أخبار

وسط حضور إرتري وسوداني كبير :ورشة الحوار الإرتري ـ الإرتري تنهى أعمالها بنجاح .

6-Feb-2008

ecms

تقرير إخباري : عدوليس
بحضور تجاوز الثمانين شخصاً من مختلف الطيف السياسي الإرتري ، ومنظمات المجتمع المدني الإرتري ، والصحافة السودانية ، وعدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الإرتري خاصة ومنطقة القرن الأفريقي بصفة عامة ،

أنهت ورشة الحوار الإرتري ـ الإرتري ، التحديات والآفاق فعالياتها مساء أمس الثلاثاء الخامس من فبراير 2008م بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح بالخرطوم .تضمن برنامج الورشة كلمات إفتتاحية من رئيس لجنة الإعداد ، الأستاذ / جمال همد التي رحب فيها بالحضور ، وعدد أهداف الورشة التي تمثلت في إعلاء قيم الحوار حول مصير الوطن ، وإن الجميع معني بالإسهام في هذا الحوار الذي ينطلق من إحترام متبادل ، وشرح كيف أن المراكز الثلاثة ، وهي المركز الإرتري للخدمات الإعلامية ، ومركز دراسات القرن الأفريقي ، ومركز البحر الأحمر للدراسات والبحوث، بالتعاون مع مركز افريقيا للتنمية البشرية ، عكفوا على الإعداد لهذه الورشة منذ شهرين ، وأنهم سعوا لأن يتناولوا القضايا المطروحة من منظور أكاديمي علمي بعيد عن الشطط السياسي ، وطالب الحضور بالتمعن في الأوراق وإثراء النقاش بما يخدم أهداف الورشة ، الإستاذ الزمزمي بشير مدير مركز أفريقيا للتنمية البشرية أكد في كلمته الإفتتاحية على عمق العلاقات التي تربط الشعبين الإرتري والسوداني ، وإن إستقرار إرتريا هو إستقرار للسودان ومن هنا يأتي الإهتمام بهذه القضية خاصة وإن المراكز الأكاديمية والبحثية تنظر الى هذه القضية بمنظور يتجاوز الراهن الى المستقبل .بدأت فعاليات الورشة بالجلسة الصباحية في تمام الحادية عشر والنصف صباحاً وقد راس الجلسة المهندس محمد صالح إبراهيم وقدمت الورقة الأولي بعنوان ( الحوار الإرتري ـ الإرتري ، التحديات والأفاق ) التي قدمها الأستاذ/ عبدالرازق كرار واستعرضت الورقة تجارب الحوار في الساحة الإرترية عبر التاريخ السياسي الحديث ، ونماذج الحوار بعد تحرير إرتريا الذي تركز في غالبه على حوار المعارضة ـ المعارضة والذي كانت حصيلته مسميات مختلفة مثل التحالف الوطني والتحالف الديمقراطي ، وتحدثت الورقة عن إمكانات الحوار بين الحكومة الإرترية والمعارضة وفرص نجاحها مؤكدة الموقف الثابت للمعارضة الداعي للحوار مقابل الموقف الذي لا يعترف بالمعارضة ومن ثم يرفض الحوار والذى لا تزال الحكومة تتمسك به .وجاء في الورقة أن فرص نجاح الحوار بين الحكومة والمعارضة متوفرة ولكن تبقى المعضلة في بداية الحوار الذي اصبح في حد ذاته هدفاً في هذه المرحلة ، ورأت الورقة أن السودان بما يتمتع من علاقات متوازنة مع كل من الحكومة والمعارضة ، وكذلك ثقله الإقليمي الذي يتيح له التواصل مع كل من إثيوبيا وإرتريا يجعله الوسيط الأنسب للدعوة للحوار وإنجاحه كذلك ، ولكن تلك المزايا مربوطة بالزمن لأنها قد لا تتوفر بعد حين .الأستاذ حسن سلمان إبتدر النقاش بالإتفاق مع مع مجمل ما جاء في الورقة وأهمية الورشة في هذا التوقيت ، الذي وصلت فيه القناعة الإرترية بإستحالة تغيير النظام في إرتريا بالقوة ، وفي ذات الوقت فإن النظام أدرك أنه لا يمكن أن يستمر على هذا الوضع الذي توشك إرتريا أن تكون معه دولة بلا شعب ، وأكد سلمان أن الحوار هو الضمانة الحقيقة لإستقرار البلاد لأن ذلك يجنبها مخاطر التغييرات الداخلية المفاجئة ، أو الإجتياحات الخارجية ، ودعا سلمان دول الجوار للإسهام في الوصول الى تسوية سياسية في إرتريا ،بإعتبار أن أمن الإقليم واحد لا يتجزأ .الإستاذ / على محمد محمود كان المعقب الثاني على الورقة ، وأكد بدوره على أهمية الحوار معتبراً هذه الورشة بداية لحوار جاد في الساحة الإرترية ، خاصة وأنها تأتي من جهات ومراكز أكاديمية مما يجنبها التناول التكتيكي للقضايا المطروحة ، خاصة وأن المجتمع الإرتري لم يعرف تجارب حوار عميقة في تاريخيه السياسي ، وإقترح الإستاذ / محمود توسيع مثل هذه الورش ومشاركة كافة الفئات في فعالياتها بما فيها الحزب الحاكم ومؤسساته في إرتريا . بعد ذلك فتح المجال للنقاش والمداخلات وكانت جميعها تصب في ذات الأهداف التي عقدت من أجلها الورشة .رفعت الجلسة في تمام الثانية ظهرا لصلاة الظهر وتناول وجبة الغداء ومن ثم عاودت الورشة الإنعقاد للورقة الثانية ، وقد رأس الجلسة الثانية الأستاذ/ على محمد سعيد ، وكانت الورقة الثانية في الورشة عن العلاقات إرتريا الخارجية رؤية تحليلية تقويمية ، قدمها الأستاذ / محمد عثمان محمد نور مدير مركز دراسات القرن الأفريقي ، وبدأت الورقة بتعريف للعلاقات الخارجية ، كما تناولت إرتريا من حيث الأهمية الجيوسياسية وتأثير هذا الموقع على رسم مستقبلها السياسي وتناولت الورقة بالتفصيل علاقات إرتريا الخارجية ، مقسمة على محاور هي الوطن العربي ، وأفريقيا ، وأسيا ، وأروبا ، والولايات المتحدة الأمريكية ، والمنظمات الدولية والإقليمية ، وقد ابرزت الورقة غياب الرؤية الإستراتيجية التي تحكم العلاقات الخارجية الإرترية ، والتي تعتمد في غالبها على المزاجية .ركزت الورقة على تأثيرات الحرب الإرترية الإثيوبية على علاقات إرتريا الخارجية ، خاصة وأن الموقف من هذه الحرب ، ومن قرار ترسيم الحدود أصبح واحد من محددات السياسة الخارجية الإرترية ، وقد اشارت كيف أن الدبلوماسية الإرترية لم تستطع أن تستفيد من الإنتصار القانوني الذي كسبته إرتريا من قرار لجنة ترسيم الحدود بينها وبين إثيوبيا ، وكيف أن إثيوبيا الرافضة للقرار ظهرت من خلال دبلوماسيتها بأنها أكثر مرونة من إرتريا . وفي نهاية الورقة حددت الورقة ملامح المستقبل للسيسة الخارجية الإرترية في الأتي :1/ مفتاح إصلاح العلاقات الخارجية يبدأ بالشأن الداخلي وإصلاح ذات البين، وإعلان العفو العام، وإطلاق الحريات، وإعمال الدستور والقانون، ورفع الظلم وبسط العدل. 2/ السودان بحكم الجوار والتداخل الاجتماعي والثقافي والمصالح السياسية والاقتصادية المشتركة بين البلدين ، وبحكم خبرته الطويلة في الملف الارتري، ووجود تنظيمات قوي المعارضة الارترية علي أراضيه ، يعتبر من أكثر دول المنطقة فهما لتعقدات الملف الارتري ، وأكثر الدول تأثيرا وتأثرا بما يحدث في إرتريا ، ولذلك ينبغي الايرضي بأقل مما يستحق، ولا يكون أسيرا لتحذيرات النظام الارتري ، فالسودان يعد بحكم كل الاعتبارات أكثر دول المنطقة تأهيلا للعلب ادوار ايجابية في الشأن الارتري بما يحقق وحدته الوطنية ويحفظ كيانه وسيادته واستقلاله 3/ مصالح إرتريا السياسية والاقتصادية والثقافية تقتضي إقامة علاقات دبلوماسية متطورة مع الدول العربية ، وعلي الدول العربية أن تترك سياسة التفرج علي الأوضاع في إرتريا وترك الحبل علي القارب لان إرتريا بحكم موقعها علي البحر الأحمر هي جزء من إستراتيجية الأمن القومي العربي . 4/ الولايات المتحدة الأمريكية إذا كانت تريد بناء علاقات مستقرة ومتوازنة مع كل دول المنطقة ، خاصة ارتريا والصومال عليها أن تكف عن إسناد ادوار إقليمية لإثيوبيا في المنطقة ، مع الاحتفاظ لإثيوبيا بمكانتها التي تتناسب وثقلها التاريخي والسياسي والاجتماعي في المنطقة . 5/ مواصلة تطوير العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الصين وفرنسا باعتبارها الدولة الاوربية الأكثر نشاطا وحضورا في القارة الإفريقية ولها وجود في القرن الإفريقي عبر جيبوتي . 6/ علي إرتريا أن تعيش واقعها وتعرف حجمها ،وتعمل في انسجام مع السياسات الدولية التي لاتتعارض مع المصالح العليا لإرتريا. 7/ أن كل من إرتريا وأثيوبيا استقراره مرتبط بالأخر ومن مصلحة البلدين والشعبين أن يعيشا في أمن وسلام ، وان مشكلة ترسيم الحدود ليس معقدة بالدرجة التي تدعيها السلطات الحكومية في البلدين . الأستاذ/ عبدالمنعم إبوإدريس الصحفي بصحيفة الأحداث السودانية والمهتم بالشإن الإرتري كان اول المعقبين على الورقة ، راصدا المتغيرات التي اثرت في علاقات إرتريا الخارجية وخاصة علاقاتها مع دول الجوار مؤكدا على عمق العلاقات التي تربط السودان وإرتريا ، الأستاذ / ياسين محمد عبدالله تحدث في مناقشته أكد على الرؤية الإنعزالية التي تؤمن بها الجبهة الشعبية بقيادة الرئيس اسياس افورقي ، وأنها تعتقد ان الآخريين سيأتون من أجل إستهدافها أو المساس بكرامتها ، لذا تجدها دائما منغلقة حذرة في تصرفاتها ، وهذا الأمر ينطبق على تعاملاتها ليس في المجال السياسي وحسب بل حتى في المجالات الإقتصادية والإغاثية .الدكتور محمد محجوب هارون مدير مؤسسة إتجاهات المستقبل ، كان آخر المتحدثين بعد عدد من المناقشين في ذات الموضوع ، وقد قال في كلمته إن العمل المعارض بشكل عام في افريقيا يتراجع نتيجة للمتغيرات الدولية والمزاج العام الذي بدأ يجنح بإتجاه الإستقرار ، وأن النظرة البراغماتية هي التي ترسم ملامح العالم في هذه المرحلة ، وبالتالي فإن الحوار بين أكثر الإتجاهات تباعدا صار ممكنا وناجحا كذلك ، وضرب مثلاً بالشراكة بين المؤتمر الوطني في السودان والحركة الشعبية ، الذين تعبر مواقفهما عن رؤى متعارضة تماما ولم يكن أحد يتوقع أن تحدث الشراكة ولكنها اصبحت واقع معاش الآن ، لذا فإن البحث عن مفاتيح الحوار وتجاوز المرارات القديمة يصبح من دواعي المرحلة وعلى الإرتريين الإستفادة من تجارب الآخريين في هذا المجال . هذا وقد شهدت الورشة نقاشاً جادا وصريحا من عدد كبير من المشاركين في كل من الموضوعين المطروحين ، سواء من المعقبين الرئيسين على الأوراق ، أو من الحضور ، هذا وقد حضر الورشة عدد كبير من الصحفيين السودانين من معظم الصحف السودانية ، وعدد من الباحثين من جامعة أفريقيا العالمية ، والمركز الإقليمي للإبحاث والدراسات والبحوث الإستراتيجية ، مركز دراسات الشرق الأوسط وافريقيا ، ومركز الراصد للدراسات ، ومركز الطارئ ، وشبكة مشكاة على الإنترنيت ، ومؤسسة طيبة برس ، ومركز دراسات الإسلام والعالم المعاصر ، والمركز العالمي للدراسات الأفريقية ، وجامعة الزعيم الإزهري ، ورئيس جمعية الأخوة الإرترية السودانية .أنهت الورشة فعالياتها في الخامسة مساءاً وسوف تعكف لجنة الإعداد على صياغة التوصيات ومن ثم نشرها في المستقبل .لجنة إعداد ورشة الحوار الإرتري ـ الإرتري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى