مقالات

قطار المأساة الارتري .. إلى متى ؟ : محمود عمر*

11-Oct-2010

المركز

لم آت بجديد ولكن كل ما أزهقت روح بريئة مالنا ألا أن نذكيها بكلمات حزن وجرح اليوم نكأته الجزيرة الفضائية عندما خطت في شريط الإنباء مقتل أمرآة ارتريه برصاص حرس الحدود المصري في الحدود المصرية الإسرائيلية .

تألمت كثيرأ وعادت ذاكرتي الي عذابات المرأة الأرترية في الحقب الأستعمارية وحكايات الاجداد والاباء في عهد الاستعمار الفاشستي الذي سن اخذ الشباب الارتري عنوة للزج بهم في أتون الحرب الكونية الثانية والتي عرفت في الأدب الشعبي المحلي (تربلي سافرا) وهي عملية نقل الأرترين بالبواخر ألى طرابلس الغرب وقاست المرأة الأرترية التغرب والفقد اذ فقد ت الفتاة فارس أحلامها والزوجة شريك حياتها والأم الروم ابنائها ولم تودع المرأة الأرترية مأساتها بخروج الفاشستي الأيطالي البغيض بل زاد تكديرا وسوءاً الإستعمار الإثيوبي باستخدام سياسة الارض المحروقة في عونا وعد ابرهيم وشعب بل تواصلت الجراحات والماسي طيلة مرحلة الكفاح المسلح ولم تكترث لهذا الظلم والقهر لأنه نهج كل غازي ودخيل ، فردت بربط الجأش وضاعفت عطائها وانخرطت في جميع مفاصل العمل الثوري فبدأت بأخطر الادوار في العمل الأستخباراتي والفدائ داخل المدن وكانت ملاذ أمن للمقاتل في الريف بأعداد الطعام وتضميد الجراح بل وقفت شامخة تقاتل بشراسة في ساحات الوغي حتى صارت مضرب مثل في الشموخ والتضحية في افريقيا خاصة والعالم اجمع وتوجت نضالاتها بالنصر باخر طلقه في فجر 24 مايو 1991 م بجلاء اخر جندي اثيوبي من تراب الوطن الغالي . عمت الفرحة كل ارتري وكانت غمرة فرحة المرأة اكبر لتحقيق احلامها طا لما انجلى الليل الدامس بعد غمار خمسون عام من التضحية والصمود وكان اولويات حلمها ان تكون لها بيت يأويها يضم الزوج وابناء بجوار منزل الأب وبالقرب من منزل العم والخال با لاضافة لممارسة حقوقها في الحرية والعيش الكريم بقدر ما قدمت لهذا الوطن . لكن ماذا كان حصاد التضحية والفداء ؟ هل طالبت حكومة أرتريا الدولة الأيطالية مقابل ما أقترفوه بتعويض في البنية التحتية كحق أدبي وأخلاقي . ؟ هل طرحت حكومة ارتريا تسوية خسائر حرب التحرير وخاصة الدمار الذي شمل النساء والأطفال والألغام في المذابح الجماعية والقذف الجوي العشوائي مع الدولة الإثيوبية الحالية حبيبة الأمس ؟ هل تبنت حكومة ارتريا مطالبة المنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية للمساهمة في تخفيف مخلفات حرب قضت على الحرث والنسل طيلة ثلاثون عام ونيف ولو بتشييد قرى نموذجية لأبناء الشهداء والمقاتلين والجرحى . كلا بل منذ فجر التحرير تسرب حلم المرأة الارترية واستأنفت رحلة أشواء العذابات السابقة إذ تم تصريح المقاتلات اللاتي أفنيت زهرة شبابهن كالشظايا يحرقن كل من كان تسول له نفسه النيل من هذا الوطن العزيز . وبعودتهن لذويهن لم يتمكن من ممار سة الحياة العادية كما ارتفعت نسبة الطلاق بين الزيجات التي كانت بالميدان لعدم مقدرة الحكومة معالجة الأوضاع الإنسانية وزاد الطينة بله . فتح معسكر(ساوى) وإعداد الشعب لمحاربة دول الجوار التي لم تسلم منه دولة أزهقت دماء أبنائنا في حدودها. حيث بقت المرأة من جديد دون عائل بسبب و جود الزوج في خندق الحرب الي ما نهاية والذي يحالفه الحظ يتجرع من جديد علقم اللجؤ إلى معسكرات دول الجوار وتحاكم الحكومة زوجته او أمه بالسجن او الغرامة الطائلة حتى عودته وكم عادو لينقذوا ارواح امهاتهم وزوجاتهم وواجهو المصير المجهول. امام هذه المأساة التاريخية وهي ظاهرة الهروب الجماعي من الوطن في ظل نظام وطني ,هذه المحنة تستدعي وقوف صاحب أي ضمير أنساني ووطني يدرك حجم الخطر وعلى اللذين إبتلو بمسؤلية في النظام الحاكم خاصة ان يسألو انفسهم بأن الشباب الأرتري الذي كانت تغلق انديتة في كل من السودان وارتريا لألتحاق كامل عضوية النادي بالثورة . كيف يهرب منتخبه الوطني بكامل زيه الرياضي في سابقه اولى عالميأ . ثم ما الذي يدفع هولاء الشباب ركوب قطار الموت ويديرون ظهرهم عن وطن إرتبط به مصيرهم ومبني على جماجم أبائهم وإمهاتهم ليواجهو الموت بطائرات مجهولة تقذفهم اوغرق جماعي لتلتهمهم حيتان البحار اوتحصدهم رصاص حرس الحدود من دول الإقليم وسعيد الحظ يعود بطائرة ليبية اومصرية كفريسه يفوز بها الجشع . وعلى المبتلين بسلطة مع (الهقدف) أن يسألوا انفسهم مره اخرى هل دفع الشعب الارتري الغالي والنفيس ليكون مستقبل الابناء هكذا بل كيف يقوى وطن يتركه الشباب ناهيك الزكور حتى فتياته يمتن وهن معلقات بسور دولة إسرائيل . اوليس من الضروري ظواهر تستحق الدراسة .والحلول لان وطن يتركه الشباب فاقد المناعة يمكن ان ينهار امام ابسط مرض وان هذة الجريمة سوف تكون وسمة عار على كل من ينتمي لنظام (الهقدف). ان المعارضة الارترية بالرغم من الظروف الزاتية والموضوعية التي تعانيها عليها ان تعطي هذه الجريمة الأولوية لان مقادرة الشباب الحكومة وعزوفهم عن الإلتحاق بصفوفها يقلل من أمل تأخير التغيير ولايتم ذلك إلابتبني مشكلاتهم والاهتمام بها في المقام الاول وتوفير ألة إعلامية تعمل لإعادة الوعي الوطني واحساس الشباب بأمل التغيير وأتاحة فرص لهم للتعبير عن حاجتهم وإعادة الثقة لهم بأن ارتريا التي كافح الجميع من اجل استقلالها سوف تكون لهم أمن بقعة . وانهم سوف يحصلون على فرص التأهيل والوظيفة بشكل عادل بل هم صناع وطن حر يضم كل أبنائه والتنقل داخل البلد وخارجه حق يكفله الدستور وتنظمه القوانين حتى يساهمو في تصحيح الاوضاع برفد المعارضة بدمائهم الحاره . كما يجب ان تصرخ كل المنظمات والمؤسسات الأنسانية والاشخاص اللذين لهم أمكانية التأثير في المجتمع الدولي لفت نظر العالم لهذه الماساة الإنسانية التي تواجه شعبنا وهي إما غياهب السجون في وطنهم وإما مطاردة رصاص اجهزة النظام ودول الإقليم وإما غضب الطبيعة من صحاري وبحار . فلتلتحم كل الحلقات لإنقاذ هذا الشعب اليتيم .* بورتسودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى