أخبار

في سرادق عزاء القائد عبد الله إدريس : حديث لاتحده مساحات ولا تسعه أسفار *

18-May-2011

المركز

شيع الآف الاريتريين وأصدقاء الثورة الإريترية وجهات تشريعية وأهلية وأعداد من قادة وكوادر فصائل المقاومة الإريترية عصر الأثنين الماضي المناضل الشهيد عبد الله إدريس في مقابر حسن وحسين بكسلا .

وقد توافدت جموع كبيرة من ولايات الشرق الثلاثة والجزيرة وسنار والعاصمة الخرطوم إلى كسلا في لفته فسرت بأنها وفاءا لرجل أعطي وطنه دون كلل حسب الشعارات التي أطلقها المشيعون . هذا وقد خاطب الحشد الذي وقف لساعات طويلة في إنتظار الجثمان السيد حسين خليفة رئيس جبهة التحرير الإريترية الذي عدد مناقب الفقيد الوطني مبرزا دوره في بناء جيش التحرير الإريتري ودوره في قيادة جبهةالتحرير .وكان الجثمان الذي صلي عليه بمسجد الميناء المركزي قد وصل الخرطوم في ساعات الصباح وكان في استقباله عدد كبير من الرموز الوطنية وقادة العمل الوطني .وقدأجرينا هذا الاستطلاع في سرادق عزاء الشهيد الراحل في كسلا فإلى تفاصيلة …

الشيخ حامد صالح تركي : القيادي البارز في الحزب الاسلامي للعدالة والتنمية
ألتقيت به في القاهرة ونحن طلاب دراسة في السنوات الأولى لجبهة التحرير الإريترية .. وافترقنا حيث ألتحق الفقيد بدورة صف الضباط بالجمهورية العربية السورية وذهبت أنا لبغداد لمواصلة دراستي الجامعية .. بعد ذلك ألتقينا وانا مديرا لمكتب بغداد وهو قائئدا عسكريا أثناء زياراته للعراق . واتذكر حوارتنا قبيل المؤتمر الوطني الثاني في العام 1975م وقد كانت فترة مهمة في تاريخ الثورة الإريترية عملت بعدها عضوا في محكمة الإستئناف العليا في الجبهة وأقتصرت اللقاءات ضمن العمل العام في التنظيم .تميز الرجل بالحزم والحسم في مواجهة خصومة وإيجاد الحلول للقضايا الصعبة وأتذكر هنا الحل الذي قدمة لكيفية أشراك المستجدين في جيش التحرير الإريترية الذي كانوا يتواجدون في معسكر ربدة . فقد اقترح عدد من القيادات أشركهم أسوة بأقرانهم في الجيش بينما رفض البعض أشراكهم لكونهم لايزالون في بداية المشوار وأحتدم الأمر ليحسم القائد الأمر بأشراكهم بنسبة 7 لكل سرية بدلا من الـ 15 المعمول للفصائل المسلحة .تمتع الرجل بذكاء فطري كما كان يردد الشيخ المرحوم محمد إسماعيل عبده أبونوال وهو كذلك . الشيخ آدم إسماعيل ( أبو الحارث )
نائب الأمين العام لحركة الإصلاح الاسلامي و الذي رافق الجثمان من مطار الخرطوم وحتى مستقره الأخير أستهل حديثه بالقول : تعرفنا عليه ونحن أشبال لجبهة التحرير الإريترية ..عرفته محاورا لبقا وحصيفا وشريفا في حوارتنا الثنائية أو الجماعية .. عرفته رجل يقدم الحلول والمبادرات ، يستمع أكثر ما يتكلم . نظيف اليد واللسان أشهد له بالأيمان وحبه لدينه الحنيف .متواضع دون تكلف رغم مكانته . طلب حضوري قبل سفره الأخير للندن وكان لقاء مناصحة في إتجاه الهم الوطني وتوحيد ساحة المقاومة وضرورة التكاتف ا ، وشعرت حينها بأن الرجل يوصي .المناضل عثمان هبتيس :
رافق الراحل لسنوات طويلة أمتدت من القاهرة في بداية الستينات وحتى 1982م .. عمل أمينا لخزينة المكتب العسكري بإمرة الفقيد مباشرة يقول وهو يغالب شعوره بالأسى والحزن ( عفيفا .. نظيف اليد واللسان .. لم أختلف معه ولا مره .. ولم يتطرق اليه الريب والشك طوال عملي معه .. مناضل يتسم بالتواضع دون إخلال ).رمضان أحمد رمضان :
كان له كلمة مقتضبة عبر فيها عن بالغ حزنه وألمه للفقد وقال ان مقولة يتم الشباب الإريتري وحالة الإنقطاع بين الأجيال أثبتت خطلها منذ يوم أمس فقد كانت مشاركة الشباب الذين لم يعاصروا جبهة التحرير بادية للجميع في تشيع جثمان الفقيد القائد وأضاف رمضان : وأنا مسرور وان الطريق الذي أختطه عبد الله إدريس ورفاقة سوف نسير عليه نحن الشباب فلا خوف ولا وجل . محمد علي إبراهيم
القيادي في حزب الشعب الديمقراطي الإريتري وصف الفقيد بالجريء في إتخاذ القرارات مهما كانت صعوبتها كميزة أساسية في القيادة العسكرية .. مخلص لقضيته وأهدافه شديد الحسم في مواجهة خصومه ولا يتردد في دفع الأمور بإتجاه التصعيد والمواجهة . كما تميز يقول محمد على القائد عبد الله بأنه صاحب نكته سريع البديهة محبوب من جنوده .
هي رفقة عمرها أكثر من 45عاما بحلوها ومرارتها يقول رفيق دربه حامد محمود الشهير (بعنجة ) لم بفترق خلالها إلا عند سفره الأخير . يسرح مني بعيد ويضيف عنجة : عبد الله هو هو بإبتسامته المعهودة في السلم والحرب في أجواء الإنفراج السياسي أو في حلكة الأيام وقسوتها ، عملت معه وهو القائد العام وأنا ورفاقي اركان حربه كنا نتحدث في كل همومنا إلا هم أسرته وأولاده . ويضيف عرفته متسامحا طيبا لايتشوش فكره بآراء الآخرين وما ينقلوه اليه رجل ديناميكي أثناء المعارك تجده بجانب جنود وفي عدة جبهات مما ينعكس إيجابا في معنويات المقاتلين ، ينام لساعات قليلة في الميدان أو في ساعات الاستراحات أو زيارات المدن التي غالبا ما تكون زيارات عمل رسمية .يوزع التكاليف بدقة وحساب يكلف مروسية بحساب حتى لايتسبب في حرقهم بتكاليف فوق قدراتهم وطاقاتهم . يختم عنجة حديثة بالقول الحديث عن رفيق دربي عبد الله إدريس لاتحده مساحات ولا تكفيه الأسفار وأتصور الآن ان تلك الوديات والجبال والسهول تبكية وتتحسر على فراقه : اليوم تهتز الأرض وتدمع السماء / ويعم الحزن الأرجاء / وكل رفاقك يا أبو إبراهيم .
المناضل الكبير محمد الهادي دوحين
واحد من الذين رافقوا الشهيد القائد تزاحمت بين يديه الصور والأخيلة والوقائع وإحتار بماذا يبدأ حديثه معنا واستجمع قدرات المناضل الحميم وقال : التقيت بالراحل في منتصف الستينات إبان حركة الجنود التي كانت تهدف لوحدة المقاتلين ، كنت عضوا في المنطقة العسكرية الثانية وهو من المنطقة الخامسه وإتفقنا على الهدف السامي للحركة وكان من الداعمين والمساندين لها . تمتع عبد الله بالحركة والهمة العالية التي لاتنحني للعواصف .. محارب كبير لايعرف الهزيمة قط يشرك جنوده في التخطيط . كنت أشبه بينه وبين القائد الشهيد عمر حامد إزاز فحتى عندما تختلف معه تكن له الإحترام والتقدير . أختلفت معه في التقدير في عمليات الإستنزاف التي مارسناها ضد الجبهة الشعبية في الثمانيات القرن الماضي لكلفتها العالية ومع ذلك كنا أصدقاء . عبد الله كان رجل عسكري وسياسي يفكر بعمق ودراية وقد كلفني مع رئيس جهاز التسليح آنذاك الشهيد عبده إدريس بالإشرف على تسليح جبهة تحرير تقراي … تميز بالإنضباط العسكري وبالإهتمام بجنوده . لوحظ في سرادق العزاء كثرة المنشورات التي كان يوزعها الأفراد على المعزين .. منشورات تحمل صدق الوفاء والامتنان لرجل عرفوه وخبروه .. كما تعبر عن عمق حزنهم وحسرتهم .. أختاروا هذه الوسئلة لبث حزنهم لفقده وإيصال صوتهم للناس وترسيخ صورته من هذه المنشورات منشور حمل توقيع المناضل آدم محمد خير الحسن قال فيه ( حقق جيش التحرير في ظل قيادته العديد من الإنتصارات وفي مقدمتها تحرير المدن الإريترية وقراها وأريافها في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي . ويسترسل المنشور ويضيف كان الفقيد قائدا ميدانا لقن أعداء الحرية والديمقراطية دروسا في الصمود والتضحية والتصدي .. له سجل يعتبر مفخرة ونموذج للإنتصارات . وعبد إدريس قائدا لايمكن محوه في ذاكرة الشعب الإريتري. وكذلك منشورا آخر حمل اسم المواطن صالح حدوق سليمان الذي حمل كلمات صادقة من مواطن بسيط أحب أن يشارك بها محبته للقائد الراحل ، وكذلك منشور بإسم إتحاد الفلاحين بتوقيع رئيسة طاهر علي كرار.الاستاذ إدريس همد :رئيس فرع جبهة التحرير الإريترية باللملكة المتحدة
أستهل حديث إلينا بتوجيه التحية لكل من ساهم في إيصال الجثمان إلى كسلا وخص بالشكر الجالية الإريترية ببريطانيا وفرع حزب الشعب الديمقراطي والحزب الإسلامي وجبهة الإنقاذ بجناحيها وفرع الحزب الفيدرالي العفري بقيادة أحمد قعص وعدد من الشخصيات الوطنية المستقلة كالاستاذ محمود إسماعيل الحاج وحمد محمد سعيد كلو ومنظمات مدنية خص بالشكر مركز سويرا لحقوق الأنسان ومنظمة (سدري ) ووجه التحية والتقدير للسفارة السودانية التي ساهمت بتسهيل الإجراءات وتقديم العزاء وكذلك السفارة الإثيوبية التي أبدت إستعدادها في نقل الجثمان لإثيوبيا .. كما وجه شكره وتقديره لفرع الحزب الشيوعي بالمملكة المتحدة ، وعدد كبير من اصدقاء الشعب الإريتري من الشعب السوداني الشقيق .كما تقدم بشكره للسيد إبراهيم دقلل ناظر عموم قبائل البني عامر بالسودان والذي رافق الجثمان والإتحاد العام للطلاب الاريترين ورابطة طلاب العفر في الخرطوم والاستاذ عبد الله إبراهيم فكي القيادي الاسلامي وصديق الثورة الإريترية عابدين عبد السميع ورئيس المؤتمر الإسلامي الشيخ حسن سلمان والشيخ آدم إسماعيل اللذين رافقا الجثمان وكذلك المركز الإريتري للخدمات الإعلامية الذي سجل حضورة في المطار ثم بمرافقة الجثمان ، ووفد إتحاد العام للطلاب الإريتريين في السودان .وقال جهود جهات عديدة هي التي أوصلت جثمان الفيقد الراجل للسودان وهذا سيكون موضع إحتeرامنا وتقديرنا دوما . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى