مقالات

عام مضى وأطل عام جديد.. عام يفاجئنا ببجاحة “الوياني تقراي”…! بقلم / حمد كل

5-Jan-2016

عدوليس ـ ملبورن

عام مضى وأطل علينا عام جديد، آملين أن يكون عام خير ويسر وبركة، يزول فيه حكم الجبروت ويقام نظام جديد يعيد الكرامة والطمأنينة لشعبنا في ظل حكم دستوري يبسط العدالة وقانون يحمي الانسان من الظلم الذي حاق به.ونحن نستبشر بميلاد عام جديد تفاجئنا نظام “الوياني” بالويل والثبور ، كما ورد في صحيفة “تقراى اونلاين” ، تطالب فيه حكومة اديس ابابا بضرورة الرد الفعلي على وجود قوات عربية ( سعودية واماراتية) في ميناء عصب الاريتري لإجبار هذه القوات على التنسيق مع الحكومة الاثيوبية قبل ان تتواجد داخل ميناء عصب الاريتري.تطالب باحتلال اراضي اريترية كما فعلت روسيا في شبه جزيرة القرم الاكرانية واحتلال اسرائيل لمرتفعات الجولان السورية. هذا ما اوردته الصحيفة ببجاحة ، وهو انتهاك لسيادة بلد مستقل وخروج على القوانين الدولية وجحود للدعم الذي قدمته لهم الثورة الاريترية.

بداية وحتي أكون واضحا وقبل ان استرسل في مقالي هذا، أنني لست بصدد الدفاع عن النظام الاريتري المتهالك والذي اوصلنا الى ما نحن عليه ، بل أدافع عن وطن ، النظام زائل والوطن باقي.والسؤال المطروح على المعارضة الاريترية وكل الحادبين على مصلحة الوطن ، يقول: أولا هاهي اثيوبيا المحكومة بـ “الوياني تقراي” تميط اللثام كل يوم عن وجهها القبيح ، امام المعارضة الاريترية ، طريقان لا ثالث لهما اما الإرتهان لمخططات “الوياني تقراي” ويصبحون دمى وإما ان ينأوا [أنفسهم ويبحثون عن مخرج آخر وهو متوفر لكنه صعب وليس صعبا على كل المناضلين الاصلاء.ثانيا وحتي نصنف الواقع الاثيوبي ونظرته لاريتريا، نبدأ بالتالي : النخب “الامهراوية” هي من البداية لم تؤمن باستقلال اريتريا وهي عدو لدود، “الاورمو” وباقي القوميات الاثيوبية لا تعنيهم اريتريا لا من قريب ولا من بعيد، لهم قضاياهم ومعاناتهم من كل الانظمة الاثيوبية المتعاقبة .اما “الوياني تقراي” فهؤلاء يعانون من الانفصام في الشخصية ، بمعني اوضح حينما اعلنوا ثورتهم كانت قرارات مؤتمراتهم تدعو الى قيام تقراى الكبرى . هم ايضا لم يرضوا يوما بالاتفاق الذي تم بين الملك منيليك والاستعمار الايطالي في عملية ترسيم الحدود ، ويؤمنون ان الترسيم اقتطع اجزاء كبيرة من اراضيهم لصالح اريتريا خاصة المنطقة الواقعة جنوب اريتريا بالتحديد في جزء من إقليم سراي واعالي القاش.لكن الزمان اخذ دورته المعاكسة فحكموا كل اثيوبيا ولكن العقدة ظلت موجودة في عقلهم الباطني ، فاخترعوا ما يسمى ب(الكلل) الأقليم وفي مخيلتهم تقراي الكبرى فضموا الى اقليم تقراى كل مناطق “الولقايت” وحاضرتها مدينة الحُمرة ومعها اراضي سودانية في منطقة “الفشقة” ، وهنا أود ان اعود بالقارئ قليلا الى الوراء كان ذلك في العام 1978م حيث وجدت قيادة جبهة التحرير الاريترية مخططات “للوياني تقراي” تدعي ان منطقة بادمي وأجزاء من منطقة “شامبقو” هي اراضي تابعة لإقليم “تقراى” وحصل اشتباك عسكري بين جيش التحرير وقوات التقراي اسفر عن طردهم الى (شري اندا سلاسى).بعد استيلائهم على الحكم في اثيوبيا ظل هاجس تقراى الكبرى يؤرقهم ، وبطريقة دنيئة وخبيثة قاموا في 14/7/1997م باحتلال ( عدمروق) القريبة من (بدة) وفي ذهنهم يخططون لمستقبل قادم يقفزون فيه على ( بدة) ومنه على البحر الاحمر لاقامة ميناء لتقراى الكبرى, الغريب ان الوياني تقراى لاتهتم كثيرا بميناء عصب ، لانه ليس قريبا لغقليمهم ، بل تجد الأمهرا هم المتهافتون على احتلال عصب.والسؤال هنا ما الذي يجعل الوياني تقراي تعيش حالة من الشيزوفرانيا ولماذا هذا القلق والتوجس؟ انها تخشي ان ياتي يوم يزول فيه حكمهم وتنقلب عليهم باقي القوميات ، لهذا تجدهم دائما مستنفرين لاقامة بدائل للملمات. والبديل هو تقراى الكبرى، وتقراي الكبرى في حاجة الى سند في مواجهة القوميات الاثيوبية الاخرى، والسند في تقديرهم هي اريتريا، لكن كيف اريتريا والنظام الحالى هو عدو لدود لهم، لهذا كل مخططاتهم تصب في خانة اسقاط النظام الاريتري والاتيان بنظام طيع يقاتل معهم وينفذ مخططاتهم.انهم لايحتضنون المعارضة الاريترية بل يحتفظون بها ويلعبون لعبة (فرق تسد) بطريقة خبيثة . أكثر من 15 عام والمعارضة الاريترية تعيش في اثيوبيا وعند الحديث مع المعارضة تسمعهم يئنون ضغوط من مكتب الجنرال والذي هو جزء من المخابرات الاثيوبية ويحتفظ بملف المعارضة الاريترية ، وبطريقة خبيثة يسعى هذا المكتب للعب على تناقضات المعارضة الاريترية ، ولايسمح ان تتخذ المعارضة اي خطوة جادة دون موافقته، اذكر قبل عام تقريبا جمعني لقاء باحد قيادات المعارضة والمقرب من مكتب الجنرال ، في هذا اللقاء حكى هذا القيادي بمرارة عن طبيعة المعاملة وقال من ضمن اشياء كثيرة أنهم لايسمحون لنا للقيام بزيارات لمعسكرات اللاجئين وحركتنا دائما مقيدة والفساد منتشر بشكل مزري في اوساط مكتب الجنرال.يحدث انشقاق في تنظيم ما في اديس ابابا يستقبل المنشق بكل ترحاب . تنظيمات واحزاب قائمة يسعى هذا المكتب لتفكيكها من خلال اقامة ما يسمى بالتنظيمات القومية ، كانت جميع القوى السياسية تتأهب عام 2010م لاقامة ملتقي نهاية شهر يوليو لاقامة جسم سياسي جامع ممثل في( المجلس الوطني) فاذا بمكتب الجنرال يقوم بالالتفاف على هذا اللقاء قبل شهر ويقيم تنظيمات سموها قومية ويعقد لهم مؤتمر في مدينة (مقلى) في 30 يونيو من نفس العام، وورشة اخري في مدينة سمرا حاضرة اقليم العفر الاثيوبي رفع فيها شعار حق تقرير المصير للقوميات حتى الانفصال ، واذا تمعنت في هذه القوميات ثلاثة منها من سكان الحدود الارتريية المطلة على اثيوبيا.الوياني تقراى في الفترة الاخيرة بدأت تنتقي من المعارضة افرادا وجماعات لتهيئتهم للحكم تحت قبضتها ، تلعب في التناقض “الكبساوي” بتحريضها لجماعات من ابناء اكلى قوزاي .”الوياني تقراى” تصاب بفزع من أي محاولة لتغيير النظام الاريتري ليس لها يد فيه.فقد استنفروا يوم حدوث حركة 21 يناير 2013م، ويبدون عدم ارتياحهم لأي لقاء خارج اديس ابابا .الغريب لم ينزعجوا من لقاء( فرانكفورت) لسببين الأول لأن الداعي كان المركز الالماني للبحوث والدراسات ، هذا المركز في البدء وقبل اللقاء طرح اجندته ونشرت في كل وسائل الاعلام ، وحين وصل المدعون الى ( فرانكفورت) وجدوا ان الاجندة قد تم تعديلها ، ولم يتجرأ أحد منهم بالسؤال عن سبب تغيير الاجندة ، ثم تداولت اللأسن بعد اللقاء أن تغييرالاجندة كان فيه نفس اثيوبي، والثاني لأن الدعوة في الأصل دعوة مركز الماني لهذا لم تنزعج زمرة الوياني.أما لقاء (نيروبي ) فقد ابدى فيه مكتب الجنرال تململه وحرض ماسمي بالتنظيمات السته لكتابة بيان ضد هذا اللقاء ، والتنظيمات الستة استجابت للضغوط، واشتطوا في بيانهم ، ويقول البيان في احدي فقراته ( كل من يرفض توجه النضال من اثيوبيا هم ادوات للنظام الشمولي وهو ما يخدم الهقدف فقط).بالععود لصحيفة تقراى اونلاين:تقول الصحيفة وبكل وقاحة ( نطالب حكومة اديس ابابا بضرورة وجود رد فعل على وجود قوات عربية ( سعودية – اماراتية) في ميناء عصب الاريتري من خلال اجبار هذه القوات على التنسيق مع الحكومة الاثيوبية قبل ان تتواجد قواتها داخل ميناء عصب الارتري. تطالب باحتلال اراضي ارترية كما فعلت روسيا في شبه جزيرة القرم الاكرانية واحتلال اسرائيل لمنطقة الجولان.هكذا تتحدث بكل صفاقة وبجاحة الويانى تقراى جاعلة من نفسها (سوبرمان)، حقا انها مهانة للوطن الاريتري ، مهانة تسبب فيها دكتاتور من خلال عربدته وفقدان ثقة الشعب فيه ، لو كان امينا مع شعبه لما تجرأت “الوياني تقراي” أن تقول ماقالته .قبل سنوات حين تحالف هذا الدكتاتور مع ايران والحوثين ، والتواجد الايراني في ميناء عصب وباب المندب وهو تهديد لمصالح القوى الاقليمية والدولية ، كنا نخشى كي لاتحرض امريكا حليفتها اثيوبيا فتقصف الطائرات الامريكية وتحت غطائها يتحرك الجيش الاثيوبي ويحتل عصب وبالتالي باب المندب لتكون اثيوبيا الشرطي والحارس الأمين على مصالح القوى الاقليمية والدولية لتذكرنا بايام الامبراطور هيلى سلاسى .صحيفة الويانى تقراي تطالب باحتلال اراضي اريترية وهم مازالوا يحتلون (بادمى) بالرغم من قرار المحكمة الدولية الذي مر عليه 14 عاما ، وهيرمان كوهين مساعد وزير الخارجية الامريكي الأسبق يرفع شعار ( يا احباش اثيوبيا واريتريا اتحدوا في مواجهة العرب والمسلمين الذين بدأوا يحتلون البحر الاحمر. عجبي……!!!!!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى