مقالات

صحيفة الأحداث : الرعب يطارد الإرتريين فى الخرطوم

26-Jan-2008

المركز

أورد الصحفي عبدالمنعم أبوإدريس المهتم بالشأن الإريتري اليوم السبت ريبورتاجاً بعنوان الرعب يطارد الإرتريين الخرطوم مصحوباً بالوثائق تحدث فيه عن لجان السفارة الإرترية التي تجوب منازل الإرتريين بالخرطوم مستخدمة سلاح الإبتزاز والتهديد بهدف جمع الأموال وإليكم نص الريبورتاج :

الرعب يطارد الإرتريين فى الخرطوم ( 1-2)
الخرطوم :عبد المنعم ابوادريس بدا العم مسفن صاحب السبعين عاما مترددا في الحديث اليّ حول الذي جرى لكنه وافق بعد تطمينات ارسلها المترجم بيننا من العربي الى التقرنجه والعكس ،دهشت من حالة الرعب هذه بعد ماعلمت منه انه قضى سنوات طويلة يحمل البندقية في صفوف الحركة المسلحة التى اسسها المناضلون الارتريون مطلع الستينيات من القرن العشرين لتحصل ارتريا على استقلالها و ما تزال المعارك ترسم اثرها فيه بالاصابة البادية للعيان .اخيرا استرسل مسفن في حكايته بقوله (كانت الساعة السابعة مساء ـ اليوم هو السابع عشر من ينايرـ وانا بمنزلي طرق اربعة اشخاص الباب خرجت لهم وتولى احدهم الحديث بقوله بان بلادنا في حالة حرب ومستهدفة واسر الشهداء تنتظر من يعولها ولذا نحن هنا لنجمع منكم التبرعات لصالح الوطن وبما اني معارض لحكم الجبهة الشعبية للعدالة والديمقراطية الحاكمة في ارتريا فقلت لهم ان الحكومة الموجودة الان لاتمثلني وهنا ظهرت زوجتي التى بدا عليها الفزع وطلبت مني ان اعطيهم ما يريدون وخاصة انها سمعتهم يقولون نريد اسمك بالكامل ورقم بطاقتك وانتقلت حالة الرعب من زوجتي لابنائي وحتى حديثي لك زوجتي في حالة خوف شديد وتحسب الوقت منذ خروجي من المنزل حتى عودتي لها لانهم حرصوا على اخذ اسمي ورقم بطاقتي بشكل يدعو للقلق بل انهم قالوا صراحة ان لم تدفع سنرفع اسمك للسفارة واصلا انا لا علاقة لي بالسفارة التى لاتقدم لي اي خدمات. سألته: وكم من المال طلبوا منك ؟فرد بانهم يقولون للجميع نحن نريد 2% من دخلكم لدعم البلاد ،واصلا الارتريون في السابق اي قبل الاستقلال كانوا يجمعون التبرعات من تلقاء انفسهم لدعم الكفاح المسلح ولكن هذه يتطوع الشخص بتسليمها بنفسه ولا ينتظر من يقول له ادفع بل ان بعضنا كان يعمل لسنوات لصالح الكفاح المسلح دون كلل او ملل ،اما الان ان تذهب اموالى للجبهة الشعبية ان كانت اصلا تصل لاسمرا فهذا ما لا اقبله نهائيا والعم مسفن بحكم نشاطه في جمعية رعاية اللاجئين الارتريين يقول ان القصة التى حدثت له تكررت مع آخرين .ودعت العم مسفن لتحملني اقدامي الى عمر وهو شاب ومعه لم احتج للمترجم فهو يتحدث العربية بطلاقة وعمره حوالي خمسة وعشرين عاما فيقول حضروا لمنزلنا وعندما رفضنا دفع المبالغ المطلوبة هددونا برفع اسمائنا للسفارة فقلت له هل تعرف الذين قدموا لمنزلك فيرد نعم وبعضهم حتى العام الفائت كانوا يقولون نحن معارضون لحكومة الجبهة الشعبية ويشهدون جانبا من اجتماعات التنظيمات المعارضة وفجأة ظهروا وهم يجمعون الاموال باسم دعم ارتريا ويطلقون التهديدات و يشير الى حالة من الهلع تنتاب الناس خاصة وسط النساء والاطفال بسبب البيانات التى تجمع عن ارباب اسرهم وارقام بطاقاتهم وفي اذهانهم تاريخ من الخطف والاغتيالات حدثت لمعارضين لحكومة الجبهة الشعبية ،عندها سألته: كيف عرفت كل تاريخهم هذا؟ فاجاب انا اعرفهم من سنوات وليس انا وحدي بل ان اغلب الارتريين يعرفونهم وبعضهم يسكن في ذات الحي الذي نسكن فيه .وثائق .. وثائقتقول وثيقة حصلت عليها الاحداث بان خطابا صادرا عن السفارة الارترية باللغة التقراي ( التجرنية )يدعو الارتريين لاجتماع في اليوم الاول من يناير عام 2008 في تمام الخامسة مساء بمقر السفارة (انظر مستند رقم 1 )مرفق بالصحيفةوعلى اثر هذا الاجتماع تم تأسيس نادي للارتريين في حي الجريف غرب بديلا لمقر الجالية الذي كان في العمارات ش 53وعمر ومسفن والقيادي بالمجلس الثوري يقولون من الاشياء الغريبة ان بعض انشطة السفارة تمارس من هذا المنزل المستأجر بحي الجريف غرب بل انهم يقولون هو مقر لاعضاء الجبهة الشعبية الحاكمة في ارتريا بالخرطوم .حاولت زيارة النادي المعني في( الجريف غرب محطة المدارس) فصدني حارسه بانه غير مسموح للذين لا يحملون بطاقات الدخول له ورغم انني اجتهدت في شرح مهنتي وانني اريد الدخول لطرح عدد من الاسئلة على ادارة النادي ،عندها تركني لبعض الوقت وغاب بالداخل ليعود قائلا غير مسموح لك بالدخول .اما القيادي بالمجلس الثوري المعارض (م ,أ ,ر) فيقول بان الذين يطرقون ابواب الناس ليسوا موظفين في السفارة لنقول ان ذلك يتم في اطار عملهم الدبلوماسي ولكن الاغرب انهم يحملون خطاب تفويض من السفارة ورغما عن ذلك تجمع الاموال دون أي ايصالات وما نخشاه ان تحدث اشتباكات بينهم والذين يطرقون ابواب منازلهم والقيادي بالثوري يقول ان جمع المال بدأ قبل اجتماع اول العام تحديدا في يوم السابع عشر من ديسمبر .عبر مائة لجنة مختلفة تم تكوينها في مناطق السودان المختلفة اربعين منها بالخرطوم ويقود هذه اللجان مجلس من اربعين شخصا كونوا لجان فرعية في الاحياء لتسجل الاسر واماكن سكنها واسماءها والادهى والامر ان بعض اعضاء هذه اللجنة يحملون بطاقة لاجىء صادرة عن مفوضية الامم المتحدة للاجئين وقد حصلت الاحداث على قائمة باسماء اعضاء اللجنة ومعها ارقام اوراقهم الثبوتية (انظر مستند رقم 2 ) وقد رصدت الاحداث احدى هذه اللجان في منطقة الديوم وهي تدخل في مشادة مع اسرة ارترية طرقت بابها بغرض جمع التبرعات ولكن شاب من الاسرة دخل معهم في مشادة وانسحبوا بعد اخذ الناس في الخروج من منازلهم .ويقول (م ,أ،أر) لدينا تجربة حدثت لاخوة لنا في دولة السويد عندما حاولت السفارة الارترية هناك ان تجمع منهم اموالا فتدخلت الحكومة السويدية واوقفت الامر، ويشير الى ان وضعهم كلاجئين لايسمح لهم بتكوين جالية فهم ليسوا مهاجرين ومعلوم ان الجاليات في السودان تعمل وفق القوانين السودانية ولكن ما نحن بصدده شئ فريد في نوعه تركت القيادي بالمجلس الثوري و الحيرة تزداد عندي ،وكان عدد من اللاجئين الارتريين قد تظاهروا امام مفوضية اللاجئين في يوم العشرين من الشهر الجاري ووزعت لجنة رعاية اللاجئين في هذه التظاهرة بيانا ضد ما تقوم به المجموعة من جمع المال وطالبوا المفوضية بحماية اللاجئين باعتبارها الجهة الوحيدة التى ينضوون تحت لوائها. ،ولكن مصدر قال لي بان جهة سودانية عنفتها متهمة اياها بتنظيم المظاهرة فردت اللجنة بقولها انها وجدت تجمعا لارتريين وفيه وزعت بيانها حول امر جمع التبرعات .كما اصدرت تنظيمات معارضة ومنظمات مجتمع مدني ارتري بيانا شجبت فيه ما تقوم به المجموعة من جمع للمال من وسط لاجئين اصلا يواجهون ظروفا بالغة التعقيد حيث تزداد في اوساطهم العطالة وحتى الذين يعملون فانهم يعملون في مهن تدر دخلا منخفضا سألت العم مسفن وعمر والقيادي بالمجلس الثوري هل دونتم بلاغات في مواجهة الذين يهددون الناس ويجمعون الاموال لدى الشرطة السودانية ؟فاجابوا جميعهم بالنفي ولكن رجل المجلس الثوري قال انهم اخطروا معتمدية اللاجئين السودانية بخطاب رسمي وذات الخطاب بعثوه الى مكتب مفوضية اللاجئين التابع للامم المتحدة بالخرطوم .وتتضارب الاحصاءات حول عدد اللاجئين الارتريين بالسودان فتقول مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة بان عدد المقيمين في المعسكرات بشرق السودان 95 الف كان ذلك في اكتوبر 2007 .ولكن التنظيمات الارترية المعارضة تشير في احصائية غير رسمية بان الذين يعيشون داخل المدن السودانية يصل عددهم الى مليون شخص يتركزون في مدن الخرطوم ،كسلا،القضارف ،حلفا ومدني .وهذه التقديرات لا تتضمن الذين تسربوا خلال العام الحالي وكانت السلطات في ولاية كسلا قد ذكرت بان معدل التسرب يترواح ما بين خمسين الى سبعين ارتري في اليوم وقدرت العدد المتسلل في الشهر بحوالي 1600 شخص ،بعضهم يسلمون انفسهم للمعسكر المؤقت الذي اقامته مفوضية اللاجئين في منطقة ود شريفي والتى تقع على بعد سبعة كيلو مترات الى الجنوب من كسلا في اتجاه الحدود الارترية وبعد اجراءات التسجيل يتم ترحيلهم الى معسكر القرية 26 حلفا الجديدة ،بيد انهم يواجهون ظروفا مختلفة اذ ان الامم المتحدة منذ عام 2001 اعلنت انتفاء حالة اللجوء للارتريين وعليه توقف المانحون من تقديم المساعدات وخلت المعسكرات من المنظمات الغربية وصارت تعتمد على منظمات ارترية وسودانية .اما المتسللون لداخل المدن فانهم يقعون تحت مظلة قوانين الهجرة السودانية والشهر الماضي ابعدت السلطات السودانية عددا من المتسللين بعد ان حكمت عليهم المحكمة بمخالفة قوانين الهجرة السودانية وارسلتهم الى نقطة 13 على الحدود السودانية الارترية وقال لي شاهد عيان بان الامن الارتري طاف بهولاء المتسللين قرى الحدود ومدينة تسني معلما سكانها ان هولاء المتسللين اعادتهم لهم السلطات السودانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى