مقالات

الموت القادم من الجنوب ( 3-3 ):آدم الحاج موسى

1-Dec-2010

المركز

لا شك إن إيجاد التنظيم السياسى هو أول الأساسيات الملحة لإحداث الفعل الثورى بمعنى إن أول الإحتياجات التى تلزم لتفجير الثورة الشعبية هو تنظيم القوة الثورية على شكل تنظيمي مناسب بغية تحقيق الهدف من الحركة اليومية والشهرية والسنوية التى تقوم بها القوة الثورية وضرورة التنظيم

على أية حال لابد منها لأي قوة مهما كان نوعها ومهما كان هدفها من حقها أن تصنع لنفسها تنظيمها لتتمكن من تحقيق أهدافها فى كافة المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية وإذا أخذنا فى الإعتبار أن كل الدعوات السياسية والحضارية الكبرى تستهدف التغيير الجذرى لأوضاع سادت عصوراً طويلة حتى ترسخت جذورها وتعمقت آثارها واستبدالها بالأوضاع الجديدة العادلة والتقدمية فهى بحاجة ماسة الى إيجاد التنظيم القادر على القيام بتحقيق الهدف المحدد من التغيير المطلوب وقد سجلت حركات سياسية فاقدة للتنظيم السياسى ( إما لأنها تفتقد الى الفكر السياسى الذى يحدد مسار حركة التاريخ ومستقبل الحياة وإما لإفتقادها الى برنامج عمل يقود الى إحداث عملية التغيير) سجلت هذه الحركات إنتصارات محدودة ومرحلية سرعان ما تبخرت وكأنها ظلال أوهام تجمعت فوق بحر من السراب الخادع كان يبشر بالحياة ويحمل فى أمواجه الموت والفناء .إن مجرد التنظيم ليس غاية فى حد ذاته ولا يمكن أن نقول بأنه نهاية المطاف وليس بيننا وبين النصر إلا أن نخلق تنظيمات سياسية من ( بضع أفراد ) فليس الأمر بهذه الطرافة والسهولة ونحن هنا نتحدث عن التنظيم الثورى وملامحه فهو وليد مجموعة عوامل متداخلة من المعطيات لا تعمتد على إيجاده استناداً الى تدهور الأوضاع المعاشة فى الوطن الاريترى المنكوب وحسب بل إن الظروف الموضوعية المصاحبة له والمعاشة أيضاً هى جزء من العوامل المهيئة لتكوين التنظيم الثورى لذلك لا نستطيع أن نصف أى تجمع لجماعة سياسية تتنادى لتنظيم نفسها ضد أوضاع متخلفة بأنها تنظيم ثورى ويظل الأمر الأهم والأساسى هو إيجاد التنظيم الثورى ذو الموجهات الفكرية التى تتطابق إنسجاماً مع برنامج عمل يهدف الى إحداث التغيير المطلوب .إن الأوضاع السائدة فى المجتمعات مهما كانت متخلفة وظالمة ليست مؤهلة للسقوط دون تقديم البديل عنها يستقطب جماهير الناس فى المجتمعات العريضة ويدفعهم الى تأكيد قيمه ومبادئه ومفاهيمه وعلاقاته ومن هنا يتضح الذى يدفع الى إيجاد التنظيم الثورى كأداة لصنع حضارة جديدة بديلاً عن حياة بالية رجعية متآكلة فاسدة ومتخلفة يسودها الظلم والاستغلال والقهر والتجهيل المتعمد للناس لذلك نستطيع أن نقول إن شكل التنظيم الثورى تحدده مهمته بمعنى أن الهدف هو الذى يحدد شكل التنظيم الثورى وطريقة عمله وبرنامج تعبئته وطريقة وصوله الى أهدافه الوطنية المحددة له فكراً وممارسة أعنى وبوضوح أن التنظيم الثورى لا يمكن أن يعيد الأساليب التنظيمية والسياسية القديمة التى أكل عليها الدهر وشرب تجنباً لحالة الفشل المريع التى تصيب أي تنظيم سياسى للأسباب التالية :1. إنعدام الغاية والموجهات الفكرية التى تحدد حركة مسار التاريخ ومستقبل الحياة2.الإخلال بالمهمة لقيامه بمهمة ليست من مهامه لأن مهمة التنظيم السياسى هى تحريض جماهير الشعب كافة وقيادتها لتقوم بدورها فى حكم نفسها والسيطرة على مقدراتها وليس التحكم فى الجماهير وقهرها بالتنظيم السياسى الذى لا يعبر فى الغالب عن أعضائه 3.الاختلاف بين القناعات المقدمة فى أدبيات التنظيمات السياسية وممارستها الواقعية على الأرضوللمقاربة والمقارنة لتحديد المسار التقدمى للتنظيم الثورى الجديد الذى ينبغى أن يكون موجوداً فى الساحة كتنظيم رائد يقود جماهير الشعب نورد بعض الصفات التى يتسم بها أي تنظيم سياسى ويصنف على أساسها لا على أساس قيادتها أو أحجامها وهياكلها أو إنها قديمة أم حديثة التكوين وهى1.إن أي تنظيم سياسى لا يبشر بحياة وحضارة جديدة التى يكون فيها الناس متساوين ومسيطرين وسادة لأنفسهم وقادرين على تجميع قدراتهم لوضع خطاهم على طريق التقدم هو تنظيم رجعي متخلف2.إن أي تنظيم يرسخ مجتمعات الظلم القائم ويحافظ على وجودها واستمرار تركيبتها الظالمة سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً هو تنظيم رجعي متخلف3.إن أي تنظيم سياسى ينشأ عن أفكار غير متكاملة ولا محددة ولا نهائية والتى لاتقدم حلاً لمشكلات الإنسان ولا تضع قدم الإنسانية الى الطريق السليم هو تنظيم رجعي ومتخلف4.إن أي تنظيم سياسى يفشل فى أن يكون برنامجه وحركته مطابقة لأفكاره التى يطرحها فى ممارسته العملية والواقعية هو تنظيم رجعي ومتخلف أيضاًلماذا كل هذا التصنيف ؟ لأن حركة الانسان تهدف منذ الأزل والى يوم تقوم فيه الساعة الى تأكيد قيم الحرية وسيادة العدالة فى الأرض وخلق ظروف تجعل الإنسان قادراً على التقدم باستمرار وتمكنه من الإنتقال من الأحسن الى الأفضل إن أكثر الأفكار تقدمية هى التى تتبنى هذه الأهداف الإنسانية وتضع برنامجاً لتحقيقها فى الواقع الملموس الذى يعيشه الناس أما الأفكار التى تعرض عن هذا وتتجاهله هى أفكار بالية ورجعية لأنها لا تهتم بقضايا الإنسان الحقيقة والتى هى فى نفس الوقت قضايا التقدم . آدم الحاج موسىللتواصل مع القراء الكرام الرجاء الكتابة إليناعبرالبريد الإلكترونى الموضح أدناهEnf_ch @yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى