تورط عناصر من الشرطة السودانية في تسليم (الإرتري البريء)
12-Jun-2016
المصدر:صحيفة التغيير الالكترونية
حصلت ” صحيفة التغيير الالكترونية ” على معلومات جديدة تؤكد تورط افراد في الشرطة والاستخبارات السودانية في فضيحة تسليم شخص إرتري بالخطأ للسلطات الإيطالية باعتباره من أكبر مهربي البشر.
وطبقا لشهود عيان يحملون الجنسية الإريترية ومصادر شرطية فان الخرطوم سلمت بالفعل روما “الشخص الخطأ” بعد أن فشلت في القبض على الشخص المطلوب.
وكانت السلطات السودانية قد أكدت خلال بيان مشترك مع سفارتي بريطانيا وإيطاليا في الخرطوم أنها اعتقلت يأرتريا يدعي ميراد مدهانى ويبلغ من العمر 35 عاما، ويعرف باسم “الجنرال”، وقد قبض عليه في السودان في 24 مايو/أيار الماضي، قبل ترحيله إلى العاصمة الإيطالية روما.
وينظر إلى مدهانى باعتباره أحد أكبر مهربي البشر المطلوبين في العالم، إذ يعتقد أنه مسؤول عن مأساة غرق مئات المهاجرين غير الشرعيين في قارب صيد قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالي.
لكن شهود العيان أكدوا خلال إفاداتهم ان الشخص الذي قبض عليه ليس هو المجرم المعروف وانما شخص آخر يحمل نفس الاسم. وقال أسياسي انه صديق شخصي لمدهانى وعاشا سويا في اسمرا ” كنت ومازلت صديقه الشخصي وعشنا سويا ولقد وصل الى الخرطوم العام الماضي لانه يفكر في الهجرة الي أوروبا”. وأضاف- بعد ان شدد بعدم ذكر اسمه كاملا بسبب الخوف من الإعتقال – ” جاءت مجموعة من رجال المباحث والاستخبارات الى احدى المقاهي قبل نحو أسبوعين وكنا نجلس سويا وسألوه عن اسمه بشكل مفاجئ وعندما أجابهم طلبوا منه الذهاب معهم دون تفسيرات”.
ويقول أسياسي انه شاهد صديقه بعد ذلك في شاشات التلفزيون ووسائط التواصل الاجتماعي وهو مكبل بالقيود وسط الشرطة الإيطالية ” في البداية لم اصدق نفسي انني اشاهد صديقي وهو في إيطاليا ومتهم بارتكاب جريمة تهريب البشر مع انه لا يعرف شيئا سوي مهنة النجارة التي كان يمارسها هنالك”.
في الأثناء، أكدت مصادر شرطية ان بعض الأفراد العاملين قد تورطوا في فضيحة تسليم الشخص الخطأ عندما قاموا بإخبار المجرم الحقيقي بأن السلطات تبحث عنه فقام بالاختفاء بشكل سريع. وقالت بعد ان اشترطت عدم ذكر هويتها ” وردت معلومة لبعض ضباط وافراد الشرطة بان مدهانى الذي لديه شبكة واسعة من المتعاونين معه من ضباط في الشرطة والأمن بانه بات قريبا من الإعتقال فتم تسريب المعلومة اليه وعندها اختفى تماما ولا يُعرف هل هو موجود في البلاد ام غادرها”
وأضافت المصادر ان افراد الحملة الذين وصلوا الى منطقة الديم لم يعلموا ان المجرم المطلوب كان قد اختفى ” جاءوا الى احد المقاهي التي كان معتادا ان يجلس فيها وسألوا عن الشخص وعندما تطابق الاسم قاموا باعتقاله دون تحقق”.
وتشتهر منطقة الديم العريقة والواقعة في وسط الخرطوم بأنها المكان المفضل للإثيوبيين والارتريين حيث عاشوا فيها لسنوات طويلة وأكسبوا المنطقة جزءا من ثقافتهم خاصة تلك المتعلقة بالمأكولات والمشروبات مثل القهوة الحبشية والملبوسات التي تميز الثقافة الإثيوبية.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان قد اتهمت الحكومة السودانية في مايو الماضي بترحيل مئات الاريتريين الى بلادهم الامر الذي قد يعرضهم لانتهاكات واصفة خطوة الخرطوم “بالمنتهكة للقوانين الدولية”.
وقالت ان الخرطوم وبخطواتها تلك خالفت القوانين الدولية في هذا الشأن “القوانين الدولية تحظر أيضا الترحيل والعودة والطرد القسري لأي شخص نحو مكان يواجه فيه خطر القتل والتعذيب وسوء المعاملة”. وأضافت ان “السودان أخفق في الظهور بمظهر دولة تحترم حقوق اللاجئين”