مقالات

مفاتيح :لماذا ذكرى معركة تقوربا.. ؟ جعفر علي أسد

10-Apr-2011

المركز

عزيزي القاريءيحل الاستاذ جعفر علي أسد ضيفا عزيزا على مفاتيح هذا الاسبوع ، وهو واحدا من الرواد الذين ساهموا بفعالية في بدايات الثورة الإريترية كما لم تمنعه الإيدليوجيا من الإلتحاق بجبهة التحرير الاريترية فور تخرجه في سبعينات القرن الماضي ودفع ثمن ذلك .

لماذا ذكرى معركة تقوربا.. ؟ مضى الان سبعة واربعون عاماً منذ ان وقعت معركة تقوربا وعليه يجب أن نقول إن لكل الحروب العسكرية والمعارك ألتأريخية لها حلاوة الإنتصار ومرارة الهزيمة والإنكسار فمعركة تقوربا هي من النوع التي أذاقت الثورة الإرترية حلاوة الإنتصار ولهذا كانت بحق من المعارك ألتأريخية المهمة لانها كانت نقطة تحول في تأريخ الثورة ألإرترية ولهذا سماها القائد الكبير عبدالله إدريس محمد الذي ندعو له الله بألشفاء العاجل (معركة التحدي العظيم، والتصدي الباسل للدفاع عن شرف إرتريا وكرامة شعبها ) . ولإتسامها بهذا بنوع من التميز في مواجهة العدو الإثيوبي ، كانت قد مهدت لبداية انهيار النظام الإمبرطوري في وقت مبكر، مع العلم بأن هذه المعركة فُرضت على جيش التحرير ألإرتري من قبل جيش العدو الإثيوبي ولكن فطنة قائد الوحدة والثوار وتحسبهم لمثل هذه المباغتة قلبت السحر على الساحر، وأن الخبرة العسكرية التي كان يتمتع بها قائد المعركة محمد على إدريس (أبو رجيلة) دفعته أن يضع لهذه المعركة خطة سريعة تمهد لهزيمة العدو وكانت الخطة في البداية إخلاء القرية فوراً من القوة العسكرية ، وإن دقة هذه الخطة وصمود رجالها في المواجهة كبدت العدو خسائر فادحة في الارواحة والمعدات، مما جعلت العدو يحسب الف حساب للمغامر بإثارة معارك تكلفه المزيد من الرجال والعتاد العسكري ومن خلال نتائج هذه المعركة ادرك ملك الحبشة خطأه وسوء تقديره لمدى قوة الثورة ، فبدأ يستنجد بسادته في كل من اسرئيل وامريكا ودول الغرب المختلفة طالباً منهم المساعدات المادية والفنية وتمكينه من تصفية الثورة ، مدعياً إن هذه الحركة إسلامية ومدعومة من العرب والمسلمين في كل مكان وعلى ضوء ما تقدم نستطيع القول بأن معركة تقوربا لم تكن مثل المعارك السابقة التى كان يخوضها جيش التحرير ألإرتري ، وبألرغم من اعتزازنا بتلك العارك الخالدة إلا ان معركة تقوربا لها طعم خاص بمدلولاتها ومنجزاتها ألتأريخية العظيمة في حياة الثورة والمواطنين الإرتريين، ولهذا لاغرابة ان نحيي ذكراها لانها كانت المعركة الاولى من نوعها ، أي اول معركة يخوضها جيش التحرير ألإرتري مع الجيش النظامي لإثيوبيا، حيث كانت ما قبلها من المعارك التي خاضها جيش التحرير ألإرتري كلها مع الشرطة أي ما كان يعرف بفلد فورس (field force) بمعنى القوات الميدانية وبما أن عناصر قوات الشرطة المذكورة كانوا من المواطنين ألإرتريين اعتقد ألإمبراطور هيلي سلاسي ان الشرطة متواطئة مع جيش التحرير ألإرتري ولهذا قرر أن يحل الجيش النظامى محل الشرطة فى مواجهة الجبهة فأرسل قوة كبيرة من جيشه النظامى بعد ما جهزهم باحدث الاسلحة والمعدات العسكرية الى مدينة هيكوته التي تقرب من قرية (تقوربا) معقل الثوار في تلك اللحظة ، فبعد ما جمع العدو معلوماته بوجود قوة من جيش التحرير ألإرتري في قرية تقوربا تحرك صوب المنطقة إلا أن خطة القائد أفشلت مآربهم لانه كان قد امر قواته للخروج فورا من القرية والاندفاع بسرعة فائقة الي المواقع المحصنة والاستراتيجية بهدف ملاقاتهم بعيداُ عن القرية حفاظاُ على ارواح المواطنين في القرية ، ومن حيث لم يتوقع العدو؛ باغتهم جيش التحرير بوابل نيرانه من مواقع مختلفة بأسلحتة الخفيفة بهدف إرباكه وتكبيده خسائر فادحة وتفتيت وحداته وكان ابورجيلة قائد سريع الحركة باغتهم بألنيران الكثيفة للاستفادة من كل فرصة ممكنة لتحطيم طلائع العدو. علماً بأنه جاء الى المنطقة مسلحا باحدث اسلحة الدمار ومدرباً تدريباً عالياً هدفه تصفية الثورة ونواتها في المقاومة الوطنية التي كانت تمثل جزء من جيش التحرير الذي لم يملك العدة والعتاد فى تلك المواجهة وكان سلاحه الوحيد في المعركة ألإيمان بعدالة قضيته وإصراره على إنتزاع النصر من يد العدو في هذه المواجهة وتلقينه درساً لن ينساه ومن خلال تلك المواجه تأكد للعدو إن الثورة ألإرترية لم تكن لقمة سائقة يستطيع تصفيتها واسر افرادها لكي يعود بهم إلى المدينة مكبلين بحبالهم التي جهزوها وجلبوها معهم بهدف تحقيق امانيهم الشريرة وأن يجعلوا من هذه العركة معركة فاصلة تريح انفسهم من القلق المستمر الذي تسببه لهم هجمات جيش التحرير ألإرتري ولكن صمود أفراد المقاومة ألإرترية خيبت آمالهم الشريرة ولقنتهم درساً قاسياً ومريراً لانهم تكبدوا خسائر كبيرة في الارواح والمعدات مقارنة بخسائر الجبهة إذ خلفوا (84) ضابطاً وجنودياً سقطوا قتلى على ارض المعركة بجانب العشرات من الجرحى ، بينما فقدت الجبهة (19) شهيداً من خيرة أبطال الثورة الذين سجل التأريخ قدرتهم القتالية وشجاعتهم النادرة وبعد ما مني العدو بالهزيمة النكراء انسحبت بقايا فلوله صوب مدينة هيكوته يجر وراءه ذيل الخزي والهزيمة بعد ان حرمته قوات الجبهة من فرصة الانسحاب المنظم تاركاً خلفه عدداً كبيراً من الاسلحة والمعدات والتجهيزات العسكرية والطبية وعدد من افراد جنوده القتلى . هذا ومن الجدير بألذكر إن المناضل الجسور عثمان محمد ادريس(ابو شنب) كان له شرف المشاركة في هذه المعركة وكان ذلك بألصدفة حيث كان في طريقه الى وحدته العسكرية في منطقة اخرى صادف وجوده في أرض المعركة فأدلى بدلوه فى المعركة مع مجموعته العسكرية وقد لعب ايضاً دوراً بارزاً فيها وكان من الطبيعى ان يتحقق هذا الانتصار بعون الله وبمشاركة هذين القائدين البرزين في تلك المعركة. جعفر أسد 15/3/2011 abusadek36@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى