مقالات

فاقد الشيء هل يعطيه ؟: جمال همد

1-Nov-2006

المركز

بعد انفضاض سامر الاحتفال الانيق حسب وصف بعض الصحف السودانية ن بتوقيع سلام شرق السودان في العاصمة الارترية اسمرا ، وبعد ان هدأت العواطف الجياشة لرجال الصحافة والاعلام السوداني والتعليقات العجلى والمستعجلة

لبعض الساسة ،دعونا نناقش بهدوء دوافع الدور الارتري الساعي للامساك ببعض الملفات السودانية الساخنة للمساهمة في ( حلها ) كما حدث لملف الشرق ن، ويشمرعن ساعديه (لحل ) مشكل دارفور .ابتداءا نقدر الحماس السوداني الزائد الرسمي منه وغير الرسمي للدور الارتري ، ونتفم ذلك انطلاقا من ان مصلحة السودان مقدم على كل المصالح وعلى ذات القاعدة نقول ان الدور الارتري لم ياتي خاصا لوجه الله تعالى أو منطلقا من اسس اخلاقية لرد الجميل لشعب وحكومة السودان وقواه السياسية كما تحاول بعض الكتابات الصحفية تصويره ، كما وانه لايستهدف طي صفحة الماضي واستشراف مصلحة الشعبين ،حقيقة الأمر ان مادفع الحكومة الارترية للعب هذا الدور هو (الشديد القوي ) حسب التعبير الشعبي المصري فارتريا تعاني منذ سنوات من عزلة اقليمية ودولية خانقة وتريد ،اظهار نفسها كلاعب اقليمي لايمكن تجاوزه وهذا الامر غير صحيح بدليل غياب الوجود الاقليمي والافريقي والدولي في حفل الافتتاح عكس ما ظهر في نيفاشا وابوجا ، كما ان الوجود الخليجي لم يغطي على هذه الحقيقة، اما الدور المصري فدوافعة معلوم . ولامجال للحديث عنها هنا . فهل اسمرا مرشحة فعلا لهذ الدور؟واقع الحال ينفي ذلك لاسباب كثيره نوجزها في ان كل وسيط اقليمي أو دولي يجب ان تتوفر عدة عومل لانجاز مبادرته منها استقرار الاحوال السياسية والاجتماعية في بلاده ، واستقرار علاقاته الخارجية نسبيا وهذا لاينطبق على ارتريا التي تعاني من صراعات داخلية لغياب الحريات العامة ، ووجود قوي شعبية معارضة ولاجئين يملاؤن البر والبحر. كما عرفت أدارتها(باثارة المشاكل لجيرانها وتحديهم ن وحتى الدخول في حروب معها في السنوات العشرة الماضية ) حسب الدكتور خالد التجاني رئيس تحرير اسبوعية ايلاف السودانية. كما كلمات الرئيس اسياس في حفل الافتتاح والتي كرر فيها هجومه على الغرب والولايات المتحدة ( دون ان يسميها ) والامم المتحدة تعكس ازمة اسمرا الدولية. ومن المعروف ان كل اتفاقية تحتاج لضامن ومن صفات الضامن ان يمتلك وسائل الضغط والمال والقبول بدوره وهذا مالم يتوفر ايضا في ارتريا ذات الاقتصاد المنهار والعلاقات المحدودة لحاملي السلاح فقط وبعيد عن القوي الحقيقية المؤثرة في شرق السودان. واصرار افورقي على ابعاد الدول الغربية والامم المتحدة ليس لصالح الاتفاق قطعا با واصراره على عدم استقبال لعدد من سفراء الدول الكبرى المعتمدين في الخرطوم لحضور حفل التوقيع تحت حجة الاكتفاء بالوجود الدبولماسي في عاصمتة وهو بائيس يكشف حقيقة موقف الغرب من اسمرا ودورها ن كما لم يفهم ان يكتفي الرئيس الجيبوتي عمر قيلي وامين عام الجامعة العربية بان يشاهودا التوقيع من مقاعدهم ، وكان الرئيس افورقي هو الشاهد والضمن الوحيد للاتفاقية بعكس ما حدث في نيفاشا. فهل ارتريا مؤهلة فعلا لتشكل الضمان الحقيقي للأتفاق ؟ وهل سيخرج الاتفاق ارتريا من عزلتها ؟ كل الوقائع تنفي ذلك وهي التي لاتملك كل أوراق الشرق فقد بدات الصوات الرافضة للدورالارتري تتعالى ومنها مثلا ما صرح به السيد الصادق المهدي حيث اشار صراحة لامكانية قيام جبهة معارضة قي الشرق من الرافضين للدور الارتري من قبائل البني عامر واخرين يمثلهم سليمان علي بيتاي والمنبرالديمقراطي لشرق السودان واثنيات اخرى ، وحدوث استقطاب حاد ينذر بقيام جبهة معارضة للاتفاق حسب رايه .عموما ارتريا لاتملك كل اوراق الشرق وكروته وسوف يتضح ذلك عند انعقاد المؤتمر الجامع الذي دعت اليه جبهة الشرق عقب عيد الفطر المبارك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى