مقالات

في وداع .. أبوبكر سليمان إدريس.

11-Feb-2017

عدوليس ـ ملبورن

أعلن الاستاذ بشير إسحاق رئيس المكتب التنفيذي للحركة الفيدرالية الديمقراطية الإريترية عن ان التحالف الديمقراطي والحركة الفيدرالية وجبهة التحرير الإريترية يوم غدا الأحد سوف يقيمان سرداق عزاء الأحد 12 من فبراير الجاري تأبين للمناضلين سليمان ادم وابوبكر سليمان. كما أعلن إسحاق عن ان النادي السوداني في اديس ابابا والتابع للجالية السودانية أفتح ابوابه يوم أمس الجمعة لقراءة القرآن الكريم والدعاء لروح المناضل القائد الفقيد ابوبكر سليمان.

كتب عدد من الزملاء والأصدقاء يبكون الشهيد أبوبكر سليمان .. عبروا عن عميق حزنهم وفقدهم، يسر (عدوليس ) ان تنشر طائف منها.
****قلبي يا أبا داليا. عبد الجليل سليمان عبي
أفجعني رحيلك يا صديقي أبوبكر سليمان (أبو داليا) .. كنت تظللنا كغيمة .. كنت تنثر القصص والحكايات .. وكنت تبتسم في وجه (علل) الزمان الكثيرة هازئا وساخرا، يا للفراغ الذي خلفته، يا للوجع، الوخز، يا للنصوص الرائعة … كن بخير في مثواك، كن نورا له، كما كنت لنا.. أتذكر كيف كنت مغرما ب ( لبيد ابن أبي رببعة)..
ومَا النّاسُ إلاّ كالدّيارِ وأهْلها بِها يَوْمَ حَلُّوها وغَدْواً بَلاقِعُ
ومَا المَرْءُ إلاَّ كالشِّهابِ وضَوْئِهِ يحورُ رَماداً بَعْدَ إذْ هُوَ ساطِعُ.
أتذكر كيف كنت مولعا بدرويش وكنت تكتب كلما عن لك قلم إلى صديق ما .. ضاع منك في دروب الغربة والمطارات ومعاطب البحار .. كنت تكتب له:يا أيها الولد المكرّس للندىقاوم !
يا أيها البلد – المسدّس في دمي
قاوم !
الآن أكمل فيك أغنيتي
وأذهب في حصارك
والآن أكمل فيك أسئلتي
وأولد من غبارك
فاذهب إلى قلبي تجد شعبي
شعوباً في انفجارك.
فيا أبوبكر ليبيا، يا أيها الذي نذرت عمرك للمقاومة، وللندي، والحب … كن بخير أينما ذهبت، لكنك أعلم أن رحيلك جعل حياتنا في هذا الكوكب أكثر هشاشة، ونلتقي.
****
ابوبكر سليمان ! … سلمى الجيلي / الحواتة.
الموت …!
الموت هو ذلك القدر الذي لا يفقه حسا
الموت هو الحقيقه الوحيده التي لا ترحم لا تترك لنا مجال للشك او للامل
الموت يأخذ منا اجمل اللحظات مقابل حزن و اسى و شروخ لا تندمل ف الروح
في ذاك الاربع كنت انوي زيارة استاذنا محجوب شريف عل الروح تروى بقربه وقبل الوصول له كان قد رحل …رحل ولا مجال للقيا
كذلك انسحب حميد تاركا في القلب وجعه ..ورحلت بدريه عبدالله رحل رياض رحل يونس رحلت نعيمه بت رهد … رحلوا
بلا عوده رحلوا وتركوا لنا من رحيقهم م نحيا به
ويتجدد الحزن كل صباح تراهم يدرون ما فعلوا بنا…؟
يدروا مقدار ما خلفوه من ألم
تلك الكتل السوداء نمت بهذا الحجم لم يولد الحزن صغيرا ابدا ولم يصغر
كان لي موعد مع احدهم …
كنت سألتقيه قريبا … لكنه لم يشاء
رحل اليوم الرفيق المناضل الإيرتري ابو بكر سليمان ادريس سكرتير المكتب التنفيذي للحركه الفيدراليه الديمقراطيه
رحل وكله إيمان بقضيته
رحل وهو يصارع من اجلها
يقاوم الديكتاتور اسياس
ويحلم بوطن يسعهم جميعا
كان مناضلا حقا قابضا على جمر القضيه متفانيا في واجباته يعمل بنكران ذات واخلاص عازما ان يتحقق حلمه يوما
لكنه الموت ..الموت الذي لم يهابه يوما لطالما اختار طريقه
“يا موت لو تركته مننا قد سرقته …”
ابوبكر سليمان عليك الف رحمة وسلام.
****
فاجعة… ! إبراهيم إدريس
لم أفقَ من فاجعة تَردفُها أخرى قاتلة. ” باكراي” هل حقاً تتقدم انت ذات الجرح الغائر في القلب. لماذا انت هكذا صقيع فينا حد الموت يا فبراير – كانت هي اللحظةِ التيِ رحل عندها – حكيم – و بالأمس الثرى إستقبل فارسا هو الأب الأخ الصديق العم – سليمان – الأن يأتي رحيل / ابوبكر سليمان إدريس .
هذا قدراً أدمع قلبي
وعقلي
معاً
لجناتَ الخُلد أنتم
قاسمكم
هو الوطن
لا
هذه
الأوطان.
****
رحيل آخر. أحمد شيكاي
أيّ رحيل وألمٌ هذا الذي يجيئني دفعة واحدة، داهمني فجأة كعويل ريح تفجرت من تحت قدميْ، لا مساحة لإستيعابه، أن أفرد له متسع من المساحات المعدة للحزن مسبقاً، وكأن هذا الجسد الذي لا يتسع إلى للهلعِ، قد تغطى بالحزن، تغطى بالتعبِ، تعب يحمل بين جنباته البؤس والحزن معاً، وعندما يأتيان سوياً وعلى وعيّ بهما، فهو ميلاد الحزن الأعظم، الذي يقرِّح القلب.أبوبكر سليمان، رحيلاً مراً علقماً، يخترق الذاكرة، يجعلها كثوباً قديماً بالياً مهترءاً، كلها ثقوباً متعددة تفتح عيونها الدامية على الدمع ومزيد من الدمِ.
هذه الذاكرة التي تحاول أن تخفف عن القلب ما يمكن أن يحتمل، قد إمتلئت حزناً وألماً دون أن ينقص ذلك من مافي القلب من حزن، فكلاهما ممتلئتان حد الإفاضة.
هناك بعض من صور متقطعة لمناظر كان مترابطة مكتملة، ترى من بين شقوقها أبوبكر الباسم الضاحك على مهل، تبرز إبتسامته من بين كلماته الرصينة المملوءة حكمة ويبان فيها طول التصارع مع الظلم الذي استهلك كل أيامه، ترى أسنانه التي أعتركت مع داء السكري ردحاً من الزمن، يطيح بها حيناً وتطيح به في آحايين أخر.
يا لفقد هذا الإنسان البسيط الذي عاش على هامش الحياة وفِي قلب الرسالة، كان إنساناً مؤمناً بما يفعل، ترى الصمود في عينيه وإرتعاش يديه يرسمان أمامك لوحة تحمل كل صنوف البشر وخاصةً أولئك الذين تراهم يحبون الحياة ثم تراهم زاهدين عنها في نظرةٍ تالية.
يحضر إلى مكتبه وهو يسابق شعاع الصباح، تلامس قدماه الأرض بكل ثبات، يلقي التحية على الجميع، كواجب وشيء ملزم، ومن كان بعيداً عن يداه، رفع الرأس وخفضه ومعها رفع “الكسكتة” لأعلى تصله كتحية صباحية حارة، من شخص يحب الصباح والحياة كيف لا وهو قد رهن كل حياته منتظراً الصباح الذي ستشرق فيه شمس شعبه العظيم.
تعرفت عليه في مكتب الإعلام، القسم العربي للتحالف الديمقراطي، يعمل هنا كجندي مجهول لا عنوان له، ولا معلومة الجهة التي تسببت في إنتسابه إلى هذا المكان، وحدهم أهل الاختصاص يدركون ذلك، ينغمس في العمل الذي أمامه وكأنه آخر عمل له، ثم يعيد الكرة في يوم جديد بذات الروح.
كان ومازال يحدث في التغريبة السياسة التي هو أحد ضحاياها وغيره الكثيرين، يحدث أن ينقل إلى أحدهم خبر رحيل أحد أقاربه، تجد أبوبكر، في مقدمة المعزيين حتى كنا نحتار بعض المرات فيما إذا كان خبر الرحيل هذا يعني أبوبكر أم إسم الشخص الذي سمعنا بوفاة قريب له وجئنا نشاطره الأحزان، كان مليئاً بالحزن، مليئ للحد الذي يحزن بكل صدق للذين حوله عندما يصيبهم ما يحزنهم ، كان يحس أن كل حزن في هذا الكون هو حزنه وحده، رغم أن الأمل كان رفيقه الدائم.
قد إعتدنا على الوفاة ورحيل من هم حولنا، لكن هذه المرة ليس أمراً بسيطاً أن يرحل عنا، شخص مثل أبوبكر، بكل هذه الخفة، دون سابق إنذار وتوضيح مسبق، أن تفقد مثقفاً ملهماً تزخر حياته بالتجارب والدراية ك أبوبكر.
هذا الرحيل لا يسعني، لا يسعنا، أحتاج إلى مزيد قوة لتقبّله.
أبوبكر لا أعرف حتى اللحظة أين كانت لحظتك الأخيرة وأي تراب أرض غطى جسدك، لكني أعرف أن روحك ستلهم محبي السلام والعدل والحب.
عليك الرحمة والسلام ولَك النعيم.
****
وكتب بدر محمد صالح
فيم كنت تحدق يا/صديقي ،
وما تلك الظلال التى تكسو
وجهك …. أكان بدء ظلاما
يتناسل سواده ليسربلك ..
يا/رفيقا … كان أرفق بي
مني ، تزيحني لتتقدم عني
حين صدام أنا مشعله ..
وتقف بجانبي فرحا ، حين
مديح أنت أحق به مني ..
اللهم . لا أملك إلا التضرع إليك
اكتنفه بغفرانك ورحمتك وعفوك.
****

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى