تقرير عن ندوة منظمة مواطنون من اجل الحقوق الديمقراطية في ارتريا
18-May-2012
المركز
اختتمت يوم السبت 12مايو 2012م فعاليات السيمنار الذي نظمته منظمة مواطنون من اجل الحقوق الديمقراطية في ارتريا (CDRiE) تحت شعار ” المعضلة الارترية وآفاق المستقبل”. وذلك بمشاركة عدد كبير من الارتريين المقيمين في لندن وبعض الاكاديميين والسياسين والنشطاء المقيمين في لندن.
في كلمة الافتتاح رحب السيد/ سليمان آدم حسين بالحضور الكريم وهنأ الشعب الارتري بمناسبة الذكرى الواحد والعشرين للاستقلال والتي تتزامن مع الذكرى الثالثة لتأسيس CDRiEوأكد في كلمته التي تركزت على محاور عدة اكد على ان تضحيات ونضالات الشعب الارتري على مدى عقود عدة تكللت بالنجاح بالرغم من التحديات والمصاعب التي واجهتها.وتناول باسهاب الوضع الحالي في ارتريا وقال ” إن العقلية الاقصائية واستخدام العنف ادى الى فقدان الأمل وهي مسألة خطيرة تتطلب العمل بجدية للخروج منها”. وفي معرض كلمته حدد ملامح المعضلة الارترية وحدد المعضلة الارترية على محوري النظام والمعارضة . ونوه على ان النظام يؤزم الوضع من جهة والمعارضة ليست بافضل منه في تقديم الحلول للمشكلات أو سلوكها السياسي الأمر الذي جعل الشعب الارتري في مأزق. وتناول الازمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تعيشها ارتريا جراء سياسات النظام الديكتاتوري الذي اتخذ من الشرعية الثورية التي انتهت منذ العشرة سنوات الاولى. وان تعطيل الدستور والنظم بحجج مختلفة جعل من ارتريا رهينة لهذا النظام. وفي المقابل اكد على عدم وجود معارضة فاعلة ذات رؤية واضحة وتخبطها بين الخيارات والاستراتيجيات ..وقال ان التغيير الذي لا يعتبر صنيعة نضالاتك لا يمكن الزعم على انه تغيير لصالح اجنداتك.. منتقداً النهج العسكري على اساس انه لا يمكن اعتباره حلقة من حلقات النضال من اجل حياة ديمقراطية في ارتريا وإن العمل العسكري هو اعادة انتاج الديكتاتورية وحياة الاقصاء والتهميش ومخاطر السلم الاهلي…وفي ورقة اخرى قدم المناضل حمد كل الدبلوماسي والكاتب الارتري المعروف كلمة بعنوان المعضلة الاترية وآفاق المستقبل عكس فيها الصورة عن نضالات الشعب الارتري والتي سبغت الانسان الارتري بصفة المناضل الذي لا ينكسر ولا ستكين حتى يحقق اهدافه في الحرية والاستقلال، والقى الضوء على الوضع الحالي في ارتريا واوضح ان احادية الحكم انعكست بشكل سيء على الوضع الاقتصادي والسياسي في ارتريا وقال ان الخدمة الوطنية غير محدودة الأجل اضافة الى عوامل بيئية كثيرة ادت الى وضع مزري يزيد معاناة شعبنا كل يوم. كما تحدث عن المعارضة الارترية في اديس ابابا وقال ان تذويب التحالفات في اطارات عدة تنطلق من مفاهيم عرقية واثنية خاطئة لا يمكنها تجاوز مشكلاتها والوصول الى حل واضح للمعضلة الارترية ….وقدم البرفيسور قايم كبرآب – عضو مؤسس CDiE- عرضاً تفصيلياً لدراسة بحثية عن الخدمة الوطنية في ارتريا متناول جذورها الفلسفية والاجتماعية منذ العهد الاغريقي وحتى اليوم وكيف انها تعمل على توطيد الشخصية والوطنية وتساعد على الاندماج بين فئات المجتمع الواحد وترسخ مفاهيم القيم الوطنية المشتركة كما اوضح كيف ان فلسفة الخدمة الوطنية تعمل على توريث القيم والمفاهيم الوطنية من الاجيال السابقة الى الجيل الحالي… مؤكداً بان هنالك بعض الفلاسفة الذين انتقدوا مفهوم الخدمة الوطنية بشكل عام ولكنهم قلة قياسا بالآخرين .ان قانون الخدمة الوطنية في ارتريا الذي بدا في العام 1991م لم يطبق بالمعايير المنصوص عليها، بالرغم من تأكيده على ان قانون الخدمة الوطنية في ارتريا والذي صدر في العام 1991م مقاربا في معاييره لمفهوم الخدمة الوطنية العام. الا ان الخلل بدأ عندما اصبحت الخدمة غير محددة المدة وقد وصلت الى 18 عاماً بدلاً من ال18 شهراً. مما خلف مآسي وهتك اسر ومعاناة انسانية بليغة على الشباب وقتل فيهم روح التطلع والأمل.. وقد تناول في استبيان بحثي عرض نتائج عدة اسئلة هامة على عينة من الشباب حول سلبيات وايجابيات الخدمة المدنية…وكان للصحفي والكاتب الامريكي البروفيسور دان كولن مساهمة هامة في هذا السيمنار حيث قدم في ورقته تحليلاً للوضع السياسي في ارتريا واحتمالات التغيير في حال رحيل الرئيس اسياس افورقي، وقال ان التوتر الذي تشهده الساحة الارترية وخاصة ساحة المعارضة ازداد مؤخراً بعد توارد انباء عن تدهور حالة الرئيس اسياس افورقي وعن احتمالات رحيله، مما يلزم كافة الارتريين المهتمين والمعارضة على التحرك والقيام بعمل ما. ودعا البروفيسور دان كولن المعارضة الى اهمية قبولها بانجازات الآخرين ولاعتراف بها وادراك ان الوضع الحالي يتطلب ايجاد ارضية مشتركة وتحديد نقاط الاتفاق فيما بينها. كما نوه الى خطورة الاعتماد على تدخل اثيوبيا في الشأن الارتري. وفي محور آخر حاول دان كولن رسم بعض التطورات لفترة ما بعد حكم اسياس افورقي والتي كما تنبأ لن تستمر اكثر من عامين مستبعداً تحولاً ديمقراطيا سريعاً في ارتريا لفقدان من يتبناه في كلا الجانبين الحكومة منها والمعارضة. وفي حال رحيل اسياس افورقي تصور ان السلطة ربما ستنتقل الى عناصر من الجيش التي من الارجح ان تنتهز النهج نفسه. او ان رحيل اسياس ربما يأتي من قبل المعارضة المسلحة المدعومة من قبل اثيوبيا مما سيؤدي بالنتيجة على حسب تصوره الى فرض حكومة ارتريا ضعيفة ترضخ للمصالح الاثيوبية ولكن استدرك عن قناعة راسخة بأن الشعب الارتري لن يسمح بهذا الاحتمال.وفي يسناريوهات اخرى تحدث عن احتمال تخلي الرئيس أو دخوله الى السجن وهي احتمالات بعيدة المدى..واكد دان كولن ان على القوى الوطنية الدفع نحو التغيير وتسخير العوامل الاقتصادية وتوعية الارتريين من دافعي ضريبة الدخل 2% للتوقف عن ذلك والعمل على الضغط لوقف مشاريع التعدين في ارتريا مما يمكنه ان يصبح عامل اضعاف للحكومة الارترية والدفع بها الى التغيير، كما اكد ان وجود منظمات مجتمع مدني كمنظمة CDRiEسيساعد على خلق مساحة سياسية واجتماعية رافدة لعوامل التغيير..وتميزت ورقة البروفيسور كداني منقستآب – عضو مؤسس لمنظمة CDRiE- وآستاذ الدراسات الافريقية والعلوم السياسية في جامعة بنسلفينيا ، تميزت بمقاربتها لمفاهيم وأسس تحقيق الديمقراطية من العام الى الحالة الارترية ، وشدد على ان تحقيق الديمقراطية في ارتريا يتطلب اولاً بناء دولة مؤسساتية فعالة ومستقلة في المرحلة الانتقالية لما بعد حكم افورقي .. ونبه كداني منقستآب على ان مطلبنا في تحقيق الديمقراطية في ارتريا لا بد وان يستند الى وعي عميق لخلق ديمقراطية تعكس واقعنا الارتري وتأخذ في الاعتبار التنوع الثقافي والسياسي والديني والمهني لكافة فئات الشعب الارتري.واشار الى ان النظام في ارتريا لطالما استخدم مشكلة الهوية الارترية متعددة الجوانب كوسيلة لخدمة مصالحه ودعم استمرار بقائه في السلطة .. وشدد على اهمية تدعيم وترسيخ المفاهيم الديمقراطية التي تتكيء على بنية وثقافة الشعب الارتري، كما اشار الى ان الاعتماد على المقدرات الذاتية في تغيير النظام هي الوسائل الناجعة في الآتيان بديمقراطية ارترية الطابع…وفي ختام السيمنار عقد المشاركون حواراً مفتوحاً مع الحضور تم فيه الرد على الاسئلة والاستفسارات، كما اغنى الحضور السيمنار بمداخلات قيمة وواعية كانت من عوامل نجاح السيمنار.وسوف تنشر الاوراق المقدمة في السيمنار على موقعنا الاكتروني لاحقاً.