مقالات

الذكرى الثامن عشر من سبتمبر عام 2002 !

20-Sep-2019

عدوليس

أحيا نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي الذكرى السنوية لإعتقال وتغييب المجموعة الإصلاحية للجبهة الشعبية لتحرير إريتريا والحزب الحاكم بالبلاد في سبتمبر 2002 ضمن سلسلة من الإجراءات القمعية التي طالت الصحف المستقلة وإعتقال وتغييب عدد كبير من الكتاب والصحفيين ورموز المجتمع.

هول عمليات الإعتقال أصاب الفرحة التي كانت تعتلج في صدور الإريترين في كل مكان ، علما بإنها لم تكون الأولى فقد شنت ذات السلطات سلسلة من الإعتقالات في صفوف معلمي المعاهد الدينية الإسلامية ورموز النضال الإريتري من مناضلي جبهة التحرير الإريترية والفصائل الإريترية عام 1995م.
القيادي السابق بالجبهة الشعبية لتحرير إريتريا كتب في صفحته على الفيس بوك عن تلك الذكرى بمرارة مثيرا أسئلة جديدة دون ان يترك إجابات.
كتابة القيسي في الفيس بوك أتت تحت عنوان :
الذكرى الرمادية في تاريخنا !
لا ينحصر دور التاريخ كخزان أحداث وذكريات فحسب ن بل يتعدى ذلك ليقدم دروسا وعبر لعلها تشفع الاجيال القادمة ان لا تقع في مطب الحماقات واخطاء من سبقوها . أو بتعبير اكثر دقة ( هي ديناميكية الحركة الانسانية في سياق صراعها المستمر نحو التحول والتغيير. )
وحين تصاب الذاكرة بخلل ما ، يتحول الإنسان الى مومياء صماء ، يغيب معه الماضي ، ويتحجر الحاضر ، ويضيع المستقبل.
في مساحات مخزون الذاكرة الجماعية ( نحن الذين صفعنا و نصفع في كل لحظة و بفعل الذاكرة الحية والتى لا تحوي سوى الجانب المظلم من تاريخينا ، ومساحة رمادية كبقعة سوداء ،تذكرنا بان الحياة مدرسة , والناس اسئلة ، والايام إجابات ). وعندها يصبح النبش في الذاكرة عذابا ، وتظهر صور متسلسلة تتأرجح ما بين سيء وأسواء ،وهكذا دواليك ودواليك .
ولعل ذكرى الثامن عشر من سبتمبر عام 2002 ، تبقى الأبرز من حيث درامية الموضوع والفعل . مجموعة من البشر كانوا في زمن ما ووعي ما ، اصحاب وزن وايقاع وبصمة عميقة . لكن فجاة وفي غفلة من الزمن ، كان للقدر رغبة أخرى .
هؤلا البشر ( الضحايا ) هم من رسموا لانفسهم تلك النهاية لانهم ببساطة ، هم من صاغوا الواقع على تلك الشاكلة لتكون النهاية بذلك الرخص.
هل هي الثقة العمياء بالنفس ،أم الحسابات الخاطئة والقائمة على وهم!.
أحدهم واكثر المقربين الى قلبي ،وأكثر الاشخاص وطنية ، سألته حينها بماذا تراهنون والخلل عميق بينكم وبين ( الزعيم ) وألحقت سؤالي بملاحظة : في السياسة ان لم تكن القراءة تلامس الواقع ، فتوقع كل شئ . وكان رده حاسما .
(الشعب ) لن يقف مكتوف الأيدي، أمام اي حماقة من حماقاته، ويقصد حماقات ( الزعيم ) . ــ المقصود أسياس افورقي ــ من المحرر
هل كان الرهان خاسرا بعد ثمانية عشر عاما ؟.
انها مساحة زمنية لا يستهان بها ( عقدين من الزمن ) ولازلنا نبحث اين الحماقة ؟؟؟ واين الحمقى ؟؟؟؟.
تراكمت السنين والسؤال لا يزال قائم دون اجابة !!
متى وكيف ستشرق شمس احلامنا، وتلك الامال الكبيرة ؟
أما المغيبون في دهاليز وظلمات سجون الطاغية . أكانوا احياء ، او أ , فوعدنا قائم لم يبقى باب من أبواب حقوق الانسان وكرامة السجين، وكل من يهتم بحق البشر , وحقوقهم , الا وطرقناه لعلنا نجد من نستنجد به لخلاصكم .
هذه حيلتنا في هذا الزمن الردئ، زمن اليأس ،ـوالتباس المفاهيم والاخلاق.. رهانكم كان خاسرا ، لأننا جميعا لم ندرك ( نحن ، وأنتم ،والشعب).
إننا مهزومون ومنكسرون من الداخل ، مهما ظهرت فينا بهرجة المظهر في الوطنية ، والوفاء .
تاتي ذكرى مأساة غيابكم حتى نجدد العويل والصراخ ، بينما المطلوب ان نسأل انفسنا : هل تعلمنا ؟
هل تقلصت نسبة الحماقة التى انعم بها الله علينا ؟!! .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى