مقالات

مفارقات السيد افورقى ..أحمد عبد الوهاب

4-Dec-2005

الحياة

نقلا عن صحيفة “الحياة” السودانية4/12/2005م
*قلبى يقول لى ان تصريحات افورقى الاخيرة وهو العدو اللدود للسودان رغم كل المعروف والاحسان .. ليست صادقة .. فالرجل مزنوق بالجيش الامبراطورى الاثيوبى من الخارج..

والرجل محاصر بأزماته وقلاقله من الداخل .. وماذا ينتظر افورقى ان يحصد غير الزعازع والبلاوى والاعاصير وهو يزرع الفتن ويتعهد بأشعال حروب الاخرين.. وينسى اريتريا وهى جائعه ومريضة ومهيضة الجناح . كل شىء فى اريتريا لا يسير على ما يرام . ما خلا جيشه المكون من الشفتة والجندرمة واشلا جيل لم يعرف غير الحروب.*والسيد سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب مخير فى ان يصدق أفورقى أو لا يصدقه. فهو لن يخسر شيئاً اصلاً .. اما نحن فلن نصدق افورقى حتى وان صدقته الحكومة الاتحاديه نفسها . فمن قبل قد اوصلته إلى اسمرا بالدبابات وخصصت له طائره خاصه بعد ان تولى الترزى “المصرى” ، حياكه أو بدلات اسموكنج فاخره له وتم تسليمه حقيبة سامسونايت محشوه بالدولارات .. ولم ينسى الذين رتبوا له حقائب السفر ان يضيفوا إلى الحقيبة كمية من التمباك السودانى الجيد من دكان “عمارى العاصمة” .*ولكن كان اول ما فعله السيد افورقى ان وجه بنادقه لصدر الخرطوم ، وظل على مدى بضعة عشر عاماً عدواً لدوداً لا يكاد يمر عليه يوم إلا وفى عقله مؤامره جديدة نحو السودان .*وحكت لى احدى الصحفيات السودانيات عام1999م وهى بالمناسبة تجيد لغة التقراى انها سألته بالخرطوم عن رأيه فى مدينة جياد الصناعية ومصفاة البترول ومدينة النفط بالجيلى .. وكان متضايقاً من السودان حسداً من عند نفسه وحقداً.. وقال بتأفف.. مدن عاديه ويمكن لاى نظام لو عاش عشر سنوات ان يفعل مثلها واكثر.*واللبيب بالاشارة يفهم .* افورقى مزنوق من الداخل ومحاصر من الخارج .. وهو يرجو من زميله السيد سلفاكير ان يهدىء الجبهة فى السودان لانه مشغول بجبهة ساخنة لا يعرف اهلها “الخمج” لأنهم اهل جد لا هزل معه .*وقبل عامين اعطوه علقه ساخنة لا يزال يعانى دواراً وقشعريرة قاسية منها .*ونحن لا شأن لنا بتصريحاته لاننا بالاصل لسنا فى عداء معه.. ولكنه بدأ مشوار العداء .. وينوى اكماله ولكن الوجع الاثيوبى يمنعه الجمع بين الجبهتين الاختين .*اننا نأمل ان يثوب افورقى إلى رشده ويفكر بعقليه رجل الدوله لا قائد ثوار حرب الغوريلا وهو الذى افقد الاقليم بتصرفاته الطائشة الهوجاء بضعة عشر عاما كان يمكن استغلالها فى التنمية والبناء بدل الدمار والجماجم والدماء.*واننا لنعجب كيف يدعوا افورقى لمصالحة سودانية وهو ينسى شعبة المشتت فى دياسبورا المنافى والملاجىء ومعسكرات النزوح القسرى .*كيف يريد ان يجمع اهل السودان.. وهو يفرق اريتريا وشعبها ايدى سبأ .*بعض العقل يا اسمرا – وبعض الحكمة والهدوء والتفكير الايجابى .*والى ذلك الحين فإننا لن نصدق حرفاً واحداً مما قاله افورقى امام وفد السودان.. وقبله أو بعده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى