المؤتمر فعالياته بانتخاب مجلس ثوري من ( 33 ) عضواً واختيار ولدي يسوس عمار رئيساً للجنة التنفيذية واستحدث منصب نائب لرئيس اللجنة التنفيذية شغله تسفاي دقيقة ومكتب للشباب والمرأة شغله محمد آدم أرتعه مع إبقاء بقية المكاتب على ما كانت عليه ، وخرج المؤتمر بقرارات هامة على الصعيد الداخلي والوطني حيث قرر تحويل التنظيم إلى حزب خلال عامين وتبنى إقتصاد السوق بدلاً عن الإقتصاد المختلط وقرر إعادة الأراضي التي صادرها النظام إلى أصحابها الأصليين بالطرق السلمية ، هذا وقد انتهج المؤتمر نهجاً جديداً تمثل في دعوة أعضاء من خارج التنظيم من منظمات المجتمع المدني ومراكز الإعلام والدراسات كعضوية مراقبة مما عده المراقبون ترسيخاً للشفافية ، وقد شهد افتتاح المؤتمر وختامه رئيس التحالف الديمقراطي الإرتري ورئيس سكرتارية تجمع صنعاء للتعاون بالإضافة إلى جمع من قيادات المعارضة بأديس أبابا .مؤتمر الحزب الديمقراطيوعلى صعيد متصل انعقد المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الإرتري في الفترة من 25- 29 يوليو 2006م بحضور واسع لممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني الإيطالية والسويدية وأعضاء برلمانات ، واختتم أعماله بانتخاب مجلس مركزي ( جهاز تشريعي ) من 25 عضواً واختيار مسفن حقوس رئيساً للحزب ولجنة تنفيذية مكونة من ( 6 ) أعضاء هم سمري كستي ، حامد ضرار ، د. أسفاو ، محرت قريسوس ،برهاني أدحنوم ، حاج عبدالنور ، وقال الأستاذ محمدنور أحمد عضو المجلس المركزي أن المؤتمر اختتم أعماله بنجاح وأن الحزب خرج بقرارات هامة تهدف إلى تعزيز علاقات الحزب مع قوى المعارضة الإرترية ومع دول الجوار ونفى حدوث تغييرات جذرية في العلاقة بين المعارضة الإرترية والسودان مستدلاً على ذلك بحضور ممثل للحكومة السودانية فعاليات المؤتمر مبيناً أن النظام الإرتري لم يكن جاد في يوم من الأيام وهو في موقف ضعيف ولا يستطيع فرض أراءه لأنه لا يملك أوراق يمارس الضغط من خلالها .من جانبه قال الأستاذ حامد ضرار عضو اللجنة التنفيذية أن المؤتمر أكد على ضرورة تعزيز دور الحزب في التحالف الديمقراطي الإرتري ، يذكر أن الأحزاب الإيطالية المشاركة كشفت عن ضغوط تقوم بها الحكومة الإيطالية بالتعاون مع الأحزاب السياسية وعدد من المنظمات غير الحكومية للنظام الإرتري لوقف الممارسات القمعية وغير الديمقراطية تجاه الشعب الإرتري ، وأعلنت الأحزاب الإيطالية والمنظمات غير الحكومية أثناء مشاركتها في المؤتمر الثاني للحزب الديمقراطي الإرتري المنعقد في بمدينة ميلانو الإيطالية كامل تعاونها من أجل إنهاء معاناة الشعب الإرتري من جراء ممارسات الحكومة القائمة . وذكر البيان الختامي الصادر عن المؤتمر إن الحزب تبنى النضال السلمي واعتبره هو الوسيلة المثلى للتخلص من النظام الديكتاتوري القائم في البلاد كما صادق المؤتمر على برنامج خطة المرحلة الانتقالية التي وضعها الحزب واستغرق إعدادها ودراستهاأكثر من عا م. وأضاف البيان أن الخطة تعطي شعبنا صورةً واضحة من الآن وحتى تشكيل الحكومة الدستورية ، كما قرر المؤتمر تفريغ قيادة الحزب بصورة تامة للقيام بالمهام المنوطة بها كما انتخب إلى جانب المجلس المركزي 3 مراجعين .مؤتمر جبهة الإنقاذ أما جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية التي تعد إطاراً جامعاً لثلاث تنظيمات إرترية هي ( جبهة التحرير الإرترية – المؤتمر الوطني ، الحركة الشعبية الإرترية ، الجبهة الثورية الديمقراطية ( سدقئ ) ) وقد كان من المقرر عقد مؤتمرها التوحيدي خلال يوليو المنصرم إلا أن التطورات التي شهدتها المنطقة قد أدت إلى تأجيل المؤتمر، ثم أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني الإرترية التئام مؤتمرها التوحيدي في الخامس عشر من أغسطس الاري وذلك في بيان صادر عن الاجتماع الطارئ للمكتب التنفيذي الذي انعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة من 16 – 21 يوليو الجاري . وقال البيان إن ظروفاً طارئة حالت دون انعقاده خلال يوليو الجاري في السودان متوجهاً بشكره لدول الجوار ( على دعمها السياسي والمادي في سبيل انجاح مؤتمرنا التوحيدي وتعاونها من أجل تجاوز الظروف العارضة ) كما ابان السيد عبدالله آدم رئيس الحركة الشعبية الإرترية ، في تصريحات خاصة للمركز ، إكتمال الترتيبات اللازمة لانعقاد المؤتمر التوحيدي في الخامس عشر من أغسطس القادم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا .وتأتي أهمية هذا المؤتمر باعتباره يحقق وحدة إندماجية بين ثلاث فصائل رئيسة في التحالف الديمقراطي الإرتري مما يؤدي إلى تعميق مفهوم العمل الوحدوي .مؤتمر حركة الإصلاح الإسلاميأما حركة الإصلاح الإسلامي الإرتري فقد أعلنت في وقت سابق عن قرب إنعقاد مؤتمرها العام الرابع في مؤتمر صحفي نظمته اللجنة التحضيرية بتاريخ 17 يونيو الماضي أعلن فيه نائب رئيس اللجنة ، الأستاذ علي محمد سعيد ، إن المؤتمر على قاب قوسين من الانعقاد دون أن يفصح عن المكان أو يحدد سقف زمني لذلك .أوضح سعيد إننا نأمل أن يشكل المؤتمر نقلة نوعية وهامة في مسيرة الحركة خاصة والمعارضة عامة ، واستدرك أن لا تراجع عن المبادئ الجوهرية للحركة .وأبان الأستاذ علي إن الميثاق الجديد يتضمن رؤية متكاملة لمشكلة الحكم والدولة في إرتريا وكذلك المعارضة وسنجيب من خلاله على الكثير من الأسئلة ، وأبدى استعداده للعمل مع فصائل المعارضة وتطوير العلاقات معها إلى أعلى المستويات ، كما ذكر البيان الختامي لدورة الانعقاد السادسة لمجلس شورى الحركة في الفترة من 29-30 يونيو ، أن المجلس وقف على الاستعدادات النهائية لعقد المؤتمر العام الرابع للحركة مجيزاً أعمال اللجنة التحضيرية،ولكن يبدو أن حركة الإصلاح تأثرت كغيرها من التنظيمات بالتطورات التي حدثت في المنطقة رغم أنها لم تصدر ما يفيد عن تأجيل انعقاد المؤتمر أو تاريخه ولكن حسب القراءة الموضوعية للأحداث فإن للحركة – حتماً – خطة بديلة لعقد مؤتمرها الذي تمليه الضرورات الملحة والمستجدات على الساحة السياسية . المؤتمر العام للتحالف وملتقى الحواركما سينعقد أواخر العام الجاري المؤتمر العام للتحالف الديمقراطي الإرتري وملتقى الحوار الوطني الذي يجري الاستعدادات له عبر لجانه التحضيرية على قدم وساق ، فقد أوضحت أوضحت لجنة الإعداد لملتقى الحوار الوطني ، أن الملتقى يهدف لمشاركة كافة أبناء الشعب الإرتري في مواجهة النظام والعمل على إسقاطه أو التحاور معه وصولا لواقع أفضل ،كما يهدف لإيجاد توافق وطني على كيفية حكم إريتريا والعيش المشترك وتحديد ثوابت وطنية فاعلة .كل هذا التنظيمات أجمعت على تقديم الشكر للدور السوداني الداعم لقضية الديمقراطية وحقوق الإنسان الإرتري كما أشادت بدعم دول الجوار في سبيل إرساء الأمن والإستقرار في المنطقة .المعيار الضابط للنجاحجملة القول فإن المعيار الضابط لوصف هذه المؤتمرات بالنجاح، هو ما تسفر عنه من قرارات مصيرية على صعيد المشروع الوطني الإرتري البديل للنظام الديكتاتوري الجاثم على صدر شعبنا والذي أذاقه الأمرين . وإن الفارق بين أن تكون هذه المؤتمرات مجرد اجتماعات حاشدة ينتهي أثرها بمجرد انفضاضها، وبين أن تكون مقدمة لتحول تاريخي بارز على صعيد قضية المعارضة الإرترية هو أن يتبلور عن هذه المؤتمرات صيغ وآليات وهياكل عمل تأخذ على عاتقها تحقيق مهمتين رئيسيتين هما: إسقاط النظام الديكتاتوري بكل الوسائل المتاحة و تجهيز البديل اللازم لإدارة البلاد في مرحلة ما بعد افورقي والخروج برؤية محددة حول كيف تحكم إرتريا ؟ عموماً ساحة المعارضة الإرترية مهيأة لتصاعد الحراك السياسي كنتاج طبيعي لانعقاد هذه المؤتمرات وما تخرج به من قرارات تسهم في دفع عجلة التغيير المنشود .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى