مقالات

كلمة ارتريا : البعثات الأزهرية . . وصمت المعارضة المطبق*

8-Mar-2008

المركز

تناقلت وسائل الإعلام المصرية قبل اسبوعين تصريحات لقيادات الأزهر الشريف يعربون فيها عن دهشتهم لرفض إرتريا لاستقبال البعثات الأزهرية التي كانت تبتعث دورياً بهدف تدريس اللغة العربية والمواد الإسلامية لطلاب المعاهد الدينية

الموجودة في كل من أسمرا ومصوع وكرن والقيام بواجب الدعوة في المساجد وأماكن التجمعات.وليس خافياً على أحد الدور الطليعي الذي لعبه الأزهر الشريف في التعليم والدعوة في مختلف أنحاء المعمورة ، وإرتريا كغيرها من دول العالم استفادت من البعثات الأزهرية في تعليم أبنائها من طلاب المعاهد حيث ظلت البعثات تتوافد إلى إرتريا منذ عام 1944م بطلب من مفتي إرتريا الأسبق ابراهيم المختار .. وظل الأزهر يؤدي رسالته في إرتريا منذ ذلك الوقت على أكمل وجه دون من وأذى متحملاً نفقات مبعوثية بصورة كاملة .قد يبدو من الوهلة الأولى أن للأمر علاقة بخلافات سياسية بين القاهرة وأسمرا إلا أن شيخ الأزهر د. سيد طنطاوي قطع الطريق أمام هكذا حجة واستبعد أن يكون وراء رفض أريتريا لمبعوثيه موقف سياسي خاصة وأن علاقات مصر بكل الدول جيدة وعزا الأمر إلى (رؤية غير واضحة خاصة بالسلطات الإريترية. ) .إن الأمر بلا شك يكشف عن توجه استراتيجي يتعلق بنظرة السلطات الإرترية للغة العربية والتعليم الإسلامي خاصة وأن الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في جامعة الأزهر الشيخ علي عبدالباقي قد ذكر إن السلطات الإرترية ظلت تمارس عليهم تضييقاً لفترة طويلة ، وتحول دون حصولهم على تأشيرات دخول لإريتريا..ولما تبين لهم إصرار الأزهر على تقديم رسالته رغم الصعوبات والعقبات أصدروا قراراً برفض استقبال البعثات الأزهرية ليسقط اللثام وليكشف النظام عن وجهه الطائفي الكالح الذي ظل يبذل قصارى جهده في محاربة اللغة العربية والدعوة الإسلامية منذ فجر الإستقلال ويضع الخطط والاستراتيجيات التي تعينه على ذلك .إن هذه الخطوة بلا شك سيكون لها تأثيرها البالغ على مسيرة التعليم الإسلامي وستؤتي ثمارها الخبيثة خاصة وأن شيخ الأزهر قد أعرب عن مخاوفه عن الفراغ الذي سيتركه هؤلاء المبعوثون في ميادين الدعوة الإسلامية بأريتريا لعلمه التام بأن ادارة الأوقاف الإرترية لا تملك المال اللازم تمويل المعاهد من أجل تعيين أساتذة أكفاء يسدون الفراغ الذي خلفه المبعوثين الأزهريين .يأتي هذا الحظر في سياق استهداف النظام السافر لشريحة رئيسة في المجتمع الإرتري بما يعمل على تغذية مهددات الأمن والسلم الإجتماعيين وتغذية الكراهية . خاصة إذا تمت قراءته مع عدد من الأحداث التي تزامنت معه وهو الوفاة الغامضة للدكتور طه محمدنور أحد قيادات الأوقاف الإرترية في معتقلات أفورقي منتصف فبراير الماضي وتسليم جثمانه لذويه دون تحديد أسباب الوفاة .. ولكن الشعب الإرتري كعادته قدم درساً بليغاً للسلطات عبر الموكب الجنائزي المهيب وتشييع جموع حاشدة من الإرتريين للفقيد إلى مثواه الأخير .لقد بدأ النظام حياته السلطوية بعد الإستقلال باعتقال الدعاة ومعلمي المعاهد الإسلامية ليقبع هؤلاء في سجون أفورقي منذ عام 1994م ثم قام بإغلاق عدد من المعاهد الإسلامية الخاصة التي كان لها دوراً قدراً في التعليم والتضييق على ما بقي منها وتفريغها من رسالتها التعليمية..ورفض استقبال المنظمات الخيرية الإسلامية التي تعمل في مجال التعليم والعمل الخيري والدعوة وها هو الآن يستكمل حلقات التآمر على التعليم الإسلامي برفض البعثات الأزهرية. كل هذه التطورات تحدث دون أن تنبس المعارضة الإرترية- وخاصة ذات التوجه العروبي والإسلامي منها- ببنت شفة كأن الأمر لا يعنيها فضلاً أن تقوم بالدور المنتظر منها إزاء هذه الأحداث الجسام الذي تستهدف الشعب الإرتري في أعز ما يملك ويعمل على إغلاق الكوة الوحيدة التي ينبعث منها نور العلم .إنه من أوجب الواجبات على قوى المعارضة الإرترية فيهذه المرحلة أن تنفض عن نفسها غبار السلبية في التعاطي مع التطورات و تقوم بالتحرك الجاد والمسؤول في عدد من المسارات الدبلوماسية منها والإعلامية عبر حملة منظمة تهدف إلى استغلال هذا الحدث لإماطة اللثام عن التوجه الحقيقي لنظام أفورقي وقطع الطريق أمام محاولات تجميل وجه النظام وتسويقه عربياً التي يقوم بها منسوبيه وسفرائه .*نشرت في صفحة رسالة ارتريا بصحيفة الوطن السودانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى