حوار مع الإعلامي الإرتري في قناةالعربية عثمان آي فرح
12-May-2007
المركز
حاور منتدى فيوري على الإنترنت الإعلامي الإرتري في قناة العربية عثمان آي فرح الذي أجرى يوم الخميس الماضي مقابلة مع الرئيس الإرتري اسياس أفورقي
نالت استحسان الجميع لأنها تناولت محاور هامة عن الوضع الداخلي الإرتري مثل أوضاع حقوق الإنسان والمعتقلين السياسيين والتعددية السياسية والانتخابات الرئاسية ولتعميم الفائدة نعيد نشر مضابط الحوار :مرحباً بك عثمان في موقعنا المتواضع ، في البداية نريد أن يتعرف القراء إليك عن قرب ، فكيف تلخص ذلك ؟اسمي عثمان آي فرح ، ارتري الهوية ، بريطاني الجنسية ، من مواليد “أديس ابابا” في الرابع من ديسمبر 1979 ، و مازلت أعزباً.مراحلك الدراسية و شهاداتك؟أكملت المرحلة الإبتدائية في اليمن ثم واصلت الدراسة في المدارس البريطانية في لندن في ما يسمى بالـ” HIGH SCHOOL”، ثم درست مواد “الإقتصاد” و “السياسة” و “علم الإجتماع” في مرحلة ما قبل الجامعة أو ما يسمى بالـ “A LEVEL”، و بدأت الدراسة في كلية الإعلام جامعة لندن (كلية غولد سميث) إلا انني توقفت عن الدراسة بعد عدة أشهر حيث فضلت الإلتحاق بالعمل عندما سنحت الفرصة بعد حصولي على دبلوم في الإعلام العربي من كلية لندن الدولية LONDON INTERNATIONAL COLLEGEو ما زلت أطمح إلى إكمال دراستي غير أن ظروف العمل لم تسمح بعد.هل لك ان تخبرنا عن طبيعة عملك؟ أعمل كمحرر و مراسل للنشرة الإقتصادية في تلفزيون “العربية” ضمن فريق عمل تقع على عاتقه مسؤولية إعداد النشرات الإقتصادية و تغطية الأحداث الإقتصادية في مختلف أنحاء العالم مع تركيز على العالم العربي.كيف و صلت الى ما انت عليه الان؟ منذ صغري كنت مغرما بجهاز التلفزيون و تعلمت القرائة و الكتابة منذ سن مبكرة حيث أتممت قراءة القرءان الكريم و أنا في السابعة او الثامنة من العمر و يعود الفضل في ذلك لجدي عثمان عبدالله جاسر رحمه الله (جدي لأمي) وساعدني القرءان كثيرا في القراءة و اللفظ الصحيح…كنت وقتها في المملكة العربية السعودية في مدينة جدة تحديدا (بلد الرخاء و الشدة كما يقول عنها محبوها و أنا منهم) ولم أستطع الإلتحاق بالدراسة بسبب تاخر حصولنا على أوراق الإقامة لهذا رؤيتي للاطفال و هم يذهبون إلى المدارس جعلتني أحب الدراسة و اقدرها و عندما انتقلنا إلى اليمن انعكس ذلك على تفوقي في التحصيل العلمي في منافسة دائمة مع شقيقتي سعاد التي حصلت على شهادة الدكتوراة مؤخرا في علم النفس و نظم المعلومات من جامعة برونل في لندن ( ألف مبروك يا عزيزتي) ثم عرفني اخي الأكبر على مجلة ماجد و أحببت أن أكون من مندوبي ماجد و هم مجموعة من الأطفال من القراء منتشرون في أنحاء العالم يحصلون على بطاقة صغيرة من المجلة عليها صورة لهم و يقومون بلقائات و مشاركات صحفية من الأماكن التي يقيمون فيها و يزرونها .لم أوفق في الإلتحاق بمندوبي ماجد و لم أتقدم بطلب للإنضمام إليهم. و ماذا بعد مرحلة مجلة ماجد؟كنت أقدم فقرات مختلفة في برامج طابور الصباح كما كنت أشارك في فرق التمثيل و الإنشاد و رشحت من قبل معهد قتيبة بن مسلم ( معاهد كانت تهتم بالتربية الإسلامية و اللغة العربية أكثر من المدارس التقليدية و كان لها منهج خاص) الذي انضممت إليه في وقت لاحق بعد مدرسة الشهيد العلفي, رشحت في المعهد للإلتحاق بالتلفزيون اليمني و فرق التمثيل به و هو ما حال دونه إنتقالنا إلى لندن و زاد من قربي للتلفزيون و أجوائه و إنبهاري به اصطحاب والدتي لي عندما كانت تذهب إلى المركز الثقافي اليمني حيث كانت ملتحقة بدورة في “التريكو” أو الغزل إذا كنت مصيبا في التسمية و هنالك كانت الفرق الفنية اليمنية المختلفة تجري بروفات على عروض الأوبريت في التلفزيون اليمني كما كنت في أحيان كثيرة اذهب لحضور بعض المحاضرات التي كانت تنظم في جامعة صنعاء خاصة في قاعة (جمال عبد الناصر) المعروفة بل انني كنت في بعض الأحيان اتسلل إلى محاضرات الجامعة مع الطلاب في المدرجات و أنا ما زلت في الصف السادس الإبتدائي كذلك كانت هنالك معارض الكتاب في الجامعة و في هذه الأجواء التي أحببتها كنت كثيرا ما أشاهد أمامي أو ألتقي بالفنانين و المذيعين و الادباء و الساسة و لاعبي كرة القدم من المنتخب اليمني لكرة القدم الذين كان بعضهم طلاب في الجامعة و كانو يشاركون في دوراتها الكروية بالإضافة إلى الدورات الرمضانية في الجامعة التي كانت تشهد مشاركة أوسع من لاعبين كنت أشاهدهم في التلفزيون. هل نستطيع القول بأنها كانت بداية لقائك بالمشاهير؟؟ نعم، بداية أذكر أنني تلقيت دعوة من وزارة الشباب و الرياضة لحضور مباراة بين المنتخب اليمني و السعودي ضمن تصفيات كأس العالم وتمكنت من مشاهدة المباراة من المنصة الرئيسية و قد خصص لي كرسي في المنصة و بجانبي وكيل وزارة بالإضافة إلى الوزراء و السفراء وربما الأمراء. يومها شاهدت بأم عيني نجوما كنت أحبهم كثيرا من المنتخبين اليمني و السعودي .أذكر منهم صالح النعيمة و ماجد عبد الله و فهد المصيبيح و محمد عبد الجواد بالإضافة إلى كارلوس ألبرتو باريرا اللاعب و المدرب البرازيلي الشهير. على كل حال النخبة التي شاهدتها من المنتخب السعودي أعادت إلي ذكريات جميلة من طفولتي وأوائل ذكرياتي عن جهاز التلفزيون و تحديدا عام أربعة و ثمانين عندما بدأ المنتخب السعودي رحلة نجاح قاري طويلة بفوزه ببطولة آسيا لكرة القدم في سنغافورة. و منذ ذلك الوقت و أنا أهوى لقاء المشاهير.بمن التقيت أيضاً ؟ لقد واتتني الظروف كي ألتقي بعدد كبير منهم حتى عملي في التلفزيون أو دون علاقة لعملي بالموضوع ومن أولئك: بطل العالم في الملاكمة البريطاني من أصل يمني نسيم حميد و لاعب الكرة البرازيلي الشهير رونالدو و الفنان نبيل شعيل و الفنانة سعاد حسني رحمها الله وشخصيات كثيرة أخرى. إذا يمكن القول بأن لقاؤك بالمشاهير كان دافعاً لك لدراسة الاعلام و العمل في التلفزيون ؟ بالفعل، أحببت كل هذه الأجواء كثيرا و أحببت أن أكون جزءا منها وكانت تلك بداية عشقي للتلفزيون و إنبهاري به و تحول مجرد الإنبهار هذا بما صاحبه من مشاعر حينها إلى إحساس عميق بأهمية الإعلام خاصة في عصرنا هذا و تحول الأمر بالنسبة لي الآن إلى رسالة في الحياة أرجو من خلالها أن تكون لي مساهمة إيجابية من خلال عملي في كل ما من شأنه أن يضيف إلى المشاهد في مجتمعاتنا و ربما حتى المجتمع الدولي من خلال الإلتزام بالمهنية قدر الإمكان و المتاح في هذه المهنة التي أعتبرها نبيلة جدا و إن كان ضمنها كما هو الحال مع كل المجالات من يرتزق منها على حساب كل القيم و المثل السامية.دافع آخر كبير بالنسبة لي كان إسم “إرتريا” التي أعتز بالإنتماء إليها و كنت أستاء من عدم معرفة الناس لها عندما اخبرهم أنني أنتمي إليها. و أحببت ان أعرف الناس على بلدي و لو بمجرد التواجد بين الإعلاميين الذين يقع على عاتقهم دور تثقيف الناس و تعريفهم بالاشياء و لا اكتمكم القول إنني دائما أشعر بأن الله يوفقني في خطواتي لأني أمثل الملايين من شعبي و لا أمثل نفسي فقط (أتمنى أن أكون عند حسن الظن إن شاء الله). أريد أن أعبر عن قول هنا إنه يسعدني أن أكون ممثلا لبلدي في الإعلام العربي و يشعرني ذلك في ذات الوقت بمسؤولية مضاعفة على كاهلي وأرجو أن أكون قادرا على تحملها وأتمنى أن أرى المزيد من بني جلدتي في هذا المجال متى أتيحت لك الفرصة لتظهر على شاشة التلفزيون؟ أول مرة أدخل فيها التلفزيون فقد كانت في الأشهر الاخيرة لعام ثمانية و تسعين حيث شاركت في برنامج مسابقات في تلفزيون الإم بي سي عنوانه “هذا أبجد فوز” و كانت تقدمه المذيعة الشهيرة “رازان مغربي” و تفوقت على المتسابقين الآخرين في البرنامج من العراق و اليمن و فزت بجائزة البرنامج و قيمتها أربعة آلاف و ثلاثمئة و عشر دولارات أمريكية. أعطتني هذه المشاركة دفعة معنوية التحقت بعدها بدورة في الإعلام العربي درسني فيها نجم هيئة الإذاعة البريطانية البي بي سي لثلاثين عاما و الذي أكن له احتراما و تقديرا كبيرين الأستاذ “رشاد رمضان”شجعني الأستاذ رشاد كثيرا وكذلك بقية المدرسين ومنهم الدكتور “قيس العبيدي” في مجال التدريب النفسي و الدكتورة “زينب محمود” في اللغة العربية و لا أنسى آخرين شاركو في التدريس و منهم الاستاذ شفيق صوالحة و الأستاذ حازم لطفي بالإضافة إلى مدير الكلية الاستاذ خالد حنقير و زميلي العزيز سامي السعيد من المملكة العربية السعودية الذي كان مهندس صوت أو”مخرجا” في إذاعة إم بي سي إف إم في لندن…استفدت من تشجيعهم جميعا وتفوقت في الدورة و حصلت على المركز الأول في تلك الدفعة. ما هو أول عمل لك في مجال الإعلام؟البداية في الإعلام كانت بمقال نشرته في صحيفة القدس اللندنية بعنوان “إرتريا و الموضوعية في الإعلام العربي” بعد لقائي برئيس التحرير الأستاذ “عبد الباري عطوان” في إحدى محاضراته. كان ذلك في ديوان الكوفة في لندن الذي كنت أتابع نشاطاته بانتظام حيث كان يحاضرالعديد من الأدباء و الفنانين و السياسين و الأكاديميين و الشخصيات العامة. و كيف تحولت من الكتابة في الصحف إلى العمل التلفزيوني؟ بعد حصولي على المركز الاول في تلك الدورة، عملت في إذاعة صغيرة كانت برامجها مخصصة لشهر رمضان كنت أعد و أقدم فيها الأخبار وبعض البرامج الترفيهية مثل “ما يطلبه المستمعون”. بعد ذلك عملت في تلفزيون المستقلة حيث كنت أعد و أقدم عددا من البرامج كان أولها “يوميات مواطن عالمي” الذي كنت أستضيف فيه أسبوعيا صاحب القناة الدكتور محمد الهاشمي الحامدي و اناقشه في مواضيع مختلفة تتعلق بأحداث الأسبوع ثم قدمت برامج أخرى من ضمنها “قضايا” , “نبض الشارع”,”المغرب الكبير” و “الحدث السوداني”. تمرست على الحوار في هذه البرامج من خلال شخصيات لم يكن الحوار سهلا معها و بعضها مثير للجدل من ضمنهم المعارض التونسي محمد مواعدة الذي اعتقل بعد عودته من لقاء معي و إن لم تكن لإعتقاله علاقة مباشرة بمشاركته في البرنامج و كذلك الكاتب الصحفي التونسي “عمر صحابو” في برنامج”المغرب الكبير” الذي كان يقدمه قبلي الزميل “زهير لطيف” مقدم برنامج ” بصراحة” في شبكة الأخبار العربية ANN وكان زهير قد نجح في هذا البرنامج نجاحا مذهلا تحدثت عنه الصحف الفرنسية بإختلافها. في لقائي معه كان “عمر صحابو” الذي كتب في مطبوعاته أشهر الكتاب التونسيون يتحدث للمرة الأولى منذ تسع سنوات في أوج نجاح البرنامج و بكى بحرقة في نهايته ما نتج عنه صدى كبير. كان ضمن الضيوف كذلك السيد علي البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا ووزير المالية السوداني آن ذاك الأستاذ عبد الرحيم حمدي.كانت تجربتي في المستقلة هي البداية و علمتني كثيرا و أفسح الدكتور “محمد الهاشمي الحامدي ” لي مجالا كبيرا و أنا أشكره على كل ذلك رغم إختلافي معه في أمور كثيرة. بعدها تلقيت عرضا من قناة “إم.تي.في” اللبنانية على أثر لقاء جمعني بالشيخ بطرس خوري إلا أن صدفة جمعتني وقتها مع الدكتور “سومر الأسد”( نجل رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد و ابن عم الرئيس السوري لحالي بشار الأسد) نتج عنها عرض منه للعمل في تلفزيون ال أي.إن.إن.في الأي إن إن عملت محررا و مقدما للأخبار وعدد من البرامج ومنها نشرة “لظهيرة الرئيسية” , كما أنني كنت موفد القناة إلى أفغانستان لتغطية الحرب فيها مع الزميل “منذر النمري” و نجحنا في الدخول إلى “كابل” رغم كون ذلك شبه مستحيل آن ذاك وكلنا يذكر عندما كان مراسل “الجزيرة” “تيسير علوني” وحيد في كابل.هل لك أن تحدثنا عن تلك التجربة؟لا يمكن أن أنسى تجربتي كمراسل حرب في أفغانستان حيث كنت واحدا من خمسة مراسلين عرب فقط في كابل قبل سقوطها هم : “عاصف حميدي” و” أنس بوسلامتي” من تلفزيون أبو ظبي(يعمل الآن في تلفزيون دبي) و”منذر النمر” مراسل ال ANN في بروكسل السابق وبالطبع الأستاذ “تيسير علوني” من الجزيرة الرجل الخلوق الذي غمرنا جميعا بما يفوح منه من إنسانية صادقة بالإضافة إلى “ياسر بلال” الذي كان تقنيا في تلفزيون أبو ظبي و يرأس أحد الاقسام في العربية الآن و محمد فوزي مصور أبو ظبي حينها و يعمل الآن في “الجزيرة” .كان ذلك قبل سقوط كابل كما ذكرت في يد التحالف الشمالي و شاهدت عن قرب كيف يعمل الصحفيون و المراسلون العالميون و اختلطت بهم عن قرب و اكتسبت أصدقاء من بينهم مثل “راغي عمر” مراسل البي بي سي الشهير كما تعرضت لمحاولة اغتيال مرتين بالإضافة إلى السجن في طاجيكستان التي هربت إليها بهليكوبتر مع بقية زملائي العرب بينما تمكن مراسل صحيفة الواشنطن بوست من تدبر أمره دون عناء (كان يعتقد أنه مصاب بمرض الجمرة الخبيثة لمجرد أنه كان يكح و أعتقد أنه كان مصابا بنزلة برد). أتيحت لك كل هذه التجارب الغنية والفرص النادرة في عملك الاعلامي ، فماذا اضاف لك كل هذا ؟العمل في التلفزيون أتاح لي اللقاء بشخصيات كثيرة بشكل شخصي لم يكن من الممكن الإلتقاء بهم في الظروف العادية و منهم الزعيم الليبي “العقيد معمر القذافي” و سفير طالبان في باكستان “عبد السلام ضعيف” و الرئيس الإندونيسي الأسبق “عبد الرحمن وحيد” ونائب الرئيس السوداني “علي عثمان محمد طه” و القائمة تطول, كما أتاح لي عملي زيارة بلدان كثيرة و التعرف على شعوبها مثل باكستان و أفغانستان و طاجيكستان و ليبيا و مالطا و الإمارات وهو أمر يوسع المدارك ويثري الشخصية. هل وصلت إلى قمة طموحاتك ؟ – ليس هنالك حدود لطموحي شخصيا و لا أعتقد بوجود حدود للطموح و الطريق ما زال طويلا إذ أن وجود الطموح و الأهداف المستقبلية يعطي معنى للحياة و يشكل قوة دفع دائما يمكننا من خلالها أن نتوق إلى تحقيق الأفضل و لكن يمكنني أن أقول إنني تمكنت من العمل في المجال الذي كنت أرغب في العمل به و أنا سعيد بعملي في قناة تلفزيونية بحجم العربية التي استطاعت في فترة قصيرة أن تأخذ مكانها المميز جدا بين الفضائيات العربية و استطاعت ان تصل إلى مستوى مكنها من تحقيق السبق الإعلامي على الصعيد العالمي وهي مستمرة في فعل ذلك.هل فكرت العمل في ارتريا؟ او هل هناك نيه للعمل هناك ؟يسعدني أن اعمل في بلدي الذي أفتخر بالإنتماء إليه و أنا كغيري من الإرتريين أحلم باليوم الذي أعيش فيه في بلدي إلا أنني أعتقد أنني سوف أكون مفيدا أكثر له من خلال موقعي الحالي. وأيا كان الأمر فأنا أشاهد التلفزيون الإرتري و فيه فقرات شيقة كثيرة و لكن هنالك حاجة إلى المزيد من العمل للوصول إلى مستوى مهني أعلى وهو ما قد يعيقه ضعف الإمكانيات و الظروف التي تمر بها البلاد حاليا فيما يخص العلاقة مع أثيوبيا, لكنن بالفعل لا نعاني من نقص في المواهب و إن كانت الكفاءات لأسباب عديدة مشتتة في انحاء العالم. و بعضها موجود بالفعل وراء الكواليس و أمامها سواء اختلفنا مع توجهات بعضهم أو اتفقنا معها و أذكر منهم الصحفي محمد طه توكل المتواجد بكثرة في وسائل الإعلام العربية و الزميل زرء سناي أبرهة الذي يعمل في برنامج سري للغاية في قناة الجزيرة و سمعت أنه انتقل إلى قناة “الحرة” في واشنطن ، كذلك عثمان محمود مهندس الإتصالات في إم بي سي سابقا و يتعاون مع عدد من التلفزيونات العربية و العالمية بما في ذلك البي بي سي و لا أنسى بالطبع العزيزة ريما إبراهيم نجمة إم بي سي إف إم صاحبة الصوت الأخاذ و الصوت المميز التي لم تنتقل إلى دبي مع بقية فريق العمل لظروف خاصة.حدثنا عن تجربتك في برنامج من سيربح المليون؟ هنالك خطوات معينة كان على الراغب في المشاركة في البرنامج إتباعها حيث يتم الإتصال برقم معين و الإجابة بشكل صحيح على سؤال فيه أربعة إختيارات, ثم يقوم الكومبيوتر باختيار المتسابقين عشوائيا بعد الإجابة على اسئلة شخصية تتعلق بالجنسية و محل الإقامة و ما شابه ذلك .بعد ذلك يقوم فريق الإعداد في البرنامج بالإتصال على المتسابق و سؤاله عدة اسئلة عامة بلا اختيارات وهو ما فشلت فيه في البداية إلا أن الكومبيوتر اختارني أربع مرات كما قال لي “أحمد ساروط” أحد معدي وفقت في مرحلة لاحقة و شاركت في البرنامج الذي كنت اتابع النسخة الإنغليزية منه وكان يقدمه مذيع البرنامج الاصلي كريس تارنت(بدأ البرنامج في بريطانيا). أعجبت بالبرنامج كثيرا و كنت أتمنى المشاركة فيه غير أن أسئلة البداية في النسخة الإنغليزية كانت الأصعب بالنسبة لي حيث أنها كانت متعلقة بالأمثال الشعبية و ما شابه ذلك و لم أكن ملما كثيرا بهذه المواضيع.أخبرني أحد الأصدقاء عن أن البرنامج سوف يكون موجودا بالعربية في إم بي سي… لم أتردد وبدأت أحضر الحلقات الأولى ضمن الجمهور مراقبا مقدم البرنامج “جورج قرداحي” عن كثب لأخطط لكيفية التعامل معه حيث أنني كنت مصمما على أن أترك بصمة في البرنامج يتذكرني بها الناس و لا أمر عليه هكذا مرور الكرام.على كل حال في تلك الفترة لم تكن صور إرتريا بهية في الإعلام العربي بسبب الصراع على جزر حنيش مع اليمن و تحامل كثير من الصحفيين الزائد لجهل أو سوء نية او غير ذلك، أحببت أن أظهر للمشاهد العربي أننا كإرتريين جزء لا يتجزء من هذه المنطقة بكل تداخلاتها و أننا لا نقل حرصا من أحد على قضايها العادلة و على قمة ذلك القضية الفلسطينية ، لم يكن من الإنصاف أبدا أن تكون هنالك مزايدة على علاقة إرتريا بإسرائيل كما كان سائدا مع العلم بان هنالك دول عربية كثيرة لها علاقات دبلوماسية كاملة و علنية مع إسرائيل…وهذا لا يعني أنني أؤيد أي تعاون مع هذه الدولة التي تمارس الإرهاب بلا حياء ضد االشعب الفلسطيني المبتلى الذي يقطن أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين و مهد المسيح عليه السلام ،هذا يعني أننا معنيون بالأمر مسيحيين و مسلمين و قبل ذلك كبشر يرفضون ما يحدث من سفك مرضي و إجرامي لدماء الشعب الفلسطيني.و ما علاقة القضية الفلسطينية بموضوعنا؟ لكل ذلك قلت في البرنامج أنني إذا فزت بالمليون سوف أتبرع بجزء من المبلغ للإنتفاضة الفلسطينية التي تعتبر حقا مشروعا للمقاومة ضد الإحتلال (ونحن في إرتريا نعرف ما يعنيه الإحتلال) ،البعض لم يعجبه أنني لم أذكر التبرع للشعب الإرتري لكن في حالة الفوز لم يكن بحاجة إلى توصية و كنت اريد تمرير رسالة معينة للمشاهد العربي من خلال الوقت الضيق الذي كان متاحا في بداية البرنامج.ولكنك قلت بأنك ستتزوج من اربعة في حال حصولك على المليون؟كان مجرد دعابة بالطبع الهدف منها إضفاء جو من المرح على البرنامج و أن تكون شيئا يتذكرني به المشاهدون وهو ما حدث تماما حيث شاركت في الحلقة السادسة منذ فترة طويلة إلا أن البرنامج أكسبني شهرة واسعة لم أكن أتوقعها و التقيت باشخاص شاهدو البرنامج في إرتريا و الهند و ألمانيا و الخليج و حتى في أفغانستان في أيام طالبان رغم أن التلفزيون كان محرما و ما زلت ألتقي بأشخاص حتى يومنا هذا يحيوني في الأماكن العامة و يسألونني عن البرنامج وعن زواجي بأربعة (كانت دعابة مع الإعتذار للجنس اللطيف الذي قد لا تروق له). ماذا تحب ان تقول لاخوانك من الشباب الارتري ليصلو الى عتبات النجاح و تحقيق طموحاتهم ؟ أقول لهم إن الطموح أمر لابد منه من أجل تحقيق النجاح ولا يكفي الطموح لوحده ولكن يجب العمل الموجه لتحقيق هذا الطموح من خلال الإهتمام بالمجال الذي يتم اختياره و طرق الوصول سواء كان ذلك متعلقا بالشهادات التعليمية أو الخبرات أو العلاقات مع العاملين في المهنة للإستفادة من خبراتهم, كما أن من الضروري أن يتعرف المرء على قدراته و إمكانياته من خلال إخضاع نفسه للتجارب حيث أن وعي الذات يلعب دورا مهما في نوعية الخطوات التي يجب اتخاذها و توقيتها المناسب بالإضافة إلى الثقة في النفس و بالبالطبع الإيمان بالله عز وجل فهو القوة الأكبر في هذا الكون الشاسع. نحن كشباب وشابات إرتريين لا ينقصنا شيء و نذكر مثلا الكابتن أحمد عبد الله الذي لقي شهرة واسعة في دولة الإمارات و دول الخليج من خلال تميزه كمهاجم في فريق العين لكرة القدم وهو أفضل فريق إماراتي حاليا بلا منازع و تمكن من إحراز الإنجاز الأبرز في تاريخ كرة القدم الإماراتية من خلال حصوله على كأس آسيا للإندية و الكابتن أحمد عضو في فريق التدريب. هنالك كذلك الكابتن حسن خليفة الحارس الثاني في المنتخب السعودي سابقا و حارس نادي الإتحاد السعودي أحد أبرز الأندية العربية و الآسيوية و القائمة تطول في مجالات مختلفة.إذن لابد أن نطرق كل الأبواب و لا نخشى خوض غمار التجارب فنحن مثل غيرنا لا تنقصنا يد أو رجل كما يقال و أتمنى أن أرى المزيد من الشباب و الشابات الإرتريين الناجحين في مختلف المحافل مع شكري الجزيل لكم على هذا اللقاء و تقديري للجهود الكبيرة و الرائعة المبذولة منكم.نحن أيضاً نشكرك على هذا اللقاء الذي عرفنا و عرف القراء عليك عن قرب في النهاية لمن تهدي كل نجاحاتك ؟ أرجو أن تسمحو لي هنا بتقديم الشكر لعائلتي بعد الله سبحانه و تعالى على ما قدمته لي خاصة والدي “محمد أحمد آي فرح” و والدتي “سعيدة عثمان عبدالله جاسر” و إخوتيسليمان- مقيم مع عائلته في أسترالياأحمد الدين- مقيم في أمريكاد.سعاد في لندنخالد – طالب في كلية التجارة جامعة “غيلد هول” في لندنإسماعيل- شاب أنا فخور به جدا مقيم في لندنحنان – آخر العنقود تبلغ من العمر عشر سنوات و تطمح أن تكون كاتبة.