مقالات

قراءة في كتاب ( العروبة والإسلام في القرن الإفريقي ) لمحمد سعيد ناود : محي الدين علي

4-Feb-2006

المركز

الكتاب : العروبة والاسلام بالقرن الأفريقي
المؤلف : محمد سعيد ناود عدد الصفحات : 180 صفحة من القطع المتوسط هذا هو الكتاب الثالث الذي أقوم باستعراضه للمناضل محمد سعيد ناود في سلسلة الكتب التي أصدرها منذ سنوت طويلة وذلك على أمل ان تجد حظها في التوسع والأنتشار والاستفادة من مادتها لأكبر عدد من القراء والباحثين الذين يودون الأطلاع على خبايا تاريخ منطقة القرن الفريقي ولاسيما ارتريا، هذا التاريخ المكتوب باللغة العربية على وجه الخصوص .

فمن المعلوم ان المناضل ناود قد اصدر عدة كتب كانت على النحو التالي :قصة الاستعمار الإيطالي لأرترياـعام 1970رواية رحلة الشتاء ( صالح ) ـ1978رواية ( المغترب) 1982فقدت في مطابع بيروت على أثر الاجتياح الأسرائيلي حركة تحرير ارتريا ـ 1996ارتريا ارض الهجرات والديانات ومدخل الاسلام الى افريقيا ـ 2000معمق العلاقات العربية الارترية 2003موكما يلاحظ القارىء ان معظم كتابات الاستاذ ناود محصورة في التاريخ ، وتاريخ ارتريا وارتباطاتها بمحيطها العربي الأفريقي ، واحسب ان هذه الكتابات قد اماطت اللثام عن حقائق هامة وكثيرة كانت مجهولة لدى الكثيرين ، وبكل تأكيد الفرصة مهيأة لجيل الشباب من الباحثين والمؤرخين لمواصلة البحث والتنقيب في بطون الكتب التاريخية لاننا احوج مانكون في معرفة ماضينا المجيد . يتألف الكتاب من خمسة عشر بابا ، يتناول الباب الاول نبذة عن القبائل العربية والاقسام الجغرافية في الجزيرة العربية بالاضافة الى الممالك التي قامت في الجزيرة العربية ابتداءا من مملكة ( معين ) فمرورا بمملكة ( سبأ ) و ( الحميريين ) ثم ( الغساسنة ) ومملكة ( الحيرة ) ثم (تدمر ) . كما يتناول المعتقدات الدينية التي كانت سائدة في الجزيرة العربية . أما الباب الثاني يتناول الهجرات العربية باتجاه الشاطىء الافريقي للبحر الاحمر مسالكها وأسبابها واندماج المهاجرين مع شعوب المنطقة الاصليين خاصة فوق هضبة ارتريا وهضبة الحبشة . ويتوقف المؤلف بشىء من التفصيل في الباب الثالث عند مملكة البجة حيث يتناول المنطقة التي سكنوها واخبارهم وحروبهم ومعاهدة عظيم البجة مع الدولة العباسية ، واخيرا حروبهم مع الدولة العباسية . كما يفصل المؤلف عند ارتريا كنموذج للتواصل بين الجزيرة العربية ومنطقة القرن الافريقي ، حيث الموقع الاستراتيجي لارتريا بالقرن الافريقي جعلها في قلب الأحداث التي مرت بها المنطقة ومشاركتها بشكل فاعل ومؤثر في التطورات التي عصفت بالمنطقة منذ عهد (سبأ) و( حمير ) ، كذلك ميناء (عدوليس ) التاريخي وعلاقته بمملكة أكسوم ودخول المسيحية عن طريقها . ثم علاقة ارتريا بثورة الامام احمد بن ابراهيم ومشاركتها فيها ومملكة سنار في السودان وعلاقتها الوطيدة باجزاء كبيرة من ارتريا ، واخيرا مشاركة ارتريا في الثورة المهدية . ولايفوت المؤلف في محاولة بحثه عن الأصول التاريخية للمجموعات اللغوية الارترية والقبائل وارتباطاتها بالجزيرة العربية أن ينسبها الى أصولها كالتالي : سكان الهضبة ينتسبون الى اليمن بيت شيخ ينتسبون الى الزبير بن العوام عد شيخ حامد ود نافعوتاي ينتسبون الى أشراف قريش قبائل البني عامر والبلو ينتسبون الى بني العباس قبائل الحباب ينتسبون الى قريش الاساورتا ينتسبون الى سيدنا علي بن أبي طالب المنيفري ينتسبون الى عمر بن الخطاب ، أما الماريا فينتسبون الى الامويينالجبرتة ينتسبون الى عثمان بن عفان العفر ينتسبون الى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب لاشك الكتاب يسد فراغا هاما وكبيرا في المكتبة الارترية التاريخية خاصة ، ولطالما اتحفنا المناضل ناود بمثل هذه النتاجات الرائعه نرجو ان يتواصل عطاءه وجهده لانه وحسب اعتقادي هذه مسؤوليته الشخصية ومسؤولية كل مناضلينا القدامى على تمليك كل الحقائق لأجيالنا الحالية والقادمة. محي الدين علي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى