الإفتتاحية :الثالث من مايو والبحث عن إنشاء كيان للصحفيين الإرتريين*
8-May-2010
المركز
•يحتفل العالم سنوياً في الثالث من مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993، عقب التوصية التي أُعتمدت في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991م .
•والصحفيون والإعلاميون الإرتريون يحتفلون في هذا اليوم لكن بطريقة تختلف عن رصفائهم في الدول الأخرى ، فبلادهم تعتبر السجن الأكبر للإعلام في افريقيا و سجلها يحمل أكثر من ثلاثين صحفيا تحت أقبية السجون دون توجيه إتهامات وتواترت الأنباء بوفاة اربعة منهم ، وكان آخر المنضمين إلى قائمة الصحفيين المعتقلين الصحفي المعروف سعيد عبدالحي الذي تم اعتقاله قبل شهر دون توجيه اتهامات ودون أن يعرف ذويه مكان اعتقاله .•ولقد صدقت منظمة مراسلون بلاحدود في وصفها لإرتريا بأنها (سجن مشرع الأبواب والنوافذ يحرسه حزب وحيد يرى في كل مطالبة ديمقراطية إنتهاكاً للأمن القومي ) ووصفها لافورقي بأنه ( شاوشيسكو القرن الافريقي ) .. إنها أوصاف تجسد بصدق حقيقة النظام القائم في إرتريا الذي يتعامل باستهتار مع مواطنيه ويستخف بقضايا الحقوق والحريات ويعتبرها أداة الدول الإمبريالية للسيطرة على الشعوب وإثارة الفتن فيها .•حصيلة إرتريا فيما يتعلق بحرية الصحافة هو باختصار ( أكثر من ثلاثين صحفياً رهن الاعتقال ، 4 توفوا في السجون ، أكثر من عشر صحف تم إيقافها بأمر السلطات رغم أنف القانون ، عشرات الصحفيين هربوا إلى المنافي ليتنفسوا هواء نقياً بعيداً عن قوى البطش الجاثم على صدورهم ( … كل هذه الجرائم تحدث للصحفيين الإرتري في ظل غياب كيان يمثلهم و ينطق باسمهم ويعبر عن مظالمهم أمام جميع الجهات المعنية بحرية الصحافة .•إن المخرج من هذا الواقع المزري الذي تعيشه الصحافة الإرترية يبدأ بإنشاء جسم مستقل يمثل الصحفيين الإرتريين في الداخل والمنفى بعيداً عن الأطر السياسية والحزبية .. يحمل همومهم وأشجانهم .. ويطالب بحقوقهم ويتابع مظالمهم ويعمل على ترقية الصحافة الإرترية بتوفير فرص للتدريب في المؤسسات المختلفة .•أعلم بأن إنشاء هكذا كيان في ظل الظروف التي تشهدها الساحة الإرترية يواجه عقبات وصعوبات كبيرة في ظل حمى التصنيف التي تطال الأنشطة المدنية في ساحة المعارضة .. ولكن لابد من العزم والإصرار على المضي قدماً لإنشاء كيان يجمع شتات الإعلاميين الإرتريين ويعبر عنهم جميعاً بمختلف اطيافهم وألوانهم السياسية ومشاربهم الفكرية .. كيان يحمل هماً رئيساً يتمثل في رصد معاناة الصحافة في إرتريا وعكسها إلى الخارج والبحث عن المخرج الملائم من واقع التشطي الماثل في المنابر الإعلامية بتوقيع ميثاق شرف ملزم لجميع منابر النشر قوامه السماح بنشر الرأي والرأي الآخر والإبتعاد عن الهتر والتجريح الشخصي والتنظيمي ، والإرتفاع نحو مستوى المسئولية تجاه المستجدات ، والمبادرة على رتق الفتق الذي يستجد بين الفينة والأخرى في الكيانات الإرترية .•نأمل أن نستطيع إدارة نقاش هادئ ومسؤول حول هذه القضية وصولاً إلى ما شأنه إعلاء مهنة الصحافة .وبالله التوفيق * نشر في صفحة نافذه على القرن الافريقي في صحيفة الوطن السودانية – عدد الجمعه 7 مايو2010م