مقالات

صمود الشعب الاريتري يفضح النظام الديكتاتوري بقلم /هاشم سمرة

18-Mar-2015

عدوليس ـ ملبورن ـ

ظل الشعب الارتري يقاوم النظام الديكتاتوري في اريتريا بمختلف الوسائل وفي مختلف المواقع، ففي الداخل يواجه النظام القمعي مقاومة من قبل الشعب نتيجة لممارساته غير الانسانية فالنظام يقوم في الداخل بتضييق الحريات العامة وتجنيد العجزة والمسنين وإبقائهم شهور وسنوات في الخدمة العسكرية ومنعهم من الاجازات التي تمكنهم من تفقد أسرهم هذا الى جانب التجنيد الاجباري للشباب والفتيات بما فيهم الطلاب ونقلهم الى معسكرات التدريب التي تتسم بخطورة البقاء فيها من شدة الحرارة او عدم توفر الظروف الحياتية فيها كالماء اضافة الى أسلوب العزل عن ذويهم مما جعل الشباب وكذلك العجزة والمسنين يفرون من هذا الواقع ويهاجرون الى قارات

العالم عبر الصحارى والبحار والمحيطات غير مكترثين لمخاطر الطريق وجشع المهربين من تجار البشر. وقد نتج عن التجنيد الاجباري وحجز المجندين لسنوات لا حدود لها الى إفقار الشعب الذي يعتمد في حياته اما على الزراعة او الرعي وفي كلا الحالتين فقد أهملت الزراعة نتيجة لتغييب المزارعين كما انتهت الثروة الحيوانية لنفس الاسباب مما أوجد ظروف حياتية تحت خط الفقر أدت الى مجاعة شاملةفي بعض الأقاليم . المقاومة الشعبية في اريتريا ضد هذا النظام مرت حتى الان بمراحل عديدة من حيث القوة والتأثير ولكن لم يتوانى النظام من التصدي لها بوسائل قمعية حديثة وسجون تحت الارض يقضي فيها الابرياء بقية حياتهم ان لم يفقدوا حياتهم أثناء عمليات التعذيب كما هو شائع في اريتريا. وأمامنا الان مقاومة شعبية تتصدى للنظام في اريتريا بسبب إقدام النظام على هدم المنازل على رؤوس ساكنيها ودون إشعار مسبق حيث تشتعل هذه المقاومة في عدة مناطق ومن بينها وأكثرها ضراوة هي تلك التي تشتعل في مدينة عدي قيح باقليم اكلي جوزاي في المرتفعات الاريترية وتبعد مدينة عدي قيح حوالى 120 كلم جنوب العاصمة اسمرا. وما حدث في مدينة عدي قيح ان ارسل النظام عناصره الملكفة بهدم المنازل كما يفعل في بقية ارجاء اريتريا، وقامت تلك العناصر بوضع علامات تدلل على ان كل منزل به علامة مقرر هدمه وتفاجأ الاهالي بتلك الخطوة التي لم تمهلهم حتى لاخذ أغراضهم وأشياءهم مهما يكن ثمنها او قيمتها خاصة في بلد مثل اريتريا يعاني فيها الشعب ظروف الفقر المدقع. وحين بدأت بلدوزرات النظام بعمليات الهدم بدأ سكان المدينة في المقاومة محاولين ايقاف عمليات الهدم او ابطائها حتى يجدون من يشكون اليه مآساتهم وهم يفقدون منازل وهي كل ما يملكون وليس امامهم سوى الخروج منها ومغادرتها الى المجهول فلا النظام وفر لهم البدائل ولا ادارة المدينة تملك القرار ، فالذي يأمر وينفذ هي وزارة الدفاع والمجندون الذين يجبرون على تنفيذ الاوامر ولم يكن امام اهالي مدينة عدي قيح اسوى التصدي والاستمرار فيه حتى ياتي الله بفرج قريب .وبذلك فرضت هذه المقاومة نفسها واجبرت النظام الى تغيير اساليبه خوفا من تكرارها في اماكن اخرى. مقاومة ممارسات النظام القمعي لم تقتصر على المواطنين بالداخل فهناك مقاومة شعبية في دول المهجر ، في كل مكان يتواجد فيه اريتريون، في الشرق الاوسط ، افريقيا، في اوربا وامريكا واستراليا، وكلها تعبر عن رفض الشعب الاريتري لممارسات نظام الديكتاتور اسياس افورقي في اريتريا منذ ان اعتلى السلطة وحتى اليوم. كنتُ قبل اسبوعين في ملبورن باستراليا، و أعيش في هذه المدينة قبل سنوات، ومعروف عن مدينة ملبورن موقفها المعارض للنظام وتصديها له كل يوم ، وعلى مدى سنوات من المقاومة استطاعت المدينة ان تهزم النظام في اكثر من موقع وموقف وعمل وكان آخرها هزيمة مهرجاناته التي دأب على تنظيمها لسنوات، ايضا هروب قناصل عملوا فيها او سحبهم من قبل النظام تحت الضربات الشعبية حتى صارت المدينة تحديدا محط انظار تستقطب الفارين من النظام كان آخرهم وزير اعلامه علي عبده والفنان التشكيلي المعروف مايكل ادوناي وآخرون. ما يميز المدينة هو تعدد قوى العمل السياسي والاعلامي لكنها تعمل في تجانس ملحوظ، فالاعلام فيها يقوم بسد حاجيات الارتريين في كل مكان فهو مرجع لهم للحصول على اخبار اريتريا وما يحيط بها والجاليات والمقاومة الاريترية التنظيمية والشعبية، وهو كذلك يسهم في تخفيف معاناة شعبنا بمعسكرات اللجوء في السودان واثيوبيا واليمن وجيبوتي.مثلا مواقع مثل “عونا ” الالكتروني بلمبورن تميز عن غيره من المواقع بتبني المشروعات الخيرية من صحية وتعليمة وغذائية ، وهي الحاجيات التي لم يوفرها النظام ولا المنظمات الدولية في كثير من مواقع تواجد الاريتريين، ويذكر الجميع مشروع “قلم وكراس ” لموقع عونا وحملات التبرعات التي كان يقوم بها لمساعدة المحتاجين من الاسر والافراد.المقاومة الشعبية الاخيرة في مدينة عدي قيح هي تعبير لموقف كل الشعب الاريتري الرافض للنظام الديكتاتوري في بلده ، ورفضا لممارساته القمعية ، ويجب دعم هذه المقاومة الشعبية الباسلة في المدينة حتى تحقق مراميها ويسقط النظام ويعود الشعب الاريتري ليحكم نفسه بنفسه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى