مقالات

من وحي اجتماع الأمانة العامة للحزب الاسلامي الارتري للعدالة والتنمية:علي عبد العليم

7-Jan-2011

المركز

في المستهل يسرني أن أتقدم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة العام الجديد ، وأعياد الميلاد المجيد ، للشعب الارتري عامة ، وللاخوة المسيحيين على وجه الخصوص ، سائلا المولى عز وجل أن يعيده على الجميع والوطن ينعم بالسلام والوحدة والازدهار .

ثم اني وددت من خلال هذه السانحة ، أن أشرك القارئ الكريم الاطلالة على الأوضاع والراهن الارتري ، من شرفة الحزب الاسلامي الارتري ، ومن خلال منظار أمانته العامة ، والتي اختتمت اجتماعها الدوري ، والعام 2010م يلفظ أيامه الأخيرة ، مغادرا بما استودع من أعمال ، خيرها وشرها ، مخلفا العظات والعبر ، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد !.لقد وقفت الأمانة العامة للحزب الاسلامى على الأداء بأماناتها التنفيذية ، وعلى مستوى تنفيذ البرامج وسط العضوية بالداخل والخارج .. هذه العضوية التي تتميز بالوعي والالتزام والتضحية ، غالبت الصعوبات وتحدت مع حزبها كل عوامل الاحباط واليأس والتثبيط ، والحصار وقلة الدعم وخذلان النصير ..!. لم تفتر لها عزيمة ، ولم تلن لها قناة ، ماضية بصبر وبسالة على طريق الجهاد حتى اسقاط الدكتاتورية واحلال السلام والعدل والمساواة .. ممسكة بقوة برسالة آمنت بها وعملت من أجلها ، تورثها الأجيال ، وتسوس الدنيا بالدين ، تنشد رضاء الله والدار الآخرة ، فالاسلام منطلقها ، وخير الوطن والمواطنين هدفها ، لا تمييز ولا اقصاء ولا تهميش .. انما العدالة والحرية والتنمية بغيتها ، ولافتتها التي تعمل تحتها ومن أجلها ..أشادت الأمانة العامة بالمؤتمر العام للاتحاد الاسلامي للمرأة الارترية ، وما تمخض عنه من نتائج ، سيكون له أثره على مجمل عمل الاتحاد في مقبل الأيام ، كما حيَت جهود الطلاب في الاتحاد الاسلامي للطلاب الإرتريين ، وثمّنت إنجازاتهم علي شتى الصعد ، ..كما وقفت الأمانة العامة على الأداء في المجال العسكري ، وعلى توصيات ومخرجات ورشة العمل العسكري ، التي اخضعت الأداء على الاستراتيجية العسكرية المقررة للتقييم والتقويم ، واعتمادا على ذلك قررت الأمانة العامة احداث تغيير وتطوير لمجابهة متطلبات المرحلة القادمة ، وذلك في الهيكل ومعدلات الأداء ونوعية البرامج المنفذة في هذا المجال ، ..ثمَنت الأمانة العامة التنسيق العسكري ، وتضافر الجهود ميدانيا في ساحات القتال ، مع تنظيمات جبهة التضامن ، ووجهت لتنميتها والارتقاء بها ، وكذلك المضي قدما في التنسيق العسكري مع تنظيمات التحالف الثمانية ، ذات الأجنحة العسكرية ، وبذل الجهود المشتركة لتطويرها .وعلى صعيد التحالف الديمقراطي الارتري ، أكدت الأمانة العامة على التمسك به وتطويره ، وتوسعة هياكله ليضم مختلف القوى ذات الارادة والرغبة الحقيقية في التغيير في ارتريا .. وعدم تجاهل تجربة سياسية ثرة جسَدها التحالف ، برغم ما احاط بها من صعوبات ومكايدات ، فان تجاهلها كالقفز في المجهول بدون عدة او عتاد ، خاصة وان التحديات كبيرة ، ومتطلبات التغيير ولوازمه كثيرة !.وعلى صعيد المفوضية الوطنية ومؤتمرها الجامع – والتي أتت بعد ملتقى ناجحا للحوار الوطني – اكدت الأمانة العامة دعم الحزب ومساندته لها حتى تصل بالجهود الوطنية المشتركة الى شاطئ المؤتمر الجامع ، والمساهمة في فعالياته لتوحيد الرؤية والخروج بنتائج ومخرجات ناضجة ، وبارادة وطنية خالصة ، تقود عملية التغيير الديمقراطي المنشود في ارتريا الى نهاياتها المأمولة .وعلى صعيد جبهة التضامن الارترية ، أكدت الأمانة العامة أهميتها لتجميع وتماسك صف المسلمين والمهمشين ، من ضحايا قمع وسياسات النظام الدكتاتوري الوحشية والظالمة ، ونادت بالارتقاء بالأداء الى مستوى التحدي وطموحات الجماهير ، والتعجيل بعقد المؤتمر الجامع ، ردا للمظالم ، وتصحيحا للأوضاع ، وحراسة للثوابت والحقوق ..كما أثنت على الحوارات الثنائية ، والعلاقات المتنامية بين تنظيمات المعارضة الارترية ، وبين الحزب الاسلامي ، ووجهت لتعميقها وتطويرها .لم تخف الأمانة العامة للحزب الاسلامي قلقها من ظاهرة تنامي التنظيمات القومية ، وتناسلها وانتشارها كالدمامل في جسد الشعب الارتري المثخن بالجراح ، خاصة في شقه المسلم ، وأقرت بوقوع المظالم على القوميات الإرترية ، ولكن هذه المظالم يمكن أن ترفع في إطار الوطن الواحد ، بعيدا عن سيف ( حق تقرير المصير ) المسلت ، حيث كان التفريخ الأخير للتنظيمات القبلية والقومية المنطلق ، خصما على جبهة المسلمين ، وناشدت كل الحادبين على وحدة الوطن وتماسكه بالتصدي للمخططات الآثمة .وعلى صعيد الأوضاع داخل الوطن الجريح ، لم تزدد الأوضاع الا سوءا وكارثية ، فالقمع أصبح ممارسة يومية تطال المواطن في معاشه وحرياته وحركاته وسكناته ، وفي الخدمة العسكرية اللامتناهية الأمد !. وفي فلذات الأكباد من الشباب الذين لم يجدوا مفرا او مهربا الا الى الخارج في رحلة الى المجهول برغم مشقتها وقسوتها ، ووحشية وابتزازات عصابات التهريب ، الا انها أهون عنده من جحيم النظام في سجنه الكبير ، بحجم الوطن !. فالدكتاتور ما يزال يجثم على صدر الوطن ويكتم على أنفاسه ، وما تزال أجهزته القمعية الدموية ، تمسك له بتلابيب الأوضاع بقسوة ، ولكن الى متى ؟؟. إلى أن يحين وقت الانفجار ، وينتفض الشعب ويثأر من جلاديه ، ويقتص منهم ، ويسقيهم من نفس الكأس ، و( كما تدين تدان ) !.لقد استمعت باستهجان الى حديث للدكتاتور أسياس في مقطع فيديو على موقع اليوتيوب ، يبث فيه التطمينات بسلامة الموقف الغذائي للوطن ، وان ليس هناك مواطن بات جائعا ، وان بمقدورهم إطعام كل المواطنين ، ونوَه بتباشير الحصاد ..! حقيقة اذا كنت لا تستحي فاصنع ما شئت ! ماذا ينتظر من اناس يتلقون غذاءهم من الذرة بالكيلو ، بعد أن صادر النظام حصادهم من محصول الذرة ، فهل يباتون ممتلئ البطون أم طاوين ؟!. ان خبر المجاعة التي تطحن في المواطنين ليس بمقدور الدكتاتور انكارها ، فقد سارت بها الركبان ، وشاهدنا بعض ضحاياها الهاربين من مقصلتها !. يريد الدكتاتور أن يبدد القلق الذي بات يسيطر على كل الأسر من الوضع الاقتصادي ، الذي انعكس على قوتهم اليومي ، ان لسان حال الدكتاتور يقول ، ان الغذاء متوفر مما صادره منهم ، وما تسوّله من بعض دول الجوار ، ومما قبض من ثمن العمالة للأجنبي ، ومما استولى عليه كذلك من الجوار ( محصول مزارع كرهتيب السودانية ) ..أيا كان الأمر ، فانها ليست طرقا محترمة لمعالجة الوضع المعيشي للمواطن ، ولن تسلكها دولة تحترم نفسها ، وكرامة شعبها .أما علاقات النظام الخارجية فقد غشيتها انفراجة !. فبعد أن عملت قطر على علاج المشكل الحدودي مع جيبوتي ، اتجهت اليمن الى تطبيع العلاقة مع النظام ، اتقاءا لشره ، ودرءا لتأثيراته السالبة على ملف الحوثيين والحراك الجنوبي ، ومصادرة قوارب صيد الأسماك ، .. ومنعا من أن يكون مطية لمخططات قوى اقليمية طامعة ، ودفعت هذه الانفراجة النظام الى التطلع اكثر لكسب مساحات على خارطة العلاقة مع العالم العربي ، حيث حاول وبمعاونة دولة عربية حليفة ، أن يحتل موقع اتحاد العمال الارتري ، في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب ، ولكن خاب مسعاه وخسر ، فالأمر ليس بهذه البساطة ! أن يسطو على عقود من النضالات .وعلى صعيد علاقة النظام بالسودان ، فقد ظل يلعب على كل الحبال ، وينتهج سياسات مزدوجة ومتناقضة ، فهو مع حكومة السودان لمعالجة ملف دارفور ، وفي نفس الوقت يستضيف المعارضة الدارفورية المسلحة ، وهو مع سلام الشرق ، ويدعم همشكوريب من وراء ظهر السلطات السودانية ، ويستقبل المعارضة البجاوية المسلحة ، في الوقت نفسه !.وقد تناقلت وسائل الاعلام المختلفة ، انخراط النظام في اسمرا في مخطط دولي ، وبآليات تنفيذ واسناد اقليمي ، يستهدف السودان وقد يتزامن مع استفتاء الجنوب ؟!. وقد قبض النظام (100) مليون $ كمقدم عمولته وعمالته !. عبر دولة عربية ، ليكون منطلقا للأعمال الحربية الرامية الى زعزعة الأوضاع وتفجيرها في السودان الشقيق .وكشف هذا المخطط عن مقدار عمالة نظام اسياس المتهور ، ودوره المحوري فيه ، وذلك ما جعل الدوائر العالمية المتنفذة تغض الطرف عن تنفيذ العقوبات بحقه والتي أصدرها مجلس الأمن ، علي خلفية دعمه للمعارضة الصومالية المسلحة ، وضعضعة الأوضاع في الاقليم !؟. أما على صعيد العلاقة مع اثيوبيا ، فما تزال تراوح مكانها ، برغم محاولات بعض الدوائر احداث اختراق لصالح الروابط التاريخية والاستراتيجية بين شعبي النظامين الحاكمين في كل من اثيوبيا وارتريا !. فما يزال النظام الدكتاتوري في اسمرا يؤوي المعارضة الاثيوبية ويسلّحها ويدفع بها الى العمق الاثيوبي ، عبر المثلث الحدودي المشترك مع السودان ، ونتج عن ذلك معارك مع قوات الحكومة الاثيوبية ، وتسبب في حرج للحكومة السودانية ، التي لا تريد خسارة طرف على حساب الآخر ، فكل من الطرفين يمكنه الحاق الأذى بها دون أن تكون هي في وضع يمكنها من الرد المناسب !. وفي خاتمة الاجتماع ، أقرت الأمانة العامة خطة الدورة الجديدة ، والتي ابرز ملامحها ، تصعيد الجهاد والنضال ضد النظام الدكتاتوري الطائفي ، وحشد كافة الامكانات المتاحة ، وصون الوحدة الوطنية ، وتقوية جبهة المعارضة عموما ، وجبهة التضامن خاصة ، ودفع الجهود الوطنية المشتركة ، لتتويج الحوارات بعقد المؤتمر الجامع للمفوضية ، والخروج بتفاهمات وطنية ، وصيغة مقبولة تجمع وتستوعب جهود التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، لقيادة التغيير المرغوب ، واحلال البديل الديمقراطي الذي يسع الجميع ، ويؤدي الي الاستقرار والنماء ، ليس على مستوى ارتريا فحسب ، بل وعلى مستوى الاقليم ككل .والله ولي التوفيق والسداد ،،،،،Alialawe2000@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى