مقالات

أخطا ء الكبار … يدفع ثمنها الصغار !؟ عمر جابر عمر

10-Sep-2011

المركز

فى المجتمعا ت التقليدية – المجتمع الأ رترى واحد منها – يتسا مح النا س مع أخطاء الصغارويجدون لهم العذر ( قلة التجربة والمعرفة ). وحتى لو أخطأ فى حق الكبير يطلبون من المتضرر الصفح لأن من أخطأ ( صغير ). ما ذا لو أخطأ الكبير ؟ لا يجدون له العذر

بل يقولون أنه راشد وعا قل ويعلم ما يضره وما ينفعه .لكن الواقع يقول أن الجميع يخطئون – الكبا ر والصغار – الجنود والقا دة – مراكز ألبحوث– الدول والمنظما ت الصغيرة! الفرق هو … فى المجتمعا ت الديمقرا طية يعترفونبالخطأ بل ويتقبلون ما ينتج عنه … لكن فى المجتمعات الغير ديمقراطية لا يعترف ( الكبير) بالخطأ بل ويجد له أنصا ره ومؤيدوه العذر والمبرر ويبحثون عن كبش فدا ء يحملونه وزر الخطأ !؟ دول بعظمتها وقوتها تخطىء – قا دة كبا ر يملأون الفضا ئيا ت لكنهم يرتكبون من الأ خطاء ما يجعل ( الصغير ) يتعجب ولا يفهم ما يرى وما يسمع !@ صدام حسين قا م بغزو الكويت نتيجة حسا با ت خا طئة تقول أن أمريكا لن تتدخل …ودفع الثمن هو وبلاده والسبب غيا ب المشورة والأنفرا د با لقرار .@ فى حرب أكتوبر وبعد أن أصبحت أسرائيل فى موقف لا تحسد عليه وافق أنور السا دا ت على وقف أطلاق النا ر والجلوس الى ما ئدة الحوار من أجل السلام !؟ الأ مر الذى جعل ( جولدا مائير ) تستغرب وتسأ ل وزير خا رجية أمريكا ( هنرى كيسنجر ) : هل ما أسمعه معقول ولما ذا يفعل ذلك ؟ أجا بها الدبلوما سى الأمريكى المخضرم بعد أن بحث ولم يجد سببا وجيها أو مبررا منطقيا لمبا درة السا دا ت : أنه الضعف البشرى !؟بعبا رة أخرى كا ن حب الدنيا وملذا تها أ قوى من المبا دىء وأستحقا قا تها .@جورج بوش وبسبب حسا بات خا طئة قا م بغزو العرا ق وأفغا نستا ن ودخل فى وحل سيا سى لم تخرج منه أمريكا حتى اليوم وأصا بها بكا رثة أقتصا دية تهدد أمبرا طوريتها العظيمة ومكا نتها فى العالم – أنه حب السيطرة وفرض الأر ادة ونهج ( أنا ربكم الأ على ) !؟أذن الحسا با ت الخا طئة والجشع وغيا ب المشورة والغرور …الخ كلها أسباب ودوافع وراء أ رتكا ب الأ خطاء والتى قد تبدأ صغيرة وغير ملموسة لكنها تكبر وتتفرع وتأ تى بما يليها والضحية دا ئما ( الصغار ) سواء كان على مستوى فردى أو شعوب .ما هى منا سبة هذه المقدمة ؟ فى الأ سبوع الما ضى كتبت موضوعا عن السيمنا رات التى تقام فى العا صمة الأ ثيوبية وكا ن بعنوان ( الحليف الأثيوبى .. .بين مها م التغيير الديمقرا طى والحفا ظ على القرار الوطنى ). أحد القراء ظن أننى أخطأ ت فى العنوان وحاول تصحيحه … كلا لقد قصدت ذلك ( الخطأ ) وفيما يلى الأ سبا ب :فى لقاء مع رئيس المفوضية الأرترية للتغيير الديمقراطى ( نشر فى فرجت ) قا ل : الأ جندة كا نت أرترية خا لصة ولو لم تكن كذلك لما شا ركت !؟ ونحن نؤكد معه بأ ن الأ جندة كا نت أرترية مأ ئة فى الما ئة والحضور كانوا أرتريون لا شك فيهم … لكن وهنا ظهر خطأ ( الكبار) ! صا حب الدعوة ومن حدد طبيعة الفئا ت المشا ركة وعددها ونوعيتها كا نت الحكومة الأثيوبية ؟ لو كا نت الأ جندة أثيوبية ( أى عن شئون أثيوبيا ) والحضور أرتريون كا ن يمكن فهم ذلك بأ عتباره أجتماعا تشا وريا وذلك طبيعى بين الحلفاء !السلطا ت الأثيوبية بمبادرتها تلك ( أستولت ) على مها م المعا رضة الأ رترية وجلست فى مقعد القيادة للتغيير وأكتفت المعا رضة الأرترية بدور ( الركا ب ) مجبرة أو مختا رة لا فرق. هذه الظاهرة تعنى أما أن الأرتريين غا فلون بحا جة الى من يؤذن فيهم ويدعوهم الى الصلاة وأما أنهم لا يدركون ما يحيط بهم من مخا طر وأما أن العجز قد بلغ فيهم مداه …وفى كل الأحوا ل فهى ظا هرة لا تبشر بأ قترا ب موعد النصر على الدكتا تورية وأن دعم الحليف الأثيوبى ومسا عدا ته قد تكون مثل ما يقول المثل ( النفخ فى قربة مخرومة ) !؟لكن الحق يقا ل حتى وأن أغضب البعض :1- الأرتريون متمرسون فى عقد وتنظيم السيمنا رات منذ الستينيا ت ( مرحلة الثورة ) لا بل أن الأ حزاب السيا سية والأ تحا دات النقا بية فى مرحلة تقرير المصير كا نت تقوم بتنظم أجتما عات و سيمنا رات ومسيرا ت وندوات … ما ذا جرى ؟ هل أصا ب القوم عقم جعلهم يطلبون من الحلفاء أن يرشدوهم ويقودوا خطوا تهم ؟؟ أنظروا كيف أدا رت أوربا العجوز معركة ليبيا ؟ تنظم أجتما عا ت تحت شعا ر ( دعم ومسا ندة ) ثورة ليبيا وفى الوا جهة دائما القادة الليبيون ؟2- أثيوبيا كقوة أقليمية خا ضت تجا رب مع دول الجوار ( الصوما ل والسودان ) – ذلك شأ ن آخر – ما يهمنا هو الشأ ن الأ رترى – الأثيوبيون أكثر من يعرف الأرتريين والأرتريون بالمقا بل أكثر من يعرف الأثيوبيين – لذا فأ ن العلا قا ت لا يجب أن تكون مثل ما كانت أو تكون مع الآ خرين.3- هذا النهج ليس فى مصلحة المعا رضة الأ رترية ولا هو فى مصلحة الدولة الأثيوبية التى تتطلع الى مستقبل يجمعها مع شعب حر ومستقل يملك قراره الوطنى ويعيش فى دولة حرة ديمقرا طية تعرف معنى حسن الجوار وأهمية العلا قا ت الثنا ئية.4- قصدت أن أر سل رسا لة الى من يهمهم الأ مر با لأنتباه والحذر من مخا طر قد لا تكون ظاهرة أو ملموسة فى الوقت الحا ضر لكنها ربما تفا جئنا ونحن على غير أستعدا د خا صة أذا سرنا وعيوننا معصوبة وآ ذا ننا مقفلة وأ فوا هنا مكممة .5- ليس لدى أدنى درجة من الشك فى من يشا ركون فى السيمنا رات ( أعرف معظمهم وأثق فى قدرا تهم ووعيهم وتمسكهم با لقرار الوطنى ) لكننى أ نقل و أتحدث عنمشا عر وجد تها على الأر ض من خلا ل حوارات وأتصا لات … لم أكن أتوقع شخصيا أن ينشغل النا س بأ سلوب وشكل السيمنا را ت أكثر من مضا مينه ونتا ئجه – لكنها تفاعلات الروح الأ رترية وما تختزنه وهو العا مل الذى غفل عنه الحليف الأثيوبى ووقع فى أخطاء ( الكبا ر ) !؟ كا ن الله فى عون الشعب الأرترى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى