مقالات

احتفائية ذكرى يوم المعتقل الإريتري ومحاولة حرف الرسالة. بقلم / حامد ضرار احمد

24-Apr-2016

عدوليس ـ ملبورن

سبب ظرفي طاريء اضطرني صبيحة الأمس أن انزل من الحافلة التي كانت ستقلني إلى حيث ندوة كان من المزمع بدء جلسات يومها الأول في تمام العاشرة صباحاً في منطقة مجاورة لمحطة فيكتوريا في وسط لندن، وكان أيضاً من المقرر ذهابي لاحتفائية يوم المعتقل التي كانت ستلتأم في فترة مسائية من ذات اليوم وفي مكان آخر من ذات المدينة. ولأنني تعودت أن أكتب حول الفعاليات التي احضرها لنشرها عبر صفحتي على الفيس والتويتر لغايتين: أولاهما مساعدة أصدقائي الذين يمتدون على نطاق العالم، للتعرف على تلكم النشاطات والإلمام بها ولو بشكل موجز كعربون محبة. وثاني ذينك الغايتان، المساهمة في إيصال رسالة القائمين لقطاع واسع عن طريق تسويقها في العالم الاسفيري الافتراضي. لتحقيق جزء من الغايتين، اتصلت بصديق من المشاركين مبلغا إياه تعذر حضوري وطلبت إليه توثيق بعض النقاط الهامة من كلا المكانين. وبالفعل بذل ذلك الصديق مشكوراً جهداً كبيراً وبالنتيجة اتحفني بعمل، لم أحلم به، حتى لوكنت حضرت شخصياً.

وبالنتيجة كنت فخورا بنجاح الفعاليتين وما توفر لدي من مادة خام، اعتقدتها كافية لتجهيز أكثر من عمل كتابي لتأريخ ما تم في لندن نهار أمس 16 أبريل ومسائه.المفاجأة وسرقة الأضواء وحرف رسالة يوم المعتقل:وأنا استعد لاختيار بعض المعلومات القيمة من بين ما توفر لدي من مواد ومعلومات إيجابية وقيمة وبخاصة عن يوم المعتقل، اسقطت في يدي عند قراءتي لما كتب في الفيس بووك وفي صفحة أحد الأصدقاء المتميزين. استغرابي عزوته لقناعتي بأن الأمور والاتهامات في هكذا مناسبات لايتم طرحها أو معالجتها بهكذا أساليب. وسبب ثالث وجدت أن هناك في الجزئية المنشورة في صفحة ذلك الصديق وفوق صورة المناضل مسفن حقوس والمتعلقة بإضطرار الأخير للظهور ومخاطبة الحضور على عجل في احتفائية يوم المعتقل، شابها عدم وضوح لسبب وآخر. الأمر الذي، في يقيني، خلق أرضية خصبة لاتهامات ساقت الاحتفائية لمسار غير الذي أريد لها.وللتذكير فقط،فأن ما كُتبَ فوق صورة المناضل مسفن حقوس وفي صفحة الصديق، جاء حرفياً على النحو التالي:(“المناضل مسفن حقوس يتحدث الآن في يوم المعتقل الإريتري في لندن وهو يرد على أحد الأخوة المتداخلين ( شقيق أحد الإخوة المعتقلين ) الذي إتهمه بأن أحد المتسببين في إعتقال هؤلاء المختفين قسرياً . وهو يقول بأنه مستعد للمثول أمام أي محكمة عدلية . ولكن يجب علينا أن نقيم أدوات العدالة في إريتريا أولاً.”). اعتقد أن تلك الكتابة، دون قصد كاتبها، خلقت الأرضية لدفع الناس للتوجه إلى مآلات واستنتاجات خطيرة وبالتالي اعطت لمن يريد العبث وزرع الأرض إرباكا، المبرر والحماسة. فالكلام أعلاه يوحي بأن المسألة جاءت في سياق منطقي وحواري. وكما يعطي انطباعا من أن مسفن أقر بجرمه وينتظر قيام المحكمة ليسلم نفسه إليها. تمنيت لو ضمنت تلك الحروف الظروف والملابسات التي حدثت والتي بنتيجتها ظهر المناضل مسفن حقوس في المقدمة. لا أقول أن ذلك كان سيسكت الناس أو يوقفهم عن الكتابة، ولكن كان الأمر أكثر توضيحا وأمانة.ماذا حدث؟نعم، شقيق أحد المعتقلين في سياق كلامه ذكر اسم المناضل مسفن حقوس باعتباره مجرما وقاتلاً، لكونه كان لحظتها وزيراً للدفاع، قال ذلك، موجها أصبعه باتجاه السيد مسفن حيث كان يجلس في الصفوف الخلفية. رد الأخ عبدالرحمن سيد (بوهاشم) على الشاب وأوقفه قائلاً: ” لسنا هنا بصدد محاكمة أيا كان وليس هذا المكان لهكذا قضايا).أخت أخرى من الحاضرين: (لم اتعرف عليها): هي الأخرى أكدت وكررت ما قاله الاستاذ عبدالرحمن السيد.صورة جانبية من القاعة:المناضل مسفن حقوس يرفع يده، لقول كلمة حول ما سمع من الشاب، ولكن لأن السيد عبدالرحمن سيد الذي كان يدير الجلسة لم ينتبه إليه، من جهة وأصرار عدد من كبار المناضلين الذين كانوا يجلسون جواره، والطلب منه عدم الرد لأسباب ذكروها له من جهة ثانية بدا مسفن وكأنه اقتنع برأيهم ولاذ بالصمت بعد أن أنزل يده.مع الوصول إلى ختام الفاعلية، توجه الرجل ومعه أكثر من صديق نحو البوابة استعداداً للخروج. ويظهر وهو يضع يده على قلبه أو صدره وينظر بملامحه الجادة إلى من كان أمامه من الحضور، وكأنه ربما أرادها طريقة لتوديعهم أو الاستهجان عن ما سمع.هنا يقترب منه أحد الأخوة ويقول له بصوت مسموع لماذا لم ترد وتسمع صوتك؟قال مسفن: مع إشارة استغراب بيديه: “رفعت يدي ولكن ليس هناك من منحني فرصة الكلام فضلاً عن أن الأخوة الذين كانوا يجلسون معي ألحوا علي بعدم الرد لعدم جدواه.”الشخص (ذاته) “طيب ممكن تتكلم إكلمهم”. وهنا تدخل الاستاذ عمر زرآي الذي عبر في وقت سابق عن الاعتذار لمسفن لما قيل عنه من كلمات مسيئة؛ هذه المرة أعطى مسفن المايك واقتطاع وقت من البرنامج ليرد على ما قيل من كلام عنه. فبدأ مسفن حديثه وكان بلغة التجرنيا: ومجمل كلامه كان كالتالي: ( يمكن العودة إلى التسجيل لدى القائمين للتأكد):”أشكركم على إعطائي هذه الفرصة. وأنا لست بصدد الرد على ما قيل. جئت إلى هنا للمشاركة في هذه الذكرى لأنها تعنيني كما تعني أسر المعتقلين وكل الإرتريين. وبسبب الحملات التي أعرف مصدرها وكثافة حجمها والتي استهدفتني شخصيا ولا زالت كنت، اتوقع مواقف أصعب من مجرد هكذا كلام. أعزي سبب هكذا كلام لحالة الإحباط واليأس العام الذي نعيشه جميعاً، ولكن لا أقبل أن يكون على حسابي، وليس من الأخلاق ولا المنطق أن يذكر اسمي كشماعة لأكون مسؤولاً عن جرائم النظام.””أكرر هنا كما قلت مراراً وتكراراً، أنا مستعد للمثول أمام أي جهة عدلية لقول شهادتي وإفاداتي. لكن أقول هنا أيضاً لابد من تهيئة الأرضية اللازمة ولا يجوز إصدار حكم ضد كائن كان وعلى نحو تعسفي.” ختم المناضل مسفن حقوس كلامه قائلاً: ” ما استغرب له هو أن يمارس البعض هنا في المعارضة اتباع ذات الأساليب التي ينتقد بها النظام، ويتهمه بأنه لم يقدم المعتقلين الذين نحيي هذه الأمسية من أجلهم إلى محاكمة عادلة، ويقول إنه أي النظام لم يهيء لهم الأرضية والمحاكمات القانونية ويعتمد قانون الغاب. ألا ترون بهكذا طريقة ينتهج هذا البعض ذات الطريق الخاطيء؟”. كلام المناضل مسفن حقوس انتهى إلى هنا.أقول هنا (حامد ضرار) أنه لأمر طبيعي في ظل انعدام مرجعيات قانونية أو حتى مكانية ووجود الفضاء الاسفيري مفتوحاً ويفضي بنا إلى الغث والسمين، أن نرى من يكتب على هواه دون وازع من ضمير أو دون مساءلة. كما أنه من الطبيعي والمقبول أن نجد بعضاً آخر من الناس يكتبون بمبررات وقناعات مقبولة حتى لو لم نتبناها، لكننا نتعايش معها في إطار قبول الآخر. وهناك فئة من الذين كتبوا ويكتبون، تاركين الباب مواربا، ليطرحوا آراءهم من منطلق “لعم” أي لا ونعم في آن معا،حتى لا يزعل منهم لا هذا ولا ذاك، وغني القول أن هذا المنطق الانتهازي هو الذي جعل بعض الناس يستمرأون التدليس والمجاملة والزوغان عبر مسك العصا من المنتصف.أكرر هنا، المطلوب ليس الدفاع عن الأشخاص فهم، ولا محالة، زائلون. المطلوب هو الدفاع عن الحقيقة، لأنها باقية، وسلك الطرق السليمة للوصول إليها، وفوق ذاك الحؤول دون القفز نحو النتائج واستصدار الأحكام دون مستمسكات. وإلا كما هو الحال الآن، سيسود قانون الغاب وسيحتمي الناس وراء عالم النت واستخدام الأسماء المستعارة أو دفع الاسماء النكرة للنيل من الآخر الذي يتبنى آراء وقناعات تختلف عنه لغاية ترهيب الناس وتخويفهم ليلوذ الجميع وتبقى الحقيقة صعبة المنال.مهما يمكن من أمر، ودون الخوض حول قضية الاتهامات والحملات التي عمرها يعود حتى الآن إلى حوالي العقد والنصف من عمر المعارضة أي منذ التحاق رافد من معارضة الداخل بها بعد مجموعة الـ 15، فقد شهدنا حالة من الانتشاء في ظاهرة التصفيات والتشويهات عبر طبع عشرات من الكتب موجهة فقط لتشويه قوى بعينها في المعارضة، وليس النظام، وهذه قصة أخرى لا مجال للخوض فيها هنا. فهذه القضية المتعلقة بالاتهامات بحاجة إلى تهيئة الظروف. فكما قلت قبل 7 أعوام من الآن في مقالة كتبتها حينئذ: من يتهم من؟ وملفات كثيرة إذا فُتحتْ ربما يكون للقضاء كلمة قد تقلب طاولات كثيرة لتنكشف للملأ عورات مستترة. وبالنتيجة من يضحك أخيراً يضحك كثيراً وسوف لن تنفع البعض من المستهترين الملاذات الآمنة التي تعتمد على سياسة “اتهمْ وشوهْ واصدرْ إحكاماً عبر العالم الإسفيري والقول حرية الرأي مكفولة حتى النيل من الآخر.من السهولة بمكان التشهير والإساءة وحتى محاكمة من لا يتفق وقناعاتنا، ولكن مهما فعلنا ومارسنا هكذا أساليب فالوصول إلى الغايات المنشودة في بناء نظام ديمقراطي حقيقي أساسه المواطنة وتكافؤ الفرص ستكون بعيدة المنال. وأي نظام مبني على قمع الآخر في من يستأنسون في انفسهم الرغبة في بناء هكذا نظام ولكن على قاعدة تصفية الآخر عبر الاتهامات والاتهامات المضادة، سيتمخض جهده،حتما في ولادة نظام قمعي لا يقل في سوداويته عن النظام المتسلط على رقاب العباد والبلاد.إن رسالة يوم المعتقل بالأمس، وللأسف، تم خطفها وتمييعها بطرح قضية انصرافية، لا تفيد المعتقل في شيء بل تشوش على قضيته وبالتالي من قام بها قد أسدى خدمة كبيرة لجلاد المعتقلين وليس العكس. اتمنى على منسقية المعتقل الإرتري أن تتلافى ما حدث بالأمس مستقبلاً لتصل الرسالة كما نعيها جميعاً.استغربت لتضمن أسماء الـ 78 ممن علقوا في صورة مسفن والكلام المنشور في صفحة الناشر، لحوالي من 5 إلى 7 أعضاء مجالس تشريعية لتنظيمات المعارضة، بعضهم انبرى ليركب موجة الإساءة للرجل، والغريب إن هذا البعض منهم محامون ومن يعرف أصول المحاكمات المدنية والجزائية. وهناك ثمة من مسك العصا بشكل انتهازي وقال كلاما لا تتوقعه من من يفترض فيه قول الحقيقة حتى لو تجاه الذات ومحاسبتها. والعجب العجاب هناك أخوة أجلاء من من يفترض فيهم أن يسخروا مواقعهم الإعلامية من أجل تبيان الحقيقة ولحمة المعارضة، نلاحظ واحداً منهم قد كتب كلاماً يشكك في سعينا لبناء إعلام حر ونزيه ليكون بديلاً عن إعلام النظام في أسمرا، وذلك إذا أخذنا ما كتبه ضمن التعليقات كمعيار لفهم الإعلامي الذي نسعى من أجل الإتيان به بديلاً عن إعلامي النظام، أما صاحب الموقع الثاني جاد علينا برابط لكتاب يكيل السب والتهجم على شخص مسفن حقوس، وقدم الرابط ليؤكد على صحة ما جاء في أمسية الأمس في لندن دون أن يلتقط أنفاسه وينتظر انقشاع غيوم مدينة الضباب ويتبين الحقيقة. أما صديقنا صاحب موقع إعلامي ثالث، فاكتف بوضع كلمة “لايك”، ربما ظاناً أنها كلمة محايدة في هكذا واقع. كنت استخدم في الأعوام 2004 وحتى نهاية 2007 عبارة رددتها كثير وأنا أقدم برامج إذاعة صوت الحرية التي كانت تبث إرسالها للداخل. وأنا أرى قياديين من تنظيمات المعارضة وإعلاميين تركوا تعليقاتهم على عكس ما توقعنا منهم في أن يلعبوا أدواراً تتجاوز الواقع المعارض الحالي ويعملوا على تجميع المعارضة واخراجنا من كبوتنا، وعلى العكس ذلك وجدت هؤلاء يساهمون في دس السم في الدسم. الأمر الذي يضطرني في أن إردد تلكم العبار القديمة الجديدة “ألا سلمت يا وطن العزة الشموخ.” تصحيح وإضافة:بعد نشر المقال على صفحتي، صحح لي مصدر لصيق كان حاضراً في أمسية المعتقل الإرتري يوم أمس بعضاً مما تضمنته أسطري وهي جاءت على النحو التالي:1. الأخ عمر زرئاي هو الذي اعتذر ممسكا المايكرفون باسم الجهة المنظمة للمناضل مسفن حقوس لما حدث، وهو الذي مهد الفرصة له ليقول رده.2. الأخ عثالن شيكاي يقول أن الشاب هو الذي أشار باصبعه اتجاه المناضل مسفن حقوس وبالتالي ينفي ما ورد في المقال من إفادة نسبت إليه. 3. الأخوان سليا ن حسين وعبده عبدالله كانا في المنصة ليس كإدارة جلسة، بل لتقديم أوراق للجلسة. والأخ عبدالرحمن السيد بوهاشم كان يدير الجلسة. مع الشكر والإعتذار،للمراسلة الخاصة: حامد ضرار hamiddrar@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى