مقالات

هل التوريث قادم في إرتريا ؟؟ صالح أشواك

16-Jul-2013

عدوليس

عرف عن أسرة الرئيس أسياس أفورقي و التي تتألف من السيدة الأولي سابا و الأبناء و البنات البالغ عددهم أربعة منهم اثنان ذكور و اثنتين إناث أكبرهم أبرهام ، عرف عن هذه الأسرة حتى وقت قريب إبتعادها عن العمل العام في مفاصل الدولة و كذلك بعدها عن الأضواء ،

بخلاف ما كان يشاع تارة هنا و هناك بأن الرئيس يعمل علي تأهيل أبنه أبرهام ليكون خليفته من بعده و لكن كل هذا الذي كان يشاع و لم يكن يستند إلي حقيقة ظاهرة سوى إنها كانت هواجس ربما كانت تستحضر ما ذهب إليه أغلب القادة الذين أتسموا بالدكتاتورية بتأهيل أبنائهم للحكم كما حدث في مصر و اليمن و ليبيا و ربما استندت هذه الهواجس علي القياس و لكن حتى وقت قريب هذا الأمر لم يكن ممكناً في إرتريا و لكن ثمة تطورات حدثت في الدولة الإرترية و تركيبتها عقب الحرب الإرترية الأثيوبية من جهة و ما أفرزته من تداعيات وعملية إعتقال ما عرف بمجموعة أل 15 من جهة أخرى إذا إن الدولة اتجهت بإتجاه خلق تحالفات جديدة و تغير شكل التكتلات حيث طفح إلي السطح المشهد الذي جعل من العسكر أكثر حضوراً في صناعة النفوذ و أن الرئيس قد جعل منهم أكثر حظوة عنده من سواهم من قيادات الحزب و الدولة والذينَ كانوا يشكلون طرف أساسياً في صناعة الأحداث و لكن سرعان ما تحولوا إلي متفرجين في المدرجات و أصبح العسكر هم اللاعبون الرئيسيون في الميدان .
وهذا ما يفسر سر إلتحاق أبرهام أسياس أفورقي المولود في العام 1986 و الذي تخرج من جامعة أسمرا بدرجة البكالوريوس من كلية الهندسة بالقطاع العسكري فيما بعد كطيار حربي علي الرغم من أنه تلقي تدريباته في الطيران المدني في معهد خاص إلا إنه أثر أيضاً أن يتلقي تدريباً في الطيران الحربي ليلتحق بالقوات الجوية و لكنه تركها عقب الخطوة التصحيحية في 21 يناير ( فورتو المجيدة) من المهم جداً ألإشارة إلي أن إلي أن نجل الرئيس أبراهام يتسم بالإبتعاد عن وزراء الدولة و كوادر الحزب و لكنه خلال عمله في القوات الجوية حاول أن يصنع من نفسه قائداً شاباً عبر محاولاته إستقطاب الشباب و تبنى طريقة سيف الإسلام القذفي في طرح نفسه كقائد شاب و لكنه إثر إختلافه مع قائد القوة الجوية اللواء / تخلاي هبتي سلاسي ترك القوات الجوية .
و في تطور مفاجئ عقب أحداث فورتو أسند الرئيس أسياس أفورقي فيما يشير بوضوح إلي تبنيه خط التوريث مهام المراجعة المالية و الإدارية لكل الشركات التابعة للقطاعات العسكرية إلي نجله أبرهام و فور تكليفه فأن نجله أصدر جملة من القرارات أهمها إيقاف عمل بعض الشركات منها ( شركة هوميب ) التي تتبع لحرس الحدود ( وشركة بدهو ) التي تمتلكها قيادة عمليات المنطقة الوسطى ( شركة موسى علي ) التي تتبع لمنطقة العمليات الجنوبية كما أوقف عمل ( شركة وينا ) التي تعد أيضاً من شركات منطقة العمليات الوسطى كما أمر بإيقاف ( شركة ساوا ) التي يمتلكها معسكر ساوا و حتى شركة وزارة الدفاع لم تسلم من قرارات نجل الرئيس حيث تم إيقاف (شركة ترانس ) و هي الشركة الوحيدة التي لا تعمل في مجال الإنشاءات و تتبع للوزارة بينما كل الشركات الأخرى هي شركات تعمل في مجال المقاولات و الإنشاء و تتبع لقطاعات عسكرية محددة.
يشار أن قرار الإيقاف كان تمهيداً لإعادة هيكلتها مجدداً عبر قرار إتخذه نجل الرئيس أبرهام تمثل في دمج هذه الشركات تحت قيادة ثلاثة شركات رائدة في مجال المقاولات هي ( شركة سقن ) و التي يديرها تسفاي قوراقي و ( شركة قدم ) التي يترأسها ولدي مائيل و ( شركة سيرفس قيفر للخدمات ) التي تدار بواسطة و لد باريا .
بعد دمج كل هذه الشركات في الشركات المذكورة أنفاً فأنه تم ربطها بإدارة واحدة إذ إنها تتبع و بشكل مباشر لنجل الرئيس أبرهام المراجع المالي و الإداري و بصلاحيات مطلقة حري بالذكر أن هذه الشركات كانت حتى الشهر الماضي جزء من المؤسسات الاقتصادية للحزب الحاكم و تخضع له و لكن بهذا الإجراء فأنها أصبحت تتبع لمؤسسة الرئاسة التي يمثلها نجل الرئيس.
هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إسناد مسؤوليات رسمية لنجل الرئيس و الذي كان حتى يناير الماضي مجرد طيار في القوات الجوية الإرترية و لا يمتلك إي شكل من أشكال السلطات الرسمية و لكنه و بموجب هذا التكليف قد تحول إلي الرجل الأكثر قوة من حيث سيطرته علي المنظومة الاقتصادية للبلاد و أصبح العسكر الذين كانوا يتحكمون علي هذه المؤسسات تحت رحمة و سطوة إبن الرئيس و بالتالي فأن هذا الأمر يجعلهم تحت السيطرة التامة لنجل الرئيس و أكثراً ولاء له إذا أنه الذي يمكنه أن يوفر لهم حياة الدعة و الرغد التي ألفوها بعد أن كان الرئيس قد أطلق لهم العنان و جعل لكل منهم إقطاعيته الخاصة و كل من لا يدين لأبن الرئيس بالولاء يكون عرضة للحرمان إنها سياسة ( جوع كلبك يتبعك ) .
هذه الأمور تشير و بشكل واضح بأن دائرة ثقة الرئيس بدأت تضيق و تتقلص و بشكل جعله ينكفئ علي أسرته حتى ما تعرف بالسيدة الأولى سابا لم تكن في دائرة الضوء و لكنها أضحت تطل برأسها بين الفينة و الأخرى بعد أن أصبح أبنها البكر جزء من منظومة الحكم عبر أهم مفصل فيها قطاع الإقتصاد .
فان ما حدث يشير و بشكل و اضح إلي أن عملية التوريث بات التحضير يجري لها علي قدم و ساق بعد أن تم مباركتها علي ما يبدو من بعض الدوائر المقربة من الرئيس الإرتري علي خلفية أحداث فورتو التي جعلت من الخطاب الطائفي للنظام يماط عنه اللثام تحت ذريعة أن أي تغيير سوف يكون خصماً من المكاسب التي تحققت للمسيحيين في إرتريا .
أن تكريس أدوات السلطة في دائرة العائلة يشير من ناحية أخرى إلي أن النظام فقد الثقة في أغلب الذين كانوا جزء منه حتى وقت قريب .
السؤال الذي يطرح نفسه هل التوريث قادم؟؟؟؟؟
10 يوليو 2013م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى