مقالات

مفاتيح : في ذكرى شهداء الحركة الطلابية الإريترية ..سيأتي ذالك اليوم ..!! جمال همد

13-Aug-2013

عدوليس

حتما سيأتي ذاك اليوم التي ستتلو فيه مآذن المساجد الآيات التي تمجد الشهداء ، وتقرع فيه أجراس الكنائس وتُوقد فيه الشموع في مدرجات الجامعات وقاعات الثانويات وصفوف المدارس، سوف لا يذهبون في النسيان

قطعا سنحتفل يوما قادم ليس على صفحات الفيس البوك والتويتر وحدها أو على المواقع الاسفرية بنستولجيا مريضة ذكرى الشهداء .
سنقيم الصرح الذي يليق بالشهيد الدكتور يحي جابرورفاقه الميامين طول الحقب الإريترية ،من خمسينات القرن الذي مضى وحتى آخر طالب صرعه جنرلات الهزائم المعتوهين في طرقات أسمرا ومنحدرات الجبال في كبسا والساحلين الشمالي والجنوبي وسهول القاش وبركا وصحارى دنكاليا وسواحل البحر الأحمر ومتن المتوسط والمحيطات .
سنننمو من قلب المأساة ونرتفع ونعلو ، وللتاريخ أحاديث لايعيها بعض الناس .
31 يوليو من العام 1971م في ساعة فرت فيها القبٌرات ، وتوقفت فيها العصافير عن الزقزقة في يوم شديدة الحرارة أخترقت بضع رصاصات جسد الدكتور يحي جابر الغير مسلح ، لترتمي حقيبته الطبية بعيدا عنه ،متوقع انها تخمد الحياة في الجسد السمهري الأبنوسي الجميل ، ولتتفتح آلاف الزهور والورود ، لم يتوقف قلب الدكتور بل خفقت آلاف الافئدة في الداخل والخارج ، وليمتد الطريق الوضيء وليغمر البلاد سنا لايمكن حجبه ، وتنتشر روحه الصاعده نحو السماء في كل وادي وكل منحدر.
سيرة الدكتور نقلا عن موقع القاش بركه :
ولد الشهيد فى قرية ( على قدر) فى إقليم قاش – سيتيت عام 1938. درس المرحلة الأ بتدا ئية فى القرية ثم أنتقل الى (كرن) لدراسة المرحلة المتوسطة. بعدها هاجر الى السودان حيث درس المرحلة الثا نوية فى مدرسة ( حنتوب ) بالجزيرة. ثم الي القاهرة التي لم يمكث فيها كثيرا ليهاجر منها في بداية الستينيات مع رفيق دربه آنذاك المناضل الكبير المهندس (خليفة عثمان ) الى أوربا للبحث عن فرص للتحصيل العلمى، ليستقر بهما المقام في إيطاليا،والدراسة في جامعاتها. كان الدكتور يعمل ليلا ويدرس فى النها ر ليوفر لنفسه – بالإضافة إلى يصله من والده من حين الى آخر- ما يساعده على تسير أمور معيشته ودراسته.
بدأ تعليمه الجامعى فى كلية الطب – جا معة( مودينا )– فى شما ل إيطاليا,والقريبة من مدينة (بولونيا)ومن ثم انتقل الي جامعة(روما) ليتم فيها دراسة الطب ويتخصص في الجراحة حيث عمل أثناء دراسته مساعدا لطبيب إيطالي من اجل توفير متطلبات دراسته كطالب في كلية الطب. كان الشهيد الدكتور يحيي معروفا لدي الايطاليين كإنسان أفريقي أولا وإرتري ثانيا ومن ناحية إنسانية شهد له الايطاليون بدوره الإنساني عندما تطوع لإنقاذ ضحايا زلزال عنيف وقع في جنوب إيطالية.
ويعتبر الشهيد الدكتور يحيى من مؤسسي الجمعية الارترية الايطالية التي كان يستغلها كغطاء لنشاطاته في دعم الثورة الارترية. وكان يعقد الندوات التنويرية يتناول فيها قضايا القارة الإفريقية، بجانب القضية الارترية، وكان معروفا بين الطلاب الارتريين كعضو قيادي وموجه يستقبل الطلاب الجدد ويقوم بتوجيههم بشكل صحيح ويوفر لهم المنح الدراسية, وكان يقوم باستقطاب الطلاب الارتريين من وسط البعثة الطلابية الاثيوبية ومنهم المناضل (حروي تيدلا بايرو) وغيره من الإرتريين الذين انخرطوا في العمل الطلابي ألإرتري ومن ثم التحقوا بركب الثورة الإرترية، وكان الدكتور يحي حسب شهادات رفاقه، يقارع أفراد البعثة الدبلوماسية الاثيوبية بنشاطه ويقف لهم نداً بحكم علاقاته في روما, ولذلك ابدي السكرتير الاول في السفارة الاثيوبية لدى إيطاليا آن ذاك عند سماعه خبر استشهاد الدكتور يحيى، حزنه الشديد وقال “هذا فقد عظيم للقارة الافريقية…كان خصما جدير بالاحترام، يشهد له بتمسكه بمبادئ شعبه”. وعرف عنه انه كان شجاعا ومقداما ومتسامحا مع خصومه ولذلك فقد شعر كل زملاء الدكتور أنهم فقدوا شخصا مهما يصعب تعويضه. وكذلك من الاشياء التي تمت في إيطاليا تقديرا وتخليدا لذكراه تسمية زملائه من كل المنظمات الطلابية العالمية في إيطاليا إحدي القاعات في جامعة روما باسمه وكما حاول اصدقاؤه في الجمعية الايطالية الارترية تجاوز الأعراف الدينية بإقامة ( قداس) على روحه في أحد الكنيسة الايطالية، إلا أن أعراف الديانتين حالت دون تحقيق تلك الرغبة لدى زملائه. ومن المواقف التي تحسب له من مواطني دول الجوار أنه عندما كان يجد منح دراسية للارتريين وتحول الظروف دون وصولهم في الموعد المحدد، كان يبادر بإعطائها لزملائه من السودانيين او الصوماليين.
كان بمقدوره أن يهاجر الى الدول العربية ويعمل هناك ويبنى مستقبله او حتى يبقى فى أوربا ويعمل هناك. إلا أن حسه الوطني وحوجة شعبه له, جعله يتجه الى الميدان كأول طبيب إرترى.
تجربة الثورة
فى يوم 2341970 توجه الى الميدان حاملا حصيلة تعليمه وأرادة أن يقف الى جا نب شعبه مهما كا ن الثمن… كان أول صدمة شخصية واجهها إستشهاد أخيه المناضل القائد ( جعفر جابر ) عضو القيادة العامة …لكنه طوى جراحه ومضى فى مسيرته.إستقبله المقاتلون بالترحيب والهتاف والشعب شارك المناضلين تلك الفرحة. فهم يرون واحدا منهم يتحدث اليهم بلغتهم ويحمل عِلم أوربا وتجاربها، جاء يخفف عنهم الجراح ويشاركهم حيا تهم اليومية. كان لدخوله الأثر النفسى المباشر فى رفع معنويات المقا تلين وفى رفع قدرات وخدمات الجهاز الصحى – تولى التدريب والتوجيه والأشراف المبا شر على خلق جهاز فعال وحديث – وبالنسبة للشعب لم يكن يعاملهم كطبيب معالج فحسب، بل وكقائد وموجه ارتبط بهم وأصبح ينا قشهم فى أمور حياتهم اليومية. لذا فإن شهرته ملأت الساحة، وحتى الذين لم يشاهدوه أو لم يلتقوا به كا نوا يسمعون عنه ويدعون له بطول العمر. يقول المنا ضل ( صا لح حيوتى) عضو القيادة العامة: “أثناء إنعقاد إجتماعات القيادة العامة تم تكليف الدكتور يحى جابر بالإشراف على التنظيم وأجهزته الى حين إنتهاء الإجتماعات — ثم تم إختياره فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطنى الأول، إلا أن القدر اختطفه فى لحظة من لحظات إختبار الشعوب على مدى قدرتها على الصبر وتحمل المصائب. يقول المناضل ( حفيظ سعدالدين) :- “كا ن الشهيد يفكر ويخطط للمستقبل… كان همه أن يخفف من جراح المقاتلين والشعب… كان ينظر الى إرتريا الحرة التى يعيش فيها الجميع بأمن وسلام.
أرقاي هبتي وفظوم قبرسلاسي وعبد القادر إدريس كرار وعبد القادر ،،كربينتر،، وحسن إدريس شيخ وعبد الله ناصر و… و.. والقائمة تطول جسدته الحركة الطلابية الإريترية في تلاحم فريد لايمكن لأحد مهما أُوتي من قوة السلطة وأدواتها القمعية منى محوه وكنس أثره .
وسنغني معا مع خليل حاوي العنيد :
(يعبرون الجسر في الصبح خفافا
أضلعي أمتدت لهم جسر وطيد
من كهوف الشرق من مستنقع الشرق
إلى الشرق الجديد
أضلعي أمتد لهم جسر وطيد ) .
لا يمكن كنسنا ، لايمكن محونا ، سنظل نحفر في الجدارحتى نصل ، ولسنا وحدنا ولسنا في مراحل الي مراحل الإنقطاع التاريخي ،
قد يغفو التاريخ قليلا ليجد المتسلقين والإنتهازين بعض الوقت ، ولكنه لاينام كل الوقت فمهلا يا سادة المرحلة الانتقالية ، مهلا ، فلا يصح إلا الصحيح .
في هذا الذكرى ليسمح لي القاريء العزيز لأترحم على زملاء أعزاء وأسمي : كل من احمد حسن عواتي ( ود النيل ) وحامد إبراهيم ( ماركس ) وياسين حامد ( مضادة ) والدكتورة آسيا شفا وعبد الله محمد حسين ومحمد إبراهيم دبساي وإدريس جابر وعزيزه حاج علي وعبد الله العوض وطاهر محمد علي وطاهر محمود واحمد علي جامع واحمد يعقوب ومحمد إبراهيم دبساي وآخر الفقد عائشة عبد الله الحاج إدريس والقائمة تطول .
اسمحوا لي أيضا ان اترحم على روح الزميل علي الزبير ناكوره من فرع كسلا للإتحاد العام .رحم الله الجميع .
الفجر قادم لامحالة .. نره بعيد ، لكنه قريب
المجد لهم جميعا .
تنويه من الكاتب :
كتبت هذه الكلمة في ذكرى شهداء الحركة الطلابية ولكن حظي العاثر أوقعها في أحابيل جهاز اللاب توب وكان هذا التأخير فالعتبى لشهداء الحركة الطلابية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى