تقارير

بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب:من يوقف التعذيب في إريتريا؟- سويرا

25-Jun-2005

سويرا

التاريخ : 25/6/2005
يُمارس التعذيب في السجون الإريترية على نطاق واسع، وباستخدام أساليب قاسية، نفسية وجسدية. فالمعتقلون لأسباب تتعلق بمواقفهم السياسية أو بمعتقداتهم الدينية يعزلون عزلاً تاماً عن العالم الخارجي فلا يسمح لأسرهم أو لمحاميهم بزيارتهم. وتعد ظروف اعتقالهم في حد ذاتها نوعا من التعذيب المتواصل، فأغلبهم معتقل في زنازين تحت الأرض في : سجن نخرة ، وهو سجن بناه الإيطاليون في جزيرة دهلك أبان احتلالهم لإريتريا، سجن( ماي سروا) في المرتفعات، وفي سجن عد عمر في إقليم بركة القاش . ولم يحدث قط أن سُمح لأي من المعتقلين في تلك السجون بالخروج لسطح الأرض كما لم يحدث أن أُفرج عن أي منهم مع مضي أكثر من عشرة أعوام على اعتقال بعضهم. وهناك معلومات غير مؤكدة عن أن بعض هؤلاء المعتقلين توفي جراء التعذيب أو بسبب الشروط القاسية للمعتقل.

ويتعرض السجناء المتهمون بالتهرب من أداء الخدمة الوطنية في السجون العسكرية للأمراض بسبب سوء التغذية وعدم توفر المرافق الصحية، أو عدم إتاحة فرصة استخدامها. فالاستحمام مسموح به في فترات متباعدة وفي مياه آسنة الأمر الذي يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض. وهناك سجون في حاويات، وهذه يتم تكديس حوالي سبعين شخصا في الواحدة منها مما يضطر السجناء للنوم بالتناوب. ويتعرض السجناء في السجون الإريترية عموما لأساليب قاسية من التعذيب مثل: التوقيف تحت حرارة الشمس لساعات طويلة في مناطق معروفة بارتفاع درجات حرارتها ، الجلد الذي لا تستثنى منه النساء ولا الأطفال كما يحدث بشكل مستمر في سجن التحقيق في أسمرا ( ونجل أسمرا)، ربط اليدين والرجلين على شكل الرقم (8) والتعذيب المعروف بـ ( الهيلكوبتر) . وبجانب هذه الأساليب من التعذيب يسخر الضباط بعض السجناء للعمل في مزارعهم الخاصة.إن التعذيب في السجون الإريترية من القسوة بحيث يستوجب تدخلا دوليا. وإذا كانت الحكومة الإريترية لم توقع على اتفاقية مناهضة التعذيب، فهذا يجب أن لا يكون سبباً في عدم محاسبتها على ممارستها الواسعة للتعذيب في سجونها، فعدم توقيعها على الاتفاقية المذكورة دليل على عدم رغبتها في الالتزام بالمعايير الدولية في معاملة السجناء. كما أن المادتين، الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والسابعة من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ( صدقت عليه الحكومة الإريترية بتاريخ 22/6/2002) تمنعان إخضاع الناس للتعذيب وللمعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو الحاطة بالكرامة.على العالم أن يضطلع بمسئوليته تجاه آلاف الإرتريين الذين يتعرضون لأساليب تعذيب قاسية ويومية وأن يعمل على وضع حد لها. فالصمت تجاه ممارسة الحكومة الإريترية للتعذيب يكرس اعتقادها بأن عدم توقيعها على اتفاقية مناهضة التعذيب يعني إطلاق يديها في ممارسة التعذيب في سجونها. إننا نتطلع في اليوم العالمي لمناهضة التعذيب (26/6) لبدء عمل جاد من أجل إيقاف التعذيب في السجون الإريترية من خلال إخضاع هذه السجون لتفتيش دولي ومعرفة ما يجري فيها. ونناشد في هذا اليوم المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان، الطلب إلى الحكومة الإريترية السماح لها بزيارة السجون في إريتريا والإطلاع على أوضاعها وأوضاع السجناء فيها. مركز سويرا لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى