تقارير

إريتريا في ذكرى تحريرها الرابعة عشر:سجون أكثر من المدارس

26-May-2005

سويرا

مركز سويرا لحقوق الإنسان
من يحتفل بذكرى تحرير إريتريا ؟الإريتري داخل وطنه إما في معسكرات التدريب أو في جبهات المواجهة مع الجيران، أو في السجون، أو مختبئا خوفا من أن يسجن أو أن يقاد إلى معسكرات التدريب، أو يعد لرحلة الهروب إلى المنافي. قيود وتضييق على ممارسة الشعائر الدينية، حرمان من الحقوق السياسية ،فليس من حق الإريتري تغيير حكامه ولا محاسبتهم ولا ممارسة أي شكل من أشكال الاحتجاج على سياساتهم. وليس متاحا أمامه الحصول على معلومات من مصادر مستقلة حول ما يجري حوله بعد أن أوقفت الحكومة إصدار الصحف المستقلة وفرضت رقابة مشددة على مواقع الإنترنت.

في إريتريا آلاف المعتقلين تعسفيا، لم يقدموا لمحاكمات ولم يُسمح لأسرهم أو محاموهم بزيارتهم بل لا تُعرف حتى الأماكن التي يحتجز فيها أغلبهم. عدد السجون يفوق عدد المدارس، ففي كل حي سجن وفي كل وحدة عسكرية سجن وهناك سجون في الجزر وسجون تحت الأرض وسجون في حاويات الشحن. والتعذيب في السجون ممارسة مألوفة وبسببه وبسبب أوضاع السجون القاسية يصاب السجناء بالجنون والشلل وسؤ التغذية وبأمراض أخرى تفضي في حالات كثيرة إلى الوفاة. وتطارد الأجهزة الأمنية الناس في الطرقات وتقتحم عليهم بيوتهم لترسلهم لمعسكرات الخدمة الوطنية حيث لا تلتزم الحكومة بالقانون الذي ينظم تلك الخدمة ، فبدلا من فترة العام ونصف التي يحددها، تحتفظ بالمجندين لآجال أطول وصلت في بعض الحالات إلى عشرة أعوام. وبينما يحدد القانون أعمار الفئات التي يتوجب عليها أداء الخدمة الوطنية بين 18 و40 عاما تجند الحكومة أطفالاً في الخامسة عشر ورجالاً تجاوزوا الستين. وتتعرض الفتيات في تلك المعسكرات للاغتصاب من قبل الضباط الذين يمتلكون سلطة إنزال ما يشاءون من عقوبات بالمجندين. وحتى تكتمل الصورة المأساوية لحياة الإريتريين، قررت الحكومة في عام 2003 ،أن يمضي طلاب الصف النهائي من المرحلة الثانوية في البلاد عامهم الدراسي في معسكر تدريب مجندي الخدمة الوطنية في ( ساوا) وأن يجلسوا لامتحان الدخول إلى الجامعة منها. وقد دفعت الظروف القاسية في المعسكر المئات من هؤلاء الطلاب للهروب إلى السودان في نهاية مارس الماضي.حال الإريتريين اليوم ينطبق عليه العنوان الذي اختاره الصحفي البريطاني جوني فيشر لمقال كتبه للصحيفة البريطانية (الإندبندت) في ذكرى استقلال إريتريا الماضية، وأُبعد من البلاد بسببه: صارت الحرية بالنسبة لبعض الإريتريين مرادفة للسجن والتعذيب. إن إيقاف الانتهاكات المشار إليها هو ما يتطلع إليه الإريتريون في ذكرى تحرير بلادهم.لا مجال لأحلام أخرى الآن.مركز سويرا لحقوق الإنسان24/5/2005

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى