مقالات

زيارة شيخ شريف للخرطوم..مؤشرات ودلالات : عبد الله محمود*

21-Aug-2010

المركز

•اختتم الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد يوم الأربعاء الماضي زيارة إلى الخرطوم استغرقت يومين في وقت تشهد فيه الساحة الصومالية تزايداً في أعمال العنف بين الحكومة الانتقالية وقوات حفظ السلام من جهة والمعارضة الإسلامية المسلحة من الجهة أخرى .

•الرئيس الصومالي يزور الخرطوم هذه المرة وفي حقيبته عدد من الملفات المهمة في مقدمتها استئناف الوساطة السودانية بين الحكومة الإنتقالية والمعارضة الإسلامية المسلحة المتمثلة في حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي .•تأتي زيارة الرئيس الصومالي إلى الخرطوم قادماً من القاهرة في وقت تزداد فيه تعقيدات المشهد الصومالي نسبة لتشابك أجندة العامل الخارجي وتبايناتها ، ففي الوقت الذي يدعو فيه شيخ شريف إلى المصالحة والتوافق بين الفرقاء في الصومال مؤكداً على أهمية الدورالسوداني في هذا المضمار قائلاً (نرى ان السودان الذي كان حاضراً في كل الاوقات يمتلك إمكانية لعب دور إيجابى فى دعم جهود المصالحة الصومالية الشاملة بما يؤدى الى استقرار الأوضاع فى بلادنا”.) •نجد أن بعض الدول الأفريقية والولايات المتحدة تدعو الى إعمال استراتيجية الحسم العسكرى من خلال زيادة العدة والعتاد للقوات الأفريقية لحفظ السلام بالصومال.•التوجه الجديد للحكومة الإنتقالية الصومالية يأتي في أعقاب مذكرة سرية أعدتها مجموعة من العلماء بطلب من الرئيس الصومالي ، وتدعو المذكرة التي كشفت صحيفة الشرق الأوسط تفاصيلها إلى الإستمرار في التفاوض مع المعارضة الإسلامية المسلحة دون علم الحكومات الغربية ، وأضافت المذكرة الموسومة ب(المذكرة الاستراتيجية السياسية ) والتي تحمل شعار مكتب الرئيس الصومالي وختمه إلى أن تقريب وجهات النظر مع هذه الجماعات أولى من المحافظة على الدعم الغربي ، وطالبت الحكومة بالتركيز على دور فاعل للجامعة العربية في الصومال خاصة الأقطار التالية السعودية ومصر وقطر والسودان .•ومن المتوقع أن تندرج زيارة الرئيس الصومالي الحالية في سياق تنفيذ بنود المذكرة حيث قام بزيارة عدد من الدول العربية في إطار استئناف الحوار بين الفرقاء الصوماليين في الوقت الذي صعدت فيه حركة الشباب المجاهدين هجماتها على المناطق الحدودية الكينية كما قامت خلال الشهر الماضي بهجوم تفجيري على العاصمة الاوغندية قتل فيه 79 شخصا كانوا يشاهدون مباراة نهائي كأس العالم لكرة القدم على شاشات التلفزيون.•وهددت الحكومة اليوغندية إثر الهجوم على تبني قواتها الموجودة في الصومال لاستراتيجية هجومية ضد المعارضة الصومالية بدلاً عن الاستراتيجية الدفاعية الحالية .•إذا تمت قراءة هذه الاحداث مقرونة بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي خلال الأيام الماضية هدد فيها بتدخل قواته للصومال في حالة تعرض قوات حفظ السلام للخطر على يد المعارضة المسلحة و أكد في الوقت نفسه أن قواته لن تتدخل لإنقاذ حكومة شيخ شريف من الإنهيار.. نجد أنه من المتوقع أن تتزايد تعقيدات المشهد الصومالي نتيجة لتعارض الإرادات الخارجية. •بقي أن نشير إلى أن العلاقة بين الحكومة الصومالية وحركة اهل السنة والجماعة ( الصوفية) الموالية لإثيوبيا تشهد توتراً بعد رفض الأخيرة للتشكيل الوزاري مما جعل المذكرة تحذر من استراتيجية الحركة القائمة على السيطرة الكاملة على الصومال . •كل هذا يؤشر على أن العلاقات بين الحكومة الانتقالية واديس ابابا ليست في افضل احوالها وإنما نلمس من خلال تصريحات القيادات الحكومة الصومالية تبرماً من الدور الاثيوبي في الصومالي في تصريحاتهم للصحف العربية . •جملة القول إن الدور السوداني في المصالحة الصومالية ستواجهه عقبات كبيرة داخلية وخارجية فضلا ًعن انشغال الحكومة السودانية خلال الفترة المقبلة بالاستفتاء الذي بقي عليه عشرين اسبوعاً بالإضافة إلى الحوار مع حركات دارفور مما يمكن أن يؤثر سلباً على فاعلية هذه الدور في الوصول إلى سلام مستدام في الصومال . *نشر كافتتاحية لصفحة نافذة على القرن الإفريقي – صحيفة الوطن السودانية –الجمعه20 أغسطس 2010م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى