مقالات

كلمة إرتريا:العنتريات التي ما قتلت ذبابة

17-Nov-2007

المركز

قالت مصادر تابعة للنظام الإرتري في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية الأسبوع الماضي إن جولة الحرب المقبلة بينها وبين إثيوبيا «لن تكون كسابقاتها الثلاث التي اندلعت أعوام 1998 و1999 و2000 التي انتهت باتفاق الجزائر للسلام، ولن تتوقف إلا بنهاية نظام ملس زيناوي في اديس ابابا».

لقد درج النظام الإرتري على إطلاق مثل هذه التهديدات الجوفاء والعنتريات التي ما قتلت ذبابة – كما يقول نزار قباني – دون النظر إلى قدراته وإمكاناته وذلك دفعاً بالشعب الإرتري إلى أتون محرقة جديدة إذا ما اندلعت سيكون لها آثاراً عميقة تتسع لتشمل المنطقة بأسرها .وقبل الهزيمة النكراء التي مني بها عام 2000م كان أفورقي قد ذكر عبارة تناقلها الركبان قال فيها ( إن إثيوبيا لا يمكن أن تهزم القوات الإرترية إلى أن تشرق الشمس من المغيب ) فكانت النتيجة أن دخلت أرتال الجنود والقيادات العسكرية الإرترية إلى السودان يجرون ذيول الهزيمة بسبب معركة غير متكافئة دفعوا إليها دفعاً بواسطة أفورقي وعندما حاول رفاقه التحقيق حول أسباب الهزيمة زج ببعضهم في السجون بتهمة الخيانة العظمى والعمالة لإثيوبيا وفر الآخرون إلى الخارج .إن حرب السنتين التي اندلعت بين إرتريا وإثيوبيا في الفترة من 1998-2000م أودت بحياة الآلاف من الشعبين و انتشرت سرادقات العزاء حينها في كل أماكن تواجد الإرتريين في الخارج ناهيك عن الداخل الذي تحول إلى مأتم كبير .. كثير من الأسر فقدت أكثر من واحد من بنيها لتظلل سحب الحزن جميع أرجاء الوطن على شباب قضوا نحبهم إرضاءاً لنزوات رئيس شرير يدرك تماماً إن استقرار الأوضاع في إرتريا ستؤدي به إلى مزبلة التاريخ .والآن يعد النظام نفسه لحرب جديدة إذ أن الطبيعة العدوانية أصبحت صفة لازمة له .. فهو لا يصغي إلى رجاءات المجتمع الدولي بالالتزام بالاتفاقات المبرمة القاضية بسحب الجيش من المنطقة الأمنية والكف عن التضييق على قوات حفظ السلام بل وفي خطوة هروبية إلى الأمام يقوم باستضافة ودعم وتدريب وتسليح جميع قوى المعارضة للدول المجاورة وأحصاها أحد المحللين ب14 فصيلاً معارضاً تابعة لدول الجوار ناهيك عن نمور التاميل السيرلانكية وغيرها مما يدل على النظام القائم في إرتريا مصدر لعدم الإستقرار ليس في المنطقة فقط وإنما في العالم بأسره .ويجب على الشعب الإرتري أن لا ينخدع بدعاوى الوطنية الزائفة التي ظل يبثها افورقي عبر وسائل إعلامه وليعلموا جيداً إن هدف أفورقي الأساسي هو البقاء على سدة الحكم بصرف النظر عن التكلفة الباهظة التي ينبغي أن يدفعها الشعب الإرتري ثمناً لذلك وشعاره الوحيد الذي يرفعه دوماً هو (حبذا الإمارة ولو على الحجارة ) .وفي الختام نسال الله أن يحفظ شعبنا من كل مكروه * صفحة رسالة إرتريا – صحيفة الوطن السودانية – الجمعه 16/11/2007م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى