مقالات

مفاتيح : البدايات الصحيحة تؤدي الى نتائح صحيحة : جمال همد

26-Jan-2008

المركز

بعد طول مماحكات وخلافات لاتعرف سقفاً ومعارك في غير معترك وبعد جهد دون طائل وهدر للزمن وحكايات نسجها الخيال الشعبي اثناء محطة الانتظار الملل توصلت اطراف التحالف الى اتفاق كان يمكن ان ينجز في ساعات بدلاً من ينفق عليه شهور ، ومع ذلك شيء احسن من لاشيء .

الآن امام لجنة التسيير أو( الترويكا ) الارترية الكثير من المهام العاجلة وكذلك اللجنة التحضيرية لإنجاح المؤتمر المأمول اذا احسنت الاعداد والتصرف ، فعلى سكرتارية التسيير سرعة التحرك لايجاد التمويل اللازم لتغطية تكاليف المؤتمر وهنا اقترح الآتي : 1/ ايقاف كل أوجه الانفاق السابق وخاصة على ما سمي بالمتفرغين لانهم يمتصون نسبة كبيرة من ميزانية التحالف دون عمل ملموس . 2/ اللجوء الى الشعب الارتري المتضرر من استمرار النظام ونقترح ان تكون المساهمة كالآتي : * الملتزمين في الفصائل عبر فصائلهم . * المستقلين عبر الجاليات في الخارج،وكذلك التجار ومنظمات المجتمع المدني والإتحادات وتكون المساهمة رمزية (ان شاء الله جنيه سوداني ودولار اميركي ويورو اوربي) ، ثم اللجوء للقوى الصديقة . اما اللجنة التحضيرية فعليها اللجوء لطلب المشورة والاستئناس بآراء الغير من القوى المدنية والاكاديمية والاعلامية … الخ من أجل صياغة برنامج سياسي وهيكل تنظيمي جديدين. ميثاق سياسي يجيب على متطلبات المرحلة محليا واقليميا ودوليا ليضع المعارضة في دائرة الضوء بدلا من ان تأتي التنظيمات والاحزاب والحركات ببرامجها السياسية وايديولوجياتها لتحشرها حشرا في صلب الميثاق وهي ايدولوجيات وسياسات لم تختبر بعد.. قطعا المسافة الزمنية ليست بعيده والجهد المنتظر من التحضيرية كبير الا ان فتح (ايميل)بريد الكتروني وتوجيه رسائل لكل منظمات المجتمع المدني الفاعلة الموجوده حقيقة على الأرض و المراكز الاعلامية والمتخصصة والاكاديميين والاتحادات المهنية … الخ لإعداد أوراق ومقترحات تتيح لها مساحة كبيرة من الحركة والانفتاح على الناس وتقف على التطورات السياسية التى تمر بها المنطقة والعالم وتتعرف على اتجاهات الرياح حتى لاتمشى عكسها. هذه الأوراق سوف تكون مدعمة بتقارير تسربها القوى الكبرى من خلال مراكز الدراسات الاستراتيجية ، كما ستتعرف على احتياجات شعبنا وأولوياته واتجاهات الرأي داخله بدلاً من التفكير نيابة عنه خاصة وأن جزءً كبيراً من الاسس التى تستند اليها البرامج السياسية والايديولوجية للفصائل لاتدخل الآن في دائرة اهتمامه وسيقول فيها رأيه عند حدوث التغيير في بلاده ويعود الى هناك وبعد ان يستريح قليلا . نقول كل ذلك حتى لايأتي الميثاق الجديد وقع الحافر على الحافر من الميثاق القديم ويدخل الجميع الدائرة الجهنمية التى ماج وهاج فيها الجميع لسنوات ، ومن اسباب ذلك ان الميثاق القديم تضمن بنود لم يأتى أوانها ولامكان تطبيقها وكان في ذهن الجميع اثناء الصراع انهم فقط البديل القادم للنظام القائم لذلك حشدوا برامجهم السياسية والفكرية التي تسند مشروعيتهم واودعوها الميثاق الذي ضاق بها وترهل، وهذا يجرنا للحديث عن الهيكل التنظيمي الذي أتى متناغما مع الميثاق ليترهل بجيش جرار من المتفرغين دون انتاج ليمتصوا الجزء الاعظم من ميزانية التحالف التي هي بالاصل لاتسمن ولاتغني من جوع .لم نكن فيما سبق بصدد تقييم تجربة التحالف بل هي اشارات عامة تحتاج لتعميق نقاش لتجاوزها كما اردنا القول ان مشاركة منظمات المجتمع المدني والشخصيات العامة يجب ان لاتكون( ديكورية) أو (عزومة مراكبية) ، ويجب أن يكون اشراك الجميع بشكل يتيح لهم فعليا التأثير وهو المدخل الصحيح للدفاع عن التحالف أو المظلة أو اية تسمية أخرى وهو بدية لعلاقة سليمة وصحية بين القوى السياسية الارترية والقوى المدنية منذ الآن .واخيرا نقول رغم الإحباط والمرارات إلا ان الجميع حريص على استمرار تجربة الائتلاف الارتري المعارض و هذه فرصة كبيرة لوضع اسس جديدة وتجاوز القديم بعد اخذ العبرة والتقييم ولا ضرورة للتمسك بتجربة فاشلة أعني التحالف الديمقراطي الارتري بشكله القديم .نشرت في صفحة رسالة إرتريا في صحيفة الوطن السودانية 25/1/2008م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى