مقالات

التداخل البشري بين إرتريا والسودان : محمد سعيد ناود ـ أسمرا

21-Jan-2008

المركز

أ – البجة :
قبائل البجة سكنت المنطقة من جنوب مصر وحتى أقصى الهضبة الإرترية حتى حدود إثيوبيا وساحل البحر الأحمر حتى مصوع . وقد أقامت القبائل مجموعة ممالك داخل السودان ، كما أقامت خمساً من ممالكها داخل ارتريا ، وكانت عاصمة البجة عموماً ( هجر ) الموجودة داخل ارتريا والمعروفة بهذا الاسم حتى الآن .

ب – قبائل الكوناما والنارا : والمعروفة الآن داخل إرتريا لها ارتباطاتها القديمة بالسودان .ج – قبائل البني عامر : وبالذات النابتاب لهم علاقات بقبائل الجعليين في السودان وبالذات بيت النظارة . 2 – مملكة الفونج بسنار ( السلطنة الزرقاء ) 1504 – 1820 م : والتي قامت بالسودان وتمثل معلماً هاماً من معالم التاريخ السوداني كانت لها علاقاتها بإرتريا ، فقد توسعت وشملت كل أراضي البجة في السودان ، وأمتد نفوذها إلى أراضي بركة والقاش وسيتيت والساحل حتى وصل إلى مصوع في إرتريا ، وفتحت طريقاً للقوافل التجارية بين سنار وتلك المناطق ، وأقامت في ارتريا محطات لهذه الغاية في أم حجر _ قلوج _ أغوردات والتي كانت ترتادها القوافل التجارية ذهاباً وإيابا . وعلاقات سنار بأجزاء من إرتريا والتي لاتزال باقية حتى اليوم تتمثل في السيوف والأوتار ( ألحان ) التي تعزف على الربابة والخاصة بكل قبيلة والمحظورة على القبائل الأخرى ، ونحاساً يسمى ( النقارة ) . والنقارة عبارة عن طبل من النحاس يدق عند إعلان الحرب أو في مناسبات رسمية أخرى ، ولاتزال الأسر الحاكمة القديمة كأسر ( كنتيباي ) في الساحل وأسرة ( دقلل ) في بركة ، وأسرة ( النائب ) في مصوع تحتفظ بهذه النقارة التاريخية حتى اليوم ، كما أن سنار أصبحت مركزاً علمياً كبيراً في زمانها فقد كان يرتادها طلاب العلم من الارتريين .3 – عندما حلت تركيا بسواكن تمكنت بعد ذلك من احتلال مصوع ، كما أن الخديوية المصرية وعلى رأسها محمد علي باشا عندما قضت على مملكة سنار في السودان عام 1820م تواصل زحفها جنوباً باتجاه ارتريا . ففي عام 1853م بدأت الحملة المصرية على غرب ارتريا بقيادة الياس بك حاكم التاكا . وفي العام التالي هاجمها خسرو بك فأصبح غرب ارتريا بكامله تابعاً لهم ، وفي مارس 1881م أصدر الباب العالي مرسوماً يعرف فيه شرق السودان بأنه : مديرية التاكا ( كسلا ) وسواكن ومصوع وسنحيت ( كرن ) والقلابات . وشرق السودان آنذاك كان يتكون من التاكا ومن محافظتي سواكن ومصوع وملحقاتها إلى باب المندب ، وفي عهد الخديوي سعيد باشا ازداد توغل جيوش الخديوية إلى داخل ارتريا من قلعتهم في كسلا ، فوصلوا إلى تلال ووادي بركة وتلال كوناما ، فأصبحت هذه الأراضي من ارتريا تابعة للخديوية المصرية عبر إدارتها للسودان . 4 – الثورة المهدية وارتريا : عندما اندلعت الثورة المهدية في السودان 1881- 1898م كان أمراً طبيعياً أن يتم التفاعل معها من قبل الإرتريين بحكم الروابط القوية بين الشعبين فالأمير عثمان دقنة أمير الشرق والذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في الثورة المهدية وهو من البجة أسند إمارة البحر الأحمر من عقيق في السودان وحتى مصوع في أرتريا الى القاضي الشيخ عبد القادر حسين قاضي مدينة سواكن بعد تركه لسواكن وانضمامه إلى جيش الأمير عثمان دقنة . وكانت للشيخ عبد القادر حسين معرفة وصداقة حميمة مع شيوخ وأعيان تلك المنطقة ، كما كان يجيد لغة أهلها ( التجري ) ، ودارت معركة بين جيشه الذي ألتحق به كثيرون من أبناء إرتريا وجيش ( الرأس أللولا ) والذي كان القائد العسكري لجيش الإمبراطور يوهنس إمبراطور أثيوبيا آنذاك . وكان الرأس اللولا يقوم بغزوات ضد الإرتريين ونهب ومصادرة ممتلكاتهم ، وقد دارت معركة بين جيش القاضي عبد القادر حسين وجيش الرأس اللولا في وادي ( شعب ) . كما دارت معركة أخرى بينهما في وادي ( أدارهما ) تقهقر على أثرها جيش الرأس ألولا منهزماً إلى جبل ( قلب ) . وأنضم الأمير الخضر بن علي الحسنابي الى الثورة المهدية وأرسل في طلب النجدات من القبائل القريبة من طوكر ، فلبت طلبه قبائل من داخل ارتريا من قبائل الحباب والنابتاب والعجيلاب وآل الشيخ حامد وبيت معلا ، كما لبى نداءه الكثيرون من سكان أرتريا ، مما مكنه من حصار طوكر التي كانت تعج بالجيوش من البريطانيين ، وسقطت مدينة طوكر بيدهم في فبراير 1884م ، وقد سجل العديد من شعراء الحباب هذه الملاحم البطولية بلغة ( التجري ) . كما أن الشيخ ابراهيم درماس الذي كان في زمانه ناظراً لقبائل البلين قد قاتل الى جانب الثورة المهدية ، وقد أطلق أسم ( عثمان دقنة ) على أحد أبنائه وذلك تأييداً للثورة المهدية ، وأن سيفه موجود حالياً في متحف ( بيت الخليفة ) في أم درمان . والأمير محمد عثمان أبو قرجة ـ من قادة جيش المهدية البارزين ـ عينه خليفة المهدي الخليفة عبدالله التعايشي عاملاً على قبائل الشرق ، كما أعتمد الأمير عثمان دقنة أميراً للجيش ، ففي عام 1888م جاء الأمير محمد عثمان أبوقرجة واتفق مع صديقه كنتيباي حامد بك حسن ناظر عموم قبائل الحباب في إرتريا على أفتتاح ميناء ( تكلاي ) لتجارة الحكومة السودانية الوطنية حيث كان ميناء تكلاي تحت اشراف كنتيباي حامد بك حسن ، وذلك كبديل لميناء سواكن الذي كان يحتله الأتراك ثم الخديوية المصرية بالاتفاق مع البريطانيين .وكان يقيم بميناء تكلاي موظفان من قبل كل من الزعيمين كنتيباي حامد بك حسن والأمير محمد عثمان أبوقرجة ، والجدير بالذكر أن الصداقة الحميمة والعميقة التي كانت بين كنتيباي حامد بك حسن والأمير محمد عثمان أبوقرجة قد أنعكست في تسمية ابن الأخير بلقب كنتيباي وهو الأمير كنتيباي أبوقرجة الذي أصبح فيما بعد من رجال الإدارة في السودان ، ولاتزال هذه الأسرة موجودة حتى الآن وتحمل لقب كنتيباي .*نقلاً عن سودانيز أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى