مقالات

ستظل كرن عصية على الديكتاتوريات : بقلم/ إبراهيم قبيل

2-Mar-2006

المركز

الحملة على كرن جزء من المخطط الطائفي للنظام وهو مؤشر كبير يدلنا على طريق وأضح وجلي وهو ضرورة مواجهة آلة القمع للسلطة القائمة بأسلوب حرب التحرير تحرير الإنسان الإرتري من سلطة القمع والإرهاب.

أن ما حدث في مدينة كرن لم يكن مستغربا أو جديد لأنه يحدث باستمرار وفي كل المدن الإرترية. ولكن ربما لأن حجم الحملة وألاسلوب الاستعراضي الذي تمت به والذي كان استفزازي جدا وكان عبارة عن استعراض عضلات السلطة أمام جماهير مدينة كرن جهارا نهارا على غير العادة حيث كانوا يقومون بحملاتهم ليلا وبشكل مفاجئ في السابق. وهي في تقديري رسالة واضحة لاهالي المدينة المتمردة دوما بأن صبر النظام الطائفي قد نفذ وانه من ألان صاعدا سوف يتبع أسلوب العقاب الجماعي ضد المواطنين في المدينة . وذلك بغية كسر شوكة المقاومة الشعبية لأبناء المدينة بأسلوبهم الكرني تارة بالمواجهة الصريحة وأخرى بأسلوب المواربة والسخرية والاستفزاز . والذي يثير غيظ المسئولين في المدينة من أرباب السلطة وكل من له صلة بالسلطة بل حتى على من يعتقد أنه موالي من بعيد بهذه السلطة . وهذا موقف جمعي إذا التعبير لاهالي مدينة كرن من نظام الشعبية الطائفي . وهنا تستحضرني مواقف اذكر نماذج منها حدثت فعلا وأن كانت المواقف لأبناء كرن كثيرة خاصة الأبناء من الشباب ويحتاج سردها مجلدات . من تلك المواقف موقف حدث لأحد أبناء سمهر من المغتربين في أحد دول الخليج وكان مناضلا في صفوف جبهة التحرير السابق في أجازته السنوية التي قضاها في البلد منذ سنوات خلت. . ذهب لزيارة ابن عمه الذي يعمل أحد أجهزة الأمن بمدينة كرن. وبينما هما جالسين على أحد مقاهي المدينة لفت نظره أشخاص ذوي سحنة شرق أوسطية وظن من أول وهله أنهم من الإخوة العرب .كانوا يجلسون بالقرب منهما. فقال لقريبه ماشاء الله أرى سواح عرب يزورون بلادنا فابتسم قريبه وقال له آن هؤلاء ليسوا بعرب أنهم اسرائيليين فوجل الرجل وقال بعفويه أعوذ بالله فسمعه احدهم فجر كرسيه وجلس معهم دون استئذان وبادرهم بالقول دون مقدمات أنتم الإرتريين لا تحبون الشعب الإسرائيلي. ولكن حكومتكم هي التي تحبنا فقط .وخاصة أهالي هذه المدينة لقد رشقنا الأطفال بالحجارة عندما علموا بأننا اسرائيليين. لماذا تكر هوننا؟!! يقول لم أجب على سؤاله الغريب لأنني كنت مشمئز من أسلوبه في التطفل علينا وطريقة كلامه الفجة ولم أكن أريد أن اسمح له بالدخول في حوار معي فطلبت من قريبي المغادرة فغادرنا المقهى فورا وتركنا الإسرائيلي المتطفل لوحده مع أسئلته الحائرة . ولكن كنت في داخلي فرحا ومعجب بموقف أبناء كرن العظيم . الموقف الأخر وكان ذوى دلالة عميقة وحدث مع فنان معروف لم يكن ينتمي لحزب السلطة في السابق ولكن بعد التحرير غنى أغنية تراثية تمجد شخصية بطل شعبي تمدح شمائله وتذكر أوصافه. قام الفنان بتلحينها وغناها في ذلك الوقت مما أعطى الانطباع أن الفنان كأنه يقصد بها شخص رئيس النظام القائم . وعندما عاد الفنان المعروف إلى البلاد وفي أحدى المرات طلبت منه جهة رسمية الغناء في مدينة كرن في مناسبة رسمية , فما كان من الفنان المعروف إلا أن لبى الدعوة ممنيا نفسه بتحقيق نجاح باهر نظرا لان سكان المدينه في غالبيتهم المطلقة من المسلمين يمكن أن يتفاعلوا مع أغانيه ,ولكنه فوجئ مع بداية الحفل بالحجارة تنهمر عليه وخرج من الحفل مذهولا غاضبا مستغربا من هذا التصرف الذي لم يتوقعه أبدا ولكنه نسى أن أغنيته سئبة الصيت كانت سببا في هذا الموقف من أبناء المدينة المتمردة على السلطة , ولكنه استوعب فيما بعد الدرس وألغى كل مشاريعه التي كان ينوي أقامتها في هذه المدينة ومنها افتتاح محل ( مطعم) كان قد اشترى معداته بالفعل . الموقف الآخر أيضا مع فنان مسيحي مشهور له جمهور كبير خاصة وانه كان فنان ملتزم عضو في احد فصائل جبهة التحرير وكان معارضا لفترة طويلة للنظام القائم وكانت له أغاني تنتقد هذا النظام الذي حرم سماع أغانية في الأماكن العامة أو دخول أشرطته الغنائية . وكانت بعض المقاهي في العاصمة أو المدن الكبري تحرص بعض الأحيان على إذاعة أغانية من خلال أجهزة الاستيريو بالمحل بناءاً على طلب الرواد أو لجذب الزبائن . فإذا بالفنان المحبوب يفاجئ الجميع بظهوره على وسائل الأعلام الرسمية والغناء في الحفلات الرسمية في العاصمة . ومن ضمن الحفلات التي حرص النظام الحاكم أقامتها للفنان لاستغلال شهرته وتاريخيه السابق وبحكم انتمائه السياسي السابق لجبهة التحرير أقيم له حفل غنائي بمدينة كرن على أمل أن يكون الفنان حبل ود بين السلطة و أبناء المدينة العصية. ولكن كانت المفاجأة عكس ما كان يتوقع منظمو الحفل وحتى الفنان نفسه حيث كانت المفاجأة قاسية عليه . والذي حدث أن الفنان بينما هو مندمج في غنائه في الحفل الذي أمه جمهور غفير تقدم إليه بعض الشباب يحملون أوراق نقدية وتظاهروا بأنهم يريدون لصقها على جبهة الفنان تعبيرا عن حبهم له كما هي العادة في حفلات الشعبية إذا بهم برشون بين قميص الفنان وجسمه نمل اسود قارص بكميات كبيرة مما جعل الفنان يتأوه من الألم من لسعات النمل القاسية التي لم تترك مكان من جسمه وألا لسعته وخرج الفنان من الحفل إلى كواليس المسرح طالباً المساعدة وهو يلعن ويسب أهالي المدينة ويحلف ألا يغني أبدا بهذه المدينة العدائية وأخذ يبكي طويلا بسبب هذا الموقف. وهناك مواقف كثيرة عدائيه للسلطة من قبل شباب أو بالأصح الصبيان في المدينة من السلطة وكل من ينتمي إليها. ولذا أن موقف السلطة الطائفية من طلاب وتلاميذ المتوسطة والثانوية في مدينة كرن الذين تم أخذهم بالقوة من أحضان أمهاتهم وبيوتهم, كان موقفاً انتقامياً يحمل في طياته حقد دفين لأبناء هذه المدينة الصامدة المقاومة صغارا وكبار وأن كنت قد ذكرت بعض نماذج من مواقف الشباب الكرني فللكبار مواقف كثيرة وعظيمة في مقاومة هذه السلطة الجائرة قد أتناول بعض منها في مقال أخر ولكن ما كنت ارمي إليه هو أن هذه السلطة الطائفية الجائرة ما لم يتم ردعها بالقوة فلن تكف عن قمع الشعب وأطفاله ونسائه. وبالتالي نحن مطالبين بتشكيل وبناء مقاومة شعبية قوية داخل الوطن لنبدأ حرب تحرير للإنسان الإرتري من قبضة النظام الجائر.إن كانت الحرب مع العدو الإثيوبي في السابق لتحرير الأرض . فلتكن هذه حرب لتحرير الإنسان الإرتري المغلوب على أمره. تكون ساحتها المدن الكبرى لاسيما العاصمة حيث ثقل السلطة . وذلك من خلال العمل الفدائي المنظم والمحدد الأهداف لان هذه السلطة لا تعرف إلا لغة القوة وحدها. و قد نفذ وقت المراهنة على العمل السياسي لوحده وجاء وقت المبارزة والتحدي الحقيقي. ولابد لنا من صنع قوة موازية لقوة السلطة في الداخل تقف في وجهة إلة القمع للنظام الحاكم وتحمي الشعب الإرتري وتضع هذه السلطة أمام خياران لا ثالث لهما أما السقوط أو الرضوخ لإرادة الشعب الإرتري . وهنا أنا أناشد كل أبناء الأغلبية المسلمة الضحية الكبرى لسياسات النظام الطائفي الحاكم أن يرتفعوا إلى مستوي المسئولية والتحدي ذلك بتكاتف الجهود من أجل تحقيق ذلك الهدف. ولأنه لا توجد وسيلة أخري أو خيار أخر أمامنا إلا إن ننتزع حقوقنا بالقوة وحدها.لان الحقوق تنتزع ولا تعطى وان نسقط كل الحسابات الاعتبارات الأخرى فإما إن نكون أحرارا في بلادنا وأما الشهادة. بقلم/ إبراهيم قبيلجبهة الثوابت الوطنية sabbisite@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى