مقالات

ملتقى الحوار : بين الخوف من المجهول والسعى وراء المأمول : عمر جابر عمر (2-3)

19-Aug-2010

المركز

أولا
التعايش الدينى ناقش الملتقى هذه القضية بشفافية عالية وطرح كل طرف رؤيته وتحدث عن مظالمه.
اتفق الجميع على ان الظلم واقع على الكل مع تفاوت فى درجاته وحجمه وان المسلمين تحملوا النصيب الأكبر وان النظام يستخدم الدين لتعزيز سلطانه وبث الفرقة والشك بين المسلمين والمسيحيين. جاء الأخوة المسيحيون وهم يحملون الكثير من الحذر والشك فى الشريك الآخر – ولكن الخطاب الوطنى المتقدم للتنظيمات الأسلامية بعث الطمأنينة فى نفوسهم— كذلك كانت الحوارات الجانبية مع النساء والشباب عاملا هاما فى كسر الجليد بين أبناء الطائفتين . هذا التغيير كان ملموسا عند المقارنة بين نقاشات اليوم الأول واليوم الأخير .

لم يسجل التاريخ الأرترى المعاصر حربا أو قتالا جرى بين الطائفتين – كل الأحداث المعزولة التى شهدتها البلاد كانت بتخطيط وتنفيذ جهات أجنبية ( اثيوبيا – بريطانيا ) – وفى مرحلة الثورة كان الصراع سياسياجبهة وحركة – جبهة وقوات –ثم جبهة وشعبية — المسلمون الذين فقدوا حياتهم بسبب جبهة التحرير) المحسوبة على المسلمين) هم أكثر عددا من المسلمين الذين قامت الجبهة الشعبية ( المحسوبة على المسيحيين) بتصفيتهم . والمسيحيون الذين قتلتهم الجبهة الشعبية أكثر من المسيحيين الذين ماتوا على يد جبهة التحرير. وفى مرحلة الدولة يستخدم الدين لتثبيت السلطان – وبينما رئيس الكنيسة الأرثوذكسية يعيش تحت الأقامة الجبرية يذهب مفتى المسلمين لتناول العشاء مع الدكتاتور ويهتف: عوت نحفاش!وفد شهدت خلال الملتقى ثلاثة نماذج أرى انها تعكس حال القادمين للمرة الأولى الى مثل تلك الملتقيات.@ النموذج الأول — شاب يحب وطنه ارتريا حتى النخاع – ولكنه يشك فى وطنية كل من له لحية!؟حاولت ان اشرح له ولكنه لم يقتنع – قلت له حتى القساوسة لهم لحية – قال تلك علامة تقوى! قلت له انهم يعارضون الدكتاتورية – قال حتى يستبدلونه بدكتاتور ملتحى ويضع عمامة السلطان؟ حتى جاء يوما مهرولا ليخبرنى بأنه وجد رجلا بلحية ويتحدث التقرنية ما يؤكد وطنيته ؟! لم اكترث كثيرا بهذا الأكتشاف ولكننى شعرت با لأستفزاز لهذا الربط الشرطى بين الوطنية ومعرفة اللغة التقرنية وقلت له ربما كان مسلما من تقراى؟ ارتبك وقال : لا لا انه معى فى اللجنة الفرعية للملتقى.– ولكن شرحت له ان ذلك لا ينفى ولا يؤكد وطنية أحد – اللغة وسيط وأداة اتصال تساعد على التواصل ولكنها بمفردها لا تحدد هوية. هذا الشاب يسكنه هاجس آخر اسمه ( اثيوبيا— فوبيا) يتوجس من كل شىء له علاقة باثيوبيا ويعتقد انهم يخططون للعودة الى ارتريا بالشباك بعد ان خرجوا من الباب؟ ذات يوم – اثناء صلاة الجمعة – وجدته يتسلل الى موقع الصلاة ويحاول ان يستكشف الموقع – ولم أفهم مقصده فى البداية وقلت له مازحا هل دخلت الى الأسلام؟ وكانت علاقتنا قد توطدت فلم يشأ ان يخفى عنى وقال: بصراحة سمعت ان مفتى المسلمين الأثيوبى سيأتى ليصلى بالمسلمين الأرتريين ويكون اماما لهم!؟ شعرت باهانة كبيرة ولكنى تمالكت غضبى وقلت له: وماذا وجدت؟ قال كان الأمام زميل لى فى لجنة الملتقى التى تناقش أوراق الحوار! قلت له يا صاحبى الأسلام دخل ارتريا قبل مكة والمسيحية دخلت ارتريا قبل روما – ولولا هذا الزمن الردىء الذى انقلبت فيه الموازين لكنا صدرنا العلماء الى دول الجوار وعلى كل حال لدينا اكتفاء ذاتى فى كل الميادين والمجال الوحيد الذى لدينا فيه فائض كبير هو الزعامات السياسية لذا نحن نطالب يالديمقراطية حتى يحدد الشعب ويختار ممثليه الحقيقيين – قال ضاحكا أخشى وقتها سيكون لدينا نقص فى تلك الزعامات!@ النموذج الثانى بدأ حادا ومتشككا فى كل مسلم وكل تنظيم تلحق به تهمة الأرتباط بالأسلام – ولكن سير المناقشات أقنعه بأنه يجهل الكثير وعليه ان يسأل اذا كان يريد الوصول الى الحقيقة. وذات يوم وبعد ان اطمأن الى حواراتى جاء وقال : اريد أن أسألك سؤالا ظل حبيسا فى قلبى وعقلى لثلاثة عقود مضت – سألت وبحثت ولم أصل الى الحقيقة – قلت هات نسمع ما يقلقك—قال أحداث ما سمى بسرية أديس حين قتلت جبهة التحرير مأئة وخمسين مسيحيا ! قلت أنا لا استطيع أن اجيبك لأننى لم أكن مسئولا فى ذلك الوقت وبالطبع لدى قناعاتى ومعلوماتى الخاصة حول الحدث ولكن سأجمعك بشخص فى هذا الملتقى كان مسئولا عن الأمن فى تلك القيادة وتستطيع ان تحضر معك الآخرين الذين يبحثون مثلك عن الحقيقة.وبالفعل تم اللقاء مع المناضل صالح حيوتى وجاء الرجل بعد الأجتماع ليودعنى وقال: الآن استطيع ان أنام مطمئنا فقد زال القلق وعرفت الحقيقة.@ النموذج الثالث امرأة نشأت فى الغرب وتشربت من ثقافته وحملت رؤيته خاصة فيما يتعلق بمعاملة المسلمين للمرأة. ضربت لها مثلا بمعاملة أبناء المرتفعات من المسيحيين لزوجاتهم – قالت ذلك يعود الى تربية هؤلاء وبيئتهم ولا علاقة له بتعاليم الدين المسيحى – قلت بارك الله فيما قلت هذا هو حال الأسلام مع من يسيئون معاملة زوجانهم. وبعد يومين أتت وهى فى حالة ذهول – لقد حضرت لقاء مع الشيخ تحدث فيه عن معاملة الرسول لزوجاته – قالت وهى فى حالة انبهار: هل تصدق ان محمدا كان يلاعب زوجته عائشة ويتلطف معها مثل بقية البشر؟ قلت أعرف فأنا مسلم قرأت السيرة منذ الصغر وأحفظها ومحمد ليس الها ولا نصف اله ولكنه ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد! ولكن الله اصطفاه ورباه وأعده ليحمل الرسالة الى البشرية كلها.علاقات المجتمع الأرترى وروابطه الأجتماعية تشكل صمام أمان ضد أى تصادم أو تناحر طائفى بل قد تكون درعا للحماية من العدو المشترك – فى التاريخ القديم شواهد على ذلك : حينما لجأ بهتا سقنيتى وهو مسيحى من غزوات رأس ألولا المسيحى الأثيوبى وذهب الى أبناء عمومته ( بيت أسقدى ) المسلمين.كذلك فعل رأس ولدنكئيل حين لجأ الى حلحل ( بلين – توقى) ليحتمى بها. والتكوين الأسرى خاصة فى منطقة الهضبة الوسطى يؤكد ذلك حيث تجد أخوين فى بيت واحد أحدهما يدين يالاسلام والآخر بالمسيحية. وقد مررت بموقف فى السنوات الأخيرة أثبت لى كم هى صغيرة بلادنا والى اى درجة يصل التداخل والأمتداد بين مكونات الشعب الأرترى: ذهبت بعد التحرير الى أسمرا ضمن وفد التنظيم الموحد وأقمنا فى فندق ( نيالا) وكان فيه – بوتيك – صغير يملكه شخص من أبناء حماسين اسمه ( يمانى) – تعرف علينا أنا وأقاربى الذين كانوا فى زيارتى ودعانا للغداء فى منزله—ذهبنا وبعد الأستراحة قال لنا: غدا سنذهب الى ( كارنشيم)!؟ سألته هل هى منطقة سياحية وهل هناك آثار يمكن مشاهدتها؟ قال الرجل بحزم وجدية:كلا – انها أرض أجدادكم – ستزورون مقابرهم وتترحمون على أرواحهم – ولم أواصل الأستماع الى بقية التاريخ والتفت الى أحد أقلربى وهمست له: ان أسياس لم يتركنا فى ساوا والقاش – تريدون الآن ان نذهب الى عقر داره ونقول انها أرض أجدادنا!؟ ليرقد الأجداد فى سلام حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا –وشكرت الرجل على ضيافته وانصرفت!بالمقابل كان الطرف الأسلامى متفهما ومنفتحا ويتمتع بسعة الصدر والخطاب العقلانى — ذكرنى ذلك بتراث الأوائل من دعاة الأسلام الذين كانوا يجتمعون مع القساوسة ورجال الدين المسيحيين لمناقشة قضايا اللاهوت وعلاقة الأديان. وفى ذات يوم أراد أحد هؤلاء القساوسة أن يداعب داعية اسلامى ويستفزه فقال له: ما أخبار الحميراء؟ فى محاولة للغمز من قناة السيدة عائشة ( حديث الأفك ) – لم ينفعل الداعية الأسلامى ولم يقل يا للعار – لقد أهين ديننا — كلا رد على السا ئل بهدوء وقال له: كلتاهما امرأتان برأهما الله! ( المرأة الثانية هى مريم العذراء التى اتهمت بالزنا).المعوقات والعقبات غياب العدالة والمساواة – ممارسة سياسة الأقصاء والتهميش – غياب أو ضعف ثقافة الحوار – ظروف الهجرة والأغتراب وتطور تكوين العقل الأرترى باتجاه واحد وفى خط متواز مع الآخر.العلاج الحوار ثم الحوار ثم الحوار – لا بد من نشر وتعميق ثقافة الحوار وذلك من خلال الاعتراف بالآخر واحترام خياراته وفهم أولوياته. لا بد من اقامة شراكة حقيقية فى السلطة والثروة وتقاسم الحقوق والواجبات العامة والاعتراف بالحقوق الخاصة ( الدينية منها والثقافية والأجتماعية)—ذلك كله يسجل ويثبت فى الدستور والقوانين الفرعية وتلتزم به مؤسسات الدولة فى كافة المستويات. استحضار وممارسة القيم الفضلى والمبادىء المشتركة للاديان واستخدام العلاقات الأجتماعية ورابطة الدم والثقافة لحل الخلافات التى تنشأ بين الأطراف والعمل على خلق مناخ ايجابى وصحى للتعايش.ثانيا القوميات بقدر ما كانت هذه القضية عادلة وتستحق الأهتمام والمعالجة الموضوعية – بقدر ما تم استغلالها واستخدامها لأهداف بعيدة عن مصالح أصحابها وعن همومهم. ساتناول قوميتين كان حضورهما بارزا فى الملتقى ولهما مقعد فى قيادة التحالف:@ الكوناما – معرفتى لهذه القومية ليست أكاديمية ولا معايشة جغرافية ( اقليمية) فقط بل هى نتاج لتعايش ميدانى فى مكان واحد – وفى منزل واحد. كان منزلنا فى قريتنا الصغيرة عبارة عن متحف ملىء بتراث الكوناما – سن الفيل – ريش النعام – هيكل طائر الحبارا ( طائر لا يوجد الا فى منطقة القاش)- وكان الكوناما يأتون الى القرية للعمل كعمال زراعيين فى المشروع وكان والدى بحكم عمله فى منطقة القاش يعرف الكثيرين من أبناء الكوناما ويعرفونه — لذا كان هو مضيفهم عندما يأتون الى القرية. شاركتهم فى ألعابهم واستمتعت برقصاتهم فى ضوء القمر ليلا فى ( الحوش) واعجبت بهم قوما يتمتعون بالحيوية وحب الحياة والأنتاج. التفيت فى الملتقى بالعم ( أدقوى) وقد كان صديقا لوالدى وقام بمداخلة فى اللجان الفرعية بلغة الكوناما جعلت أبناء تلك القومية يستمعون فى انبهار – كيف تسنى لهذا الرجل من قومية غير قوميتهم ان يتحدث لغتهم بتلك الطلاقة؟ لكنها المعايشة والتفاعل والأحساس با لآ خر — اليوم أصبح حالهم مثل غيرهم – صودرت أرضهم – تم تجنيد رجالهم ونسائهم قسرا فى خدمة اجبارية لا نهاية لها – سجن منهم من سجن وقتل من قتل وهرب من هرب نجاة بروحه. لكن قومية الكوناما تفردت بمعاملة خاصة لم تشهدها القوميات الأخرى – انها القومية الوحيدة التى تعيش فى ( جيتو ) مجمع لا يخرج منه أحد واذا خرج لقضاء الحاجة فهو متابع ومراقب –فقد القوم حيويتهم ونشاطهم وأصبحوا يعيشون حالة انكسار ويأس – حتى رقصاتهم وأغانيهم التى كانت فخرا لكل ارتريا ذبلت وأصبحت مصطنعة بعد أن سرقها أبناء القومية المختارة وعرضوها فى التلفزيون بأ نفسهم نيابة عن الكوناما! وبعد الأستقلال قابلت بالصدفة فى أسمرا فى الفندق الذى كنت أقيم فيه السيد جيرمانو ناتى العضو القيادى فى الجبهة الشعبية وحدثنى كثيرا عن معاناة أبناء الكوناما والتفرقة التى تمارس ضدهم ومصادرة أرضهم – الخ بعدها اختفى الرجل فى سجون الشعبية ولم يظهر حتى اليوم ويقال انه مات!؟ ورغم ذلك كله – لا أفهم شعار الأنفصال ولا أقبله اذا رفعه الكوناما وقد أفهمه من الآخرين!اليكم السبب: عندما بدأ التمرد ضد الأمبراطور هيلاسلاسى رفعت جبهة تقراى شعار الأنفصال – قيل لهم من ينفصل عن من؟ أنتم اثيوبيا – انتم أكسوم – أنتم التاريخ ! تراجعت الجبهة وأعلنت التزامها بوحدة اثيوبيا. أقول للكوناما –صبرا – أنتم الشجرة الأصيلةأنتم البذرة التى أعطت ثمارها لكل ما حولها – أنتم الأوائل فى الحضور والشواهد على العصور – مكانكم ارتريا وتاريخكم يبدأ من هناك.@ العفر هذا شعب قسمته الأطماع والصراعات الدولية الى أقسام ثلاث : اثيوبيا وارتريا وجيبوتىولكن العلاقات الأجتماعية والتواصل الثقافى والتعامل الأقتصادى لم ينقطع يوما بين سكان المثلث العفرى.فى يوم من أيام الملتقى جاء الى أحد الأصدقاء وهو ثائر وغاضب وقال: لقد أعلن العفر الأنفصال!؟سألته هل ناقشت أحدا أم انه استنتاج؟ قال : لقد صدر بيان بذلك – قرأت بيان ( سمرا ) واعلان ( أديس أببا) ولم أجد فيهما اعلانا بالأنفصال وان كانت الفكرة مطروحة كاحتمال مستقبلى. ثم قابلنا سويا أحد العفريين لا أعرفه ويعرفه صاحبى وانفجر صاحبى غاضبا وقال له: كيف تقولون انفصال ؟هذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه– حاول الرجل الآخر ان يشرح ولكن صاحبى الغاضب لم يعطه فرصة – وتدخلت محاولا تهدئة الحوار ولكن صاحبى انفجر فى وجهى وقالأعرف انك منحاز اليهم – ما أصلك عفرى!؟ وغادرنا دون وداع – وكنت أتوقع ان يواصل الأخ العفرى الحوار ويشرح وجهة نظره – ولكننا بشر! النفس تبحث عن ما تسكن اليه – التفت الى العفرى وسألنى وهو فى حالة من الذهول والمفاجأة:هل صحيح انك عفرى؟؟ لم أكن مستعدا لمثل هكذا سؤال واعتبرته انصرافا عن موضوع النقاش– قلت له : ربما أكون فكلنا أبناء آدم وحواء ولكن المهم ان لدى رسالة أرجو ان تبلغها الى من يهمهم الأمر:# اذا قررتم الأنفصال – أعذرونى فأنا لا استطيع أن أرافقكم – جذورى وأهلى وذكرياتى هنا فى القاش—سيتيت وبركا وعنسبا وحماسين وأكلى قزاى وسراى وسمهر والساحل.# أتمنى أن لا يحدث الأنفصال فأنتم منذ أن بدأ تكوين الكيان الأرترى أصبحتم جزءا من ذاكرة الشعب الأرترى – تشاركونه الأفراح والأتراح – الأنتصارات والهزائم – نحن نذكر الزعيم محمد عمر أكيتو ليس كقائد عفرى ولكن كزعيم وطنى للشعب الأرترى – نذكر شهداء أبناء العفر من قيادات الثورة الأرترية مثل القائد على محمد ابراهيم وقيادات من أبناء ارتريا استشهدت فى أرض العفر أمثال القائد عبدالقادر رمضان.قال الأخ العفرى: اننا نرفع شعار الأنفصال ليس لتطبيقه ولكن للتخويف والتحذير – مثل حد الزنا فى الأسلام لا يمكن تطبيقه الا اذا وصلت الأمور الى درجة التفسخ والأنحلال! قلت اذا وصلت أمور الدولة الى تلك الحالة فان الأنفصال لن يكون خيارا طوعيا بل تمزقا وشتاتا بالأكراه.القرار الذى خرج به الملتقى يستوفى كل الشروط : الحفاظ على الثوابت الوطنية والأعتراف بالحقوق القومية حيث نص على – وحدة الخيار الطوعى. ان شعار حق تقرير المصير يعكس قلقا من المستقبل ويعبر عن حرمان مزمن من الحقوق الطبيعية وممارستها ولا يشكل مطلبا ملحا لأبناء تلك القوميات.انها حالة تشبه من كان يعانى من جوع شل قدراته وعطل حساباته العقلية اليومية ثم اذا سألته عن كمية الطعام التى يريدها لسد جوعه قال: لا تسألنى وأحضر طعام الدنيا كله فلن يكفينى – ولكنه فى نهاية الأمر لا يأكل الا ما تستوعبه معدته وهى محدودة! دولة العدالة والمساواة هى ما يشبع تلك البطون الجائعة والعقول الحائرة وستنتهى تلك الشعارات تلقائيا فهى لا تستند الى واقع اجتماعى واقتصادى وثقافى وصل الى تلك الدرجة من التطور التاريخى لظاهرة القوميات.تلك كانت بعض القضايا الملتهبة التى تناولها الملتقى بموضوعية ولكن الوطن الكبير – ارتريا الواحدة والموحدة والشعب الواحد هو ما كان فى عقل ووجدان كل ارترى فى الملتقى وسنظل هكذا حتى يستعيد الشعب حريته ويمارس حقه فى اختيار ممثليه – وتكون الوحدة بعدها دستورية وشرعية.كان الله فى عون الشعب الأرترى. فى الحلقة القادمة: العلاقة مع اثيوبيا – ملاحظات أخيرة حول الملتقى وتوصيات الى المفوضية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى