مقالات

صفحـات هامـة من تاريخـنا : ارتريا 1941 ـ 1958م ( 2 ):محمد سعيد ناود

6-Mar-2008

المركز

وقد اقتضت الاستعدادات للزحف وفق الخطة التي أقرت في مؤتمر القاهرة بترحيل السكان من القرى الواقعة على الطريق الذي ستسلكه القوات الحليفة الزاحفة . وتكفل الشيخ ترك ( ناظر الهدندوة ) وأعوانه بترحيل المنتمين لقبيلته ( الهدندوة ) إلى مواقع بعيدة في منطقة القاش .

ورافقتهم مجموعات من قبيلة بني عامر بقيت على ولائها للسلطات السودانية . بينما أرغمت المجموعات الأخرى المشتبه في ولائها على الارتحال إلى المواقع الإيطالية الأمامية . وكانت السلطات السودانية قد أقدمت قبل شهرين تقريباً على إخلاء المنطقة الواقعة بين كسلا وجسر البطانة من سكانها لحرمان الايطاليين في كسلا من اللحوم . ومعظم سكان هذه المنطقة من قبيلتي الهدندوة والرشايدة ، ويعتمدون في حياتهم على تربية الإبل والأغنام . ورغم عن عمليات الترحيل هذه احتشاد منطقة القاش والقرى القريبة منها على نهر عطبرة بالسكان . فلجأت السلطات من أجل تخفيف الضغط عليها إلى منع الرعاة من قبيلة الشكرية والقبائل الصغيرة الأخرى الدائرة في فلكها من عبور نهر عطبرة إلى ضفته اليمنى . ومع تزايد عمليات الاستكشاف والدوريات العسكرية من جانب القوات الحليفة اضطرت السلطات إلى إخلاء سبع قرى بين كسلا والطرف الجنوبي لمنطقة القاش من السكان . وقد وفرت لهم وسائل النقل بالإضافة إلى منحهم كميات سخية من الذرة عند وصولهم إلى المواقع التي وزعوا عليها داخل منطقة القاش . ويقول ( كينيدي كوك) في تعليقه على عمليات الإخلاء ، لقد قوبلت بالمشاق العظيمة التي اقترنت بها في بشاشة بوجه عام . كما إن تعاون الزعامات القبلية كان موضعاً للإعجاب . ولكن كانت هناك جوانب سلبية ، فقد أدى إبعاد السكان من القرى القريبة من الخطوط الأمامية الإيطالية إلى انحسار تدفق المعلومات التي تحتاج إلى أجهزة المخابرات السودانية . ولم يبق لها من مصدر يعتمد عليه سوى أصدقائها وعملائها القادرين على التسلل إلى داخل مدينة كسلا والمواقع الأخرى التي يسيطر عليها الإيطاليون . وشهد النصف الثاني من شهر ديسمبر 1940 م تصاعداً في الغارات الجوية الإيطالية ، وأسفرت إحداها عن تدمير أربع طائرات في القضارف ، وقامت الطائرات الإيطالية في يومي 16و17 بست غارات على بور تسودان تسببت في احتراق 15 ألف جالون من البنزين . وفي ماعدا ذلك لم تقع سوى إصابات وأضرار طفيفة لحقت ببعض المباني والمنشآت والمدنيين . وقد أسقطت المقاتلات البريطانية إحدى الطائرات المغيرة بالقرب من طريق سواكن ـ جبيت . وقام المفتش البريطاني بعرض ذيل الطائرة في ساحة سوق بور تسودان وعلق عليه إعلاناً دعا فيه المواطنين للتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بإيداع تبرعات مالية في صندوق وضعه بالقرب من ذيل الطائرة الايطالية . وواجه رجال الشرطة مشقة في صد عدد كبير من المواطنين الذين أصروا على انتهاز الفرحة للتعبير أيضا عن احتقارهم للدوتشي ( موسليني ) باستخدام ذيل طائرته في ممارسات غير لائقة مكانها المناسب دورات المياه . ونشط السلاح الجوي الإيطالي لسبب أو لآخر خلال شهر ديسمبر في شن غاراته الجوية على المدن والمواقع العسكرية وخاصة في منطقة القاش . ولكنها كانت كالعادة طائشة وغير فعالة . وفي بعض الأحيان يبقى نحو ثلث القنابل المتساقطة فوق الأرض في مكانها دون أن تنفجر لتشكل إغراء لايقاوم خاصة بين المواطنين البسطاء من قبائل البجة الذين يخدعهم بريق بعض مكونات القنبلة فيتوهمون انه من الذهب الخالص . وفي أحدى المرات أهدى واحد منهم إلى صديقه قنبلة صغيرة لم تنفجر بدعوى أنها علبة دواء ناجع . وحاول الصديق دون جدوى نزع الغطاء عنها ، فانهال على القنبلة ضرباً بعصاه وكان ذلك فوق طاقة القنبلة رغم أنها ايطالية ، فانفجرت وفقد الصديق المسكين ذراعه نتيجة الانفجار . تعزيزات عسكرية لقوة دفاع السودان : ووصلت في أواخر ديسمبر 1940م عن طريق بور تسودان الفرقة الهندية الرابعة ، وانتقلت على الفور إلى منطقة القاش . وبوصولها اكتمل التحول من الدفاع إلى الهجوم. كما اكتملت تبعاً لذلك الاستعدادات لاسترداد كسلا ، واستمرت بكل الوسائل المتاحة سياسة إرهاب العدو وتخويفه ، بإعطائه صوراً مبالغاً فيها عن عدد القوات الحليفة المحتشدة في السودان في انتظار ساعة الصفر . وفي هذا الإطار أصبح وصول القطار في منتصف الليل إلى أروما ـ مثلاـ بمثابة إشارة لكل سيارة في المنطقة لكي تضيء أنوارها الأمامية وتنخرط في جولات متواصلة من المحطة واليها حتى وان لم يكن لها دخل بتفريغ القطار من محتوياته البشرية وغير البشرية . والى جانب الفرقة الهندية الرابعة وصلت إلى السودان في تلك الأيام من الكونغو البلجيكي ( زائير حالياً ) فرقة من المشاة ومعها بعض المدافع وسيارة إسعاف عسكرية.كما جاءت من قبرص سريتان ببغالها التي كانت ذات قيمة كبيرة في الزحف على ارتريا . وأسهمت جنوب أفريقيا بعدد من الطيارين بطائراتهم وبسيارات للنقل يقودها ملونون . ووصلت من أفريقيا الغربية الفرنسية كتيبة تشادية ووحدات من الفرقة الأجنبية . ومن فلسطين سرية من الكوماندو العرب واليهود . كما تلقت القوات البريطانية تعزيزات تتألف من ست كتائب من المشاة والمدفعية . لقد تجمعت على أرض السودان يومذاك شعوب من مختلف الأعراق والألوان واللسان . والتقى فيها الأفريقيون من المستعمرات الفرنسية والبريطانية مع أبناء القبائل السودانية ومنهم رجال النوبة الأشداء والعمالقة من غياهب السدود والمستنقعات في جنوب السودان ، واختلط على أرض السودان يومذاك المحاربون من الماهراتا والجاروالي والبنجاب الهندية مع أقرانهم البريطانيين القادمين من ريف انجلترا وجبال اسكوتلاندا . خليط متنافر من الشعوب يختلف في كل شيء ولكنهم يلتقون عند هدف واحد نبيل هو إنقاذ البشرية جمعاء من خطر لايبقى ولا يذر . وشرع الإيطاليون خلال الأيام الأخيرة من العام 1940 م في الانسحاب من مدينة كسلا ومواقعهم الأمامية الأخرى . واقترن ذلك بحملة اعتقالات واسعة النطاق شملت بخلاف السكان المحليين أعضاء الجالية اليونانية في كسلا التي أعتقل جميع رجالها ونقلوا إلى معسكرات الاعتقال داخل ارتريا ، وبقوا فيها إلى أن حررتهم القوات السودانية . كما أخذت السلطات الايطالية في الوقت نفسه تتحرش بالسيدين محمد عثمان وحسن الميرغني وإتباعهما . وأقدمت في السابع والعشرين من ديسمبر على نصب 8 مدافع بين جبل كسلا وطرف مزرعة السيدين . ووضعت على المدافع قوة من الإيطاليين ذوي القمصان السوداء . وقصدت السلطات الإيطالية من وراء ذلك تخويف السيدين وإرهابهما . وفي عشية رأس السنة الجديدة أعتقل الإيطاليون ناظر قبيلة الحلنقة ، وكذلك البكباشي المتقاعد عثمان علي كيلة الذي ظل منذ الاحتلال الإيطالي على اتصال وثيق مع السيدين . وأسهم من خلال موقعه في مجلس المدينة في تقديم خدمات جليلة للمواطنين وكان درعاً وعوناً لهم ضد تجاوزات الحكام . ومع مغيب شمس آخر أيام عام 1940م واستقبال العام الجديد أصبحت القوات الحليفة في حالة تحفز وتعطش للقتال . بينما ظل الإيطاليون في حالة ترقب وقلق . ووزعت عمليات الزحف على القوات الحليفة بحيث تسلك الفرقة الهندية الرابعة وفي مقدمتها قوة الغزال طريق كسلا ـ سبدرات ـ كيرو ـ أغوردات ـ كرن ، ومنها إلى أسمرا . بينما تسلك الفرقة الهندية الخامسة ومعها البلوكات السريعة الطريق الجنوبي الممتد من تسني إلى ( عدي وقري ) مروراً ببارنتو وعرزا . وكان القائد العام الجنرال “بلات ” حريصاً على استخدام البلوكات السريعة كرأس رمح للقوات الزاحفة . وشهد الأسبوعان الأولان من العام الجديد نشاطاً كبيراً في عمليات الاستكشاف من جانب القوات الحليفة . وكان الاعتماد فيها على رجال قوة الدفاع السودانية نظراً لخبرتهم بطبيعة المنطقة ودروبها وأهلها .وبرز في هذه العمليات بالذات الملازم ثاني محمد نصر عثمان كضابط استخبارات عسكرية ممتاز . فقد توجه أولا ومعه سيارتين ( فاق ) من البلوكات السريعة إلى ( ادارفي ) الواقعة على نهر القاش شرق مدينتي ( تسني ) . واضطر في طريقه إليها للقيام بحركة التفاف طويلة حول مواقع داخل الأراضي الإرترية . وبقى الملازم نصر مع رجاله في ( أدارافي ) لمدة 24 ساعة رصدوا خلالها تحركات العدو على طريق تسني ـ بارنتو . وعاد الملازم نصر مرة ثانية في 11 يناير 1941 م الى ( ادارافي ) وبقى فيها يومين كاملين دون أن يفطن له العدو أو يسترعي انتباههم . وسجل في تقريره بعد عودته الى قاعدته انه شاهد هذه المرة كتيبة من قوات العدو تحملها وسائل النقل الميكانيكية المتجهة شرقاً بالإضافة الى عدد من الشاحنات من مختلف الأحجام متجهة الى الشرق أيضاً . ويبدو أنها محملة بالمؤن والإمدادات . وتطابقت هذه المعلومات مع مانقله اللاجئون وبينهم جنود هاربون من جيش العدو عن شروع الإيطاليين في الانسحاب . وقد أخلى الايطاليون بالفعل مدينة كسلا وجلوا عنها في الثامن من شهر يناير 1941م . وبذل السيد محمد عثمان الميرغني كل مافي وسعه لإخطار السلطات السودانية بذلك في حينه . إلا أن رسالته وصلت الى جسر البطانة بدلاً عن السلطات العسكرية أو المدنية في القاش ، ولم يكن مصدر الرسالة واضحاً .وقد أفلت السيد محمد عثمان والسيد الحسن من الاعتقال في آخر لحظة . وكان الايطاليون ينوون أخذهما معهم الى ارتريا ، وصارت نجاتهما من ذلك المصير مداراً لكرامات تناقلها الأتباع والمريدون . ولكن الإيطاليين أخذوا معهم الى ارتريا ( البمباشى كيلة ) وناظر الحلنقة . وعلى أية حال وبعد التأكد من إخلاء كسلا انتقلت قوة الغزال الى موقع على طريق سبدرات داخل ارتريا . وتحركت الفرقة الهندية الخامسة صوب كسلا ، وفي الساعة الخامسة من صباح 19 يناير 1941م دخلت إلى كسلا وحدة صغيرة من البلوكات السريعة بقيادة الملازم ثاني أحمد عبد الله حامد . ولم تجد أثراً فيها للايطاليين . وفي الوقت نفسه قامت البلوكات السريعة باحتلال جبل ابوقمل ومدينة تسني . غير أن السلاح الجوي الإيطالي قام في ذلك اليوم بشن آخر غارة جوية له على الأراضي السودانية . واستهدفت الغارة محطة درديب القريبة من كسلا ولعلها كانت واحدة من أنجح الغارات الجوية الإيطالية إذ تلقى فيها قطار محمل بالجنود ضربة مباشرة . وأسفر ذلك عن مقتل 23 هندياً وضابط بريطاني واحد . وفي غضون أسبوع واحد من استرجاع مدينة كسلا استؤنفت الخدمات البرقية والهاتفية فيها واستعيدت إمدادات الكهرباء وشبكات مياه الشرب . وأسهمت القيادة العسكرية بتوفير خمسين ألف وجبة للمواطنين من التعيينات المخصصة للجنود . كما استأنفت محطة الخطوط الحديدية نشاطها رغم الدمار الذي حل بالورش والصهاريج والمنشآت التابعة لها من جراء غارات السلاح الجوي البريطاني . وباستثناء المحطة وجزء من الطابية لم يكن التلف الذي لحق بالمباني كبيراً لأن الغارات الجوية البريطانية استهدفت المنشآت العسكرية الدفاعية . ولكن هذه المنشآت والحفر الناجمة عن انفجار القنابل شوهت المدينة وجعلتها أشبه برجل مثخن بجراح غائرات بعد قتال حامي الوطيس . إن الايطاليين درجوا خلال الفترة التي أمضوها في كسلا على حفر المخابئ لاتقاء الغارات الجوية تحت جدران المباني مباشرة مما أدى إلى إضعاف أسسها . وبعد شهور من استرجاع المدينة ابتلع أحد المخابئ ذات ليلة المرحاض الملحق بغرفة النوم في مسكن حاكم المديرية . فقد انهار الجدار الملاصق للمخبأ واختفى المرحاض تبعاً لذلك في جوف الأرض . وتدهورت الأوضاع الصحية أيضا خلال فترة الاحتلال تدهوراً عظيماً مما أستدعى بتنفيذ حملة واسعة النطاق لنظافة المدينة ودفن جثث الحيوانات النافقة المتناثرة هنا وهناك في أرجاء المدينة . وبفضل العناية الإلهية وحدها لم تنتشر الأمراض الوبائية بين السكان خلال فترة الاحتلال الايطالي . ولكن كان واضحاً أن السكان يعانون من سوء التغذية . وكانت المتاجر فارغة من السلع الاستهلاكية وليس في أيدي الناس سوى الليرة الايطالية . وقد ساعدت الوجبات الغذائية المجانية التي تبرعت بها القيادة العسكرية في حل الضائقة نسبياً بين سكان المدينة البالغ تعدادهم آنذاك نحو سبعة آلاف نسمة . وشكلت السلطات بالإضافة الى ذلك هيئة خيرية لإغاثة الفقراء في المدينة أسندت رئاستها الى محمد عثمان العوض المرضي باشكاتب المديرية ، وتبرعت هيئة الإغاثة المركزية بألف جنيه للمدينة يوم استرجاعها من الايطاليين . ودعت سلطات المدينة الى اجتماع لإعلان ذلك كان بين خطبائه الشيخ عبد القادر جعفر الذي لم ترق له فيما يبدو فكرة الاجتماع . فقال مخاطباً الحاكم البريطاني (( إن كل مانشعر به في الوقت الحاضر هو التعبير عن الشكر على عودة حكومتنا ، ولم يعد هناك مايخيفنا ، فدعونا بضعة أيام نملأ فيها بطوننا ، وحينذاك سنكون قادرين على تقديم النصح لكم حول أمثل الطرق للاستفادة من هذا التبرع السخي الذي تتحدثون عنه )) .جبهة قـرورة دارت في آخر يناير 1941 م معركة حامية مع العدو بالقرب من قرورة لمع فيها اثنان من رجال المليشيا هما إدريس سليمان الذي نقل تحت نيران العدو المكثفة رسالة إلى مقر رئاسة القوة البريطانية .والأونباشى إدريس محمد نور الذي حمل على ظهره ضابطاً بريطانياً جريحاً من أرض المعركة غالى بر الأمان ، وقد منح الأدريسان وسام الشجاعة البريطاني . وبينما أخذت القوات الحليفة تناطح جبال كرن ، قامت الفرقة الهندية السابقة والوحدات الفرنسية والبريطانية والسودانية الملحقة بها باحتلال ( مرسى تكلاي ) وقرورة في السابع من فبراير 1941م . ثم قام رجال المليشيا في اليوم التالي بالاستيلاء على قرية ( ألقينا ) . وتبين بعد ذلك أن طبيعة الأرض لاتمكن القوات النظامية من التقدم السريع بعتادها ومعداتها الثقيلة إلى داخل ارتريا . فتقرر الاعتماد على مليشيا المروج لأنها تعتمد على الجمال في تنقلاتها ، ولرجالها خبرة بالمنطقة ودروبها وشعابها بحكم أنهم من قبائل الحباب التي تسكن المنطقة . وهكذا البمباشى ( بيتون ) على رأس قوة قوامها 25 رجلاً المليشيا من ( ألقينا ) عبر المسالك الجبلية لاحتلال بلدة ( نقفة ) الارترية . وبعد مسيرة استغرقت عشرين يوماً تخللتها اشتباكات متناثرة استولت القوة على نقفة . ولما استولت قوة دفاع السودان في عام 1941م على نقفة فقد أكرمهم كنتيباي عثمان غاية الإكرام ، وذبح لهم الذبائح وأمر الحباب بان يساعدوا رجال قوة الدفاع السودانية فامتثلوا له . وقد أذاعت هذا الأمر محطة إذاعة امدرمان في حينه .ويظهر من ذلك بان كنتيباي عثمان لم ينسى ما أصاب أسرة كنتيباي من تنكيل على يد الطليان . فعند احتلالهم لإرتريا في نهاية القرن التاسع عشر قد سجنوا عمه كنتيباي حامد بك ثم أعطوه حقنة مسمومة مؤقتة وأطلقوا سراحه ، وبعدها بقليل توفي . ثم اعتقلوا والده كنتيباي هداد ووضعوه في سجن عصب ، وظل داخل السجن حتى توفي. ثم كانوا في طريقهم لاعتقال ابن عمه كنتيباي محمود حتى اضطر للجوء الى السودان الانجليزي المصري .وبفضل ذلك ـ أي الدعم الذي وجدته ـ فقد انتقلت الفرقة الهندية والوحدات الأخرى الملحقة بها إلى موقع على مسافة ستين ميلاً فقط من كرن . وقد جرى كل ذلك قبل شهر واحد من سقوطها . وأسندت إلى مليشيا المروج المهام الأمنية في نقفة وغيرها من المواقع المحتلة بالإضافة لتوفير الجمال لترحيل المؤن والإمدادات للفرقة الهندية وملحقاتها التي أخذت تشدد الضغط من ناحية الشمال على القوات الايطالية المدافعة عن كرن . وتحقق في فترة وجيزة توفير خمسمائة رأس من الجمال ، وتولى رجال مليشيا المروج الخضراء تسيير القوافل بانتظام إلى الخطوط الأمامية إلى أن سقطت كرن في السابع والعشرين من مارس 1941م . وفي المرحلة التالية شاركت الفرقة الهندية في الهجوم على مصوع وإنزال الهزيمة بالجيش الايطالي هناك ، بعد أن كانت القوات الحليفة قد تمكنت من الاستيلاء على كرن ومن بعدها العاصمة اسمرا . ثم اندفعت باتجاه مصوع والتي سقطت بيدهم . وكان ذلك نهاية حكم ايطاليا لإرتريا وانتقال الحكم من بعدهم لأيدي البريطانيين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى