مقالات

رزنامة الأحداث : مؤتمر الجبهة ، وأدحنوم ، وقضايا أخرى: عبدالرازق كرار

18-Aug-2005

المركز

>جبهة التحرير على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة : أيام قليلة تفصلنا عن المؤتمر الوطني السابع لجبهة التحرير الإرترية ، وللحدث دلالات كما للمسمى معاني لا تخطئها الذاكرة السياسية الإرترية ،

ومع ذلك فإن بعد الدلالات ولا وقع المعاني بعاصم المؤتمر عن تحديات حقيقة يواجهها ، تترواح هذه التحديات بين تحديات ذات ابعاد داخلية واخرى خارجية على مستوى الإقليم والمجتمع الدولي ، ولأن التحديات الخارجية لاتعنى الجبهة لوحدها بل مجمل المعارضة ، ربما نفرد لها حيزاً أخر ، لنركز على التحديات الداخلية ، إذ يمثل هذا المؤتمر هو الأول بعد الوحدة بين تنظيمي جبهة التحرير الإرترية ـ وجبهة التحرير الإرترية المجلس الوطني عبر البيان الشهير في الثاني من أذار مارس عام 2001م ، وكنت حينها قد كتبت مقالاً بعنوان ( الثاني من آذار صافرة السباق المحتوم ) أشرت فيه لسبق الجبهة في مضمار يتعين على جميع التنظيمات المتشابهة والمتقاربة في البرامج خوض غماره ، وان ذلك السباق الذي أطلقت الجبهة صافرته هو واجب حتمي على تنظيماتنا المتشظية حتى تسكتمل عناصر التنظيم المتمثلة في قاعدة وبرنامج وقيادة بكل ابعاد هذه المفردات .ورغم ان الجبهة لم تعقد مؤتمراً إلا أنها وللحقيقة إستطاعت من خلال إجتماعات جهازها التشريعي الموحد أن تتجاوز كل مراحل الوحدة من القاعدة وصولاً الى القيادة وهو في تقديري نموذجاً يتطلب اكثر من مجرد الإشادة ، إستناداً الى تاريخ برامج التوحد والحوارات بين قوى الساحة الإرترية .كما استطاعت الجبهة ان تصمد امام هزات ابرزها غياب القائد المناضل عبدالله إدريس في رحلة إستشفاء طويلة ندعو الله ان يعود منها معافى إن شاء الله ، ذلك ان تنظيماتنا تعتمد على الرجل الأول في معظم تكويناتها وغيابه غالباً ما يخلق ازمة إدارية وسياسية في التنظيم وهى سمة عرف بها جلّ العالم الثالث الذي يعتمد في غالبه على المقدرات والمهارات الفردية اكثر من قواعد المؤسسة ، كما استطاعت الجبهة ان تتجاوز إنسلاخ بعض قياداتها وتأسيسهم لكيان الحركة الشعبية مع آخريين ، وصمدت أمام حملات إعلامية متكررة ، منها ان الجبهة لم تستطع ان تتجاوز محطة السبعينات في برامجها وطرحها ولازالت تعتمد في كسبها على البعد العاطفي والتاريخي ـ وهي ابعاداً مشروعة في العمل السياسي ـ هذا غير شح الإمكانيات وغياب صوتها الإعلامي من الساحة وقلة برامجها الجماهيرية لظروف لم تنحصر على تنظيم الجبهة فحسب بل شملت معظم التنظيمات في الساحة الإرترية .هذه التحديات الحقيقية لم توقف الجبهةعن مسيرتها بل إستطاعت الجبهة عبر علاقاتها وتحالفاتها من كسب الجميع لتقود سفينة المعارضة للمرحلة المقبلة ممثلة في السيد حسين خليفة محمد علي كرئيس للجهاز التنفيذي للتحالف الديمقراطي الإرتري وهو كسب يجعل عنق الجبهة يتطاول دون شك .إذاً الجبهة تدخل هذا المؤتمر وامامها تحديات ومحفزات تتمثل في البرنامج المواكب لمجمل التغييرات التي شهدتها الساحتين الداخلية والخارجية ، وقيادة متماسكة تستطيع أن تجذر لموضوع الوحدة بعد ان يضفي عليه المؤتمر البعد الشرعي ، وعليها ان تتذكر أن الساحة السياسية قد فوضتها لقيادة هذه المرحلة الحاسمة ، وان التاريخ سيحكم لها او عليها .ما وقد تكاملت عضوية المؤتمر واصبح غاب قوسين أو أدني لا نملك الإ أن نقول إن الفرص لاتتكرر وهذه هي الفرصة السانحة وعلى الجبهة ان تلتقطها وظني انها ستفعل ذلك . أدحنوم قبرماريام ( image throw zoom out ) : لن ادعي بأنني اعرف السيد ادحنوم قبرماريام عن قرب ، ولن اقول أنني عايشته أو امتد ليالي الأنس بيننا ، قد يقول قائل ولماذا عناء الكتابة عن شخص لاتعرفه ـ اقول ان أدحنوم اصبح شخصية عامة وكل افراد الشعب الإرتري اوجلهم قد كونوا عنه صورة قد تكون حقيقية أو خيالية ، سلبية او إيجابية ، وكما إنك لاتملك الحق لتقول للشعب الإرتري لاتكونوا صورة لرجل لم تعايشوه فبذات الحق اكتب عنه مع الفرق انني سأرسم الصورة على الورق بينما يحتفظ بها البعض في مخيلته او يجسدها بعضهم عبر حوارات في جلسات رسمية وغير رسمية .أما وقد وضعت الإطار الشرعي لمرافعتي فأبدا بالقول ان اسم ادحنوم اول ماسمعت به كان عبر الإنترنيت بعد مذكرة الخمسة عشر وبدأ ظهور ملامح معارضة لمجموعة الرئيس اسياس ، وكان أول مرة شاهدته فيها في ندوة مفتوحة في الخرطوم معه السيدين مسفن حقوس وعبدالعزيز خيار ، وقد جلس الرجل كلغز في المنصة التي تحدث منها السيد حقوس وحاول عبدالعزيز ان يترجم له الإسئلة وكنت يومها من السائلين ومعظم الأسئلة حينذاك تركزت على الضمانات التي تؤكد تحول هؤلاء القادمين من الجبهة الشعبية الى ضدها خاصة وأنهم كان بإمكانهم أن يطبقوا مايدعون اليه وهم في سدة السلطة ، وبعد ان انهى السيد حقوس إجاباته مقنعة كانت او مبتسرة ، اخذ السيد ادحنوم زمام الحديث وتدفق حديثة قوياً عنيفاً رغم اللكنة التي تعتري صوته ، وكان تركيزه أن الحكم علينا يكون من برامجنا وان المحاسبة يجب ان تطال الجميع وعندم يتوفر القضاء العادل فهم مستعدون للمحاسبة ولكن في هذه المرحلة من يحاسب من ؟ لم يكن حديث الرجل مقنعاً بقدر ماكان فيه نوع من الصدق الذي يجبرك على إحترامه بل واكثر من ذلك التعاطف معه .التقيته بعد ذلك مرة او مرتين في لقاءات عابرة وقف حاجز اللغة دون التواصل الكافي بيننا رغم إستعداده للحوار .مرة اخرى برز الرجل عبر تقديم إستقالته من الحزب الديمقراطي في إجتماع المجلس المركزي الأول لهذا التنظيم الوليد عام 2004م ، وقال ان سبب إستقالته هو غياب المؤسسية وإنعدام الشفافية في العمل هذا غير خلافه للتعاطي مع الملف الإثيوبي مع قيادة التنظيم المؤقتة حينذاك والتي كان أحد أضلاعها الثلاثة ، ودار حديث كثير حول اسباب هذه الإستقالة وابعادها ولكن مصدر موثوق من داخل المجلس المركزي قال لى ان السيد مسفن حقوس عرض على السيد أدحنوم قيادة التنظيم وترسيخ القيم الغائبة وفق إدعائه ( المؤسسية ـ الشفافية ) وذلك على مسمع ومراى من اعضاء المجلس المركزي ولكن ادحنوم لم يستجب لذلك ، وقالوا انه كان قد رتب اوراقه لتأسيس كيان جديد .ظهر الرجل كرئيس مؤقت لتنظيم الحركة الشعبية مع السيد عبدالله ادم وآخرون وظن الجميع ان الرجل قد بلغ مرساه ، وبحكم قيادته للحركة الشعبية اصبح رئيساً لجبهة الإنقاذ الوطني (4+1) وعبر كثيراً عن افكاره في ندوات عامة ولقاءات خاصة .وكان في حديثه يعول على مؤتمر الحركة الشعبية لإحداث نقلة في صفوف المعارضة خاصة وان الحركة الشعبية قامت بإستقطابات داخل التنظيمات الإرترية مما كان حديث الساحة حينذاك وهو مابرر له السيد عبدالله ادم قائلاً بأننا نريد ان نتجاوز مرحلة (جبهة ـ وشعبية ) وندلف الى مرحلة جديدة عبر تنظيم جديد وهو كلام معقول في الإطار النظري .زار الرجل اثيوبيا بحكم مواقعه في التنظيم والجبهة ، وعبر عن موقفه في كثير من القضايا ، وقد سألته مرة عن موقفه من التنظيمات الإسلامية المنشور في الترجمة العربية لحوار طويل اجراه معه السيد ( صالح قاضي ) موقع عواتي كوم فقال إن مانشر غير صحيح وهو تحريف في الترجمة وهو مستعد لتوضيح رأيه ويمكن ان اجري معه الحوار لصالح المركز الإرتري للخدمات الإعلامية ، ولم يتم الحوار لأسباب تتعلق بي وليس به .دخل الرجل مؤتمر الحركة الشعبية ، ووفق ماقيل فإن تياران قد برزا داخل المؤتمر احدهم لصالح قيادة عبدالله ادم والاخر لصالح قيادة ادحنوم ، والموضوع بالطبع اكبر من القيادة وليس هذا محله ، ولكن لأن الصورة التي أتحدث عنها هى من بعد فإنني كنت أرى تجانساً بين الرجلين خاصة وانهما قد بذلا جهوداً جبارة لإستقطاب قيادة من مواقع مختلفة لهذا التنظيم الوليد كما كان وجودهم معاً رمزا للثنائية التقليدية في إرتريا التي يجب مراعاتها ، إنتهى المؤتمر وأحتل الرجل الموقع الثاني في الحركة الشعبية ، مما اهله لشغل موقع الرجل الثاني في التحالف الديمقراطي الإرتري ، وعلى هذا الأساس تحرك الرجل وقد اثار تصريحه عن علاقة التحالف بالجماهير لغط الساحة السياسية حينماوصفها بعلاقة الزيت والماء .دخل الجهاز التشريعي للحركة الشعبية إجتماعه الدوري ، وغاب عنه ادحنوم ولايهم بعد ذلك قرار تجميده أو فصله فهو تحصيل حاصل ، ولا أدري ماذا سيحدث لموقع الرجل في التحالف ،خاصة وانه حسب علمي لم يفصح عن نواياه بعد .هكذا خرج ادحنوم من الجبهة الشعبية وهو سفيرها في نيجريا ، وخرج من الحزب الديمقراطي وهو أحد أضلاع مثلث قيادته حينذاك ، وخرج من الحركة الشعبية وهو الرجل الثاني فيها ومسئول علاقاتها الخارجية ، والرجل الثاني في التحالف ايضاً ، وهو ولا يزال يثير الجدل في مواقفه وتصريحاته ، ماذا يريد الرجل ، هل يريد الموقع الأول اعتقد ان هذه إجابة تبسيطية مختذلة فالرجل لايزال ممسكاً عن الكلام ، ولا اعتقد أن ذلك مبتغاه وفق تقديراتي الشخصية ، ورغم إختلافي مع مضمون حديثه في الندوة الأولى في الخرطوم ، لكن نبرة صدقه التي تجلب التعاطف لاتزال جاسمة في ذهني واعتقد ان من حقه أن احتفظ له بها حتى يفصح ويقدم مرافعته ويبرر ما حصل . ا لتحالف الديمقراطي وإجتماع المجلس القادم :ـ * وفق حسابات التاريخ فإن منتصف سبتمبر هو موعد الإجتماع الدوري لهيئة القيادة العليا للتحالف الديمقراطي الإرتري ، ورغم ان اجندة الإجتماع التقليدية ليست بالقليلة ولا بالسهلة نسبة للفارق الكبير بين طموحات الجماهير وماتحقق على أرض الواقع ، فإن الأحداث ترفض الإ أن تضيف اعباء على كاهل هذا الكيان ولعل أبرز تلك التحيات الجديدة تجاوز الثغرات التي ظهرت في القيادة ، خاصة وان مشكلة القيادة هي مشكلة التحالف الرئيسة منذ تأسيسه في أكتوبر 2002م والأزمة الشهيرة التي احدثها إنتخاب السيد حروي تدلا بايرو كأمين عام للتحالف ، الآن الحركة الشعبية جمدت السيد ادحنوم قبرماريام ، وهونائب رئيس الجهاز التنفيذي للتحالف الديمقراطي فما الذي سيحدث لهذا الموقع ومالذي سيحدث لأدحنوم ، وإذا أحتفظت الحركة الشعبية بموقع نائب الرئيس فهل سيشغله السيد عبدالله ادم الرجل الأول في التنظيم أم نائبه السيد زايد قدى ، خاصة وان التنظيمات الكبيرة ـ إن جازهذا المسمي في غالبها تحتفظ بالرجل الأول خارج تشكيلة الجهاز التنفيذ للتحالف فهل ستشذ الحركة الشعبية عن ذلك وتقحم الرجل الأول ، خاصة وان الرجل الثاني غيرمعروف لدى الأخرين .* حزب المؤتمر الإرتري كان خطوة هامة لتوحيد التنظيمات ، لكن هذه الوحدة ستخلق واقعاً جديداً داخل التحالف فأربعة من التنظيمات المنضوية تحت لواءه لها مقاعد في هيئة القيادة العليا ، الآن يجب التسليم بأنهم اصبحوا من التنظيمات الكبيرة وهو مايجعله يستحق مقعدين ، هل سيتنازل حزب المؤتمر عن المقعدين الآخرين ام الأمر سيتم إخراجه بطريقة غير مألوفة ، وكيف سيتم إستيعابهم داخل الجهاز التنفذي كلها تحديات تستوجب الحل ، وهوما استدعى أحد اعضاء هيئة القيادة العليا للقول إذا كان إجتماع القيادة هكذا فيا شمس الإجتماع لاتشرقي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى