أسمرا تتهم الخرطوم بمنع طائرة وفدها من المرور عبر الأجواء السودانية للمشاركة في تشييع قرنق : 4 سيناريوهات في إريتريا حول مقتل نائب الرئيس السوداني
7-Aug-2005
الشرق الأوسط
أسمرة: الشرق الأوسط
قالت مصادر مطلعة في اسمرة امس ان الحكومة السودانية رفضت مرور طائرة الوفد الاريتري المتجه الى جوبا للمشاركة في تشييع جثمان الدكتور جون قرنق عبر الاجواء السودانية،
بيد ان وفدا اريتريا رفيع المستوى يضم وزيري الخارجية والدفاع، علي سيد عبد الله والفريق اول سيحت افريم ومسؤول الشؤون التنظيمية في الحزب الحاكم عبد الله جابر وقائد منطقة العمليات الاولى اقليم القاش بركة والشريط الحدودي مع السودان العميد تنخلي منجومي وصل الى جوبا بعد رحلة شاقة عبر الاراضي الكينية بعد رحلة شاقة استمرت اكثر من 8 ساعات، بينما كانت الرحلة المباشرة من اسمرة الى جوبا لا تستغرق اكثر من ساعتين. في هذه الاثناء وقفت اسمرة امس دقيقة حداد على قرنق متزامنة مع مراسم تشييعه شارك فيها كبار قادة الجيش والشرطة والمسؤولون واعضاء السلك الدبلوماسي واعضاء المعارضة السودانية والمواطنون الاريتريون. وأعلنت أسمرة التي يرتبط قادتها بعلاقات وشيجة مع نائب الرئيس السوداني الراحل، الحداد لمدة سبعة ايام على الدكتور جون قرنق وأقامت قداس ترحم على روحه في الكنيسة البروتستانتية في اسمرة، شارك فيه كبار القادة العسكريين والدبلوماسيين الاريتريين واعضاء المعارضة السودانية والمواطنين. وكان الرئيس اسياس افورقي ووزير خارجيته علي سيد عبد الله قد بعثا ببرقية تعزية الى نائب رئيس الحركة السابق ورئيسها الحالي سيلفا كير. ويتدفق آلاف الاريتريين يوميا على سرادق العزاء الكبير الذي نصب في مقر التجمع الوطني الديمقراطي السوداني في اسمرة. وتدور الافتراضات والتكهنات في اوساط القانونيين والمثقفين ورجل الشارع العادي حول حادثة سقوط الطائرة. ويعتقد معظم المراقبين على ان الحادث نجم عن احد اربعة سيناريوهات، اهمها، سوء الاحوال الجوية، كما اعلنت الحكومة السودانية رسميا، او بفعل جيش الرب الاوغندي الموجود في الشريط الحدودي الذي سقطت فيه المروحية او بفعل قنبلة موقوتة او خلل فني دبر للمروحية في احد المطارات الاوغندية او بفعل معارضين جنوبيين على خلاف مع قرنق سواء كانوا حلفاء للخرطوم او العكس، او بفعل الاستخبارات السودانية او بفعل صاروخ أرضي أو جوي أطلق من مقاتلة. ويعتقد الكثير من المراقبين ان عملية السلام في نيفاشا باتت في خطر محدق وتواجه الانهيار، وان السودان بات على ابواب حرب عرقية اذا لم يتدارك الامر. ويرفض الرسميون الاريتريون التعليق على اسباب الحادث، وقال مسؤول الشؤون التنظيمية في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة «في ما يتعلق بالحادث لا توجد لدينا اي معلومات». واضاف عبد الله جابر لـ«الشرق الأوسط»: رحبنا بقرار الحركة الشعبية ودعوتها لاجراء تحقيق دولي ونحن نؤيد مطالب الحركة لقطع الشك باليقين». ونعى جابر قرنق وقال انه فقد كبير للسودان وللمنطقة ولأفريقيا بشكل عام. واضاف «الدكتور قرنق مناضل ومفكر ورجل دولة ودبلوماسي، وكان يناضل من اجل اهداف نبيلة لتحقيق العدل والمساواة في السودان وفي المنطقة وكان يشكل ركيزة اساسية لمستقبل السلام في منطقة القرن الافريقي، وهو شخصية اقليمية وعالمية. وكانت اسمرة قد أصيبت بصدمة وذهول منذ ساعات الاعلان الاولى عن مصرع قرنق، فيما كان يعتبر الحليف الاستراتيجي والشريك الاساسي لأسمرة. بيد ان المسؤول الاريتري عبد الله جابر اكد ان علاقات بلاده استراتيجية ايضا مع الرئيس الجديد للحركة سيلفا كير وبقية قيادات الحركة. وقال جابر، في ما يتعلق بسيلفا كير، علاقاتنا معه ومع قادة الحركة الشعبية والاهداف التي كانت تناضل من اجلها «استراتيجية». واضاف «مسألة ترحيبنا باختياره رئيسا للحركة شيء طبيعي، لانه منتخب من مؤتمر الحركة الشعبية وعلاقاتنا معه استراتيجية من قبل». وتابع المسؤول الاريتري «نحن في موقفنا السابق الداعم للحركة الشعبية في مواصلة تنفيذ وتطبيق اتفاقية السلام والاستمرار في نهج الراحل الدكتور جون قرنق لحل القضايا المتعثرة في دارفور والشرق واجراء التحول الديمقراطي ومنهج بناء السودان الجديد وتطبيق اتفاق اسلام مع المؤتمر الوطني وهذا موقف ثابت لا يتغير. وأكد معظم المسؤولين الاريتريين من عسكريين ومدنيين الذين استطلعتهم «الشرق الأوسط» في سرادق العزاء الذي اقيم للدكتور قرنق ان علاقات بلادهم مع الحركة الشعبية والمعارضة السودانية وموقفها من القضية السلمية في السودان استراتيجي ولن يتغير برحيل قرنق. وبات الشغل الشاغل لرجل الشارع الاريتري هذه الايام متابعة الاوضاع المتوترة التي تدور في مختلف المدن السودانية على مدار الساعة، وفي مقدمتها اوضاع الخرطوم، وتأخذ نشرات الفضائية العربية والصحف اليومية عبر الانترنت مثل «الشرق الأوسط» و«الحياة» والصحف السودانية حيزا كبيرة من اهتمام ومتابعة الاريتريين اليومية في متابعة تطورات السودان