البشير في أسمرة.. وأفورقي يقترح عليه تأجيل الانتخابات والاستفتاء لعامين لتهيئة الأجواء
6-Mar-2010
hglv;.
لندن: الشرق الاوسط:
أنهى الرئيس السوداني عمر البشير زيارة خاطفة إلى العاصمة الإريترية أسمرة أمس استغرقت ساعات، التقى خلالها نظيره الإريتري أسياس أفورقي وعددا من المسؤولين في الدولة، وطرحت أسمرة على البشير خلال زيارته تأجيل الانتخابات المزمع إجراؤها في أبريل (نيسان) المقبل والاستفتاء لتقرير المصير لجنوب السودان مطلع العام القادم،
لكن طرفي الحكم في السودان رفضا مضمون المقترح في السابق وأصرا على تنفيذ الجدول الزمني وفق ما جاء في اتفاقية السلام الموقعة عام 2005. وكشف مسؤول إريتري لـ«الشرق الأوسط» عن مواصلة مساعي بلاده لتحقيق التقارب بين الأطراف السودانية وأنها ستبعث بوفد إلى عاصمة الجنوب جوبا الأسبوع القادم لإجراء لقاء مع سلفا كير ميارديت والمسؤولين في الحركة الشعبية. وأبلغ مستشار الرئيس الإريتري مسؤول التنظيم والإدارة في الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحاكم في إريتريا عبد الله جابر «الشرق الأوسط» أن حكومة بلاده عبرت للبشير ووفده الذي زار أسمرة أمس عن قلقها وخشيتها من أن تؤدي الانتخابات المزمع إجراؤها أبريل القادم إلى مشكلات في السودان، الذي وصف أوضاعه بالمحتقنة، وقال إن المطلوب أولا تهيئة المناخ لإجراء الانتخابات، لأنها وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، وأضاف «طلبنا قبل عامين من شريكي الحكم في السودان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تأجيل الانتخابات والاستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان لمدة عامين لتهيئة الأجواء وتنظيف الملعب لكل الأطراف السودانية»، ولمح إلى أن المؤتمر الوطني يمكنه قبول تأجيل الانتخابات، لكن في المقابل يتم تأجيل الاستفتاء على تقرير المصير لجنوب السودان، وتابع «ومقترحنا جددناه للبشير أمس، وقلنا أن يسبق إجراء الاستفتاء الانتخابات إذا تعذر تأجيله، على أن تجري الانتخابات بعد معرفة مصير الجنوب، في حال الانفصال أيضا تجري الانتخابات في البلدين اللذين سيتم تشكيلهما، وإن صوّت الجنوبيون للوحدة تجري في البلد الواحد»، مشيرا إلى أن البشير أبلغ أسمرة بإصرار بلاده على إجراء الانتخابات في موعدها وكذلك الاستفتاء، وأضاف «لم نصل مع البشير لفهم محدد، وتم الاتفاق على مواصلة الجهود مع كافة الأطراف، وجهودنا خلال العامين الماضيين لم تنقطع أصلا»، وتابع «سيصل وفد عالي المستوى إلى جوبا الأسبوع القادم، لإجراء مباحثات مع رئيس حكومة الجنوب سلفا كير وقيادات الحركة الشعبية وكل الأطراف السودانية في الخرطوم».وقال جابر، إن الجهود يجب أن تنصب في إجراء استفتاء في مناخ سليم ومعافى، وأن تقبل نتيجته الأطراف السودانية سواء صوت الجنوبيون للوحدة أم للانفصال، لكنه استدرك «الأجواء غير مناسبة لإجراء الانتخابات والاستفتاء في ظل خلافات الشريكين وعدم حسم الكثير من القضايا في اتفاقية السلام، وهناك قضية دارفور، لكننا لم نجد آذانا صاغية لمقترحنا من قبل الخرطوم»، وقال إن الطرفين إذا اتفقا على المقترح الإريتري، فإن ذلك يتطلب استدعاء البرلمان لإجراء تعديلات في الدستور والاتفاقية برضا الطرفين والقوى السياسية الأخرى، وأضاف «ولأن الاتفاقية فيها ضمانات دولية يمكن إيداع التعديلات على مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي والإيقاد لإعطاء السودان فرصة خلق المناخ المناسب»، مشيرا إلى وجود مساع من دول منظمة الإيقاد في ذات الاتجاه إلى جانب التحركات المصرية ولاعبين دوليين آخرين، وقال: «نحن من جانبنا يهمنا استقرار السودان وأمنه وتطبيع علاقاته الداخلية بين كل مكوناته».وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد غادر صباح أمس إلى أسمرة في زيارة تستغرق ساعات، وأجرى لقاء مع نظيره أسياس أفورقي حول العلاقات الثنائية بين الخرطوم وأسمرة والكثير من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، والأوضاع في السودان. وكان مصدر في القصر الرئاسي في الخرطوم قد قال إن البشير سيرافقه خلال الزيارة وفد حكومي رفيع يتألف من مستشاره الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، ووزيري الدولة بالرئاسة ووزارة الخارجية إدريس محمد عبد القادر وعلي كرتي. وكان الرئيس الإريتري قد زار السودان منتصف شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وشارك في مهرجان السياحة والتسوق الثالث لولاية البحر الأحمر، وعيد الشجرة القومي الذي تستضيفه الولاية بحاضرتها مدينة بورتسودان.