تحالف المعارضة وإدمان إعادة إنتاج الأزمات .. تعليق على ما يحدث :جمال عثمان
3-Apr-2012
المركز
[ من لا يستطيع أن يغير رأيه ، لا يستطيع
أن يغير أي شيء ]
ــ برنارد شو ــ
سياسة الانكباب على الوجوه دون هدى ، والاستعجال والاندفاع العشوائي ..وأحاديث عفو الخاطر دون الاسترشاد بخطط ومنهج تلك سمات تصلح لعناوين كبيرة، لما كانت عليه أوضاع التحالف خلال السنوات الثلاثة أو قُل الأربعة الماضية ولازالت .
منذ البداية وعند تشكيل اللجنة التحضيرية لما سُمي بملتقى الحوار الوطني اعترضتُ مع غيري على التشكيل ، ثم على أسلوب التحضير والأساليب التي أتبعت في الاستقطاب الحاد ، كما رفضت محاولات خلق وعي وطني زائف جر الجمع المؤتلف إلى انقسام طائفي أولا ثم لتكتلات قبيلية وعشائرية ومناطقية ، شٌرع لها فيما بعد في تكوين المجلس الوطني للتغيير وكأنه لا وجود للتنظيمات السياسية . انفض ملتقى الحوار وهو متحولا إلى مؤتمر متخذا عددا من القرارات ، تراجعت عنها بعض التنظيمات بعد مرور ما يقارب الشهر ، و[ انتخاب ] مفوضية للإعداد لمؤتمر وطني تتكون من عدد كبير من الشخصيات المغمورة ، واّذرع تنظيمات مكون للتحالف ،معظمها يفتقر للتجربة والخبرة برئاسة شخصية غير معروفه وتدور حولها عدد من الأسئلة ، المفوضية سارت على ذات نهج التحضيرية وأسست لوضع جديد كان لزاما أن ينتج ما هو عليه الوضع الآن .ورغم الأحاديث الإنشائية والفذلكات اللغوية لتجميل ما خرج به مؤتمر [ أواسا ] إلا إنني أحيل القارئ لتقرير منظمة [ اريتريون من أجل الديمقراطية والعدالة والمساواة ] ، فبالرغم من ان بعض فقراته تنسف بعضها إلا انه تقييم يُرشد للحالة التي سادت المؤتمر ونتائجه ، علما بأننا لم نطلع على أي تقرير من ما سُمي وأشرك تحت يافطة منظمات المجتمع المدني ولا من الذين جلسوا في مقاعد خصصت للمثقفين والأكاديميين ورجال الإعلام . وهذه الأيام والتحالف الديمقراطي الإريتري يدخل عامة الـ 13 [ 1999/2012م] تتواتر الأنباء الواردة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عن خلافات تضرب أركان القيادة المركزية للتحالف الديمقراطي الإريتري تتلخص حول قرار الإبقاء على التحالف من عدمه .الأطراف المتنازعة :الإطراف المتنازعة أو قل التنظيمات تتوزع على عدة رؤى وأفكار ، أولى هذه الأطراف تقوده جبهة الإنقاذ الوطني ـ جناح أحمد ناصرـ ويناصرها حزب النهضة وتقول بحل التحالف فورا لصالح المجلس الوطني للتغيير والذي يقوده القيادي بالإنقاذ يوسف برهانو ، وليس بعيدا عن هذا الموقف يتخندق الحزب الإسلامي للعدالة التنمية .الطرف الثاني تقوده جبهة التحرير الإريترية والحركة الفيدرالية وتسانده بحذر جبهة القوميات [ الكوناما والعفر ] وترى بضرورة استمرار التحالف وتبرر ذلك بعدم أهلية تنفيذية المجلس الوطني التي توزعت في جميع أنحاء العالم دون أن تحدد مهامها كما تشكك في مقدراتها وقلة خبرتها .وبين هذا وذاك يقف تولدي قبرسلاسي رئيس المكتب التنفيذي للتحالف وعضو المكتب التنفيذي مسؤول الإعلام في المجلس الوطني للتغيير .حركة الإصلاح الإسلامي الإريتري وفي بيانها الصادر في الإجتماع الطاريء لأعلى هيئة قيادية فيها تحدثت عن :[ضرورة تعزيز و تقوية عمل المجلس الوطني في المرحلة القادمة باعتباره المظلة الوطنية الجامعة التي تضم كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي في المعارضة ] أما موقف حزب المؤتمر الإسلامي فقد لخصه لنا رئيسه الأستاذ حسن سلمان عبر الاتصال بالايميل وأفادنا بأن حزبه يرى الآتي : بناءا على السابق ومنطوقه القائل بضرورة تكييف التحالف لهياكله مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، لذا نرى- يقول سلمان – إن لا يبقى التحالف بصيغته القديمة ونتجنب الثنائية في عمل المعارضة تحالف / مجلس ، وان يترك عمل المعارضة السياسي والتنفيذي للمجلس الوطني للتغيير ، على أن يكون التحالف داعما له بالرأي والمشورة والكادر .ويضيف إذا كانت هنالك ضرورة قصوى للإبقاء على التحالف يكون في أقل نطاق ممكن لتنظيم العلائق البينية لمكوناته . ويشدد سلمان وأرجو أن نتجنب المزاحمة الميدانية بين الكيانين المجلس والتحالف حتى لا نعطي رسالة سالبه لجماهير الشعب الإريتري . هذا الآراء المتباينة تعكس بالضرورة الحالة التي تمر بها المعارضة الإريترية ، فبعد كثير من التوقعات التي علقت على مؤتمر [أواسا] ومخرجاته والتي تحدث عنها الكثير تتداعي الآن كل تلك الآمال ويُعاد النظر في كل ما قيل ليستعصم البعض بالكيان المتآكل للتحالف للإبقاء عليه ، دون يقولوا صراحة بفشل المجلس الوطني للتغيير وقطعا نتائج مؤتمر [ أواسا ] وبالتالي العودة عن جهود ثلاثة سنوات ومقررات مؤتمرين وعدد من الورش بعضها سُمي بسمنار للمثقفين وقادة الرأي العام . وتلخص مصادر حسنة الإطلاع أهداف الساعين للإبقاء على التحالف بالقول إن هذه المجموعة هي الخاسر الأكبر في تكوين ومحاصصة المجلس الوطني والمكتب التنفيذي وإنها خرجت صفر اليدين بعد ان كانت تتوقع ان تختار في المقاعد الأولى لتنفيذية المجلس وتصفي ما تبقى من حسابات ضد القوى التي تناصبها العداء خارج وداخل التحالف ، ويضيف تساندها جبهة القوميات لسببين أولهما جوهري يستند لموقف الجنرال مسفن أماري الذي يقول بضرورة استمرار التحالف والثاني ثانوي ولكنه مهم بالنسبة لها وهو أن أكثر من 20 من كادرها سوف يفقدون مواقعهم كموظفين في التحالف وبالضرورة سيقع عليها عبء تغطية مخصصاتهم .أما جماعة الحل الفوري فيسندهم وضعهم المريح داخل المجلس الوطني وإحساسهم بالانتصار ومواصلة المشوار حسب اعتقادهم . موقف الإسلاميين ممثلا في حركة الإصلاح وحزب المؤتمر الإسلامي وهما لم يقولا رأياً قاطعا ، ولكن وقائع المناقشات هي التي ستظهر موقفهما خلال الأيام القادمة .الموقف الإثيوبي : الموقف الإثيوبي ممثلا في ما سيقوله الجنرال مسفن اماري هو الحاسم في كل تلك الصراعات والإصطراعات العبثية . وإثيوبيا الدولة قالت رأيها بوضوح إلا لمن في آذانه وقرُ ، فقد أستدعى مكتب رئيس الوزراء عدد من ما أسماهم قادة الرأي وصناع القرار- لا أدري أي التسميتين أرادوا – لسمنار في الماضي .، هؤلاء النفر تم اختيارهم بعناية من قبل من استشارهم مدير مكتب الرئيس زيناوي ليخرجوا بلا شيء سوى إعلان كتب على عجل بالانجليزية ولم تعتمد ترجمة العربية ولا التجرنية . تلا ذلك سمنار للشباب المتواجد في معسكري ماي عيني وشملبا دون ان تقدم فيه أي دعوة لقيادتي التحالف ولا المجلس وأخيرا إنعقاد مؤتمر حركة الشباب المسلح المسماة بالحركة الإرترية للديمقراطية والعدالة التي عقدت مؤتمرها في شري بحضور كل المسؤولين الاثيوبيين الممسكين بملف المعارضة وعدم تقديم دعوات للمعارضة الإرترية بما فيها التحالف والمجلس .. أليست هذه رسالة واضحة ؟؟نخلص للقول ونؤكد بأن كل ما جرى خلال السنوات الثلاثة الماضية هو محض عبث سياسي لمعارضة يفترض أنها راشدة والعودة منه احمد ولأن السير فيه لا يعدو سوى حالة من التغيب وعن سبق إصرار ، خاصة وان الربيع العربي في المنطقة خلق أوضاع جديدة في المنطقة .والحل يكمن ان يعيد الجميع حساباتهم الخاطئة طول المرحلة الماضية وتعود التحالفات الحقيقية بين القوى الإريترية الحقيقية داخل وخارج التحالف وحينها سوف يتوقف العبث وتحترم إرادة الشعب .