أخبار

مثلث الحدود السودانية الأثيوبية الأريترية.. تحت الرماد وميض نار

14-Mar-2007

المركز

تقرير: عبد المنعم أبوادريس – الصحافه
قال عبد الرحمن الخضر والي ولاية القضارف لـ (الصحافيين) في مؤتمر عقده بعاصمة ولايته في الرابع من مارس الحالي ( إن القوات المسلحة السودانية ورصيفتها الأثيوبية ستبدآن عمليات عسكرية مشتركة على الشريط الحدودي بين البلدين)

وسبق حديث الخضر إبلاغ رعاة سودانيين أن مليشيا أثيوبية مسلحة نهبت (120) رأساً من الضأن وقتلت أحد الرعاة.ويبدو أن ما صرَّح به الخضر هو ثمرة ما قاله ايالو قوبيز حاكم إقليم الأمهرة المتاخم للسودان ورئيس الجانب الأثيوبي في اللجنة المشتركة لتنمية الحدود في ختام فعالياتها بمدينة القضارف في الثامن عشر من فبراير الماضي، بأن ما يزعج الأمن على الحدود هو نشاط المعارضات المسلّحة.ولكن بحسب الواقع على الأرض، هناك معارضة أثيوبية نشطة تتحرَّك في هذه المنطقة انطلاقاً من أريتريا، والتي أصلاً في حالة نزاع مع أثيوبيا حول الحدود بين البلدين وبعض المليشيات التي تتحرَّك في الشريط الحدودي بين البلدين مستغلة خلو المنطقة من وجود أمني سوداني إمتد لسنوات، كما أن المنطقة تخلو من السكان وخاصة بعد أن عبَّرت القرى التي كانت منتشرة شرق نهر عطبرة إلى غربه بسبب ما قام به الأثيوبيون من انتزاع لأراضيهم الزراعية ونهب ممتلكاتهم في أوقات سابقة. وقبل حديث الخضر هناك داخل أثيوبيا في منطقة العفر اختطفت جبهة العفر المسلحة والمعارضة للحكومة الأثيوبية عدداً من السواح الفرنسيين والبريطانيين الذين كانوا في زيارة المنطقة التي تعرف بأنها أول مكان عرف الوجود الإنساني قبل أربعة ملايين عام، وفق لما اكتشف حتى الآن من آثار، واتهمت أثيوبيا أريتريا باختطاف هؤلاء السواح واقتيادهم لداخل الأراضي الأريترية، ولكن أريتريا نفت ذلك. جغرافية الحدود المنطقة في الشريط الحدودي بين أريتريا وأثيوبيا تمتاز بالإرتفاع ويسكنها على الجانبين العفر والتقراي، وللعفر على جانبي الدولتين معارضة مسلحة ضد حكومة كل بلد، وعلى الرغم من ذلك قال لي أمس يس محمد عبد الله المهتم بشؤون المنطقة عبر الهاتف إن المعارضة العفرية الأثيوبية هي الأكثر نشاطاً من مثيلتها الأريترية في مقابل العفر، فالتقراي الأثيوبيون هم من يحكم، ولكن منذ عام 2005 بدأت تظهر للسطح معارضة من التقراي لحكومة مليس رئيس الوزراء، وأخذت تنشط من لندن، ولكن لم يعرف لها نشاط عسكري، ولكن الحكومة الأريترية تفتح معسكرات لتدريب المعارضة الأثيوبية، والتي لا تستطيع العبور لأثيوبيا عبر منافذ الحدود بين أثيوبيا وأريتريا لجهة جغرافية المنطقة وحالة إغلاق الحدود بين البلدين ووجود قوات الأمم المتحدة الفاصلة بين البلدين في مساحة عرضها (25) كيلو متراً من الحدود. وبذا لم يصبح أمام المعارضة الأثيوبية غير الأراضي السودانية.. وكنت قد سألت والي القضارف عن الأمر يوم 19 من الشهر الفائت، فردَّ نحن لا ندعم المعارضة، ولكنها تمر كأفراد بقرى مواطنين سودانيين وينزلون عندهم ضيوفاً عاديين. وقال لي أحد رجال الأمن بأنهم يمرون في مجموعات لا تتجاوز أربعة أشخاص إما راجلين أو على ظهور الدواب، وعدم وجود الدوريات الأمنية بالمنطقة يجعل حركتهم في سهولة ويسر، ويضيف بأن الجزء السوداني من مثلث الحدود الممتدد في ولايتي كسلا والقضارف -أصلاً- هو مكان لصراع استخبارات بين الأثيوبيين والأريتريين. ومن هذا الحديث نجد أن الأرض السودانية بين حجري رحى. ويقول يس محمد عبد الله إن هناك معارضة أثيوبية تمر عبر الأراضي السودانية وأن السودان يسعى لعلاقة جيدة مع الدولتين ورغماً عن ذلك تحاول كل دولة جره لطرفها وأن إعلان السودان لعمليات مشتركة بين الجيشين السوداني والأثيوبي هو رسالة مفادها أن السودان لا يوافق على حركة المعارضة الأثيوبية عبر أراضيه. ويضيف بأنها واحدة من المشكلات المتوقَّعة في ظل التوتر بين أثيوبيا وأريتريا، ويستبعد يس لجوءهما للمواجهة المباشرة، وإنما ستتخذان أسلوب المواجهة غير المباشرة كما حدث في الصومال، إضافة لدعم المعارضات المسلحة لكل طرف، ولكن الأمر سيبقى على هذه الحالة فقط والظروف الإقليمية لا تواتي لمواجهة عسكرية. ويؤيد حديث يس استضافة أثيوبيا نهاية فبراير الماضي مؤتمراً للمعارضة الأريترية ولكنها فشلت في أن تجعل منها جبهة واحدة، وعقب ذلك جرت مباحثات سودانية أثيوبية على هامش قمة تجمع صنعاء التي استضافتها أديس أبابا وكانت من نتائجها -إضافة إلى ما بدأته اللجنة المشتركة لتنمية الحدود- العمليات المشتركة، وقبل أن تجف حروف نتائج قمة أديس وقَّع السودان وأريتريا اتفاقاً لتنمية الحدود المشتركة في الدوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى