مقالات

متـاهـات وهتـافـات: التطبيع بين المناهضة والمناصرة … كرار هيابو

22-Apr-2005

كرار

في المتاهات الواسعة، التي تحاصرنا شعوبا وحكومات من كل جانب، التقِي القراء تحت هذا العنوان لنبحث عن المخارج. إن وجدناها هتفنا فرحا، وإن أخفقنا وتهنا، هتفنا أيضا لنلتقي ونعاود الكرة من جديد.

أخيرا أزيح الستار وكشف المستور وبان (اللي في قِدِ رْ الشرق الأوسط) بمجرد اعلان وزير خارجية اسرائيل عن نيته في رفع سقف العدد الذي يدخل بيت الطاعة من الدول العربية التي ما تزال تتمعج وهي تحبو نحو تحسين علاقاتها باسرائيل.فبالاضافة الى الدول الاربع التي لها تطبيع كامل مع اسرائيل ، فان اعدادا غير قليلة من الدول العربية الأخرى بدأت تستجيب للغزل الإسرائيلي ، خاصة تلك التي كانت لها في السابق علاقات وقطعتها على اثر الانتفاضة الفلسطينية في سبتمبر (ايلول) 2000, بقرار من القمة العربية الذي لم تلتزم به بعض الدول العربية الأخرى.وقد أوردت جريدة الشرق الأوسط الفقرة التالية ضمن مقال تحليلي حول تطبيع الدول العربية مع الدولة (العبرية)، جاء فيه:(هناك 4 دول عربية تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع اسرائيل في الوقت الحاضر، هي: مصر والاردن وموريتانيا واريتريا (يعتبرها الاسرائيليون دولة عربية). فلهذه الدول توجد سفارات في تل أبيب، ولمصر توجد قنصليتان واحدة في تل أبيب وأخرى في ايلات في الجنوب. ويوجد لاسرائيل في عواصم هذه الدول سفارات، اضافة الى قنصلتين في مصر واحدة في القاهرة وأخرى في الاسكندرية. ورغم الصعود والهبوط في هذه العلاقات، يمكن القول انها طبيعية. تتسم بالتعاون في العديد من المجالات، خصوصا الاقتصادية). وبحسب الجريدة نفسها أيضا فان تونس والمغرب وقطر وسلطنة عمان ، وهي الدول التي استجابت لقرار القمة العربية فيما يخص المقاطعة المذكورة ، تأتي في مقدمة الدول التي تستهدفها اسرائيل في التطبيع قبل نهاية هذا العام. ويبدو ان اسرائيل تعيش أوج أيامها وتعيش عام السعد ، فبجانب سيطرة جناح المهادنة الفلسطيني ممن يلبسون حجاب أوسلو المضاد للرصاص على السلطة بقيادة أبومازن ، وركون الزعيم الليبي الى الهدنة بل واقتراحه قيام دولة (اسراطين) اشارة الى اسرائيل والفلسطينيين ، فان دولا أخرى افريقية تتجه نحو التطبيع بعد ان سبقتها اليه دولا عربية كثيرة، وتأتي دولة تشاد التي لها علاقات قوية مع الدول العربية على رأس تلك الدول الأفريقية التي أعلنت اسرائيل عن اجراء اتصالات معها بهدف استئناف العلاقات الدبلوماسية التي قطعت بمبادرة من تشاد في 1973م بعد حرب اكتوبر تضامنا مع العرب، وكانت قد سبقت تشاد دولا افريقية فعلت الشيء نفسه بعد حرب اكتوبر ، لكنها ما لبثت وأن أعادت علاقاتها مع اسرائيل. وبالرغم من هذا التقارب العربي الإسرائيلي ، فان عامل فقدان الثقة بين الفسطينيين والاسرائيليين مايزال يقلق المهتمين بقضية السلام في الشرق الأوسط وسط استعداد المقاومة الفلسطينية لتقديم المزيد من الإنتحاريين الذين يعتبرون سلاحها الحقيقي. ومن جانب آخر فان الشعوب العربية وفي ظل حياة التغييب التي تعيشها بسبب الأنظمة الشمولية وسطو الحكام ، فانها لاتملك من الأمر الا أن تدعو ’ ولا تزد الظالمين إلا تبارا ‘. ومما يذكر في هذا الجانب فان مؤتمرا تأسيسيا للحملة العالمية لمقاومة العدوان قد انعقد خلال الفترة بين 23 و 25 فبراير الماضي بدولة قطر بمشاركة زهاء 300 من كبار العلماء والمثقفين المسلمين في كافة أنحاء العالم وعدد كبير من المراقبين الدوليين. ويبدو ان مقررات هذا المؤتمر تم التحفظ عليها، كما انه لا يستبعد وجود مناصرين للتطبيع ان لم نقل مناصرين للعدوان ، تدسهم الدوائر حتى تجهض كل مبادرة تهدف الى تفعيل المناهضة . وهناك اعتقاد سائد عندما يتعلق الأمر بتحسين صورة العرب أمام واشنطن ، باعتبار اسرائيل اقصر الطرق الى تحقيق ذلك ، وهو ما يبرر هذا السعي الحثيث في بناء جسر التواصل من العرب الى اسرائيل ، ومن اسرائيل الى امريكا وبالعكس .آخر الهتاف:اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك.آمين. hiabu1_k@yahoo.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى