مقالات

أحمد ناصر الأسطورة والتاريخ بقلم / علي عزيزي ــ ملبورن ـ أستراليا

30-May-2014

عدوليس ـ ملبورن ـ

تعتبر المرحلة التي قاد فيها المناضل الراحل احمد محمد ناصر جبهة التحرير الإريترية من أخصب المراحل في الثورة الإريترية . بالرغم من أنها أتت بعد مراحل من مثقلة بالعديد من الأثقال والتناقضات ، بداية من تقسيم الثورة إلى خمسة مناطق وفق منظور عشائري وأقليمي أدى إلى تعطيل عملية التفاعل الحقيقي بين المقاتلين وإضعاف وحدة الجيش وإتاحة الفرصة للعدو الإثيوبي لإتباع سياسة الأرض المحروقة .

كما ان الموروث الثقيل لأفرازات نتائج المؤتمر الوطني الأول خاصة في الهيكل التنظيمي وتضارب صلاحيات القيادتين ( اللجنة التنفيذية ــ المجلس الثور )اضافة ان المؤتمر لم يضع معادلة صحيحة لتحقيق التوازن والتكامل بين السياسة والعسكرة نتيجة صراع القيادين .ولم يكن المؤتمر الثاني بمعزل عن تلك التناقضات ، حيث أفتقر المعايير والضوابط الصارمة لإكتساب عضوية المؤتمر حيث أفرز أثر سلبي بين المناضلين القدامى والجدد لتظهر للعلن عدة ظواهر منها ظاهرة ( الفالول ).إلا ان المؤتمر الوطني الثاني كان بداية مرحلة جديدة ونقلة نوعية في مسيرة الثورة . في هذه المرحلة تولى المناضل احمد محمد ناصر رئاسة المجلس الثوري واللجنة التنفيذية لجبهة التحرير الإريترية ، وبدأت الجبهة في عصر قائدها الجديد مرحلة جديدة ، وقد إنتقلت من حرب العصابات وعمليات الكر والفر إلى المبادرة بالهجوم ، بعد إنتقال جيش التحرير الإريتري لمرحلة متقدمة من التشكيلات العسكرية المختلفة والمعدة جيدا من حيث التدريب والتسليح ، لتنتقل الثورة من حالة الدفاع إلى الهجوم ، ومن حرب العصابات إلى حرب نظامية ، أدت لتحرير المدن والقرى وذلك بالهجوم على معسكرات الجيش الإثيوبي وإجلائه ، تمهيد لمرحلة تحرير المدن والتي شملت تسني وعلي قدر وقلوج وأم حجر وأغوردات ، بل تمدد جيش التحرير أكثر لتشمل العمليات العسكرية مدن مندفرا ةعدي خالا وبيلول وطيعو ونصرة كامل من الجماهير الإريترية من العمال والفلاحين والطلاب .كل هذه الإنتصارات عززت ثقة الجماهير في قيادة احمد محمد ناصر و برز كرمز وطني وأكثر القيادات إحتراما وتأثيرا لدى الملايين حيث أطلقوا عليه لقب ( أبو الثورة ) .ستبقى ذاكراه خالدة على صفحات الزمن وأنشودة نضالية ضد كل أنواع الظلم ، وسيظل احمد ناصر حيا في نبض الجماهير ، وثرة تحت الرماد ستشتعل قريبا لأعادة الحق إلى اصحابه .وعذرا احمد ناصر هذه الاسطر القليلة لاتفي حقك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى