مقالات

وداعا المناضل/ عافه عثمان عمر ضرار. بقلم/ علي محمد صالح شوم *

18-Jan-2019

عدوليس ـ ملبورن

انتقل الى الرفيق الأعلى المناضل والاخ العزيز عافه عثمان عمر ضرار وذلك في يوم السبت الماضي 12 يناير الجاري في مدينة بورتسودان اثر مرض عضال اقعده لفترة. لاشك ان فقيدنا شخصية اجتماعية طيب المعشر لم تفارقه الابتسامه ، وكانت روح الدعابة تزين مجالسه على الدوام، ومن طرائفه ان جاءت السلطات الامنية في عهد الامبراطور هيلى سلاسى الى منزل الراحل المقيم عافه لتفتيشه ، وفي اليوم التالي سأله بعض من اصدقائه عن سبب التفتيش وكان رده انهم جاؤا بحثاعن اصل جد “التقري” !.

مارس الراحل المقيم مهنة تجارة الحدود بين اريتريا والسودان ، وتعرض خلال عمله ذلك الى العديد من المضايقات من قبل سلطات الجمارك في البلدين باعتبار ان ما كان يقوم به يقع تحت طائلة القانون وما عُرف بـ (التهريب) المعروفه عند العامه ب “البرشوت”، وبما انه كان كثير التردد على السودان تعرف على الاخوة في قيادة حركة تحرير اريتريا وكان من اوائل الملتحقين بها واصبح عضو قيادة ارتريا في الداخل تحديدا بمدينة كرن.
وكانت قيادة الحركة بالمدينة تتكون من الاخوة التالية اسمائهم:
1/ سليمان ادريس مرير 2- / صالح احمد اياي 3- / عافه عثمان عمر ضرار 4- / محمد يسن بلاتا محمدنور 5- القاضي موسى ادم عمران 6- / ادم عبدالله حدقي 7- / محمد كرار محمد 8- / عبدالكريم سعيد قاسم 9- / عمر حاج ادريس.
تعرض الفقيد للاعتقال عدة مرات من قبل سلطات الاحتلال الإثيوبي لنشاطه السياسي ، وكان الراحل المقيم عافه كان رئيسا خليتنا في حركة تحرير إريتريا ، والتي كانت تتكون من المناضلي الشهيد محمود محمد على جنجر المرحوم ابراهيم ادم قليواى المرحوم عمر ادريس الشهير بـ (بلسا) السيد حامد موسى (حطير) والمرحوم شُكر ادريس، وعثمان سمرالعول وجعفر عثمان كيكيا، وعلي محمد صالح شوم. وقد لعب الفقيد دورا مهما في ربط قواعد الحركهة بالداخل بنشاط بالحركة بالخارج ، حيث كان دائم التواصل ناقلا كل منشورات الحركة والتي كانت تنشط من مدينة بورتسودان كمقر رئيسي لها الي قيادتها في الداخل مستفيدا من حركته المستمرة بين البلدين بحكم عمله.
وأود هنا ان اتناول بشكل موجز دور أسرة آل ضرار حيث كان المرحوم عميدا لاسرة الشيخ عثمان عمر ضرار عمدة لقبائل الحباب اي كما يعرف عندنا “بحدار” حيث ينزل أعضاء القبيلة في داره ، بمدينة كرن، كان منزله العامر يقع في حي “عد عُقب” عامرا ومقرا لكل القادمين الى كرن من ابناء عمومته ولم يخلو يوما من الضيوف.
في احد الايام زارهم السكرتير الاداري للانتداب البريطاني في ذلك الوقت السيد ترفاسكيس متنكرا بهدف التعرف على عادات وتقاليد المجتمع وكان يجيد لغة التقرايت، وسرعان ما كشف عن نفسه لهم فيما بعد، ،علما بان السير ترفاسكيس كان ان قدم نصيحته للأمبراطور هيلى سلاسي بعدم الاقدام على ضم اريتريا الى اثيوبيا لأن ذلك سيفقدك السلطه، حسب رأيه. ومن اعلام الاسرة الكريمة اذكر شخصية مرموقه وهو الاستاذ المرحوم محمد عثمان عمر ضرار ، كان معلما مرموقا ومحبوبا بين تلاميذه بمدينة كرن لاسلوبه السلس والمتميز في طريقة التدريس وتعامله المتواضع الامر الذي جعله يكسر الحاجز بينه وتلاميذه.
ندعوا لهم جميعا بالرحمة والمغفرة من الله العلي القدير وانا لله وانا اليه راجعون.
* دبلوماسي سابق – لندن 17 يناير 2019م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى