الإريتريون بكسلا يودعون شاعرهم الشعبي عبي عبدالله
20-Feb-2018
عدوليس ـ ملبورن
ودع سكان مدينة كسلا من الإريترين والسودانين شاعرهم ومغنيهم الشعبي عبي عبد الله ظهر أمس الأثنين إلى مقره الأخير ، لتفتقد المدينة واحد من أهم الظرفاء بين السكان السودانين والإريترين على حد سواء.وقد أشتعلت منصات التواصل الإجتماعي الجماعية والفردية أمس معددة مناقب الراحل ومواقفه الإجتماعية والسياسية ، كما
عبر العديد من القيادات الإجتماعية والثقافية والسياسية عن حزنها للفقد الكبير لمغنى شغل الناس طوال النصف قرن الماضية مغنيا وساخر من كل ما حوله وحتى نفسه.
كتب الروائي والإعلامي حامد الناظر في صفحته “(كَرَن) و(كَسَلا) عاش الشاعر والمغني العظيم (عبّي عبدالله) حياته التي وصلت اليوم إلى نهايتها الحزينة والمحزنة.
حياة لا يمكن وصفها إلا بأنها كانت حياة عادية، بسيطة، مثل لحن قصير جميل، أمضاها وسط ناسه ومحبيه كما ينبغي لكل حياة سعيدة أن تكون، بيد أنها كانت حياة مختلفة من وجه آخر، إذ إنها حياة شاعر.
شأنه في ذلك شأن شعراء كثر لم يسمع بهم أحد ولم تعرف أسماؤهم إلا في حدود العالم الذي تحركوا فيه، وأحدثوا أثرًا عظيمًا في وجدانه الجمعي، وفي تشكيل ذائقته، وبناء قاموسه الشعري، ورفد أنهار غنائه بقصائد أخرى عذبة، متدفقة، تمور بالجمال والحكمة والتمرد، دون أن يبرحوا مواقعهم وسط العامة أو يفقدوا حضورهم وسحرهم في الوقت نفسه.
عاشوا كما ينبغي للأساطير العظيمة أن تعيش وتصنع أسباب خلودها، وإن لم يكتبوا أو يغنوا بإحدى اللغات العالمية الحية، فتبلغ قصائدهم حدود الكون وتزحم آفاقه بالجمال، وما حاجتهم إلى تلك اللغات الكبرى وقد وهبتهم لغاتهم الأم أسرار مفرداتها وسحر طاقتها ولم تبخل؟مات عبّي عبدالله لكن غناءه وقصائده ستبقى إلى الأبد طالما بقيت لغة (التيجري) تنبض بالحياة، فلترقد روحه بسلام”.
” عدوليس ” تشاطر الشعب الإريتري ومحبي المغني الشعبي واسرته الحزن في فقدهم الجلل .