مقالات

هذا ما يحدث في شرق السودان ..!! بقلم/ داوريتا ابراهيم

31-Dec-2014

عدوليس ـ ملبورن ـ

فيما يحدث الان بالسودان من فوضي و ظلم وسجن و ترحيل للاخوة الإريتريين من طرف عصابات الرشايدة و الجهات الرسمية الشريكة معهم في الاتجار بالبشر و خطفهم المستمر للاخوة الاريتريين و الاثيوبيين بمعاونة جهاز الامن و الشرطة معاً و ما يحدث الان بمعسكر ( الشقراب ) من حريق متعمد ثم اعتقال اللاجئين تمهيدا لترحيلهم هذا شيء متوقع و هو اضعف الإيمان من حكومة تقتل شعبها لعشرات السنين بالطائرات و الصواريخ و تبيد النساءو الشيوخ و الأطفال دون ضمير او اخلاق او دين و تعتقل و تقوم بتشريد الشرفاء من أبناء شعبها لذلك

لن نستغرب من ما تقوم من به حكومة الموتمر اللا وطني ممارسات رغم حرمة اللاجئ في البلد المضيف و فقا لقانون حماية اللاجئ و اتفاقية الامم المتحدة ، و قد ورد بالاخبار بانه تم اعتقال المئات من اللاجئين بمعسكر شقراب بعد حرقه و ترحيلهم الي جهة غير معلومة تمهيدا لترحيلهم الي اريتريا و اكاد اجزم بان هذه الجهة الغير معلومة ستكون عصابات الرشايدة نفسها تمهيدا لبيعهم الي عصابات الاتجار بالبشر ، و هنا أقول شهادتي دون خوف او زيف و علي المتضرر اللجوء للقضاء ، لا سيما فقد سبق لي العمل في ملف الاتجار بالبشر و قمت بالتوثيق مع عدد من العائدين من عصابات سيناء بمصر بعد ان دفع ذويهم مبالغ تتراوح ما بين ٢٠ الي ٣٠ الف دولارا للبدو لإطلاق سراحهم ( التسجيلات صورة و صوت موجودة ) و شهادتي كالآتي :- *كل شخص أكد بانه لم يتم اختطافه بل تم اعتقاله بشكل رسمي من المكان الذي كان متواجد فيه ان كان مقهي او بالزراعة حيث عمله او بالمواصلات العامة او بالشارع او من داخل المعسكر ، جميع الذين التقيتهم مع تباعد الفترات أكدوا بانه جاءت عربة تتبع للشرطة عليها أفراد يلبسون زي الشرطة او بوكس دبل كاب و عليه أفراد يلبسون زيا مدنيا و كان سؤالهم : إنت حبشي ؟ الضحية لا اريتري هات بطاقتك و يلحقه بسؤال اخر لاجيء ولا دخلت تهريب حتي لو كان لاجيء يحمل منه بطاقته و يقول له نحنا مشتبهين فيك/كم ، و يطلبوا منه الصعود الي عربتهم ليذهبوا الي القسم و لكن بعد ان يصعد العربة تذهب العربة لساعات طويلة ثم يفاجأ الضحية بطلب النزول منه بعد اشهار السلاح في وجهه فينزل مرتعبا ليري عربة دفع رباعي او عربتان و عدد من الرشايدة الذين يامرونه برفع يديه و الصعود الي عربتهم ليقوموا بتقييده بعد ذلك ليذهبوا به الي رشايدة اخرين بمنطقة حدودية ثم هؤلاء يذهبون بهم الي سيناء ليبيعون الرأس بمبلغ عشرون الي ثلاثون الف جنيها مصريا و قايمة الأسعار هذه علمنا بها فيما بعد حينما ولجنا بعض أوساط من يقومون بمثل هذه الأنشطة . * قديما كانت عصابات الرشايدة تلجأ للخطف و تأخذ افرادا و جماعات من عمال الزراعة و لكن بعد ان تحول الاختطاف الي اعتقال بشكل مقنن تنامت ظاهرة الاتجار بالبشر و بعد ان كانت محصورة في كسلا و معسكرات اللاجئين مثل شقراب و ام قرقور و المناطق الحدودية مع الجارتين اريتريا و اثيوبيا و حتي مناطق القضارف و قري حلفا الجديدة انتقلت الي داخل الخرطوم مثل الديم و الصحافة و الجريف ( أماكن تكتلات الإريتريين و الاثيوبيين ) حتي ظهرت عصابات توهم الضحايا بأنها تساعدهم للوصول الي إيطاليا عبر ليبيا و تقوم باحتجازهم بالصحراء بالقرب من العوينات و تُمارس عليهم التعذيب كالضرب و الكي و تتصل بأهاليهم لدفع مبالغ لإطلاق سراح ابنائهم ، أعيب علي الإخوة الإريتريين عدم تعاونهم معنا لكشف هذه العصابات حتي لا يقع ضحايا اخرين تحت يدهم و لاجتثاث هذه الظاهرة و لو جزئيا حيث ان من يقوم باستلام مبالغ الفدية شخص موجود بالخرطوم اسمه ( سعيداي ) وهو الشخص الذي تطلب جهة الاحتجاز تسليمه المبلغ و لي صديقة إريترية ببريطانيا تم خطف اخوها و قاموا بتعذيبه و كنت معها اول بأول الي ان تم الاتفاق علي مبلغ و ان يتسلمه شخص بالسودان قلت لها سعيداي ؟ قالت نعم هل تعرفيه؟ قلت لا و لكن اريد رقم جواله لنبلغ عنه قالت لا سيقتل أخي ، و بعد ان تم إطلاق سراح اخيها و إيصاله الي ليبيا طلبت منها مجددا رقم المدعو سعيداي و لكنها رفضت بحجة انهم ممكن ان يعثروا عليه في ليبيا ، ربما تكون محقة في خوفها علي اخيها و لكن ذلك سيوقع بكثيرون غيره .* دور الامم المتحدة في حماية اللاجئين بالسودان لا شيء و ليس هنالك دور يذكر و حينما تم تسليط الضو علي هذه الظاهرة بفضل الدكتور Hamdy Al-azazy و هو الشخص الوحيد الذي حارب هذه الظاهرة بنفسه و ماله و حتي ابنائه حيث تمت محاولة اغتيال لابنه و قد نجا و لكن ما زال يعاني و بحوجة لعمليات جراحية عديدة غير التي اجريت له . الدكتور حمدي العزازي يسكن منطقة العريش بسيناء وهو مؤسس جمعية الجيل الجديد لحقوق الانسان ، كان يقوم بأعمال عظيمة تجاه الضحايا و كان يكشف العصابات و يوثق لجرائمهم حتي وصل الي معسكر الشقراب بنفسه و حينما انتشرت الظاهرة و أقيمت الموتمرات و تعالت الأصوات بتنامي هذه الظاهرة بالسودان من خلال إفادات الضحايا قامت الامم المتحدة بتخصيص مبلغ خمسة ملايين دولار للسودان للحد من ظاهرة الاتجار بالبشر و هي تعلم تماما بان لحكومة السودان أيادي في هذه الظاهرة مثل حكومة افورقي تماما و كذلك تعلم بان الحكومة السودانية لن تكون جادة في مثل هذه الأمور التي تراها تافهة و اذا تم الاعتراف بها رسميا سيظهر تورط بعض اطرافها او اجهزتها الأمنية .* المسئوليين السودانيين علي مستوي الولاة حينما يتم خطف العشرات من عمال الزراعة يصرحون بان عصابات الرشايدة نشطت في خطف عمال الزراعة و يَرَوْن بان هذا الفعل سيؤثر علي الموسم الزراعي لهذا العام دون ان يتطرقوا للأشخاص الذين تم خطفهم حيث يهمهم الموسم الزراعي و ليس الادميين و هذه قمة اللا إنسانية ( مرفق مقال يؤكد هذا الادعاء ) .* الموضوع كبير و يحتاج لمجهود بحجم هذه الجرائم و الزام حكومة اريتريا و السودان و مصر بمحاربة ظاهرة الاتجار بالبشر التي أصبحت مدخلا و رافدا لتجارة الأعضاء و تطويرها و الا تعد هذه الحكومات شريكة في نظر المجتمع الدولي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى