العشرين من يونيو وسادة الشوك التي تمنعنا النوم على أي جانب *
24-Jun-2007
ecms
بكل صدق نستطيع أن نقول إن يوم العشرين من يونيو يختصر مأساة شعبنا الإرتري الأبي ، فهو يوم الشهداء كما اختارت الجبهة الشعبية الحاكمة باعتبار أنه اليوم الذي أبلغت فيه الحكومة الإرترية أسر الشهداء بعد الحرب العبثية مع إثيوبيا والتي راح ضحيتها عشرون ألف وفق الإحصاءات الحكومية وضعفها وفق المراقبين ، وهو في التوقيت العالمي يوم اللاجئ الأفريقي وهي محنتا الأخرى التي تكشف عورة حكومتنا وهي عورة عجزت عن سترها رغم مرور خمسة عقد ونصف من الاستقلال ورغبة كبيرة وتمسك بالهوية الإرترية من قبل اللاجئين .
ونظل في هذا اليوم نتقلب بين تلك المأساتين فلا ندري هل الحكومة وحدها التي تتواطأ على شعبنا أم عوامل التاريخ التي تجمع مآسينا في يوم واحد ، وكاهلنا أضعف من أن يتحمل جزء من مأساة واحدة .إذا كان الحال كذلك فإن هذا العام دون غيره يزيد الأمر تراجيديا جديدة ، لأننا حينما نتذكر الشهداء نتذكر دون شك منطقة (بادمي) فتزداد مأساتنا ونحن نرى الحكومة الإثيوبية تعلن عن استعدادها لتسليم بادمي للحكومة الإرترية ، والحكومة الإرترية من جانبها ترفض ذلك ، مما يجعلنا نتساءل عن أهداف الخطوة الإثيوبية ، وفي ذات الوقت مبررات الرفض الإرتري ـ والخاطر الذي يلح علينا هل نحن بحاجة إلى أربعين ألف أخريين من شبابنا الموزع بين المنافي والبحار والصحاري حتى يزداد العشرين من ويونيو وهجاً ونزداد حسرة .ونحاول أن تناسى أمر الشهداء وبادمي ، فتصفعنا قضية اللاجئين وهم لأكثر من أربعين عاماً ينتظرون فلا يحصلون سوى على اعتذار من مفوض اللاجئين الذي قال إن العالم قد تناسى اللاجئين الإرتريين لفترة طويلة وقد حان الأوان للإهتمام بهم ، والنتيجة أن عدد من اللاجئين يصطفون أمام المفوضية منذ شهر وهم يحملون مطالب معقولة ولكن لا رد على مطالبهم حتى كتابة هذه الإفتتاحية .وبين الشهداء واللاجئين تتوزع مأساتنا ويجسدها يوم العشرين من يونيو وحكومتنا التي تتحمل الجزء الأكبر من هذه المأساة تكتفي من كل ذلك بوضع إكليل من الورد على مقبرة الشهداء ومبلغ ضئيل يسلم لأسرهم ، بينما نجد الأمين العام للحزب الحاكم الأمين محمد سعيد يصرح ويقول إن اللاجئين الذين يودون العودة إلى بلادهم لا يحتاجون إذن من مفوضية اللاجئين ولا الحكومة الإرترية وبإمكانهم العودة في أي وقت شاءوا ، ولعل الأمين العام للحزب الحاكم يعتقد أن هؤلاء اللاجئين كانوا في رحلة سياحة أو استجمام متناسياً لأنهم لاجئين ويحتاجون إلى بناء حياة جديدة في بلادهم وهذا لا يتم إلا بتعاون دولي وإرتري وهو مالم يتوفر حتى الآن في ظل التشكيك في نوايا المنظمات الدولية من قبل الحكومة الإرترية ، هذا إذا تناسينا أن هؤلاء اللاجئين هم سياسيون ولا يمكن أن يدخلوا إرتريا إلا في ظل تسوية شاملة للقضية الإرترية وهذا مايحاول الأمين محمد سعيد سلبه للاجئين ولكن إلى متى ؟!!!.* نشرت كأفتتاحية لصفحة رسالة إرتريا عدد الجمعة 22يونيو 2007م