أخبار

ملف بمناسبة اليوبيل الذهبي لحركة تحرير إرتريا

2-Nov-2008

المركز

إعداد :ناود للكتاب
أعد موقع ناود للكتاب ملفاً بمناسية خمسينية حركة تحرير إرتريا أشتمل على معلومات قيمة بأقلام المؤسسين بما يعمل على إثراء حركة التوثيق ويهزم ثقافة الشفاهية التي استشرت بين الإرتريين فإلى الملف :

للإطلاع على الملف كا ملاً أضغط هنا

كلمة المناضل محمد سعيد ناود بمناسبة اليوبيل الذهبي لحركة تحرير إرتريا كل ما يمكن أن يقال عن (حركة تحرير ارتريا) ذكرته في كتابي المعنون (حركة تحرير ارتريا .. الحقيقة والتاريخ) الصادر باللغة العربية في عام 1997م. كما كتب عنها كثيرون من الارتريين والأجانب. إلا أنني اسطر هذه الكلمات القليلة عنها بمناسبة مرور نصف قرن على تأسيسها (1958 – 2008م) . 1 ـ قبل ميلاد حركة تحرير ارتريا فإن الأحزاب السياسية والكثير من زعاماتها التي كانت قائمة كان من ابرز أسلحتها في التنافس فيما بينها تحريك الانتماءات القبلية والطائفية الدينية والإقليمية والعشائرية. وكان ذلك امرأ سائداً ومؤثراً حتى في إطار الحزب الواحد. وكان لذلك تأثيره السلبي على الوحدة الوطنية الارترية وعلى مصير ارتريا في مرحلة دقيقة، بل واستفاد منه العدو كثيراً. 2ـ ولدت حركة تحرير ارتريا رافعة راية الوحدة الوطنية ضد العدو المشترك ومن اجل تحقيق الهدف المشترك وهو تحرير الوطن بالقول والعمل. وترجمة لذلك فقد انتشرت الحركة وفي آن واحد في شتى أنحاء ارتريا ووسط كل الارتريين بصرف النظر عن الإقليم والقبيلة والعشيرة والطائفة الدينية. وكان ذلك رداً على مخططات وممارسات الإثيوبيين وتنفيذهم لسياسة (فرق تسد). 3ـ لمواجهة القمع الإثيوبي وأجهزته الأمنية الكثيرة التي كانت تحصي أنفاس المواطن، فقد ابتكرت الحركة الأسلوب السري ومارست النضال من خلاله. وقد كان هذا الأسلوب فاعلا. بالإضافة إلى اختراقها للأجهزة الإثيوبية بواسطة الأحرار من الارتريين العاملين بها . 4ـ قبل تأسيس الحركة كان هناك من الزعامات والأحزاب من يعتبر بأن النظام الفيدرالي انجازاً بل وحلاً وسطاً بين الانضمام إلى إثيوبيا أو الاستقلال. فجاءت حركة تحرير ارتريا رافعة شعار (إلغاء النظام الفيدرالي وإعلان استقلال ارتريا) ومن المعروف أن الحركة تأسست في ظل وجود النظام الفيدرالي. 5 ـ بل أن الحركة ومنذ ميلادها أعلنت بأن إثيوبيا ستلجأ لإلغاء الفيدرالية وضم ارتريا وابتلاعها ولذا علينا أن نسبقها. وما حذرت منه الحركة كان قد جرى عندما قامت إثيوبيا في 14/11/1962م بإلغاء الفيدرالية وإعلان ضم ارتريا، وإعلانها باعتبارها المقاطعة الرابعة عشر من المقاطعات الإثيوبية. وقد حدث هذا من جانب واحد دون اخذ رأي الشعب الارتري ،ودون الرجوع للأمم المتحدة والتي كانت قد قررت الفيدرالية وكانت ضامنة وراعية لها. بل أن الأمم المتحدة آنذاك كانت أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية والتي بدورها سكتت على الجريمة الإثيوبية ولم تحرك ساكناً علماً بأنها صاحبة القرار الفيدرالي بداخل الأمم المتحدة. 6ـ كانت الحركة سباقة عندما تبنت برنامجاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وذلك لبناء ارتريا بعد الاستقلال، ذلك البرنامج المنشور في كتاب (ارتريا بين الماضي والحاضر والمستقبل) الذي نشرته حركة تحرير ارتريا. -7 كان للحركة المبادرة والريادة في تأسيس الأحزاب السياسية الحديثة. ومن ابرز ذلك أن يكون للحزب برنامج ودستور. وكان للحركة برنامجها ودستورها. ومنذ ميلادها فقد اتبعت أسلوب التعبئة والتوعية منذ البداية بتقديم دراسات لعضويتها. وكانت لها اجتماعاتها لخلاياها السرية أسبوعيا. فأسبوع للدراسة واجتماعات أسبوعية أخرى للنشاط أي استعراض ما قام به كل عضو من تنفيذ الواجبات المكلف بها. وكان من شأن ذلك الأسلوب خلق عضوية ملتزمة ومنضبطة ومرتبطة بمبادئ وأهداف التنظيم. 8 ـ شعار الاعتماد على الذات والاعتماد على الجماهير صاحبة القضية. وتنفيذ لذلك فقد كان كل عضو بالتنظيم يدفع اشتراكاً شهرياً مقداره 3% من دخله الشهري. ومن هذا المنطلق ومنذ ميلادها فإنها توجهت إلى داخل ارتريا ولم تتجه إلى الخارج بحثاً عن المساعدات المالية. وأخيرا أقول إن جيلنا كأشخاص عاديين أو زعامات أو تنظيمات فهناك من أحسن منهم أو أساء، ومن اخطأ أو أصاب، فهذا الجيل قد بدأ بالرحيل عن الدنيا. ومن بقى منه على قيد الحياة قليلون وأنا احدهم. فهذا الجيل مطالب بتمليك تجربته للجيل الجديد من خلال كتابة هذه التجربة حتى لا نصبح مثل الجيل الذي سبقنا والذي لم يترك لنا إرثا مكتوباً. وكلمة أخيرة أوجهها لجيل الأبناء والأحفاد وأقول بأن ارتريا التي انتزعنا استقلالها وسيادتها بالكثير من التضحيات وبعشرات الآلاف من الشهداء فإننا مطالبون بالمحافظة على هذا الإنجاز. فالدوائر التي حرمتنا من هذا الحق وشنت علينا حروباً ظالمة ودفعت بنا الى اللجوء والتشرد لنصف قرن من الزمان، فإن هذه الدوائر لا تزال تتربص بنا لتنفيذ مخططاتها العدوانية مثلما فعلت بنا من قبل وكما تفعل بكثير من شعوب إفريقيا وغيرها حالياً. بالإضافة لذلك فأمامنا أيضا مهام وطنية كبيرة تتمثل في المحافظة على هذا الوطن وبنائه والعمل على ازدهاره في كل الحقول رغم كل الظروف الصعبة التي مر بها، والمحافظة على الوحدة الوطنية بين صفوف شعبنا وتمتينها، والتي تعتبر الضمانة لبقاء هذا الوطن وبنائه. ففي النهاية سيبقى الوطن والشعب من بعدنا كما سيبقى أيضا من بعدكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى