الحكومة السودانية وجبهة الشرق توقعان إتفاق سلام بأسمرا
15-Oct-2006
المركز
وقعت الحكومة السودانيةوجبهة الشرق امس بالعاصمة الارترية اسمرا على اتفاق سلام الشرق بحضور رؤساء السودان واريتريا وجيبوتي والامين العام للجامعة العربية والنائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء القطري و ممثلين للدول العربية والافريقية وعدد من الوزراء وقادة الاحزاب السياسية السودانية .
وقع عن الحكومة رئيس وفدها للمفاوضات د. مصطفى عثمان اسماعيل وعن جبهة الشرق رئيسها موسى محمد احمد.واكد الرئيس عمر البشير في كلمته امام حفل التوقيع، التزام الحكومة الكامل بتنفيذ اتفاق الشرق وكل الاتفاقيات الموقعة ‘نصا وروحا’ ، اعتبر توقيع اتفاق الشرق ‘علامة فارقة’ فى كيفية حل النزاعات ، وحيا البشير نظيره الاريترى اسياس افورقى لجهوده من اجل تحقيق سلام الشرق ، وقال إن الأتفاقية تضع العلاقات الثنائية بين السودان واريتريا على أعتاب مرحلة جديدة .وبدوره ، هنأ افورقى الحكومة والشعب السودانى على التوصل الى اتفاق الشرق ، وعبر عن الامل فى ان يحظى اتفاق الشرق برعاية الحكومة والشعب السودانى .وقال افورقى فى حفل التوقيع ان اتفاقية الشرق هى احدى الكتل البنائية لسلام السودان ، ودعا الى النظر الى الاتفاقية من منظور الاوضاع الدولية والاقليمية السائدة، واعتبر افورقى ان اتفاقية نيفاشا وضعت حجر الاساس الاول ولتثمر تستوجب الالتزام والرعاية القويين. ورأى افورقى ‘ اننا جميعا نمر فى هذه الآونة بمرحلة فى غاية الخطورة تتطلب الوعى والتنبؤ ‘، وقال ان’ هناك قلة من المفترين والفاقدين لبعد النظر يسعون للسيطرة على خيرات الشعوب والاستحواذ عليها ، واثارة القلاقل والازمات الخطيرة من اجل تحقيق اهدافهم’، وحث افورقى على ‘ضرورة تجنب التطرف الذى يفتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية’ واكد الرئيس الاريترى على ‘التصدى لكل التدخلات الخارجية المستترة وغير المستترة لان دعوة الضغط والتدخل الخارجى والرضوخ لها لاتثمر الا فى تعقيد واستمرار النزاعات. وشدد على ضرورة احترام الاتفاقيات الموقعة بروح المسئولية .وفى السياق ، أكد د. مصطفى عثمان إسماعيل مستشار رئيس الجمهورية رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات الشرق جاهزية الحكومة لتنفيذ اتفاق سلام الشرق. وأعرب في حفل التوقيع عن أمله في أن يلعب المجتمع الدولي والأفارقة والعرب دورا إيجابيا في دعم التنمية والاستقرار والإعمار في شرق السودان، واشاد بالدور الفاعل والمحورى الذي قامت به الحكومة الاريترية في التوصل الى اتفاق سلام.ورأى أن البروتوكولات التي تم التوقيع عليها تمثل خارطة طريق للتنمية والاستقرار في المنطقة.و اكد د. مصطفى فى تصريحات صحفية ان عملية التفاوض سارت بصورة خالية من وسائل الترغيب والترهيب التي قد توجد في دول اخرى. وقال في رده على سؤال حول اهم ما يميز اتفاق الشرق عن اتفاق سلام دارفور واتفاق نيفاشا – أن اتفاق سلام الشرق مفصل بصورة لايوجد فيها اي غموض مشيرا إلى ان اتفاق ابوجا للسلام يواجه بعقبة الفصائل الرافضة له وتعمل على تخريبه. وحول مدى استعداد طرف جبهة الشرق وجديته في التوصل إلى اتفاق سلام والعقبات التي واجهت المفاوضات أوضح رئيس الوفد الحكومي المفاوض ان الشكوك وعدم الثقة كانت اكبر العقبات التي كانت تواجه الطرف الآخر واردف قائلاً ‘ اكدنا لهم اننا في الحكومة لم نسع إلى تمزيق جبهة الشرق بل حريصين للوصول إلى اتفاق سلام يبنى على الثقة بين الطرفين. وفيما يتعلق بالعلاقات السودانية الاريترية قال د. مصطفى ان التوتر في العلاقات في السابق كان له ما يبرره وهذا استثناء والاصل في العلاقات هو حسن الجوار.ومن جهته ، قال رئيس جبهة الشرق موسى محمد احمد إن اتفاق سلام الشرق يحقق مكاسب كبيرة ومعتبرة لأهل الشرق. وقال لدى مخاطبته الاحتفال أن التوقيع وحده لا يكفي لحل مشاكل الشرق ولا بد من سرعة تنفيذ بنود وبروتوكولات اتفاق الشرق بمصداقية وتجرد، واكد عزم جبهة الشرق على بناء الوطن وتعزيز وحدته وحماية سيادته والعمل من أجل حل مشكلة دارفور وجعل الوحدة خيارا جاذبا لأهل الجنوب بنهاية الفترة الانتقالية. واشاد موسى بالعقلانية التي اتسم بها الوفد الحكومي الذي يقوده د. مصطفى عثمان والجهود التي بذلتها الحكومة الاريترية، وقال إن جبهة الشرق ستعمل على الدفاع عن قضايا الوطن عبر حزب سياسي يحتكم للمؤسسية والشفافية ويضع هموم أهل شرق السودان كأولوية والعمل على مكافحة الفقر والجهل والمرض ونبذ سلبيات الماضي والاتجاه لدعم الاستقرار والتنمية في المنطقة. وابان أن الحدود بين السودان وإريتريا ستشهد تنشيط التجارة الحدودية .واشار ولاة ولايات الشرق الثلاث ( اليحر الأحمر ، كسلا ، القضارف ) إلى ان الاتفاق سيترتب عليه استقرار الاحوال الامنية على الحدود بين البلدين الامر الذي يؤدي إلى تطوير التبادل التجاري بين السودان واريتريا مما ينعكس ايجاباً على مصالح شعبي البلدين ودعم التنمية والبنيات الاساسية في شرق السودان مشيدين بدور الوسيط الاريتري فى التوصل الى الاتفاق.